د. عز الدين الكومي يكتب : مبارة القمة واللعب على الجثث

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
د. عز الدين الكومي يكتب : مبارة القمة واللعب على الجثث


(السبت 17 أكتوبر 2015)

بقلم: د. عز الدين الكومي

أقيمت بالأمس مهزلة كروية في بلاد النفط في دولة الإمارات والمعروفة بدعمها للثورات المضادة في دول ثورات الربيع العربي وتحويله إلى خريف تتساقط فيه كل أوراق الحرية مع احتضانها لعدد كبير من الفاسدين المفسدين الذين أفسدوا الحياة السياسية وفي بلادهم ونهبوا المليارات من أمثال أحمد شفيق ودحلان وأحمد على عبدالله صالح وغيرهم!!

والقصد من ذلك الاستمرار في مسلسل إلهاء قطاع كبير من الشعب عما تمر به البلاد من كوارث وأزمات طاحنة واستغلال الرياضة واستغلال كرة القدم لشغل الناس كما حدث زمن المخلوع في مبارتي مصر والجزائر وكيف استثمر النظامان في البلدين هذه المباريات لإشعال معارك وهمية وصلت لحد التراشق بالألفاظ النابية والقذف.

أقيمت المهزلة الكروية والتي خلت تماما من الجوانب الأخلاقية على الرغم من الشعار المرفوع في الاستاد أن الرياضة (فن وذوق وأخلاق) حتى تحولت المباراة في دقائقها الآخيرة لمعركة واشتباك بالأيدي وهروب الحكام خارج الملعب!

أقيمت هذه المهزلة على جثث الضحايا في استاد بورسعيد واستاد الدفاع الجوي حيث لعب كل فريق على جثث العشرات من جماهيره وفي حضور أحد القتلة في المقصورة الرئيسية المدعو مرتضى منصور والذي نسق مع شرطة الانقلاب للانتقام من الـ(وايت ناتس) مثلما حدث تماما في استاد بورسعيد بناء على تعليمات المجلس العسكرى!!

هل نسيت الجماهير البيضاء يوم أن لعب فريقها مبارته مع إنبي في الدوري وهناك عشرات القتلى والجرحى الذين تم سحقهم في ممرات ضيقة بعد إلقاء قنابل الغاز عليهم وكأن شيئا لم يحدث خوفا من سطوة مرتضى منصور وتعاونه مع شرطة الانقلاب!!

هل نسيت الجماهير البيضاء فبراير الأسود في مساء يوم الأحد 8/2 /2015 كما نسيت الجماهير الحمراء فبراير الأسود يوم أعلنت الشرطة الانقلابية ويديها تقطر بالدماء.

إنهم حاولوا اقتحام السور فحاولت الشرطة تفريقهم ومن ثم قطعوا الطريق وأوقفوا الحافلة التي يركبها فريق الزمالك واشعلوا النيران في عربة شرطة.

فمنذ ثلاث سنوات قتل ما يزيد عن 70 شخصًا من مشجعي النادي الأهلي خلال مبارة مع النادي المصري باستاد بورسعيد، حيث وصف الشهود كيف وقفت الشرطة لتشاهدهم وهم يقتلون!!

كما سقط ما لا يقل عن اثنين وعشرين قتيلاً شابًا من مشجِّعي نادي الزمالك المصري في الاشتباكات مع شرطة الانقلاب!!

من يتحمَّل المسؤولية عن ذلك؟ لا بد أن نعلم أن جريمة هؤلاء القتلى والجرحى في حوادث كرة القدم في عامي 2012 و2015 ترجع إلى مشاركة مشجِّعي الفريقين في ثورة الخامس والعشرين من يناير لذلك هم يدفعون ثمن هذه المشاركة في الثورة في عام 2011 وقُتل الكثيرون منهم أثناء ثورة يناير في اشتباكات عنيفة مع قوَّات الأمن والشرطة.

وبعد الثورة بعام واحد فقط قُتل أربعة وسبعون من مشجِّعي النادي الأهلي وحينها اتَّهم المشجِّعون قوَّات الشرطة بالتعمُّد في إشعال هذه الاشتباكات - انتقامًا من نشاط هؤلاء المشجِّعين المعروفين باسم "ألتراس" ومشاركتهم في ميدان التحرير في القاهرة ضدّ قوَّات الأمن.

ناهيك عن إلهائنا عما يحدث في كل من القدس مع ميلاد انتفاضة ثلاثة ومايحدث في سوريا واليمن وليبيا واختيار دولة الإمارات الوكيل الحصري لدعم الثورات المضادة والدول العميقة في هذه البلاد يلقي بظلال كثيفة من الشك على اختيارها لإقامة هذه المبارة!!

المصدر