من دعوة الإخوان في المنزلة دقهلية 16

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
من دعوة الإخوان في المنزلة دقهلية 16

أ.د/جابر قميحة

مقدمة

الحلقة الأخيرة

الرفاعى شبارة

كان طالبا معنا فى مدرسة المنزلة الثانوية واكتفى بهذه المرحلة ، فلم يلتحق بالجامعة ، وامتهن تجارة الأخشاب فيما بعد ، ووفقه الله فى هذه التجارة إلى أن لقي ربه من سنوات .

كان الرفاعى طُـلَعَة .. يقرأ كثيرا ، وكان خطيبا جيدا وكان الدعاة الكبار ، كالشيخ كامل الخريبي ، يحرصون أحيانا على أن يصحبونا – أنا والرفاعي – فى زيارتهم لشعَب الأقاليم إذا ما احتفلت بالمناسبات الإسلامية ، كالمولد النبوي الشريف ، والإسراء والمعراج ، وذكرى غزوة بدر ، وطبعا كنا نراعي أن تكون كلماتنا موجزة ، كتمهيد وتوطئة لحديث الداعية الكبير . كما كان الرفاعي يشترك معنا فى قيادة المظاهرات الوطنية بالمنزلة .

وكان الرفاعي جريئا ذكيا حاضر البديهة .. وأذكر فى هذا السياق واقعة خلاصتها : أننا كنا – بعد العشاء من يوم جمعة - فى اجتماع أسرة وذلك فى حجرة من الدور الأرضى من منزل : أل شبارة " وكان للحجرة نافذتان على الشارع مباشرة وكل منهما مصنوعه من الخشب بلا عيدان حديدية .

وترتفع عن الأرض قرابة متر ونصف ، وبينما كنا مستغرقين فى شرح قوله تعالى : ( أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير ) الحج 39 هب الرفاعى فجأة واقفا وأشار بأن نلتزم الصمت ، وغادرنا لدقيقة واحدة ، وجاء وفى يده حنفية قديمة .. وجعل الحنفية في يده على شكل مسدس ، وفتح النافذة فجأة وصاح فى غضب :

-افرغ المسدس الوقتي فى رأسك يا ابن (...)

وجاء الرد فى صوت مرتعش

-ابعد سلاحك يارفاعي .. أنا زي والدك .

-أخرس .. والدي يتجسس على الناس يا ابن ...؟

-اعمل ايه يارفاعي ؟ دا أكل عيش .. على كل حال .. أنا لن أكرر ذلك أبدا .

وانصرف الرجل وأغلق الرفاعي النافذة .. وأخذنا نضحك وهو يعرض علينا المسدس .. أقصد الحنفية القديمة .

وخلاصة ما حدث أن رجل المباحث عبد العزيز طلب منه رؤساؤه أن يكتب تقريرا عن نشاط قسم الطلبة بشعبة المنزلة ، فألصق أذنه فى النافذة الخشبية طمعا فى أن يلتقط كلمات يكتبها فى تقريره ، فأذهلته المفاجأة ، ومن شدة رعبه اعتقد أن " الحنفية القديمة " مسدس .

والواقعة – كما هو واضح – تدل على الجرأة من ناحية ، كما تدل على سرعة البديهة من ناحية أخرى ,

وعاش الرفاعي طيلة حياته صريحا جريئا ، فى الحق ، وجرأته قد تبلغ حد الإسراف ، والمغالاة أحيانا ، ومن عجب أن اوضع أنا موضع المسئولية عن بعض تصرفاته الحادة ، من ذلك أن الحاج مختار شبارة " والد الرفاعى " أقام أمام بيته سرادقا احتقالا بذكرى ميلاد الرسول – صلى الله عليه وسلم – حضره كثير من أهل المنزلة ، وخصوصا الشباب .

وبعد مضي قرابة ساعة تمتع الحضور فيها بالاستماع للقرآن الكريم ، والتواشيح ، وكيف كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم – عادلا مع أصحابه ، وكذلك أصحاب الديانات الأخرى ، وبصوت أعلى وحماسة فائقة واصل الرفاعى كلامه – بغير المتوقع – " ... ولكننا فى وقتنا الحاضر نجد الظلم والفاسد والفجور ، نرى كل ذلك متمثلا فى ملكنا الفاجر الفاسد فاروق بن نازلي شر خلق الله " .

