مناظرة هادئة بين "العريان" و"السعيد" بمعرض الكتاب

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
مناظرة هادئة بين "العريان" و"السعيد" بمعرض الكتاب
31-01-2004

مقدمة

• د.عصام العريان: المشروع الإسلامي السلمي البديل لفشل الحكومات وتيارات العنف.

• د."رفعت السعيد": "الظواهري" و"بوش" كلاهما قسّم العالم حسب رؤيته.

• د."عبد العاطي محمد": الحركات الإسلامية تواجه تحديات مستقبلية صعبة.

• د. "منير جمعة": ألمس مراجعات فكرية لدى "السعيد".

شهد معرض الكتاب مناظرة- حضرها المئات [[ظهر الخميس 29 يناير 2004م بين الدكتور "عصام العريان"- أحد قيادات]] الإخوان المسلمين- والدكتور "رفعت السعيد"- رئيس حزب التجمع المصري اليساري- حول كتاب "شيوخ بلا خناجر" لمؤلفه الدكتور "عبدالعاطي محمد".

ولعل الأمور التي جعلت المناظرة أقل سخونة عما هو متوقع اعتذار الدكتور "وحيد عبدالمجيد"- نائب رئيس الهيئة العامة للكتاب عن عدم إدارة الندوة، وتوجيه الدكتور "رفعت السعيد" بإدارة الندوة نيابةً عنه.. إضافةً إلى بعض التغيرات الفكرية التي أبداها رئيس حزب التجمع أثناء الندوة، وقد اعتبر الدكتور "منير جمعة"- آداب المنوفية- هذه التغيرات بمثابة مراجعات فكرية أجراها الدكتور "رفعت السعيد" مع نفسه فيما اعتبر البعض الآخر أن الدكتور "السعيد" أكثر اتزانًا في تعامله مع الإسلاميين بعد رئاسته لحزب التجمع، وإحساسه بمسئوليته في ضرورة التعايش مع كافة الاتجاهات.

بدأت المناظرة "الهادئة" بكلمة ترحيب من الدكتور "السعيد" وقال ساخرًا: "من أراد أن يرى معركةً ساخنةً بيني وبين الدكتور "عصام العريان" فلن يجد مأربه بسبب اتفاق رؤيتنا حول موضوع الندوة، إضافةً إلى أنَّ كثيرًا من اللقاءات والمناظرات التي تجمع بيني وبين الدكتور "العريان" أحدث نوعًا من التعايش السلمي!

تطور الحركات الإسلامية:

د.رفعت السعيد

ثم قدم الدكتور "عبدالعاطي محمد"- الباحث بمركز الدراسات الإستراتيجية بمؤسسة الأهرام لكتابه "شيوخ بلا خناجر"، وقال: "نتحدث اليوم في موضوع ساخن جدًا، يثير جدلاً كبيرًا، لكن المهم أن نختلف مع بعضنا البعض، دون أن يخوض أحد في الآخر.

وأوضح أن الكتاب يرصد التطور الكبير الذي حدث في الحركات الإسلامية السياسية في مصر بعد أحداث 11 سبتمبر.. وما حدث من تغيير وسلبيات وإضافات بتلك الجماعات، ونحن نعيش في مصر الآن مناخًا أقرب للهدوء، الجميع يرغب في المشاركة، يراجع نفسه بما في ذلك التيار الإسلامي، والكل يريد الحل الوسطي، مع تباين الاتجاهات ولم يكن هناك الجو الاستقطابي الذي كان موجودًا في السبعينيات والثمانينيات، وحتى منتصف التسعينيات.

وذكر أن الكتاب رصد عدة مؤشرات للتغيير تجاه الحل الوسطي والاعتراف بالآخر من قبل الحركات الإسلامية ومن هذه المؤشرات:

- مراجعة الجماعة الإسلامية لأفكارها وخرجوا بسبعة كتب، تعتبر فكرًا مغايرًا تمامًا لما كانت تقوله الجماعة من قبل.

- مراجعة داخل جماعة الإخوان المسلمين فهناك جناح يتحدث عن الديمقراطية وقبول الآخر.

