وافعلوا الخير

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الحاج فؤاد الهجرسي يكتب : وافعلوا الخير


بقلم : الحاج فؤاد الهجرسي

فاعل الخير بحاجة إلي تهيئة نفسة ، أساسها دوام الصلة بالله تعالي , ويتمكن فاعل الخير من إتقان عمله ، لأنه أتقن أداءه في عبادته لربه , و لما استطاع فاعل الخير إحسان التعامل مع ربه ، استطاع تقديم الخير لخلق ربه .

قال تعالي : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } 77 الحج , في هذه الآية تكاليفُ تكلفها المؤمنون : ( ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ ) وعليهم أن يلتزموا أداءها طائعين مخلصين .

وفي ذلك خير للمؤمنين في عاجل أمرهم وآجله ، فأداء الصلاة ركوعها وسجودها فيه دوام الصلة بالله تعالي وفيه الاستقامة علي ما يرضي ربه ويؤمن حياته مع الاهتمام ببقية الأركان ، إذ في أداء الزكاة تطهير للنفس من غائلة الشح ، وفي أداء الصيام تشبه بالملائكة ، بسبب الاستعلاء علي متاعات الدنيا ، وفي أداء الحج تربية بالحركة هنا وهناك ، كأنه المعسكر النشيط ، ما يكاد يستقر في مكان حتي يؤذن بالرحيل ، لتكرار الغسل والتطهير .

قال صلي الله عليه وسلم : " خذوا عني مناسككم " وتصفو النفس وتخف الروح سابحة في أجواء الملأ الأعلى وتتهيأ للعطاء ؛ تقديما للخير ، وجهادا في سبيل الله ( وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم ) 78 الحج .

قال القرطبي رحمه الله : ( وافعلوا الخير ) هو ندب .. فيما عدا الواجبات التي صح وجوبها .

وقال الشعراوي رحمه الله : ( وافعلوا الخير ) .. الخير جائع لكل ما تؤديه معطيات المنهج من منفعة للجميع .

وقال صاحب الظلال رحمه الله ما مضمونه : ( وافعلوا الخير ) ختم به لضرورة إحسان التعامل مع الناس ، كما أحسن التعامل مع الله ، وقد أمر ربنا الأمة بهذا رجاء أن تفلح الأمة كلها في ذاتها في الدنيا والأخرة ، وتقوم الأمة كلها بواجبات الجهاد صيانة لها في الداخل وحماية علي الثغور وامتدادا بهذا الخير للعالمين .

وهل يمكن حصر أعمال الخير تحت عد ؟! . لا .. لأنها كثير من كثير , فصلة الرحم ، وحسن الجوار ، والأمر بالمعرف ، والنهي عن المنكر ، والتضحية ، والإيثار ، والتراحم والتعاون والتكافل والحرية والابداع وحفظ الكرامة .. ذلك من الجميع للجميع ، لا فرق بين كبير أو صغير ولا غني ولا فقير .

قال الشاعر :

الناس للناس من بدو وحاضرة .. بعض لبعض وإن لم يشعروا خدم

وفعل الخير يشمل كل مخلوق حتي إننا نحفظ : ( دخلت امرأة النار في هرة حبستها ، ودخل رجل الجنة في كلب سقاه ) .. وحتي الحرص علي نظافة الشارع : ( وفي إماطة الأذى عن الطريق صدقة ).

وأخيرا : فعل الخيرات يعود نفعه علي الخلائق كلهم ، ويدوم أداؤه , ذلك الدين الحنيف ـ للعالمين كما أراده الله رب العالمين .

(وافعلوا الخير لعلكم تفلحون)

المصدر