رئيس قافلة الأطباء المصريين شاهد عيان على ما يحدث بدارفور

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
رئيس قافلة الأطباء المصريين شاهد عيان على ما يحدث بدارفور

[08-08-2004]

مقدمة

د. منصور محمد حسن- رئيس قافلة نقابة الأطباء إلى دارفور- يؤكد

- أيدي الصهاينة واضحة فيما يجري في دارفور

- منظمات الإغاثة الغربية تساهم في اشتعال الأوضاع

- التنوع شيء طبيعي في السودان وحديث الإبادة لا أساسَ له

حوار: السيد ثروت

الدكتور منصور محمد حسن- أمين عام نقابة الأطباء بالإسكندرية- هو رئيس البعثة الطبية التي أرسلتها النقابة لدارفور، وهو عائد من هناك من أسابيع قليلة بعد أن قضى وقتًا ليس بالقصير في الميدان، وعلى الأرض التي أصبحت تتصدر أخبارُها الأنباءَ في كافة وسائل الإعلام في العالم أجمع؛ لذا التقينا به للتعرف على الصورة كاملة، بعيدًا عن مبالغات الغرب ودعايته.


نص الخوار

دور نقابة الأطباء في السودان بدأ في شهر أبريل الماضي؛ من خلال قيام قافلة مكونة من 14 طبيبًا في شتَّى التخصصات بزيارة جنوب السودان؛ حيث قامت بإجراء العديد من العمليات الجراحية والكشف على الكثير من الحالات وما لا حظناه خلال هذه الزيارة هو إقبال الشعب السوداني الكبير علينا، وترحيبه الشديد بنا..
كانت هذه هي أول قافلة مصرية عربية وإسلامية تقوم بزيارة لجنوب السودان، وقد ولَّدت هذه الزيارة لدينا إحساسًا شديدًا بالمسئولية نحو الشعب السوداني الشقيق في ظل المشكلات العديدة التي يتعرَّض لها؛ لذلك فإنه أثناء الاحتفالية الأخيرة التي أقيمت عقب انتهاء مهمة القافلة في الجنوب شعرنا بأن هنالك مشكلةً ما تكاد تعصف بدارفور؛
ولذلك اتخذنا قرارًا بإرسال قافلة إليها، وتمَّ هذا بالاتفاق مع وزير الزراعة السوداني مجذوب خليفة، وضمت القافلة 12 طبيبًا، من تخصصات الباطنة والأطفال والنساء والتخدير وجراحة العيون والجراحة العامة.
وصول القافلة إلى دارفور
  • متى وصلت القافلة إلى درافور؟ وما حجم ما قدمتْه من مساعدات للنازحين؟
وصلت القافلة لدارفور في 2 يوليو الماضي، وظلت هناك حتى 23 من الشهر نفسه، وزرنا خلالها كلاً من الفاشر وجنينية في شمال وغرب دارفور، وقمنا بالكشف على أكثر من 17 ألف و450 حالة، وتم إجراء عمليات جراحية لأكثر من 1150 شخص، كما قام أطباء القافلة بتدريب العديد من الأطباء السودانيين في الكثير من الأماكن التي قمنا بزيارتها، وكذلك ساهموا في إعطاء محاضرات علمية لطلبة كلية طب الفاشر، بالإضافة للدعم الكبير الذي قدمته البعثة لتدريب الأطباء المساعدين السودانيين، وكذلك تم الاتفاق على إقامة غرفة عمليات متميزة بالتعاون مع البعثة بحيث تُجرى فيها العمليات الجراحية الحرجة والمتقدمة في هذه المنطقة.
  • ولكن هل كانت هناك جهود للتنسيق مع الجهات الأخرى المصرية منها والعربية؟
