سامي كمال الدين يكتب: " اللواء عادل سليمان " اعتقال كاتيوشة حرية

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
سامي كمال الدين يكتب: " اللواء عادل سليمان " اعتقال كاتيوشة حرية


بتاريخ : الأربعاء 03 ديسمبر 2014

جلبة وضجيج بعد الواحدة والنصف صباحا جعل سكان شارع أحمد خشبة بميدان الحجاز في مصر الجديدة يفتحون الشرفات، لما شاهدوا سيارات الشرطة العسكرية تراجع البعض منهم وبدأوا يتلصصون.

توقفت السيارات أمام احدى العمارات.

صعد عدد كبير من الضباط والعساكر إلى الطابق الثالث.

وقع الأقدام التى حاولت الهدوء أو ادعاء الهدوء كان صاخبا وقاسيا على سلالم البيت العتيق.

طرق على باب شقة اللواء #عادل_سليمان. هرع الرجل من نومه. فتح الباب. فرك عينيه. للوهلة الأولى لم يستوعب.ذاكرته لم تكن هنا.

ما إن شاهدت الملابس الكاكي حتى رحلت 41 عاما إلى الوراء، وقتها كان عادل سليمان قائدا للكتيبة 12 مشاة يحارب العدو الصهيوني أثناء حرب أكتوبر 1973 بينما كان حسني مبارك جالسا في كابينة بعيدة عن ساحة الحرب يتابع سير العمليات الجوية وتأتيه الوجبات الطازجة والساخنة من جروبي بينما كان قائد الضربة الجوية الحقيقي اللواء محمود شاكر عبد المنعم قائدا لإحدى فرق الدفاع الجوي يقاتل العدو، وسرق مبارك اللقب وتغنى به كبطل للضربة الجوية.

ومبارك الآن بعد أن قتل الالاف من الشعب المصري آخرهم 860 شهيدا أثناء ثورة يناير 2011 يتمتع بحريته في الهواء الطلق وأمهات الشهداء يتمرمغن في التراب.

عاد للذاكرة حضورها فسأل اللواء عادل سليمان عما يحدث.

- مطلوب اتفضل معانا

تلفت الرجل حوله فوجد جيرانه يقفون في نزهة فرجة، فرحون بأن الرجل الذي صدعهم بالنقد عبر شاشات الفضائيات لحبيبهم ورمزهم السيسي سيستريحون منه.

أخفوا ذاكرتهم لكي لا تتذكر أن اللواء عادل سليمان كان يرتدي هذا الزي ذات يوم ويقاتل به ليجعلهم يعيشون في وطن محرر وآمن.

استأذن الرجل من المحاولين العبور إلى باب حريته في أن يبدل ملابسه. سمحوا له.

نظر لإبنته غادة قائلا :

-جهزيلي شنطتي.

تساقطت دموعها واعتلتها حيرة التائه.

مرت لحظات كأنها الدهر وهو يبدل بيجامته بملابس خروج، ويطمئن أسرته بالعودة.

ما زال داخل الرجل يقين كما في داخلي أن في المؤسسة العسكرية شرفاء يراهن ونراهن على وطنيتهم.

على باب الشقة تحسس جيب بنطاله.

أخرج مفتاحا :

- غادة ده مفتاح شقة المعادي خليه معاكي.

جلبة البيادات الميري عادت لعراكها مع السلالم.

أغلق الجيران أبوابهم. ولم تغلق غادة أبواب حزنها.

المصدر