والدة حسن مالك تبعث برسالة لنجلها تحثُّه فيها على الصبر وتبشِّره بالنصر
بقلم: أحمد رمضان
في لفتة إنسانية مؤثرة، أرسلت والدة رجل الأعمال حسن مالك- المعتقل حاليًّا على ذمة القضية العسكرية التي يحاكم فيها 40 من قيادات الإخوان المسلمين- خطابًا لنجلها المعتقل؛ بمناسبة قدوم عام هجري جديد، طمأنته فيه على حال الأسرة، متمنيةً أن يكون معهم في القريب العاجل.
وأكملت معه موضوعًا سابقًا كانت تتبادل الخطابات معه بشأنه، وهو الحوار بين المؤمنين والظالمين؛ حيث أكَّدت لنجلها خاصةً والمسلمين عامةً أن الظالمين لن يرضوا للمؤمنين أن يخلصوا دينهم لله؛ وأن يدعوه وحده دون سواه.
وأكدت في رسالتها أنه لا أمل في أن يرضى الظالمون عن هذا مهما لاطفهم المؤمنون أو تلمَّسوا رضاهم بمختلف الطرق، وأوضحت أن على المؤمنين أن يتجاهلوا الظالمين ويمشوا في طريقهم إلى النهاية؛ فالله موفقهم بإذنه وحده لا شريك له، رضي الظالمون أم سخطوا.
وذكَّرت أم مالك ابنها بيوم القيامة؛ حيث يتلاقى البشر جميعًا، ويرى كلُّ فرد عمله، والملائكة، والجن، وجميع الخلائق التي تشهد بذلك اليوم المشهود، في ساعة الحساب، فهو يوم التلاقي، بكل معاني التلاقي، ثم هو اليوم الذي يبرزون فيه بلا ساتر ولا واقٍ، ولا تزييف ولا خداع، كما ذكرته بقوله تعالى: ﴿لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنْ الْقَوْلِ إِلاَّ مَنْ ظُلِمَ.. (148)﴾ (النساء).
مشيرةً إلى أنه في هذه الحالة يكون الوصف بالسوء بذاته، فإن الإسلام يحمي سمعة الناس ما لم يظلموا، فإذا ظلموا لم يستحقوا هذه الحماية، ويعقِّب السياق القرآني على ذلك البيان بهذا التعقيب الموحي: ﴿وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا﴾ ليربط الأمر في النهاية بالله، ويوجه إلى العفو عن السوء، وهو قادر على الأخذ؛ ليتخلَّق المؤمنون بأخلاق الله سبحانه وتعالى.
واختتمت رسالتها المفعمة بمشاعر الأمومة والإيمان الصادق بقولها: "وشكرًا جدًّا جدًّا، وإلى المرات القادمة بإذن الله؛ ولك يا بني من أمِّك القبلات والسلامات الكثيرة".
- المصدر :والدة حسن مالك تبعث برسالة لنجلها تحثُّه فيها على الصبر وتبشِّره بالنصر موقع إخوان أون لاين