نعم كان هناك تنسيق بيننا وبين الآخرين، وذلك انطلاقًا من أنه لا يجب أن يكون الذاهبون لدارفور هم وفد نقابة الأطباء المصرية فقط، وكان من أهم محاور عملنا أن نشجِّع الآخرين على القيام بالدور نفسه في معاونة الأشقاء في السودان، ومؤخرًا تم التنسيق بين نقابة الأطباء وجامعة الدول العربية لإرسال 5 أطباء من النقابة لمدة 6 أشهر إلى الفاشر وجنينة ونيالا، وكذلك وقَّعنا اتفاقًا مع وزارة الخارجية لإرسال عدد من قوافل الإغاثة لدافور، وفي هذا يجب أن نشير إلى أنه كان للسفارة المصرية في الخرطوم دورٌ كبيرٌ جدًّا في إنجاح عمل القافلة بدارفور.
  • كيف تنظر لعمل البعثات الإغاثية الغربية؟
في هذا الإطار يجب أن نشير إلى أن كافة لجان الإغاثة لها أجندة خاصة تسعى لتحقيقها من وراء الخدمات التي تقوم بتقديمها، فهدفنا- على سبيل المثال- من الذهاب لدارفور هو خدمة أخينا السوداني المظلوم، الذي يعيش في جنوب الوادي الذي نسكن نحن شماله، فكما أن لنا الحق في أن نعيش في أمان فإنه له الحق نفسه في الشعور لدينا؛
ولذلك فإن اتصالنا بهم يعدُّ اتصالاً بسيطًا للغاية ومن القلب للقلب، وكانوا يقابلوننا بالحب والود، ووصل الأمر إلى أن الدموع كانت تنسال بغزارة من العيون عند الفراق من حرارة اللقاء؛ رغم أن الفترة التي قضيناها بينهم قصيرة، وما قدمناه لهم كان بسيطًا للغاية.
أما بالنسبة للبعثات الإغاثية الأخرى فإن لها أجندتها المختلفة تمامًا، وأذكر هنا بعض المواقف للتدليل على هذا الأمر، وذلك دون الإشارة إلى أسماء هذه المنظمات التي يسعى الكثير منها لجمع المال والظهور بمظهر جيد أمام المجتمع الدولي؛ فالجميع يعلم أن دارفور تشهد وضعًا مأساويًّا في ظل نزوح الكثيرين عن قراهم ومدنهم، وحل هذه القضية يتطلب بالطبع عودةَ هؤلاء الناس لقُراهم حتى يعودوا للزراعة والاستقرار مرةً أخرى..
هذا هو الهدف الذي يفترض أن تسعى إليه كافة منظمات الإغاثة، لكن بعض المنظمات الغربية عندما علمت أن هناك عودةً طوعيةً لبعض اللاجئين لقُراهم فإنها سارعت بشكل لا يمكن وصفه لمنع هذه العودة؛ لأنها أدركت أن عودة هؤلاء المواطنين لقُراهم تعني أن مشكلة دارفور في طريقها للانتهاء، وبالتالي فإنه لم يعد هناك أي مبرر لوجودها؛
ولذلك قام الكثير منها بالضغط على المواطنين ألا يعودوا لقراهم مرةً أخرى حتى يبقى الوضع على ما هو عليه، وقدموا وعودًا للمواطنين في المقابل بأنهم إذا لم يعودوا فإنهم سيقفون بجوارهم ويقدمون لهم الطعام وكل العون الذي يريدونه، وهكذا فإن هذه المنظمات تساهم في تأجيج الوضع بشكل كبير وعدم استقراره.
وهناك مثال آخر.. ففي إحدى المرات وجدنا تقريرًا صادرًا عن إحدى اللجان الإغاثية الغربية يشير إلى انتشار الكوليرا في معسكر الرياض؛ ولذلك توجهنا إلى هناك بصحبة جماعة من السودانيين، وقمنا بأخذ عيِّنات من الأشخاص الذين ذكَرت المنظمة الغربية أنهم مصابون بالكوليرا، وقمنا بتحليلها ولم نجد بها أي أثر للكوليرا، وأثبتت التحاليل وجود دوسنتاريا عادية تنتشر في مثل هذه المناطق، اتصلنا بهذه المنظمة بالفعل، وأخبرناها أن تقاريرها زائفة طبقًا لنتائج التحليلات، وفي النهاية أجبرناها على تغييرها، ووجدنا أيضًا العديد من البعثات الغربية الأخرى تقوم بتصوير المقابر العادية بالإقليم، وتقوم باستخدامها للحديث عن وجود مقابر جماعية والكثير من القتلى، وكل هذا يكشف عن الدور المشبوه الذي تقوم هذه المنظمات بلعبه في دارفور.


