دعوه للاستماع للشاطر

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
دعوه للاستماع للشاطر


مصطفى شلبي

بقلم: د. مصطفى شلبي

12-04-2012

دفعت جماعة الإخوان المسلمين بالمهندس خيرت الشاطر مرشحًا لرئاسة الجمهورية، هذا الرجل الذي لا أنسى شهادة الأستاذ مصطفى مشهور عنه حين قال (خيرت الشاطر، شاطر داخل المسجد وشاطر خارج المسجد)، هذا الرجل الذي وقف شامخًا في وجه ثلاثة رؤساء ابتداءً بعبد الناصر مرورًا بالسادات وانتهاءً بالرئيس المخلوع، والذي قضى في سجونه اثني عشر عامًا.

ولقد ووجه هذا القرار بحملة هجومية تشويهية في الإعلام لجماعة الإخوان المسلمين.

ولا أستطيع أن أنكر أن هذه الحملة قد آتت أكلها بتشويه الصورة الذهنية عن الإخوان لدى البعض من الشعب المصري.

ولكننا حينما نناقش هؤلاء في الشارع وفي المؤسسات ونبين لهم حقيقة الموقف بعيدًا عن الضلال والإضلال الإعلامي الذي تمارسه بعض الفضائيات وبعض الإعلاميين المتحولين إلا ويقولون قولاً واحدًا متكررًا على لسان الكثيرين منهم لماذا لا توضحون للناس وتبلغوهم بهذا الكلام؟

وهذا ما دفعني لتوجيه نداء لكل الذين يسمعون عن الإخوان ومواقفهم من خلال من يناصبونهم العداء أقول لهم فلتستمعوا لمن تشاءون ولكن حق الإخوان عليكم أن تستمعوا إليهم وأخيرًا القرار قراركم.

فالحكمة تقتضي أن أستمع للجميع ثم لي عقلي وقراري ولا أكون إمعة كما نهى عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: "لا يكن أحدكم إمعة يقول: إن أحسن الناس أحسنت، وإن أساءوا أسأت، ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا، وإن أساءوا أن تجتنبوا إساءتهم".

ولقد ذكرني هذا بموقف الصحابي الجليل الطفيل بن عمرو الدوسي الذي قدم مكة في العام الذي أسلم فيه فعلمت قريش بمقدمه وهو ذو الجاه والرفعة في قومه، وذو عقل فخشيت قريش أن يلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم ويستمع إليه فيسلم فيكون إسلامه سندًا وفتحًا للمسلمين، فعمد رجال من قريش لملاقاته خارج مكة ولا زالوا يحذرونه ويخوفونه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ويشوهون صورة رسول الله صلى الله عليه وسلم لديه وكان مما قالوه له كما رواه رضى الله عنه (فقالوا يا طفيل إنك امرؤ شاعر سيد مطاع في قومك وإنا قد خشينا أن يلقاك هذا الرجل فيصيبك ببعض حديثه فإنما حديثه كالسحر فاحذره أن يُدخل عليك وعلى قومك ما أدخل علينا وعلى قومنا فإنه يفرق بين المرء وابنه وبين المرء وزوجه وبين المرء وأبيه فوالله ما زالوا يحدثونني في شأنه وينهونني أن أسمع منه حتى قلت والله لا أدخل المسجد إلا وأنا ساد أذني. قال فعمدت إلى أذني فحشوتهما كرسفًا) وعرف بعد هذه الواقعة بـ(ذو القطنتين).

وهذا ما يمارسه الإعلام اليوم من تشويه للإخوان ومواقفهم وأفعالهم فيدفع الناس لأن يسدوا آذانهم فلا يسمعون من الإخوان ولا من وسائل إعلامهم.

ولكني أدعو كل من يسلك هذا المسلك لأن يقتدي بفعل سيدنا الطفيل رضي الله عنه فماذا قال وماذا فعل؟

قال فقلت في نفسي والله إن هذا للعجز، والله إني امرؤ ثبت ما يخفى عليَّ من الأمور حسنها ولا قبيحها والله لأستمعن منه فإن كان أمره رشدًا أخذت منه وإن كان غير ذلك اجتنبته فأخذت بالكرسفة فنزعتها من أذني فألقيتها ثم استمعت له.

فها هو رضي الله عنه يحدث نفسه لماذا أسلم نفسي لما يمليه على غيري؟ أليس لي عقل أحكم به وأقيم به ما أسمع ثم يكون لي حكمي فنزع القطنتين من أذنيه واستمع لرسول الله صلى الله عليه وسلم فماذا حدث؟

قال فلم أسمع كلامًا قط أحسن من كلام يتكلم به، قال قلت في نفسي يا سبحان الله، ما سمعت كاليوم لفظًا أحسن منه ولا أجمل وأسلم على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقادته حكمته وعقله لخيري الدنيا والآخرة ولو ترك نفسه أسير لضلالهم وإضلالهم لحرم هذا الخير في الدنيا والآخرة.

لذلك أوجه ندائي لكل الشرفاء من أبناء مصر استمعوا إلى الإخوان كما تسمعون عنهم فما من شارع ولا قرية ولا نجع إلا تجد أحدهم فلتتناقش معه ولتتحاور فهو منك وأنت منه ولا يصح أن يحدثك عنه من يجلس في المكاتب المكيفة في الفضائيات فأنت تراه بعينيك وترى فعله ومعاملاته فلا تصدق الغريب الذي لا يعرفك ولا يعرفه وتكذب عينيك.

أدعوكم لتتبع أخبارهم من خلال موقعهم الرسمي (إخوان أون لاين) ومن خلال صحيفة (الحرية والعدالة) اليومية، ومن خلال المواقع الإلكترونية لكل المحافظات كنافذة مصر وموقع أمل الأمة ونافذة دمياط وإخوان الدقهلية والمنوفية والبحيرة وموقع منارات للعلوم الشرعية ومواقع حزب الحرية والعدالة وغيرها من عشرات المواقع التي تستطيع من خلالها التعرف على الجماعة كمنهج وسلوك وأفراد ومواقف.

فلتستمعوا للمهندس خيرت الشاطر وبرنامج النهضة الذي يحمله فنحن نقدم شخصًا ومنهج نهضة لمصر، فلتستمعوا إليه كما استمعتم لغيره ثم إننا نثق في قراركم الذي يمليه عليكم حكمتكم وضميركم الذي نثق فيه حتى لو كان هذا القرار هو اختيار مرشح آخر غير مرشحنا.

وأخيرًا نصيحة أذكر بها نقسي ولكل المؤيدين لكل المرشحين.

فأقول إن جميع المرشحين بشر وليسوا ملائكة وما داموا كذلك فليس أحد بلا أخطاء.

ولو ظللنا نبحث عن الأخطاء ونقضي أوقاتنا في ترويجها فالضحية هي مصر شعبًا وأرضًا.. نرجو أن ينشغل أنصار كل مرشح بتبيان مواطن القوة ومدى توفر معايير شغل هذا المنصب وبرنامجه الانتخابي ومشروعه الحضاري لبناء مصر ثم لنترك القرار للمواطن المصري والصندوق الانتخابي .

طبعًا هذا الكلام يسري على كل المرشحين الوطنيين ما عدا المنتمين للنظام السابق الذين أفسدوا الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية ودمروا سياسة مصر الداخلية والخارجية.

المصدر