وفي المشاركة سبع فوائد ولنا فيها مآرب أخرى

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
وفي المشاركة سبع فوائد ولنا فيها مآرب أخرى
11-06-2007

بقلم: د. عصام العريان

مقدمة

ما بين اعتقال مرشحٍ للإخوان المسلمين والإفراج عن آخر وارتفاع أعداد المعتقلين من الإخوان المسلمين الذين كان عددهم قبل الانتخابات (168) ووصل العدد إلى ظهر الخميس (818) بزيادة (650) معتقلاً خلال أقل من عشرة أيام، قد يتسرب الشعور بالأسى والإحباط ويتساءل الناس وبعض الإخوان ماذا كان جدوى المشاركة؟ وهل التدريب فقط في ورشة ضخمة مبرر خاصةً مع الحصار الأمني الشديد الذي منع كل صور الدعاية من مسيرات صغيرة لا تتعدى عشرة أفراد، وتمزيق اللافتات التي لا تحمل شعارات على الإطلاق بل فقط عليها اسم المرشح، وعدم التصريح بأي مؤتمرات أو ندوات ووضع عربات مصفحة أمام بيوت المرشحين واعتقال الأنصار حتى الأطفال.

وهنا أعدد ما أراه فوائد سبع للمشاركة في الانتخابات غير تحقيق الفوز بمقعد أو عدة مقاعد والذي قد يراه البعض مستحيلاً في ظل هذه الظروف ولكن أراه قريبًا؛ لأنه من غير المعقول أن يتقدم السيد أمين عام الحزب الوطني بطلب لشطب جميع مرشحي الإخوان إلا إذا كان يخشى فوزهم في الانتخابات وبصفة خاصة أن هناك عددًا من المرشحين الاحتياطيين قد يضطرون إلى المشاركة في حالة استجابت اللجنة العليا ورفعت الأمر إلى المحكمة الإدارية العليا التي ستكون أمام اختبارٍ حقيقي دستوري وقانوني وسياسي وتقديري إذا أصدرت أحكامًا بشطب بعض المرشحين خاصةً أن المخالفات فيما يتعلق باستخدام المنشآت الحكومية عديدة وكذلك استخدام دور العبادة والشعارات الدينية من مرشحي الحزب الوطني الذي لجأ إلى حيلٍ قذرة لشطب مرشحي الإخوان هروبًا من المواجهة والمنافسة الشريفة.

سأقتصر على الفوائد السبع الهامة..

مشاركة نسائية فعالة فى الانتخابات

أولاً: اختبار التعديلات الدستورية وما نتج عنها من قوانين وقراراتٍ خاصةً مع إدراك الجميع حجم التناقض الشديد في الدستور بعد تعديله ومصادمة الكثير من النصوص القانونية، وهو ما صرَّح الرئيس نفسه في خطابه إلى أول مؤتمرٍ انتخابي للحزب الوطني به ولعله لا يكون الأخير؛ حيث جاء قبل الانتخابات بـ 4 أيام.

وهنا يجب التنويه على أمر هام أن النصوص يمكن تفسيرها بعدة تفسيرات، وأنه لا يجب الخضوع لتفسيرٍ واحدٍ يقدمه الحزب الوطني الحاكم، وهنا دور القضاء المصري العظيم خاصةً قضاء مجلس الدولة الشامخ والمحكمة الدستورية التي تحسم التفسيرات وأمر آخر لا يقل أهمية، وهو أن النصوص الدستورية والقانونية لا تعمل في فراغ، بل إن التطبيق في الواقع هو الذي يؤدي إلى فهم صحيح للنصوص ويؤدي أحيانًا إلى تغييرها وتعديلها مرةً بعد مرة.

ولولا المشاركة الإيجابية لما أمكن اختبار هذه النصوص بدون منافسة حقيقية.

ثانيًا: وضع اللجنة العليا للانتخابات أمام مسئولياتها القانونية والسياسية، وهنا على المجتمع المصري والنخبة السياسية ممارسة أكبر قدرٍ من الحوار مع اللجنة للقيام بواجباتها وعدم الاستسلام لضغوط وزارة الداخلية التي تصرُّ على الإمساك بكل ملفات الانتخابات في قبضتها، وعلى الأحزاب الرسمية والمرشحين المستقلين أن يجروا حوارات معمقة ومطولة مع اللجنة ورئيسها لتحديد دورها لتطوير أدائها لمراحل قادمة حتى يقترب من تجارب دول أخرى كالهند، وعلينا عدم الاستسلام لهيمنة الحزب الحاكم وحكومته ووزارة الداخلية وجهاز أمن الدولة، بل على العكس إجبارهم على احترام القانون وتفعيل نصوصه والوفاء بالتزاماتهم التي يعلنونها أمام الشعب أو الاعتراف بعدم تطبيقها.

مشاركة نسائية فعالة في الانتخابات

ثالثًا: إحياء قيم الإيجابية والمشاركة وأداء الواجب في الشعب المصري والإقلاع عن اللامبالاة والسلبية والخوف، ولن يتم ذلك دون مشاركة ومنافسة وتقديم النموذج والقدوة والنصيحة، وهنا يجب تهنئة الإخوان الذين ضحوا بالكثير، وأتساءل هنا عن النخب الفكرية والسياسية البعيدة عن الشعب والتي تعيش في القاهرة فقط، أين هي من هموم الناس؟ بل أين هي

المصدر