أين المصريون.. أين العرب..؟!

ترحيب شديد بلجنة الإغاثة
  • في مقابل هذا هل لمست وجودًا لمنظمات إغاثة عربية أخرى؟
للأسف.. كنا نحن أول لجنة إغاثية مصرية وعربية وإسلامية تصل لدارفور؛ ولذلك كان استقبالهم لنا استقبالاً غير عادي، ولكنهم في البداية كانوا ينادوننا بـ(يا خواجة)؛ لأنهم لم يتخيلوا أننا مصريون أو عرب أتينا لمساعدتهم؛
حيث اعتادوا أن تكون منظمات الإغاثة غربية، وهذا يتطلب أن يسارع المصريون والعرب بإغاثة الشعب السوداني، وخاصةً سكان دارفور، وسمعنا السودانيين أنفسهم يتساءلون أين المصريون؟ أين العرب؟ لماذا لم يأتوا لمساعدتنا؟! قائلين: عليهم أن يأتوا لمساعدتنا لإحداث توازن مع الجهد الهائل الذي تبذله المنظمات الغربية في دارفور..!!
  • بشكل عام كيف تنظر للاستجابة العربية لما قامت به بعثة الأطباء في السودان؟
أصبح اليوم هناك تنسيق بيننا وبين العديد من الجهات المصرية والعربية التي أدركت خطورة الأزمة الحادثة في إقليم دارفور، فهناك تنسيق بيننا وبين اتحاد الأطباء العرب، بالإضافة إلى جهود التعاون مع جامعة الدول العربية، ونأمل أن يفرز هذا ثمرةً كبيرةً على أرض الواقع.
  • ميدانيًّا هل تعرضت القافلة لأي نوع من المضايَقَات من قِبَل المتمردين أو الحكومة؟
وجدنا من الحكومة كلَّ التعاون والمساعدة؛ لأن مصلحتهم أن نقوم بخدمة النازحين، وكنا نثقل عليهم في المطالب ولكنهم كانوا يستجيبون لنا دائمًا، والموقف الوحيد الذي تعرضنا له حدث عندما قطع المتمردون الطريق إلى أحد معسكرات الفاشر، كما قاموا باختطاف أحد أفراد بعثة انجليزية، ولكنهم أخلَوا سبيله لاحِقًا.
  • الصورة التي تناقلتها وسائل الإعلام الغربية للأحداث والتي وصفتها بأنها إبادة وتطهير عرقي هل تتفق مع الواقع؟
سبق أن حدثتُك عن الزيارة التي قمتُ بها للجنوب، وتأثرت بهذه الزيارة بدرجة كبيرةٍ جدًّا؛ حيث لم أجد هناك فرقًا مطلقًا بين المسلمين والمسيحيين كما كنا نسمع، بل إنني وجدت أن بعض الأُسَر بها مسلمون ومسيحيون، والعلاقة بينهم جيدة جدًّا، فالمعلوم أن المسيحيين يشكِّلون 18% من سكان الجنوب، في حين يمثل المسلمون20%، والباقي وثنيون، والنسيج الذي يتكوَّن منه الجنوب قويٌّ جدًّا ولا تشوبه أية شائبة، وما شاهدناه في دارفور هو أن هناك نزاعًا بين الحكومة والمتمردين الذين يطالبون بعدد من الأشياء.
أما الحديث عن الإبادة فلا يوجد له أي أساس، فالتنوع والتباين أمرٌ طبيعيٌّ جدًّا في السودان الذي يضم قبائل من أصول مختلفة، وبالتالي فالاختلاف لا يمثل أية مشكلة، ولكن ما يحدث في بعض الأحيان هو الخلاف على الأرض والماء وهي أمور لها تاريخ في السودان، ولا تمثل حدثًا جديدًا يستحق الضجَّة التي تثيرها وسائل الإعلام الغربية.


4 قطع سلاح لكل مواطن!!

