د. صلاح أبو رية: رمضان فرصة ذهبية لاتباع نظام غذائي سليم
اذهب إلى التنقل
اذهب إلى البحث
د. صلاح أبو رية: رمضان فرصة ذهبية لاتباع نظام غذائي سليم
[29-10-2003]
مقدمة
• طبق الفول والجبن وقطعة الطماطم وجبة غذائية متكاملة في رمضان
• احذر في رمضان من الإفراط في (العرقسوس) و(القطايف) والنوم عقب تناول الإفطار.
بالرغم من أن شهر رمضان هو شهر الزهد والحد من الطعام, إلا أن البعض يُحوِّل ذلك الشهر إلى موسم سنوي لتناول الطعام, وتظهر فيه أنواع من الأطعمة لا توجد في باقي شهور العام, كما يحرص البعض على تناول كميات كبيرة من الطعام خلال فترات الإفطار تؤدي إلى تضييع الفائدة الصحية التي تُحقق نتيجة صيام النهار.
وفي الحوار التالي يوضح الدكتور "صلاح أبو ريَّة" الفوائد التي تعود على صحة الإنسان نتيجة الصيام، والعادات الغذائية الخاطئة التي يتبعها البعض في ذلك الشهر وعددًا آخر من الأمور المتعلقة بالغذاء والصحة في رمضان, فإلى تفاصيل الحوار.
نص الحوار
- ما هو الفارق في التغذية بين شهر رمضان وباقي الشهور؟
- هناك اختلاف كبير، فشهر رمضان جُعل للصيام وليس للأكل، وذلك عكس ما يفعل الناس، وكما أن الماكينات تحتاج فترة صيانة دورية وسنوية، فالجسم أيضًا يحتاج إلى شهرٍ للصيانة, ففي خلال ذلك الشهر يكون الجسم قادرًا على التخلص من بعض نواتج التمثيل الغذائي, فضلاً عن الحاجة إلى راحة الأجهزة والأعضاء من ناحية تخمة الغذاء طوال العام، ويختلف رمضان غذائيًا من ناحية كمية الأكل ومواعيد تناوله؛ حيث يقتصر على تناول وجبتين فقط مع الإقلال من كمية الطعام المعتادة في الأيام العادية.
- وما هي أهم ميزة صحية لصيام رمضان؟
- أهم ما يميز النظام الغذائي لشهر رمضان أنه يقلل من حجم السعرات اليومية التي يتناولها الصائم عن الأيام العادية؛ مما يقلل العبء عن الجهاز الهضمي، ولكن لتحقيق ذلك يجب أن يتم تقليل كميات الأكل خلال الليل فهذا أمر يضيع الفائدة من الصيام.
صوموا تصحوا
- وما هي الحكمة إذن من القول المأثور: "صوموا تصحوا"؟
- الإسلام سبق العالم في تعريف قواعد وآداب التغذية, فأحدث الأبحاث العالمية في هذا المجال أكدت أن كل شخص له احتياجات محدودة من عناصر الغذاء المختلفة حسب ما يقوم به من جهد، وعمره وتكوينه الجسماني وجنسه، ويستطيع كل شخص أن يحصل على تلك الحاجات عن طريق وجبة واحدة يوميًا بشرط أن تكون متوازنة وبسيطة دون إسراف أو تقتير، فيكفي الإنسان يوميًا من السعرات الحرارية 2200 سعر حراري، وإذا علمنا أن رغيف الخبز الواحد الذي يزن 120 جرامًا يوجد فيه حوالي 400 سعر حراري فنستطيع بإضافة ملعقة زيت زيتون أو بصلة وحبة طماطم أو قطعة جبن (قريش) أن نغطي الحاجات الغذائية طول اليوم، ولا ننسَ أن حفنة من التمر كانت تكفي النبي وصحابته كغذاء في بعض الأحيان، ومع ذلك كانت صحتهم ممتازة، هذا بالإضافة إلى أن الصيام يُساعد على تخلص الجسم من الفضلات والسموم التي يحصل عليها بصفة مستمرة من مصادر التلوث الموجودة في الطعام الذي تتناوله، وتراكم تلك الملوثات داخل الجسم يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة.
- وما هي أضرار الإسراف الغذائي في رمضان؟
- الإسراف في تناول الطعام في رمضان يتسبب للإنسان في أضرار فسيولوجية وصحية عامة، فنتيجةً لامتلاء المعدة تزداد الكوابيس خلال النوم، وكذلك يضيق التنفس، فضلاً عن تراكم الدهون الذي يؤدي إلى تصلب الشرايين، كما أن زيادة كمية الملح في الجسم تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم.
- وهذا ما يؤدي إليه أيضًا الإسراف في تناول (الطُرشي والمخللات)، وقد يَحدث إسهال أو إمساك حسب طبيعة المادة الغذائية، كما قد يحدث عسر هضم؛ نتيجة الإفراط في تناول الدهون أو انتفاخ وخروج غازات، خاصةً مع الأغذية الكبريتية مثل القرنبيط والكُرنب، فضلاً عن الإصابة بتقلصات القولون.
