6 أبريل وأخواتها.. هل من رؤية ثورية؟!
22-03-2014
بقلم: حسن القباني
أعلن التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب رؤيته الإستراتيجية في نوفمبر 2013، وأعقبها برؤية ثورية في يناير 2014، ليشكلان معًا رؤية واضحة لقطاع ثوري قابض على جمر ثورة 25 يناير على مدار ما يزيد من 8 شهور، .
بينما لم يعلن بعد حركات كـ"6 أبريل" و"التيار المصري" و"الاشتراكيون الثوريون" رؤية واضحة للمشهد الثوري والوطني تماثل مثلاً طرح حزب البديل الحضاري الذي ما زال تحت التأسيس، في ذات الوقت الذي يعتمدون فيه على نقد طرح التحالف وحسب، وهذه مفارقة مفهومة ولكنها باتت قديمة وغير مبررة.
ويطرح الكثير من شباب هذه الحركات انتقادًا لاذعًا لعودة الشرعية الدستورية وتمكينها، ويدعو للاتفاق على إسقاط حكم العسكر، والانتقاد الأول مفهوم دوافعه الحزبية خاصة أن بعضها منهم من الذين خدعوا في 30 يونيو وما بعدها، ولكنه انتقاد غير ثوري ومناهض لأهداف الثورة ومكتسباتها، .
أما الاتفاق فلا خلاف عليه وهتف به أنصار الشرعية منذ اليوم الأول لاعتصام رابعة العدوية، ولكن عندما تساءل: وماذا بعد إسقاط العسكر يا شباب؟
هل نقوم بشوي الذرة مثلاً أم بيع مشروبات غازية؟ ما هي الرؤية لتمكين الثورة؟ تجد ارتباكًا وتلعثمًا يعقبه هجوم على الرئيس مرسي والتحالف فقط!.
وعلى هذا المنوال، قد تضيع جهود تلك الحركات ونواياها المخلصة المعلنة التي تدغدغ بها مشاعر بعض المخلصين، ولذا من الواجب علينا أن نجدد الدعوة لها لإعلان رؤية واضحة للمشهد الوطني والثوري، بعيدًا عن الإقصاء والتهميش وازدراء الشارع الثائر، ولعل الفترات السابقة أعطت دروسًا للجميع بما يكفي، ونظن أن بيانات الاعتذار والتصحيح التي صدرت في يناير كانت تقر بذلك، وهو ما يجب البناء عليه.
وفي هذا السياق نرى أن مسار بناء الرؤى لدى هذه الجبهات والحركات يجب أن يتأسس على ما يأتي:
أولاً: التوقف عن مزاعم احتكار الثورة والحقيقة، أو إقصاء رفقاء ميدان التحرير من الداعمين للشرعية والرافضين للانقلاب، والفصل بين الموقف الحزبي والمسار الثوري.
ثانيًا: ترك التاريخ للتاريخ، فالحاجة باتت ملحة في إعادة توثيق تاريخ الثورة، منذ 11 فبراير 2011 وحتى الآن، وليس من الحكمة الاستمرار في تلوينه واستخدامه المسيس غير الدقيق.
ثالثًا: الالتزام بالقواعد المعروفة في العمل الجماعي، وعدم السعي لقولبة الحراك، وإعادة إنتاج إكليشيهات قديمة سبق وأن سقطت.
ومن هنا يجب أن يجيب الرفقاء، على أسئلة واضحة في آليات بناء المستقبل وكيفية إنهاء الحكم العسكري الباطل، والظلم المتكبر المتصاعد ضد المستضعفين والفقراء والمتضررين، وتحقيق أهداف ثورة 25 يناير من عيش وحرية وكرامة وعدالة اجتماعية وقصاص، بما يحقق صياغة واضحة لرؤية متكاملة لا تعتمد على المناكفات بل تقوم على الإبداع والوعي واحترام الشعب.
وقد نتفهم إعلان بعض المتحدثين لبعض هذه الحركات عن رفض التنسيق الثوري، والالتزام بالتكتل العلماني في مواجهة ما يصفونه بتكتل الإسلاميين، وسعى بعضهم للحديث والتنسيق ميدانيًّا خلف الستار وإرسال مقترحات إلى وسائط من هنا وهناك، ولكن الوقت ليس في صالح استمرار نفس المشهد بنفس الأساليب مع الإصرار على استفزاز القاعدة الجماهيرية الصلبة للموجات الثورية المتصاعدة منذ 8 شهور.
وقد نتفهم إعلان هذه الحركات، أنها حركات ضغط سياسي لا أكثر ولا أقل، ولا يحرجها إعلان نتائج انتخاباتها بالنسب المئوية خوفا من إعلان أرقام هزيلة مشاركة، أو تنظيمها سلاسل بشرية أو مظاهرات خاطفة على قدر قوتها الجماهيرية، فهذا أمر يخصها، ولكن العجيب إصرارها على طلب طعام يصلح لحجم فيل لا جسد هزيل، و"هزيل" هنا تقرير الحالة لا ازدراءها.
نحن لا نعاير أحدًا، ولكن لا نقبل مزايدات كاذبة من أحد، وعندما نمد أيدينا ونعلن أن أبواب حراك الشرعية والكرامة واسترداد الثورة مفتوح للجميع، فهذا ينطلق من حرص الأخ الكبير، وقد لا يطول الحرص، خاصة أن الشارع تخطى الجميع وراياته وأهدافه وهتافاته واضحة.
إن الشارع الثائر قد يصفع النخب في وقت قريب إذا استمر العبث في الغرف المغلقة، ولذا فلا داعي لإصرار الحركات الناطقة باسم الليبراليين والعلمانيين والاشتراكيين على عدم إعلان رؤية للمشهد الثوري والاقتصار على تكتيك مسيس حزبي، فمن أصر على التهميش والإقصاء سيشرب من نفس الكأس ولو بعد حين.
ندعو بإخلاص كل القوى الثورية البيضاء إلى بدء تنسيق ثوري حقيقي في خضم موجة ثورية متصاعدة، تنسيقًا ميدانيًّا في المشترك وهو إسقاط الانقلاب العسكري عبر اجتماعات تنسيقية، وتشكيل مؤتمر سياسي عاجل فيما بينهم لإيجاد صيغة سياسية للتعاون والتكامل مع الشرعية الدستورية أو إقرار التنافس على قاعدة الديمقراطية والصناديق واحترام إرادة الشعب، دون أن يُؤثِّر ذلك على المسار الثوري، تحت شعار "الثورة في الميادين، والسياسة في الصناديق".
وبقيت كلمة:
- لا وقت لمناكفات أو مجاملات سياسية لا تجوز في عرف الثورات، فما للثورة للثورة وما للسياسة للسياسة وكلنا بذلك سننتصر، والحراك الثوري المتواصل في الشارع ينتظر من الجميع أن يكون على قدر المسئولية أو أن يعترف بعدم وجود عقل أو جسد، رؤية أو حراك.
المصدر
- مقال:6 أبريل وأخواتها.. هل من رؤية ثورية؟!موقع:إخوان أون لاين