رموز الإسكندرية في حفل إفطار الإخوان المسلمين
شهد حفل الإفطار الذي نظمه الإخوان المسلمون بالإسكندرية حضور جميع رموز الإقليم، وعلى رأسهم الداعية الكبير جمعة أمين، نائب المرشد العام للإخوان المسلمين، والمهندس محمد إبراهيم، عضو مكتب الإرشاد، وممثل قيادة المنطقة الشمالية العسكرية، وأساتذة جامعة، ورجال أعمال، ورؤساء مجالس إدارات شركات عامة وخاصة، ورياضيون، ومهنيون، وممثل الكنيسة، وعلماء الأزهر الشريف، وممثلو الحركات الإسلامية والجمعيات الشرعية وأنصار السنة.
وطالب الداعية الكبير جمعة أمين الشعب المصري وقواه السياسية بتوخِّي الحذر من المؤامرات التي يقوم بها أعداء الأمة من أجل إجهاض الثورة، مشيرًا إلى أن أهمَّ ما يهدد الثورة هو الفساد الذي استشرى في نواحي الحياة، حتى إن كثيرًا من الذين عاشوا وشاركوا هذا النظام الفاسد البائد شهدوا أنهم لا يستطيعون أن يُحصوا الفساد الذي أحدثه النظام.
وشدَّد على ضرورة تضافر الجهود من كل القوى السياسية؛ لأنه من المستحيل لجماعة أو حزب أو أي قوى وطنية أن تحقق الإصلاح بمفردها، مشيرًا إلى أن هذا أمر بديهي تسلِّم به جماعة الإخوان المسلمين، مشيرًا إلى أنه من هذا المنطلق كان موقف الإخوان من الترشح للرئاسة وإعلانهم ترشيحهم في مجلس الشعب بمبدأ المشاركة لا المغالبة.
وأكد أنه مع اختلاف هذه المشكلات التي تواجهها القوى والتيارات المصرية فإن لكل من القوى السياسية مرجعيته الخاصة التي لا يجب أن يحجر عليها أحد.
وأشار إلى أن المرجعية الإسلامية ليست بدعةً، وعلى الجميع أن يعلم أننا إذا اتخذنا الإسلام مرجعيةً لنا لا نجبر أحدًا عليه؛ فلا إكراه في الدين، ونحن نلتزم به ولا نلزم أحدًا بهذه المرجعية، وإذا تعدَّلت الرؤى والوجهات فلنعلم أن دائرة الاتفاق بين هذه القوى أكثر من الخلاف.
وأضاف أنه مهما تعدَّدت الوجهات والمرجعيات فكلها في النهاية أمور لا يجب أن نختلف عليها، معتبرًا أن هناك مهمة أكبر وأعظم وأخطر يتفق فيها الجميع، وهي مواجهة الكيان الصهيوني المحتل، وقال: "تعددت الوجوه والهدف واحد، ولا بد ألا نختلف في أمور فرعية، فمعركتنا الأساسية مع الصهاينة الذين نهبوا الأرض والعرض، واستباحوا كل خير، ويشاركهم فيه ما يسمَّى بالنظام العالمي لكي ينهبوا الثروات ويعملوا على إضعاف المسلمين".
وشدد نائب المرشد العام على أن الإخوان لا يمكن أبدًا أن يقبلوا إبعاد فصيل عن المشاركة في إنقاذ البلد حتى ترسو السفينة على بر الأمان، وقال: "لا نقصي أحدًا، كما أننا عشنا هذا الشعور حين عزلنا هذا النظام الفاسد ومن حوله بعض الأحزاب التي كانت تصفق له وتتجمع ضد الإخوان في كل أمر من الأمور".