- وكيف يستطيع الصائم الحد من كميات الأكل التي يتناولها عقب الإفطار لتفادي تلك الأمراض؟
- المفروض أن يكتفي الناس بالقليل، والأهم هو عدم التغيير في نوعيات الأكل المعتاد البسيط، وعدم الإسراف في الولائم؛ لأننا يجب أن نذكر أن الكثير من الناس لا يجد طعامًا يسد به جوعه، ولو تناول الصائم على الإفطار كوب عصير أو تمرات أو كميةً من (الشوربة) وقليلاً من الأرز أو المكرونة مع الخبز أو الخضر... فهذا يكفي تمامًا، ويجوز أن يقتصر على قطع من اللحم أو الدجاج، كما يمكن أن يكون البديل طبق فول بالزيت أو طبق فاصوليا أو لوبيا، وهذه كلها بدائل للحوم إذا كانت غير متوافرة، ويمكن تناول بعض الفواكه بدلاً من الكنافة والقطائف والمكسرات التي تعتبر المصدر الرئيسي للبدانة؛ لأنها تتكون من سكر ودقيق، وكلها مصادر للسعرات المرتفعة وبعد الإفطار يُمكن المواظبة على الفاكهة بأي كميات وليس فيها مشاكل.
- نلاحظ أن كبار السن الذين يتمتعون بصحة جيدة كان نصيبهم اليومي من الطعام قليلاً.. فما رأيك؟
- هذا كلام صحيح تمامًا؛ لأن المشاكل تتعلق غالبًا بالدورة الدموية والإصابة بالسكتات الدماغية والقلبية؛ نتيجة ضيق الشرايين الناتج عن سوء التغذية، وهناك علاقة وثيقة بين الإسراف في تناول الطعام وبعض الأمراض السرطانية، كما أنه في العصر الحديث ونتيجة زيادة فُرص التلوث بالمبيدات والمعادن الثقيلة يزداد احتمال تراكمها داخل الجسم، وتظهر آثارها على المدى البعيد.
- يلجأ عدد كبير من الصائمين إلى النوم عقب الأكل مباشرةً, فما أضرار ذلك؟
- من أكبر المشاكل التي تواجه المصريين وغيرهم أن وجباتنا ليست خفيفة فيحتاج بعدها للنوم؛ مما يؤدي إلى تخزين الجسم للكميات الزائدة من الطعام، أما الحركة بعد الأكل فتؤدي إلى احتراق الطعام والاستفادة منه وتمنع فرص التخزين، وعلى ذلك فممارسة الرياضة في رمضان مهمة للغاية؛ لأنها تؤدي إلى حرق المخزون من الجسم من الدهون الزائدة.
- وما هي أهم العادات الغذائية غير السليمة التي نُمارسها في رمضان؟
- من أهم تلك العادات الإفراط في تناول المخللات؛ لأنها من أكثر ما يرفع مستوى الأملاح في الجسم؛ مما يعد عبئًا على الكلى، ويؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم وآلام في المفاصل.
- كما أن تناول (العرقسوس) في رمضان غير مفيد؛ لأنه يحتوي على بعض (الأجزولات) التي تزيد من فرص تكوين الحصوات في الكلى، وأيضًا الإفراط في تناول الكنافة والقطائف غير مستحب صحيًا وغذائيًا.
- التمر من أهم المأكولات في رمضان, فما هي فوائده؟
- يحتوي على تركيز مرتفع من السكريات، خاصةً سكر الفاكهة، وهو مصدر مهم للطاقة، كما يحتوي على نسبة بسيطة من البروتينات والعديد من المعادن، مثل البوتاسيوم والماغنسيوم، وهي من المعادن الضرورية لجسم الإنسان.
- وأهم ما يمتاز به التمر أنه سهل الهضم وسريع الامتصاص خلال ساعة من تناوله؛ مما يسرع إمداد الجسم بالطاقة وتعويضه بالعناصر المعدنية والفيتامينات، ويعتري الصائم نقص السكر؛ لذلك كان الرسول- صلى الله عليه وسلم- يفطر عليه وينصح به، والكربوهيدرات مع ما يحتويه التمر من مواد سليلوزية تساعد المعدة على عملياتها الهضمية وكذلك تنظيفها وتطهيرها.
- ويعتبر التمر غذاءً مثاليًا للحصول على الاحتياجات اليومية من العناصر الغذائية الضرورية، كما أن التمر لا ينقل الجراثيم أو الميكروبات، وهو أكثر فائدة من الكافيار.
المصدر
- حوار: د. صلاح أبو رية: رمضان فرصة ذهبية لاتباع نظام غذائي سليم موقع اخوان اون لاين