- حركة الجهاد المصرية تبحث عن شكل للمراجعة.

وعاد الباحث وقال: "بأن مراجعات التيار الإسلامي غير مكتملة؛ الأمر الذي أفرز ظاهرتين طبقًا له، أولهما التدين الظاهري؛ حيث بدأ بإقبال أعداد كبيرة من الشباب على التدين الظاهري، والظاهرة الثانية ما يُسمى بعلمنة الإسلام، وشدد الباحث على أنه غير مقتنع بما يتحدثون عنه في هذا الإطار؛ لأن الإسلام دين شامل له نظامه المختلف تمامًا ولا يمكن مزجه بالعلمانية.

ورصد الباحث عددًا من القضايا االتي تشكل تحديًا للحركة الإسلامية في المستقبل من بينها:

- فقه أسلمة الدولة والمجتمع ومراجعة ذلك دينيًا.

- التنظيم السياسي في شكل حزب أمر خطير جدًا؛ لأن الحركة الإسلامية سوف تتصادم مع التيارات الأخرى بسبب تحصنها بالقدسية، ويرى أن الأفضل لها أن تظل تيارًا ساريًا في مؤسسات المجتمع.

- المشروع الإسلامي الذي تتحدث عنه الحركة لم يظهر، ويبدو أن جهدها لا يبشر بظهوره في الوقت القريب.

- الفقه بين الجمود والتجديد وضرورة الأخير.

- مفهوم الجماعة الإسلامية وقضية الانتماء غير الواضحة، هل الانتماء للأمة أم للجماعة أم للوطن.

فشل مشروع العنف والحكومات

وتحدث الدكتور "العريان" شاكرًا في البداية الدكتور "سمير سرحان" رئيس الهئية العامة للكتاب، ومنظمي المعرض على استضافة الندوة، كما أثنى على الدكتور "عبدالعاطي محمد" لاستناده في طرح أبحاثه وكتبه على بحوث عن قضايا الحركة الإسلامية، وأوضح الدكتور "العريان" أنه سوف يكتفي برصد الملاحظات السلبية التي لاحظها من خلال قراءته للكتاب في يومين فقط، فبين أن الكتاب تحدث عن فشل المشروع الإسلامي، إلا أن الذي فشل- والكلام للدكتور العريان- هو مشروع تيار العنف وليس مجمل المشروع الإسلامي؛ لأن المشروع السلمي أو التغلغل في المجتمع كما يسميه الأمن فلم يفشل.

وأضاف "العريان" صحيح أننا نعاني أزمات كثيرة في أوطاننا العربية وعالمنا الإسلامي، ولكن هذا بسببب إخفاق أنظمة الحكم التي استبدت بالعالم الإسلامي، بسبب إخفاق الحكومات في المشروعات التنموية، التي تعبر عن الناس ومصالحهم.

وذلك أن هذه الإخفاقات المتلاحقة على أصعدة مختلفة؛ بسبب نظم الحكم التي نهبت الثروات وأهدرت كرامة الفرد وإلى الآن تلعب نفس الأدوار ليس من أجل مصلحتها فقط، إنما من أجل المشروع الصهيوني.

واعتبر الدكتور "عصام العريان" أن حادثة انهيار عمارة مدينة نصر- شرق القاهرة نموذجا على الفشل الحكومي الصارخ؛ حيث لا تتحرك الحكومة لأداء دورها إلا بعد صدور تعليمات من الرئيس، وتسأل هل تحتاج الحكومة والأجهزة التنفيذية لأوامر من الرئيس دائمًا لأداء واجبها المفروض عليها؟!.

وحيا الدكتور "العريان" الباحث على الفصل الذي رصده لظاهرة التدين الظاهري، وقال الدكتور "العريان": "نحن بحاجة فعلاً لتحويل هذا التدين الظاهري إلى تدين حقيقي يفيد الأمة؛ فالشاب الذي يحرص على التدين نوضح له أن من التدين أيضًا أن يجتهد في دراسته وعمله وينفع أمته.. حتى لا يكون هذا تدينًا انسحابيًا وهربًا من الواقع الذي تعيشه أمته، وتحدث عن الداعية "عمرو خالد" الذي التف حوله آلاف الشباب منتقدًا أن يتم منعه بحجة أن هؤلاء الشباب يلتفون حوله وهذه هي نظرة الجهات الأمنية.

