وزير الأوقاف السعودي: سقطة الوزير المصري!!

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
وزير الأوقاف السعودي: سقطة الوزير المصري!!

[12-12-2004]

مقدمه

وزير الأوقاف السعودي د. عبد الله بن عبد المحسن التركي

متى يتم تسخير وسائل الإعلام لإصلاح المسلمين؟!

الحفاظ على الثوابت والأصول قبل تجديد الخطاب الديني

توحيد الجهود للنهوض بالعمل الإسلامي ودفع الدعوة للأمام

حوار: محمد هاني

"بعض الدول العربية يسخِّر وسائل الإعلام لإفساد الشباب وليس لهدايته.. 75% من الشباب السعودي في حالة فساد يُرثى لها.. أحداث 11 سبتمبر كان لها فضل في نشر الإسلام بالغرب.. تجديد الخطاب الديني أمر مشروع مع الحفاظ على ثوابت الإسلام.. من الأفضل التقريب بين مذاهب السنة قبل التقريب بين السنة والشيعة.. الحضارة الإسلامية قامت في كثير من مجالاتها على الوقف الإسلامي.. توحيد الأذان غير جائز شرعًا ولا أعرف كيف يمكن لوزير أوقاف أن يقع في تلك السقطة؟!"..

هذا ما يصرح به الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي- وزير الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بالسعودية- دعيًا العالمَين الإسلامي والعربي إلى الاستفادة من وسائل الإعلام والتقنيات الحديثة في مجالات الدعوة إلى الله ونشر الإسلام، ومؤكِّدًا ضرورة الحفاظ على ثوابت الإسلام.

وعبْر أسطر الحوار التالي نطالع مزيدًا من التفاصيل:


نص الحوار

  • كيف ترى الدور الذي تؤديه وزارات الأوقاف في العالم الإسلامي؟
وزارات الأوقاف والشئون الإسلامية والدعوة والإرشاد في الدول الإسلامية والعربية هي المظلَّة التي يلتقي تحتها العلماء والمفكرون في البلاد الإسلامية، ومن مسئوليتها تهيئة الظروف الملائِمة، ووضع الخطط المناسبة لكل العلماء؛ حتى يؤدوا واجبهم تجاه مجتمعاتهم والأمة الإسلامية كافة.


إفساد الإعلام

  • ما مدى أهمية دور الإعلام في نشر الدعوة الإسلامية في المنطقة والعالم؟
إنني أدعو دول العالم الإسلامي إلى الاستفادة من وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة والتقنيات الحديثة في مجالات الدعوة إلى الله ونشر الإسلام، والاهتمام بدعوة غير المسلمين إلى الإسلام، ولكن المشكلة تكمن في أن بعض الحكومات تسخِّر وسائل إعلامها لإفساد الشباب المسلم بكل الطرق والوسائل، وليس لإصلاحهم وهدايتهم إلى الطريق القويم، بالإضافة إلى فتح الآفاق للغزو الفكري الغربي والأمريكي لتدمير الشباب والفتيات المسلمين.
لذلك أُشدد على ضرورة تسخير وسائل الإعلام لإصلاح المسلمين وهدايتهم والحفاظ على هويتهم الإسلامية والعربية، في ظل التحديات التي نواجهها خلال الفترة الحالية والمقبلة، والاهتمام بوضع خطط إعلامية مدروسة، وأن تعقَد المنتدَيات والمؤتمرَات واللقاءات الفكرية التي تُبحث من خلالها المشكلاتُ التي تواجه الأمة الإسلامية، إلى جانب الاهتمام بتربية الشباب، والنهوض بسلوكهم، وشحذ هممهم للعمل لإعلاء كلمة الله تعالى.


75% فاسدون!!