وتابع: "عشنا إقصاءً وتعذيبًا وسجونًا وإغلاقًا حتى للمساجد وسنوات قضيناها في السجون، فما لانت لنا قناة، ووقفنا في وجه الطغاة وقلنا لكل منهم: اقض ما أنت قاض؛ فلا نؤمن بأي إقصاء بل نتعاون مع الجميع والحكم على هذا الأمر هو الحرية في التعبير والصندوق الذي وضعناه حين اجتمع مجلس الشورى العام والتفَّت ثلة من الإعلاميين ورأوا بأعينهم كيف تُجرَى الانتخاب في صناديق زجاجية والأمر كان مكشوفًا للجميع وشهد من حضر فنحن إذا لا نؤمن بالإقصاء، ونقول إن الشعب وهو مصدر السلطات هو الحكم الأول والأخير وبيننا وبين القوم صندوق الانتخاب واختيار هذا الشعب وهذه هي الشورى في ديننا التي سميت عصرًا بالانتخابات".
كما جدد رفض الإخوان للمبادئ فوق الدستورية وقال: "لا نعرف بعد الدستور الذي ينظم الأمور مبادئ فوقه والجميع لا بد أن يكون تحت الدستور وليس فوقه".
وقال المهندس مدحت الحداد، مسئول المكتب الإداري للإخوان المسلمين في الإسكندرية: إن المعركة الحالية والحقيقية في مصر هي كيفية الخروج والتخلص من آثار العهد البائد لبناء دولة قوية مكونة من ثلاثة عوامل؛ الأول: هو الشعب المتكاتف الذي انتفض لتحرير الوطن، والثاني: ثورة سلمية لم تدمر فيها المنشآت أو الممتلكات ولم يتم الاعتداء على أي ضابط حتى من قاموا بالاعتداء على المتظاهرين، والعامل الثالث: القوات المسلحة المصرية وعقيدتها التي تنص على عدم توجيه أسلحتها لصدور المصريين.
وطالب القوى الوطنية والسياسية في مصر بأن تبتعد عن لغة التخوين وما أسماها الاتهامات الزائفة، وقال: "من لديه أي دليل على خيانة أي فرد أو فصيل عليه أن يتوجه بها إلى النائب العام، المكان الطبيعي لذلك، وليس إلى وسائل الإعلام"، داعيًا إلى ضرورة التحلي بالمسئولية الحقيقة والوعي في إدارة الخلاف مع المجلس العسكري.
ودعا إلى قطع الطريق على فلول الحزب الوطني في الانتخابات البرلمانية المقبلة، معتبرًا أن السبيل الوحيد إلى ذلك هو توحد الجميع في الانتخابات القادمة في مؤسسات الدولة المختلفة التشريعية والتنفيذية والقضائية وذلك لتأسيس دستور جديد يتوافق عليه الجميع.
كما وجه حسين إبراهيم، أمين حزب "الحرية والعدالة" بالإسكندرية، التهنئة إلى الجيش المصري وإلى الحضور بمناسبة ذكرى انتصارات العاشر من رمضان، وقال: "أغتنم الفرصة وأذكِّر الجميع بأن لحزب الحرية والعدالة أهدافًا، منها تعزيز الأمن القومي المصري، وتحقيق الحياة السياسية والدستورية، وإقرار مبدأ تداول السلطة طبقًا لما يقره الشعب في دستوره وتقديم المعاني الحقيقية للشريعة الإسلامية في التعاون والنهوض بالاقتصاد المصري، وتوفير الحياة الكريمة للمواطن، وبناء مجتمع مدني قوي فعال، وتعزيزًا للأمن القومي لتطوير القوى الشاملة للدولة اقتصاديًّا وسياسيًّا وثقافيًّا؛ بما يؤهلها لتقديم أدوار وفقًا لهويتنا الحضارية".
وألمح إلى أنه من أولى سياسات الحزب في المرحلة المقبلة تقوية الجبهة الداخلية لتصمد أمام التهديدات الخارجية والداخلية، وقال: "نريد الاستخدام الأمثل للموارد البشرية وتوزيع السكان وإعادة توزيع الكثافة السكانية واتخاذ كل السياسات لتأمين البحث العلمي وضمان سريانه، وإقامة علاقات تكامل مع دول حوض النيل، والعمل على تطوير الصناعات الإستراتيجية وتطوير مصادر الطاقة البديلة، ومنها الطاقة النووية ودعم القوات المسلحة بما يضمن جيشًا قويًّا في ظل اقتصاد قوي يوفر عناصر القوة".