فنهض الحاضرون جميعا – ما عدا بعض شباب الإخوان – وغادروا السرادق على عجل خوفا من أن يراهم رجال المباحث فى السرادق ويتعرضوا للمسئولية ، ثم جاءنى الحاج مختار متغير الوجه وبادرنى قائلا :

-كدة برضه ياجابر ؟ أنت عاوز تودي الواد وتودينا فى داهية ؟ فأقسمت بأغلظ الأيمان أننى لا أعلم أن الرفاعي ، سيتكلم ، ومن ثم .. ومن باب أولى لا أعلم ماذا سيقول .

أما الموقف الثانى ، فخلاصته : أن مدرسا أول بالمنزلة الإعدادية ( وهو من بلد غير المنزلة ) هذا المدرس تعود فى المساء أن يجلس أمام مسكنه ، أو يمشى فى الشارع الذى يقع فيه مسكنه يعاكس الفتيات والنساء .

كلمه أحد جيرانه أن يكف عن أعمال المراهقين هذه فنهره ، وقال

-أنا حر أعمل اللي أنا عايزه .

-لكن اللي بتعمله دة غلط .

-غلط .. صح ما لكش دعوة .. يا متخلف .

- بس أنا خايف عليك من أهل الحتة .

- لا .. متخافش .. الراجل فيهم يتعرض لي .

شكاه بعض جيرانه لناظر مدرسته ، فلم يهتم ، ولم يأخذ الشكوى مأخذ الجد .

علم الرفاعي بما حدث ، فترصد للرجل ذات مساء ، ووجه إلى وجهه دفعات من اللكمات غيرت معالم وجهه تماما ، وظهر كأنه يضع على وجهه قناعا كالذي يضعه جنود العصور الوسطى .

وبعدها طلب الرجل نقله من المنزلة , فحققت مديرية التربية والتعليم رغبته بعد اسبوعين من طلبه ، ولكن أغرب ما في هذه المأساة أن الرجل وجه الإتهام إلي ، مدعيا أننى الذى ضربته بنفسي دون الاستعانة بغيري .

سأله المحقق وكيف عرفت أنه هو ، مع أن الدنيا كانت ظلاما ؟

-عرفته من طوله يابيه .

-لكن الطوال كثير ، مش هو بس اللي طويل .

-ولعى مدى ساعتين كان التاحقيق معى وحفظت القضية لعدم توافر الأدلة .

قلت للأخ الرفاعى ضاحكا .. مبسوط ياعم ؟ تشتم الملك ، وتلقي المسئولية علي !! وتضرب الرجل .. والقصاص يكون مني أنا .. وتمثلت بقول الشاعر الجاهلي :

لم أكن من جُناتها علم اللــ ــهُ ، وإني بحرها اليوم صالي

رحمك الله يارفاعي، وحشرك مع النبيين والصديقين ، والشهداء ، وحسن أولئك رفيقا .

الشيخ سيد الضويني

حافظ القرأن وقارئه .. كنا نقدمه ليستهل بصوته الجميل اجتماعاتنا .. فلاح أصيل .. وإن شئت فقل إنه خبير زراعى .. فى التربة .. والري .. وأنسب المحاصيل وأنواع التقاوي... استفتاه أحدهم فى ثلاثة أفدنة ينوي شراءها فكان جوابه :

-خللي بالك الأرض " مالحة " شوية ، يعني لازم تزرعها أول زرعة " مشيط " وثاني زرعة " برسيم " , وعلل الشيخ سيد ذلك بأن المشيط يمتص أملح الأرض .. والبرسيم بعد ذلك يكمل المهمة .. يعني بيغسل التربة ، ويطريها . وهي معلومة أسمعها لأول مرة

والشيخ سيد خبير كذلك بأعمال " المعجنة " وأسرارها . والمعجنة حفرة مربعة بطول عشرة أمتار . أما العمق فقرابة متر ونصف ، وينقل لهذه الحفرة تربة نظيفة خالية من الشوائب . ويوضع معها نسبة من التبن ، وينزل احدهم إلى الحفرة ليقوم بعجن هذا الخليط .. ولا بد أن يراعي النسبة المطلوبة من التربة ، والتبن والماء .

