نداء إلى مؤتمر القمة الإسلامي بالدوحة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى من اهتدى بهديه وجاهد جهاده إلى يوم الدين.
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو/ ملوك ورؤساء وأمراء الدول الإسلامية.. سدد الله خطاكم
ينعقد لقاؤكم هذا في أصعب مراحل الصراع مع العدو الصهيوني ، والعالم كله يشاهد سفك دماء أطفال فلسطين يومًا بيوم على يد العصابات الصهيونية الباغية، المسلحة بأحدث آلات الحرب تمدها بها الولايات المتحدة الأمريكية، مقابل شعب أعزل يدافع عن حقه في وطنه، وعن كرامته ومقدساته، وأولها المسجد الأقصى المبارك.
يا قادة الأمة الإسلامية:
لقد تحملتم أمانة هذه الأمة، وهي خير أمة أخرجت للناس لتحافظوا على رسالتها ومقدساتها، وكلنا أمل أن تكونوا عند حسن ظنها، وأن لا يسجل التاريخ تدمير المسجد الأقصى الذي بارك الله حوله في عهدكم وبناء الهيكل المزعوم مكانه.
إننا نتوجه إليكم اليوم باسم جماهير الأمة الإسلامية كلها نعبر عن نبض القلوب المكلومة، وعن مشاعر الكرامة الجريحة ونطالب بما يلي:
- إعلان خيار الجهاد – إلى جانب العمل الدبلوماسي – وسيلة فعالة لتحرير الأقصى و فلسطين بعد أن أثبتت التجارب عشرات المرات أن المفاوضات في ظل تعطيل خيار الجهاد لا تؤدي إلا إلى مزيد من التنازل عن الأقصى والحقوق والكرامة – وإذا كانت الظروف الحالية لا تسمح للأنظمة بأن تدخل ساحة الحرب، فلا أقل من أن تقوم بواجبها في تدريب الشعوب وتسليحها وفتح الحدود أمامها لمساعدة أطفال الحجارة وشباب الانتفاضة.
- تحميل الإدارة الأمريكية مسئولية ما جرى وما يجري الآن على أرض فلسطين واعتبارها مسئولة بشكل مباشر عن تشريد نصف الشعب الفلسطيني، وفي بقاء نصفه الآخر تحت الاحتلال الصهيوني، وتعرضه للحرمان الكامل من كل حقوقه السياسية والإنسانية، ودفع الصهاينة إلى ارتكاب المزيد من جرائم القتل بغرض إبادة الشعب الفلسطيني أو تهجيره خاصةً، ولا يزال يرفض السماح بحق العودة للاجئين رغم قرارات الشرعية الدولية، وإن مسئولية الإدارة الأمريكية عن كل الجرائم سيعرض مصالحها لأضرار كبيرة تطول الشعب الأمريكي كله.
- إطلاق مصالحة حقيقية بين الأنظمة والشعوب تقوم على إطلاق الحريات السياسية، والإفراج عن جميع السجناء السياسيين، واحترام حقوق جميع أبناء الأمة في التعبير عن رأيهم وفي المشاركة في العمل السياسي، وفتح باب العمل السياسي أمام كل التيارات ضمن ثوابت الأمة الإسلامية والوطنية وتكريس التداول السلمي على السلطة، بما يتيح إنهاء جميع الصراعات الداخلية من أجل الوحدة الوطنية ومواجهة العدو الصهيوني .
يا قادة الأمة الإسلامية:
إن الإخوان المسلمين يرفعون إليكم هذه المطالب ويدعون الله أن يوفقكم لخير هذه الأمة، وصدق الله تعالى (إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ).
القاهرة في: 16 من شعبان 1421هـ
المصدر
- بيان:نداء إلى مؤتمر القمة الإسلامي بالدوحةإخوان أون لاين