وفي كلمته قال الشيخ أحمد المحلاوي: "حينما وصلتني دعوة الإخوان المسلمين إلى الحضور قلت إنه من حقي أن أدعو باسمهم من أشاء، فلقد عاصرت الإمام الشهيد حسن البنا، وزرت مؤسسات إخوانية متعددة، أذكر منها أحد المستوصفات في طنطا، والتي لم أستطع وقتها أن أفرق بين الساعي والممرض أو الطبيب؛ لما تربطهم من علاقة أخوَّة وحب واحترام متبادل، وكذلك عند زيارتي لمؤسسة تجارية في المحلة، وأرى البائع يبيع لغيره وكأنه المشتري ويوضح ميزات وعيوب بضاعته، فلم أرَ إخلاصًا بهذا الشكل".
وتابع: "جئت لأحمل الإخوان مسئولية عظيمة، ويعاونهم بعض الإسلاميين من التيارات الأخرى، لكنني أخص الإخوان؛ لما لهم من قاعدة شعبية عريضة وتنظيم دقيق في ظل اختبار لهم من الله عز وجل لا يقل عن الاعتقالات والتنكيل؛ فليست هذه المرحلة أقل مما فات، مشددًا أنه على الإخوان أن يتحملوا ما يكون من شأن الإسلام ليس في مصر وحدها لكن في الأمة العربية والإسلامية ودول العالم التي لهم فيها تواجد".
وأضاف: "بالتأكيد لا أتجاهل غير الإخوان، ولكن هؤلاء الرجال في هذه الدعوة يسر الله لهم إيمانًا صادقًا فأنتم المسئولون أمام الله وفي رقبتكم خاصة وأنتم تحملون لواء تجديد إيمان الأمة، بدءًا من الإمام المجدد حسن البنا وصدق رسول الله حين قال: "يبعث الله على رأس كل مائة عام من يجدد للأمة إيمانها"، فكان حسن البنا ودعوة الإخوان المسلمين".
ودعا الإخوان إلى تحمل مسئوليتهم الحقيقية وتبوؤ مكانتهم الطبيعية– على حد قوله– وتابع: عليكم مسئولية كاملة تجاه هذا الشعب والشعوب العربية والإسلامية؛ لأن الناس يثقون فيكم ويعرفون خبرتكم وتاريخكم فلم تزدكم المحن إلا إيمانًا، والأمة الآن تنتظر منكم المزيد والمزيد من العمل وقيادتها لإخراجها من المحن.
من جانبه أكد عصام عبد المنعم، أمين حزب الكرامة بالإسكندرية، ضرورة توحد قوى الشعب من إخوان وسلف وليبراليين وأقباط، وأن يصبحوا يدًا واحدةً لتحقيق أهداف مصر القومية، والوقوف أمام فلول الوطني والانتصار عليها.
وشددت بشرى السمني، أمين التدريب بحزب "الحرية والعدالة" بالإسكندرية، على دور المرأة في جماعة الإخوان المسلمين في كلمتها، وقالت: "نحن في جماعة الإخوان وحزب "الحرية والعدالة" نؤمن تمامًا بحقوق المرأة ومساواتها بالرجل، وظهر ذلك من خلال اهتمام الإمام البنا بالمرأة كأحد أهم أهداف الجماعة في اتجاهها لبناء مجتمع إسلامي، وكذلك نصت اللائحة الداخلية للأخوات المسلمات على مشاركة المرأة في تحقيق البرنامج الإسلامي للجماعة كما أنه لقسم الأخوات الكثير من الإنجازات في مجالات نشر الدعوة وأعمال البر وفصول محو الأمية وسد ثغرة الدعوة أثناء غياب الرجال في السجون، وقالت: إن المرأة قادرة على المشاركة في الانتخابات والعملية التشريعية وقيادة مؤسسات الدولة.
المصدر
- خبر: رموز الإسكندرية في حفل إفطار الإخوان المسلمين موقع اخوان اون لاين