وبعد ذلك تفرغ الحفرة من محتوياتها فى قوالب ، كل قالب فى حجم " الطوبة الحمراء " وتعرض فى الشمس حتى تجف ، وترص لتصنع ما يسمى بالقمينة ، ويوقد عليها من عينين فيها فينضج الطوب اللبن " –أى الطيني – بعد عدة ساعات ليتحول إلى " طوب أحمر " معد للبناء .

إنها معلومة قدمها لنا الشيخ سيد " خبير الأرض" . والشيخ سيد يملك كنزا من الحكايا والأحداث الواقعية الطريفة جدا ، لذلك كنا نحب الجلوس إليه .

ومن الوقائع الطريفة التى قصها أن الشاب " فلان " صعد إلى أحد سطوح المنازل ، ومعه " قفة " ليسرق بعض الدجاج .. فصاح الدجاج , مما أيقظ أهل البيت ، وأمسكوا " بحرامي الفراخ " وسلموه للشرطة .. وأشار احدهم على ضابط الشرطة باستدعاء والده لتأديبه ، لأنه معروف بصلاحه وتقواه .

وحضر الأب , وحكي الضابط ما حدث ، فنهض الأب كالوحش الكاسر ، يريد أن يفتك بابنه .. ومنعه الضابط بعد جهد جهيد . وهدأ من روعه .

ووجه الأب كلامه لابنه بعد ذلك :

- كدة يا ابن (..) تفضحنا فى البلد . لما أنت عايز تسرق فراخ بالليل من غير ماتكاكي رش على الفراخ شوية ميه .

فذهل الضابط وكل من فى حجرته .

سألت الشيخ سيد :

- ما معني هذا؟

- معناه أن الأب " حرامي فراخ " أصيل ، واعتراضه – لاعلى جريمة ابنه – ولكن على الطريقة الخطأ . والدجاج إذا رششته بالماء ليلا .. لايصيح أبدا .. خبرة !!!

ويتحدث عن " رياض فطير " لص المنزلة المشهور... وهو يُـرجَع إليه عند كل سرقة لرد المسروق مع أخذ " الحلوان " أي المقابل ، سواء أكان هو السارق أم غيره . ونسمع من الشيخ سيد الواقعة الآتية :

واستدعى عم السيد حرامى المنزلة رياض فطير ، ووعده بمبلغ كبير إذا أحضر المسروقات قال رياض : ياعم سيد أنا شخصيا لم أقم بهذه العملية .. لأنها عملية عيالى .. واللي عملها معندوش شرف . أنا الحمد لله ياعم سيد حرامي شريف . حرامي راجل . حرامي نظيف .. أسرق بكسر الأبواب أو فتحها ، لا عن طريق ُثـغرة فى السقف أو فى الحيطان

والشيخ سيد مع أنه يكبرنا بقرابة عشر سنين ، كان حريصا على أن يشاركنا فى كل رحلاتنا ، وزياراتنا الدعوية لشعَب الأقاليم .

وكنا نتيمن به ، ونحب الجلوس والاستماع إليه ، يرحمه الله .

عبد الحميد الزهرة

بدأ حياته عاملا نقاشا ، ثم وسع الله عليه رزقه فأصبح مقاولا ، يحبه الناس ويقدرونه لتقواه وأمانته فى العمل .

وكان عبد الحميد ممن حببـني فى الدعوة والشعبة ، ومن تقديره لي أنه كان يعاملني كرجل لاكشبل من أشبال الإخوان ، فكان يصحبني في رحلات الجوالة ، ويشركني في عروضها التي يقدمها فى القري المجاورة .

وقد ذكرت فى حلقة سابقة أن الإخوان قاموا بمظاهرة ضخمة فى المنصورة فى يوم جمعة سنة 1947 / حضرها إخوان من كل شعب الدقهلية ، فمن المنزلة حضر عبد الحميد الزهرة ، ومحمد حسن عساسة ، وكاتب هذه السطور .

كان قائد المظاهرة لتأييد محمود فهمي النقراشي رئيس الوزراء ، وهو يعرض القضية المصرية أمام مجلس الأمن ، بعد أن خذله النحاس باشا – كما ذكرت – في فصل سابق . وكان قائد المظاهرة الشيخ مصطفى العالم , رحمه الله .

