د. عز الدين الكومي يكتب : وأصبحت مصر في خطر!

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
د. عز الدين الكومي يكتب : وأصبحت مصر في خطر!


(4/15/2015)

د. عز الدين الكومي

من تابع الأحداث خلال الأيام القليلة الماضية بعد عملية قسم شرطة العريش وعملية تفجير أبراج الكهرباء بمدينة الإنتاج الإعلامي وقيام عدد من المواطنين باقتحام قسم شرطة شبين القناطر وتحرير الأسرى وما حدث من اشتباك بين قوات الشرطة العسكرية مع الشرطة ومحاصرتها لأقسام الشرطة في المنوفية وحدوث عدد من الحرائق الضخمة في أسوان وسوق 6 أكتوبر وقرية المحروقة بالغربية..

كل هذه الأحداث جعلت المراقبين للوضع في مصر يشعرون بأن هناك حالة من التململ والتي قد يعقبها انفجار شامل في صورة ثورة عارمة ضد النظام الانقلابي الذي حوّل البلد إلى سجن كبير وحالة ارتباك غير مسبوقة وغلاء أسعار وأزمات في كل شيء وكوارث في طول البلاد وعرضها وفشل ذريع في حل أي مشكلة ووعوده الكاذبة لا تعدو عن كونها –فناكيش-.

الحراك الثوري السلمي الهادئ بدأ يؤتي ثماره ويضع الانقلابيين وسياستهم القمعية في مأزق كما ثبت بما لا يدع مجالا للشك فشل السياسات الأمنية القمعية التي يتبعا النظام الانقلابي ووزارة داخليته.

العجيب في الأمر أن هذا النظام القمعي ما زال سادرا في غيه وظلمه وجبروته ظنا منه أن التلويح بعودة المساعدات الأمريكية وتصريحات الصهاينة الداعمة له والنقدية التي نهبها من دول الخليج سوف تعزز مكانته القمعية ويعيد الدكتاتورية في أقبح صورها أو استنساخ علمانية أتاتورك كما هو واضح من حريق كتب التراث والدعوة لمليونية خلع الحجاب ناهيك عن الحملات الممنهجة للنيل من الإسلام ورموزه علي فضائيات ساويرس.

لكن جاءت عملية تفجير أبراج كهرباء مدينة الإنتاج الحيواني -العهر الإعلامي- في ظل غياب أمني كامل مع أنه من المعروف أن المدينة خاضعة لتأمين الجيش الذي يتولى حمايتها حتى من قبل وقوع الانقلاب! فما الذي حدث إذن؟ هل هي رسالة من أجنحة متصارعة توجه رسالة لسلطة الانقلاب وأنها قادرة على إحراجه والوصول إلى أقرب نقطة من إعلامه المضلل هذا وارد!

بدليل الغياب الأمني التام وعدم معرفة ماذا حدث حتى إن إعلام العار ظل يوهم المشاهدين بأنه عطل فني وسيعاود البث بعد قليل ولكن يأبى الله إلا أن يسود شاشاتهم كما سود وجوههم. كما كشفت هذه العملية عن تخبط نظام الانقلاب و عدم وجود شبكة بديلة في حال تعرض المدينة لمثل هذه العمليات.

بالتأكيد هذه نهاية طبيعية للكذب والنفاق والكذب والتحريض والعهر الإعلامي والخسة والندالة التي يراها المشاهد على فضائيات وإعلام فاهيتة.

هل سأل النظام الانقلابي نفسه مرة ليكون صريحا على الأقل مع نفسه ليس إلا؟ كيف يمكن لتنمية أن تتم وأن تنجح في ظل نظام انقلابي فشل قبل شهر من الآن في إخماد حريق التهم أكبر قاعة للمؤتمرات في البلاد، وها هو اليوم يبرهن على فشله في تأمين وحماية مدينة البث الفضائي الرئيسية رغم كل التحصينات وزعم وزارة داخلية الانقلاب أنها قضت على كل بؤر الإرهاب والكباب والخلايا النائمة والمستيقظة.

إن مدينة الإنتاج الحيواني غرقت في "شبر مية" هذا كلام الانقلابي خالد صلاح للانقلابي المبرارتي والمطبلاتي أسامة هيكل: "أنا لا أريد تلاسن، ولا أريد الدخول في مشكلة مع أحد، ولكن أن نقول معلش مش حنقدر نحمي الأبراج وهذه ليست مشكلتي، طب وبعدين، ما حدث بالأمس تكرر اليوم، ولا يمكن إعطاء تبريرات مع مؤسسات حيوية، وأين خطط التأمين بمدينة الإنتاج وأين إدارة الأزمة، فلابد من تحديد الخطأ وليس الحديث دائما عن مؤامرات وقوي خارجية وإرهاب.

وعلى الرغم من أن التفجير لم يتسبب في قتل إنسان إلا أنه منع مواسير المجاري الطافحة من الوصول لعيون المشاهدين وأنوفهم فتنفسوا الصعداء، كما أنه حجب الوجوه الكالحة الكئيبة التي توارت تحت جنح ظلام مدينة العهر الإعلامي.

وفي الوقت الذي يلطم فيه كل المسئولين والإعلاميين وينصبون المندبة في مأتم تفجير مدينة الإنتاج الحيواني هناك من يطالب النظام الانقلابي بتغيير التكتيكات الأمنية لأنها ليست كافية كما كتبت الانقلابية أمينة خيري في مقالها بجريدة الحياة وعلى خطى جهاد الخازن الرجل الليبرالي حيث تقول: "التكتيكات الأمنية الحالية ليست كافية، على الحكومة أن تخلي مدن شمال سيناء بالكامل وتدكها على رؤوس الإرهابيين المختبئين فيها والذين يمدون زملاءهم في المدن المصرية بالمال والعتاد، تفجيرات كهرباء مدينة الإنتاج تعني أن الأمن القومي صار مهدداً، الأمن القومي لم يتأثر بتفجيرات مدينة الإنتاج، نجاح المؤتمر الاقتصادي دفع الفاشلين إلى اقتراف تفجير برجي كهرباء المدينة، مشاركة مصر في عاصفة الحزم السبب في التفجيرات، الحكم على المرشد وقيادات الجماعة بالإعدام والمؤبد أشعلت غضب قواعد الإخوان ففجروا برجي الكهرباء، الخلايا الإخوانية النائمة في وزارة الكهرباء وراء التفجيرات".

انظر لهذه الكائنة التي تعتبر المؤتمر الاقتصادي الذي ولد فاشلا ومشاركة في مصر في عاصفة الحزم وهي شارفت على الانتهاء نجاحا طالما هذه الكائنات الطفيلية لا تزال موجودة وتكتب معنى ذلك أن مصر في خطر.

المصدر