  • ولكن كيف تنظرون لما يُشاع عن دعم الحكومة لقبائل "الجنجويد" في مواجهة القبائل الإفريقية؟
واقع الحال أن دارفور ينتشر بها السلاح بشكل كبير جدًّا؛ حتى إن أحد الولاة السابقين قال إن كل فرد دارفوري يحمل 4 قطع سلاح على الأقل، حتى إن النساء أيضًا يحملْن السلاح، فهذه هي طبيعة المنطقة حيث إنها منطقة مفتوحة مع الحدود مع تشاد وليبيا وإفريقيا الوسطى؛
مما يجعل وصول السلاح لأيدي المواطنين أمرًا سهلاً جدًّا في ظل ضعف السيطرة الأمنية على المنطقة؛ حيث إن المنطقة كان يحكمها نظام يطلق عليه اسم "السلطنة"، ومع انهياره انهارت الأوضاع الأمنية؛ مما أدى إلى انتشار أعمال النهب والسلب والتناوش فيما بين القبائل وظهور المتمردين فيما بعد.
  • بشكل أكثر تحديدًا ما هي جذور المشكلة كما شاهدتها؟
الأسباب يمكن إجمالها في عدد من النقاط، هي الجانب المتعلق بالناحية القبلية، بالإضافة إلى الصراع على المراعي، وانتشار السلاح، وضعف الحكومة، وتركيزها على مشكلة الجنوب وضرورة حلها، وإهمالها لمشاكل دارفور؛
فجذور المشكلة ترجع بالأساس لغياب التنمية الحقيقية، حتى إن مدينة جنينة عاصمة غرب دارفور لا توجد بها كهرباء حتى اليوم؛ حيث توجد مولِّدات بعدد من المنازل، والماء كله من الآبار، ونأمل أن تنجح الحكومة قريبًا في تنمية الإقليم، وهذا سيؤدي فعليًّا لإزالة كافة المشكلات الموجودة بالإقليم، وسيُنهي هذا تمامًا على الاحتكاكات الموجودة بين القبائل.
  • الجهود التي بذلتها الحكومة السودانية حتى الآن هل أفرزت شيئًا؟
بشكل عام فإن الوضع يحتاج بعض الوقت لإزالة كافة الآثار السلبية، ولكن عمليًّا بدأت الأمور في الاستقرار، فلا توجد حالات إصابة في معارك، أو تبادل إطلاق نار منذ عدة شهور، فآخر شخص رأيناه مصابًا بطلق ناري كان منذ 6 أشهر..
أما حالات التعدي على النساء واغتصابهن فلا وجود لها إطلاقًا رغم ما يردده الإعلام الغربي الكاذب، وكذلك بدأت العودة الطوعية للمهجَّرين إلى قراهم، وهو مؤشِّر على بدء شيوع الاستقرار والأمان.
د. منصور يعالج أحد المرضى
  • كيف تقيِّم دور الغرب في أحداث دارفور والسودان بشكل عام؟
الواضح أن الولايات المتحدة والغرب يقوم بدور النفخ في الرماد، فكلما بدأت الأوضاع تتجه للاستقرار والهدوء يقومون بإصدار قرارات والإعلان عن تصريحات تؤدي إلى إعادة أشغال الأوضاع من جديد، فخلال وجودنا في دارفور صدرت أكثر من 5 قرارات تدين السودان وحكومته، ورغم قيام الأمين العام للأمم المتحدة- خلال زيارة للسودان- بإعطاء الحكومة مهلة 3 أشهر لحل المشكلة إلا أنه فور عودته لنيويورك وتحت الضغط الأمريكي أصدر قرارًا يتوعَّد فيه بعقاب المسئولين السودانيين، وفرض المزيد من العقوبات على حكومة الخرطوم، وتحركات الغرب إنما هي لتأليب الأوضاع في الإقليم، ومحاولة التدخل به تعود لاكتشاف البترول به، كما يقال إن به أيضًا يورانيوم، وأهالي دارفور أنفسهم يدركون هذا الأمر.
  • ولكن الإعلام الغربي يقول إن في دارفور رأيًا عامًّا يؤيد التدخل الأجنبي؟