وبعد أن انتهينا من المظاهرة – وكان اليوم حارا جدا – قلت لأمير الركب :

- اعتقد أنك ستغدينا اليوم عند الحاج محمود .

( ومطعمه مشهور متخصص فى تقديم طواجن اللحم ) .

قال عبدالحميد :

- ياجابر .. أنت عارف أن الشعبة هي التي تتحمل كل نفقات السفرية ، وأحنا علينا أن نشيل الدعوة .. مش الدعوة هي اللي تشيلنا .

- يعني إيه ؟

- يعني حترسي على الفول المدمس ، والطعمية .

وكان درسا تلقيته من الأخ عبد الحميد فى عبارته العفوية الرائعة " إحنا علينا أن نشيل الدعوة .. مش الدعوة هي اللي تشيلنا " .

وتطوع عبد الحميد للجهاد فى فلسطين ضمن كتائب الإخوان ، وأصيبت قدمه برصاصة .. وعاد إلي مصر ، ثم المنزلة . وحكي – على استحياء وبمصداقية كاملة – ما قام به ، وسبب إصابته .

وبهذه المناسبة اذكر موقف ( فتحى . ط) ، وهو عضو في أحد الأحزاب . تطوع من أجل فلسطين – أو هكذا قال- وغاب عن المنزلة قرابة شهرين ، ثم عاد بغترة وعقال ، وأخذ يروي قصة الملاحم التي قام بها في فلسطين ، وعدد اليهود الذين لقوا مصرعهم علي يديه .

سأله واحد من أهل المنزلة :

_ فلماذاعدت يا فتحي , ولم يتمسك بك الجيش , أو كتائب المتطوعين ؟

- أنا راجع هربان .. لأن هناك فلسطينية .. ملكة جمال .. من أسرة كبيرة جدا احبتني ، وتعقلت بي ، وحرص أبوها وأسرتها على أن أتزوجها ، ولكني بصراحة لم أجد في نفسي استعدادا لأن أبقى فى فلسطين مع زوجتي هذه ، أو أصحبها إلي مصر .. ظروفي لاتسمح ، هذا هو السر فى أني تركت فلسطين وعدت مرة أخرى .

- سأله أحدهم : أيه هي أنواع السلاح اللي أنت ادربت عليها يافتحي ؟

- أسلحة كثيرة ، أنا حقول أيه ولا إيه ، كان هناك أسلحة أشكال وألوان ، المهم موش السلاح ، ولكن المهم الأيد اللي بتشيل السلاح ، وأنا والحمد لله شهد لى الكل بالقوة اللي مافيش زيها .

وكان الناس من أهل المنزلة يستدعون فتحي للتسلية والتمتع بالاستماع لمثل هذه الحكايات الخرافية التي يقصها .

وهذا النموذج من البشر يوضح الفرق الشاسع بين متطوع الإخوان عبد الحميد الزهرة ، وأمثال " فتحي. ط " . إن الفرق بينهما هو كالفرق بين السماء والأرض . واعتذر للأخ عبد الحميد عن هذه الموازنة . وهذا يذكرني بقول الشاعر :

ألم ترَ أن السيفَ ينقص قدرُهُ
إذا قيل : إن السيف أمضى من العصا ؟

إن في رحاب الدعوة الإخوانية عشرات ، بل مئات يستحقون أن أكتب عنهم ، ولكن المساحة المتاحة لا تسمح بأكثر مما كتبت ، فلنتركهم لصفحات التاريخ الذي سجل ، ويسجل أسماءهم بحروف من نور .

ولكن هذا لايمنع من أن اذكر – على سبيل الإشارة – أسماء بعض الشخصيات الأخرى فى المنزلة ، وبعض قرى المنطقة ، وقد عاصرتهم وأنا طالب في المرحلة الابتدائية ، وبعض سنوات المرحلة الثانوية .

فمن المنزلة :

الأخ أحمد سليمان زين الدين سكرتير شعبة المنزلة ، وكان يعمل صائغا ، وعاش شعلة من النشاط والذكاء وحضور البديهة .

أحمد الغندور : كان له دكان صغير على محطة المنزلة يبيع فيه بعض الأطعمة الشعبية الخفيفة كساندويتشات ( الفول والطعمية ) ، واشتهر بأنه أفضل من ينفخ فى البروجي فى استعراضات الجوالة .

