غموض... تخبط ... فشل ... مفردات الحالة الصهيونية في معركة الفرقان
غموض... تخبط ... فشل ... مفردات الحالة الصهيونية في معركة الفرقان
القسام ـ خاص :
تعددت الأهداف والنتيجة واحدة, ملأ الجيش الصهيوني أذان العالم بعبارات كثيرة شكلت رمزا للهزيمة بعد انقشاع غبار المعركة التي انتصرت فيها المقاومة في غزة, قائمة الأهداف التي أعلنها الجيش الصهيوني للحملة الصهيونية المدمرة على غزة مرت بمراحل عديدة وتفاصيل كثيرة نرصد هنا أهمها حتى يتبين الفشل والتخبط الصهيوني في الحرب وما بعدها.
المجلس الوزاري الأمني الصهيوني وضع على رأس أهداف الحملة وقف إطلاق صواريخ المقاومة, ولكن كان واضحا منذ اللحظة الأولى أن تحقيق هذا الهدف فاشل بدرجة كبيرة, حيث قامت حماس بإطلاق المئات من صواريخ القسام والغراد, وأكد هذا القول ما جاء في صحيفة يديعوت احرونوت في اليوم الثاني للعدوان أن نجاح حماس في إطلاق الصواريخ بعد الضربة الأولى دليل فشل لهذا الهدف, وكان لزاما على القيادة العسكرية الصهيونية تغطية فشلها, فبدأ الحديث يدور داخل المحافل الصهيونية عن لزوم حملة برية.
وقد عبرت صحيفة هآرتس عن أن الحرب الجديدة التي شنت على غزة بائسة وبلا داع وذلك في اليوم الثاني من الحرب, ويأتي ذلك تأكيدا على دراية العدو الصهيوني بفشله في تحقيق الأهداف, وان هدفه الوحيد هو القتل والتدمير. أما في 29-12-2008, أضيف هدف جديد إلى الحرب وهو تدمير الأنفاق, وادعت يديعوت احرونوت أن الهجوم على الأنفاق جاء لوقف تزويد حماس بالصواريخ, ثم أعلن العدو الصهيوني بعد انتهاء الحرب أن الأنفاق لا زالت تعمل.
الثورة على حماس
أما بعد ذلك بدأت السياسية الصهيونية تتضح شيئا فشيئا, فكلما أعلنوا عن هدف وفشلوا في تحقيقه, أعلنوا هدفا جديدا لتغطية الفشل المستمر, فأعلنوا أن الحملة الجوية تهدف إلى ضرب مخازن الصواريخ, ولكن مع استمرار تساقطها على رؤوس الصهاينة وفشلهم في تحقيق هذا الهدف, أعلنوا هدفا جديد وهو ضرب منصات إطلاق الصواريخ بهدف منع خروجها من أماكن إطلاقها وفشلوا في هذا الهدف أيضا. و ما لبثوا إلا أن أعلنوا هدفا أخر وهو أن يثور أهل غزة على المقاومة, حيث عبر مقال في يديعوت أحرونوت بتاريخ 31-12- 2008, أي في اليوم الرابع من الحرب عن أن سياسة إحداث الدمار الهائل والقتل الجماعي لمدنيين الفلسطينيين يمكن أن يدفع سكان غزة للثورة على "حكم حماس", ولكن سرعان ما تبين فشل هذا الهدف أيضا عندما أظهر الشعب الفلسطيني دعما كاملا للمقاومة.
بعد بدء الحملة البرية تضاربت أهداف القيادة السياسية والقيادة العسكرية الصهيونية, فلم تعد الأهداف عسكرية بحته ولا هي سياسية بحته, وأصبح الغموض مفتاحا لبنك الأهداف الصهيوني بعد الفشل في تحقيق غالبية أهدافه, وقد ترجم هذا الفشل إلى واقع ملموس وذلك بورود مقال في الصحافة الصهيونية يؤكد أن الكيان الصهيوني ليس لديه ما يكسبه من استمرار الهجوم على غزة.
ردع حماس هدف رابع أو ربما خامس، أصبح كل المراقبين لا يعرفون عدد أهداف هذه الحملة, ففي اليوم الثالث بدأ الحديث قويا من جانب القيادة الصهيونية عن أن الكيان الصهيوني قام بردع حماس لدفعها للتفكير ألف مرة قبل القيام بأي عمل مقاوم على حد تعبيرهم, وقد ثبت فشل هذا الهدف كسابقيه من خلال استهداف القسام لقواعد عسكرية إستراتيجية داخل عمق الكيان, وفي تاريخ 14-1-2009 أعلن وزير "دفاع" سابق في صحيفة هآرتس رسميا فشل هذا الهدف, وأورد مقالا بعنوان "الردع؟ أحلام" ويشير فيه أن فكرة ردع حماس هي فكرة هاذية ولا يمكن تحقيقها.