هذا الأمر غير صحيح على الإطلاق؛ فالأفارقة الذين تمتلئ بهم المعسكرات والمخيمات- التي أقامتها الحكومة السودانية- لا يفكرون على الإطلاق في الانفصال عن الوطن الأم، وذلك في ظل الجهود التي يرونها من الحكومة السودانية لمحاولة توفير الغذاء والكساء لهم في ظل إمكانياتها المحدودة السودانية، ولكن وقع تحت أيدينا- أثناء وجودنا هناك- كتابٌ يسمَّى (الكتاب الأسود)، يدَّعي أن من حكموا السودان منذ الاحتلال الإنجليزي وحتى اليوم كلهم من الشماليين؛ حيث لم يشارك أيٌّ من دارفور أو الغرب أو الشرق في ذلك، وهذا يعكس المحاولات التي يقوم بها البعض لمحاولة إبقاء الأوضاع في السودان ملتهبةً باستمرار، فهناك جهود تُبذل في الشرق لتوتير الأوضاع في الشرق؛ بحيث إذا حُلَّت مشكلة دارفور تكون هناك مشكلة أخرى يمكن التدخل من خلالها.
  • هل لمستَ دورًا صهيونيًّا في أحداث دارفور؟
سابقًا عشت في جنوب السودان فترة من الوقت، وعندما كنا نرى شخصًا أجنبيًّا فإننا كنا نجد من غير اليسر أن تحدد ما إذا كان هذا الشخص أمريكيًّا كما يدعي أو صهيونيًّا، وبلا شك توجد أيدٍ صهيونية واضحة جدًّا فيما يجري، ودورهم في هذه المنطقة توجد مؤشرات عديدة عليه، فالمعلوم أن إفريقيا كلها مفتوحة منذ فترة طويلة للصهاينة، الذين قدموا مساعدات كبيرة لمتمردي الجنوب منذ وقت مبكر، وأمدوهم بكميات ضخمة من الأسلحة، ومتمردو الجنوب هؤلاء قدموا بالفعل مساعدات عسكرية كبيرة لمتمردي دارفور، وأثناء وجودنا هناك أرسلوا لهم طائرةً كاملةً محملة بالأسلحة، ويأتي هذا في ظل تنسيق صهيوني معهم؛ لكي يقفوا جميعًا في مواجهة الحكومة السودانية.
  • ما الذي تتوقعه لمستقبل دارفور في ظل احتمالات التدخل الدولي؟
لو حدث تدخل دولي في دارفور فإن هذا سيؤدي لتعقيد الأوضاع بها بشكل كبير، وستتفاقم المشكلة ولن تحل، وسمعنا الشعب السوداني يقول إنه منتظر دخول الأمريكان والإنجليز ليعيدوا تاريخهم؛ حيث سبق أن انتصروا في عدة معارك علي الإنجليز والفرنسيين.
وواقع الأمر أن أغلب المتمردين الذين يصطنعون الكثير من المشكلات اليوم يعيشون خارج السودان منذ سنوات عديدة، بل إن بعضهم لم يرَ دارفور من قبل، وهم للأسف مأجورون ومدفوعون لخدمة مصالح الغرب في المنطقة، وما حدث أن عددهم كان قليلاً في البداية ولكن مع استمرار إهمال الحكومة للإقليم بدأ في التزايد شيئًا فشيئًا؛
لاعتقاد الناس أن الوقوف معهم قد يؤدي لتنمية الإقليم، وذلك في ظل الدعم الغربي الكبير لهم؛ حتى إننا سمعنا من السودانيين أن هناك مخططات غربية لتقسيم السودان لأكثر من20 قسمًا وهو مخطط بالغُ الخطورة في ظل التنوع العِرقي والقَبَلي الموجود في السودان، فهذا التشجيع الغربي- في ظل غياب الوجود العربي- يمكن أن يؤدي إلى انهيار السودان كليةً، وهو ما يمكن أن يهدد العالم العربي بأكمله كما حدث من قبل عقب الاحتلال الأمريكي للعراق؛ فدرافور يجب أن تكون مشكلةَ العربِ جميعًا.

المصدر