  • ينحصر وضع الشباب السعودي بين أمرين: إما تفريط سلوكي إلى حد الفساد الأخلاقي أو إفراط في التشدد.. فبم تفسر ذلك؟!
برغم وجود الحالتين إلا أنه ما زال هناك شباب قوي ومتمسك بدينه ومعتدل ووسط من غير إفراط أو تفريط.. لكن للأسف المجتمع السعودي حاليًا يغلب عليه الفئة الأولى التي تفرط في الفساد الأخلاقي، فلا أخفي عليك أن الشباب السعودي في حالةٍ يُرثى لها، سواء كانوا رجالاً أو فتيات، وبنسبة لا تقل عن 75%؛ وذلك بسبب عوامل عدة: أولها سوء التربية من داخل البيت.. فأغلب الأسر لا تعتني بأبنائها، ويتركونهم إلى مربيات من جنسيات أخرى لتربيتهم، وتكالُب رب الأسرة على جمع الأموال دون النظر إلى كيفية رعاية أبنائه.
بالإضافة إلى انتشار وسائل الإعلام التي تعبث بعقول وفكر الشباب وتنشر بينهم الفساد، وكذلك صحبه السوء؛ لذلك يظل الشباب في نزاع ما بين الفساد وما يمارسه رجال الدعوة لإصلاحه.. فإما يصمد أمام الفساد ويهتدي إلى الله أو ينجرف إلى وحل الفساد والمنكرات، أما الفئة الأخرى التي غُرر بها وتسعى في البلاد تدميرًا وتفجيرًا فهي للأسف قد سيطر عليها فكر العنف دون التمييز في كيفية ووقت استخدامه.. ونحن نبذل كل ما نستطيع لرجوع هذا الشباب إلى الطريق الصحيح.


جهود الوزارة

  • ما الجهود التي تقوم بها الوزارة لتقوم بالغزو الدعوي إلى أوروبا وأمريكا والجاليات المسلمة في بلاد العالم، وتقوم بنشر الدعوة الإسلامية؟
[[وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد]] تقف مع المسلمين عمومًا في شتى الأقطار، وهناك قطاعات في الوزارة نفسها في هذا المجال، ومن ضمنها مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، الذي يقوم بطباعة كتاب الله تعالى وترجمة معانيه إلى اللغات التي يتكلم بها أبناء الجاليات الإسلامية، وقد بلغ ما أصدره المجمع منذ إنشائه أكثر من مائة وسبعة عشر مليون نسخة من المصحف الشريف بمختلف الإصدارات، كما بلغ عدد ترجمات معاني القرآن الكريم التي طُبعت في المجتمع (17) ترجمةً لعدد من اللغات.
وقد وُزِّعت تلك الترجمات بكمية كبيرة على المسلمين في جميع أنحاء العالم، فضلاً عن الأشرطة التي سُجل عليها القرآن الكريم لعدد من كبار القراء، والكتب الإسلامية، بالإضافة إلى توطيد العملات مع المراكز، والهيئات الإسلامية في أوروبا وأمريكا ودول جنوب شرق آسيا، والتعاون معها في عقد الدورات للأئمة والخطباء والدعاة عبر وسائل المناشط الإسلامية.


رابطة الجامعات والمجلس الأعلى

  • نعلم أنكم من قيادات رابطة الجامعات الإسلامية.. فما الوضع الحالي للرابطة؟ وما دورها في تفصيل التعليم الإسلامي في المنطقة؟
رابطة الجامعات الإسلامية تأسست عام 1389هـ، وهي هيئة مستقلة تعتمد على اشتراكات أعضائها، وتضم جميع الجامعات الإسلامية في عضويتها، وتشارك معظم المؤسسات الإسلامية الأخرى في نشاطها.
وتهدف الرابطة إلى جعل اللغة العربية لغة التدريس في جميع الجامعات في البلدان الإسلامية، وتسعى لنشرها، مع تنمية التعاون بين مؤسسات التعليم الجامعي المعنية بالدراسات الإسلامية والعربية، وبخاصة في مجال الخطط والمناهج والامتحانات والإمكانات المادية والبشرية، ومعادلة الشهادات الصادرة عنها، بالإضافة إلى الكثير من الأهداف والغايات التي تسعى الرابطة إلى تحقيقها.
  • وماذا عن المجلس الأعلى للشئون الإسلامية الذي أنشئ مؤخرًا؟
هذا المجلس يرأسه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز- النائب الثاني لرئيس الوزراء ووزير الدفاع والطيران- ويضم في عضويته عددًا من الأمراء والوزراء، ويأتي اهتمامًا من خادم الحرمين بالشئون الإسلامية وقضايا المسلمين وأقليات المسلمين والجمعيات والمراكز الإسلامية خارج المملكة.


الوقف الإسلامي

  • البعض ينتقد موافقة الأوقاف في السعودية على إصرار الحكومة على الإشراف على الإنفاق عليه، خاصةً بعد توسعه الحرمين الشريفين مؤخرًا؟
في البداية أودُّ التأكيد على أن أعمال الوقف لا تقتصر على إنشاء المساجد وتوسيعها وترميمها، مع أن ذلك عمل عظيم، بل ينبغي أن نتجه أيضًا إلى التعليم والأعمال الإنسانية والخيرية العامة والثقافة والقضايا الاجتماعية والصحية.
وقد قامت الحضارة الإسلامية في كثير من مجالاتها على الوقف، ويجب تطوير مؤسسات الوقف لتواكب حاجات المجتمعات الإسلامية في الحاضر؛ لأن الهدف من الوقف هو تحقيق حكم شرعي ثابت لا يتغير، وباب التطبيق والأساليب المتبَعَة تبقى مفتوحةً للاجتهادات التي تواكب تغير المجتمعات دون الإخلال بالعقيدة والشريعة.