انتشار الحجاب:

انتشار الحجاب فى ذياده مستمره

وفي نفس السياق تحدث الدكتور "العريان" عن ظاهرة الحجاب التي بدأت تنتشر في تونس رغم المحاذير والعراقيل التي تضعها الحكومة هناك، وأوضح أن الإسلام أصبح مطلبًا جماهيريًا ومشروعًا يقدم طرحًا جديدًا بديلاً للمشروع الأمريكي، وهذا هو سبب تخوف واشنطن من الحركة الإسلامية.

وعن فكرة الحزب السياسي أوضح الدكتور "العريان" أن هناك اتجاهين أحدهما يرى إمكانية تحول الجماعة كلها إلى حزب سياسي، والبعض الآخر يرى أن يظل التيار الإسلامي تيارًا ساريًا في مؤسسات المجتمع، وفي مختلف نواحيه دون تحزب، وبين أن الإخوان على أتم الاستعداد في حالة إطلاق الحريات أن يتحولوا إلى حزب ليس له عصمة ولا قدسية.

اتفاق واختلاف:

الاستاذ عمرو خالد

وتحدث الدكتور "رفعت السعيد" وقال ساخرًا: مَن جاء لمشاهدة معركة فلن يحقق مآربه ليس لتغير فكر حدث لي أو حدث للدكتور "عصام االعريان"، وليس بسبب زيارة مرشد (الإخوان المسلمين) لحزب التجمع أمس الأربعاء إنما لأن موضوع الكتاب حذَّر من اختلاط الإسلام بالعلمانية والمشكلة أن البعض يصف العلمانية بأنها كفر بينما هي دعوة للعلم والتأمل، وهذا ما يدعو له الإسلام، كما تحدث عن التطرف المتبادل فذكر مقولة "أيمن الظواهري" من أن العالم انقسم فسطاطين فسطاط إيمان وآخر كفر، وذكر مقولة "جورج بوش": "من ليس معنا فهو ضدنا ومع الإرهاب"، وانتقد الدكتور "السعيد" كلام الدكتور العريان عن الداعية "عمرو خالد".

وذكر أن الكتاب تعجل قليلاً في الوصول للنتائج فرأيي- والكلام للدكتور "السعيد"- أن أفكار الإخوان والجماعات الأخرى لم تتغير والجماعات الإسلامية تعتبر نفسها هي صحيح الإسلام حتى التي تحدثت عن المراجعة؛ حيث إنهم غيروا فقههم لكنهم بداخلهم لم يتغيروا!

رد العريان:

ورد الدكتور "عصام العريان" بأن مراجعات الجماعات الإسلامية مراجعات حقيقية فعلاً، وقد التقى أثناء فترة سجنه (على إثر محاكمة عسكرية سجن خلالها 5 سنوات) ببعض عناصر الجماعة الإسلامية، وتحدث معهم ووجد تغيرًا فعليًا في فكرهم.

وطالب الدكتور "العريان" بضرورة استيعاب هذه العناصر التي تغيرت بالفعل، وقال الدكتور "العريان: "إن الكتب التي ظهرت للنور عن مراجعات هذه الجماعات لا تمثل أكثر من 25% مما كتبه أعضاء الجماعة الإسلامية بالسجن.

وقال الدكتور "منير جمعة" الأستاذ بجامعة المنوفية محييًا أنه سعيد بالدكتور "رفعت السعيد"، وقد رآه في هذه الندوة رجلاً غير الرجل الذي يعرف، نتيجة التقارب بين الأفكار، وقال: إنني معجب بالدكتور "السعيد"، وأرجو أن تكون تلك نتيجة مراجعاته الفكرية.

وانتقد الباحث في أنه جمع الحركات الإسلامية المصرية كلها في سلة واحدة، موضحًا أن كل جماعة تحتاج لدراسة مستقلة، كما أنه من غير الموضوعية تعميم الأحكام عليهم جميعًا.

المصدر