مطلوب اسم للحملة
الأغرب والأخطر أن الكيان الصهيوني مدفوعا من بعض الأطراف الفلسطينية والعربية أضاف هدفا آخر يشكل انتكاسة للقضية الفلسطينية وانحدارا أخلاقيا واضحا وذلك بعد بدء الحملة العسكرية بأيام قلائل, وهو أن تنتهي الحملة الصهيونية بإقامة نظام حكم متعاطف مع الكيان الصهيوني كما في الضفة الغربية, وهذا الهدف فشل بإعلان وزارة الداخلية عن استمرارها بأداء مهماتها حتى أثناء الحرب وفي أصعب الأوقات.
ومع استمرار الحملة فقد بلغ الاختلاف أوجه أيضا داخل ما يسمى "الجبهة الداخلية" الصهيونية حتى وصل إلى اسم الحملة, فقد أوردت صحيفة معاريف بتاريخ 6/1/2009 مقالا بعنوان "مطلوب اسم للحرب", ووصف المحللون الصهاينة اسم "رصاص مصهور" بالعدمية في الجوهر والصورة وأضافوا بأنه ليس مفهوما أيضا. لذلك اقترح بعضهم تسمية الحملة "حرب غزة الأولى", وذلك وعيا منهم أن الحرب على غزة لم تنتهي بعد, أما آخرون نادوا تسمية الحملة "حرب الصواريخ الثالثة" نسبة إلى أن القسام هو ثالث طرف يقصف أماكن إستراتيجية في الكيان بعد صدام وحزب الله, أما الشق الأخير فقد نادى بتسمية الحملة "حرب أمن الجنوب" نسبة لعدم حل قضية إطلاق الصواريخ على جنوب الكيان المحتل.
وبعد كل هذه الأهداف الفاشلة وللتغطية عن العجز الصهيوني العسكري, أعلن الكيان أن الهدف الرئيسي للحملة هو المس "بالمقاتلين", وقد برز ذلك من استهداف أي شيء يتحرك على الأرض بجميع أنواع الأسلحة من الفسفور إلى أطنان صواريخ الطائرات الحربية, وبالرغم من ذلك تأكد العدو من فشل هذا الهدف.
أين القسام!!
وخير دليل على ذلك ما أوردته أحدى الصحف الصهيونية للكاتب الصهيوني "أليكس فيشمان" بعنوان "أين القسام", وأثار تساؤلا كبيرا ومحيرا للقيادة الصهيونية "إلى أين اختفى جنود حماس؟" وما هو سر المقاتلين الأشباح؟ لماذا لا يزال هناك مقاومة شرسة بالرغم من استخدام سياسية الأرض المحروقة, وقد دب التخوف في الأوساط الأمنية من نجاح القسام بالعديد من محاولات خطف جنود صهاينة, صحيح أن العدو لم يعترف بذلك ولكن برز ذلك مما ورد في صحيفة يديعوت أحرونوت عن قيام قائد كتيبة في غولاني بتوجيه جنوده لتفجير فنبلة يدوية به وبخاطفيه إذا تم اختطافه, وقيامهم بقصف جنودهم بالطائرات الحربية كما حدث في عملية الأسر بجبل الكاشف والعملية الأخرى بجبل الريس.
وفي النهاية نسوق للقارئ الكريم قرائن على إقرار الأعداء بأنفسهم بفشل عمليتهم وذلك ردا على المرجفين, فبتاريخ 8-1-2009 مقالا تحت عنوان "أخطاء الرصاص المسكوب", وقالت الصحيفة أن خطأ العملية العسكرية الصهيونية في غزة أن مخططيها لم يحددوا هدفا واضحا يمكن إحرازه, وذلك يعد فشلا ذريعا, وأطلقت الصحيفة على ذلك "الخطأ الاستراتيجي". أيضا أوردت نفس الصحيفة بتاريخ 22-1-2009 أوردت صحيفة هآرتس مقالا بعنوان "فشل وثكل", وأعترف الصهاينة فيه أن الحرب على غزة برغم التبجح الصهيوني لم تحقق شيئا من أهدافها المعلنة أو غير المعلنة, وأضافه الصحيفة أن الكثرة الساحقة من "مقاتلي" حماس لم تصب, أما صحيفة يديعوت فقد أوردت مقالا بتاريخ 22-1-2009 تحت عنوان "ماذا حققنا؟ عودة إلى نقطة البداية" في إشارة إلى فشل العملية الصهيونية على قطاع غزة.
المصدر:كتائب الشهيد عز الدين القسام-المكتب الإعلامي