وجيه الزرقاني : كان داعية هادىء الطبع . ذا خلق رفيع ، وكان كثير المصاحبة للأستاذ عبد الرحمن جبر ، رئيس المنطقة .

عزت الكوش ، مختار البنان ، وعبده حيدر ، افراد مميزون من الجوالة . والآخيران اشتهرا بالقوة الجسدية والشجاعة الفائقة .

محمد عبد العزيز سعيد : جوال متميز يعمل فى المجلس البلدي ، وكان بطلا من أبطال رفع الأثقال .

ومن قرية " العزيزة :

وبينها وبين المنزلة قرابة ثلاثة أميال : أتذكر :

1- محمد مسعد .

2- الحاج أحمد الليثى ( تاجر جبن ) .

وهو رئيس شعبة العزيزة ، وله ولدان : محمد وأحمد فى سن يقارب سني ، والأول كان أكثر توفيقا من الثاني فى دراسته وسلوكه .

وكان عند الشيخ احمد - رحمه الله – مكتبة صغيرة ، أذكر أنني استعرت منها بعض الكتب ، وخصوصا كتب المنفلوطي مثل : الشاعر ، والفضيلة ، وماجدولين .

ومن ميت سليسل :

الشيخ عبد الرحمن القداح .

ومن ميت مرجَّا :

الشيخ أحمد المدني

ومن البصراط :

الشيخ محمود عيده ، وشقيقه محمد .

ومن الكفر الجديد

الحاج طاهر الهواري ، وابنه محمود .

ومن العصافرة  :

ابراهيم سالم واشقاؤه محمد وأبو السعود ورأفت .

ومن الضهير :

ابراهيم الشيخ وشقيقاه : حسن ومأمون .

ومن النسايمة

محمد مصطفى المزين .

ومن المطرية :

محمد جادو السويركي ، وهو من المجاهدين الذين سبقوا إلي الجهاد فى فلسطين .

ومحمد سيد أحمد الازهرى : خريج الأزهر ، وكان شابا خفيف الجسم ، ذا خلق رفيع وخطيبا بليغا متدفق البيان قوى الإلقاء ، وقد تعلمت منه الكثير ، وتأثرت بطريقته في الخطابة .

والحاج عبده البسيوني ، وهو رئيس الشعبة ، وكان له مواقف عظيمة جدا فى استقبال المتطوعين الذين ينْـفذون من بحيرة المنزلة لضرب يالإنجليز ، وأذكر من هؤلاء الإخوة: على صديق ، ويوسف على يوسف ، فؤاد هويدى ( وهو الشقيق الأكبر للأستاذفهمي هويدى الصحفي المشهور ). وكان الحاج عبده البسيونى يقوم بأيوائهم ، والإشراف على مبيتهم ، وإطعامهم وتسهيل أمورهم في النفوذ بالسفن الشرعية إلى الجانب الآخر من بحيرة المنزلة , لضرب القوات الإنجليزية .

ومن أشهر عملياتهم عملية نسف القطار الإنجليزي الذى كان محملا بالسلاح والذخيرة والجنود الإنجليز.

كنت فى هذه الفترة طالبا في مدرسة أحمد ماهر الثانوية بالمطرية " ومن طلبة الإخوان زملائي فى المدرسة : ابراهيم الريس وشقيقه عبد الكريم ، وعبد الرحمن المرسى ، وسيد حجاب ( شاعر العامية فيما بعد ) ، ومحمد عبد الرازق الغوابى ، وسيد الجيار ، والسيد الريس ( الذي صار طبيبا وممثلا فيما بعد ).

وكان من اساتذتنا آنذاك : الثلاثة الأشقاء من أل النجدي : محمد أستاذ اللغة العربية ، وعلى أستاذ المواد الاجتماعية ، ورفعت أستاذ اللغة الانجليزية . أما ناظر المدرسة فهو عمهم الاستاذ على النجدي ، وكان من الأساتذة العظام من خارج المطرية  : الأستاذ فياض أستاذ الإنجليزية ، والاستاذ عبد الجواد جامع أستاذ اللغة العربية .

وأنبه القارىء ألي أنني اعتمد على الذاكرة فى اجترار هذه الأسماء . وإني اعوذ بالله من الخطأ والنسيان .

المصدر:رابطة أدباء الشام