تجديد الخطاب الديني

  • أثيرت مؤخرًا قضية تجديد الخطاب الديني.. فهل المسلمون في حاجة لهذا التجديد..؟ وما فائدته؟ وهل هناك محاذير يجب اجتنابها؟
تجديد الخطاب الديني أمرٌ حتمي ومشروع؛ لأن الرسول- صلى الله عليه وسلم- يقول: "إن الله يبعث على رأس كل مائة عام من يجدد للأمة إسلامها"، ولا شكَّ أن ظروف المسلمين وأحوالَهم تتغير خلال كل عصر، ونحتاج في كل عصر خطابًا دينيًا يتوافق مع أوضاع المسلمين؛ وذلك لأن الإسلام دينُ يُسرٍ، ويتماشى مع كل العصور..
لكن هناك بعض الأمور التي يجب الالتفات لها في تجديد الخطاب الديني، أهمها الحفاظ على ثوابت وأصول الدين الإسلامي وعدم الحياد عنها، وأن يتم تجديد الخطاب على رجال دين وعلماء على قدر مسئولية التجديد؛ حتى لا يصبح الدين الإسلامي عرضةً لكل من (هبَّ ودبَّ).
ولعل من أبرز المشايخ المجدِّدين في هذا العصر الشيخ عبد العزيز بن باز- يرحمه الله- والشيخ متولي الشعراوي- يرحمه الله- والشيخ العلامة محمد الغزالي- يرحمه الله- وغيرهم من فقهاء الأمة.


توحيد الأذان وتقريب المذاهب

وزير الأوقاف المصري:حمدى زقزوق
  • وزير الأوقاف المصري يدعو إلى توحيد الأذان في المساجد المصرية.. فما رأيكم؟
لقد سمعت بتلك القضية التي أثارت المسلمين في مصر، وهذا الأمر نرفضه؛ لأنه غير جائز شرعًا، ولا أعرف كيف يمكن لوزير أوقاف أن يقع في تلك السقطة؟!
  • وما رأيكم في قضية التقريب بين المذاهب الإسلامية.. كالتقريب بين السنة والشيعة؟ وهل هناك فائدة من هذا التقريب؟
أرى أنه من الأفضل أن يتم التقريب بين مذاهب السنة فيما بينها في البداية قبل السعي في التقريب بين السنة والشيعة، ثم إذا تم التقريب بين مذاهب السنة نرى الفائدة من ذلك وتأثيره على قوة ووحدة الأمة الإسلامية.
إن الظروف الراهنة التي تحيط بالعالم الإسلامي تستلزم تضافر الجهود وتوحيدها؛ من أجل النهوض بالعمل الإسلامي، ودفع عجلة الدعوة الإسلامية إلى الإمام، ودعم الأقليات المسلمة في أنحاء العالم.


إيجابيات 11 سبتمبر

  • كيف ترى وضعَ المسلمين بعد أحداث 11 سبتمبر؟ وهل نحن في حاجة إلى تحسين صورة الإسلام؟
لا شك أن أحداث 11 سبتمبر أثرت كثيرًا على المسلمين سلبًا كثيرًا، وبدأ بعدها اضطهاد المسلمين، وبدأ بطش الغول الأمريكي ضد أفغانستان والعراق، والتغلغل في المنطقة العربية تحت مسمَّى القضاء على الإرهاب وإقامة الديمقراطية، بالإضافة إلى الوقوف بجانب العدو الصهيوني واحتضانه لممارسة العنف ضد الفلسطينيين، ولكن لا ننكر أن هناك آثارًا إيجابيةً لأحداث 11 سبتمبر، خاصةً في الغرب وأوروبا؛ إذ بدأ بعضُ الدول والغربيون عامةً البحثَ حول دين الإسلام والتعرف إليه، بل من فضل الله أنَّ نسبةَ المنضمِّين إلى الإسلام بدأت تتزايد بعد 11 سبتمبر، وفي النهاية أقول قولَه تعالى: "وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ" (الأنفال: 30).

المصدر