"اضرب واجري" استراتيجية الثوار الجديدة.. مؤشرٌ لحرب شوارع

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
"اضرب واجري" استراتيجية الثوار الجديدة.. مؤشرٌ لحرب شوارع


احدى فعاليات اليوم

القاهرة

(السبت 05 يوليو 2014)

بدأ رافضو الانقلاب العسكري، منذ أمس، في التعامل ضد قوات الانقلاب باستراتيجة جديدة؛ ألا وهي "ضرب واجري" ، حيث التعامل مع قوات أمن الانقلاب بالتظاهر ومن ثم المواجهة الأكيدة، وبعدها التنقل إلى مكان آخر، وهكذا على مدار اليوم.

وأثار التطور المواجهاتي في الميادين بين رافضي الانقلاب العسكري وبين قوات الأمن؛ علامات استفهام عديدة حول نهاية هذا الموقف، خاصة بعدما تأكدت في الآونة الأخيرة الأخبار الواردة عن حالات الاغتصاب للفتيات اللاتي تم القبض عليهن خلال المظاهرات، وآخرهن الطالبة "ندا أشرف" ، وحادثة الاعتداء عليها بالاغتصاب بجامعة الأزهر، والتي روت بنفسها، تفاصيل الحادثة على قناة "الجزيرة" ، فيما اعتبر أولى الحالات الموثقة.

وكان ناتج الأمر أنّ قام رافضوا الانقلاب بالرد خلال الذكرى الأولى للانقلاب؛ بالتظاهر في مختلف الشوارع والميادين والتعامل مع قوات الأمن، وذلك من خلال حرق عدد من سيارات الشرطة، في حين كان رد قوات الشرطة بقتل 4 من المتظاهرين إحداهم فتاة بالإسكندرية، فضلًا عن قتل 4 آخرين اليوم الجمعة، خلال تظاهرات التحالف.

وفي غضون ذلك، تبادل الجانبان الاتهامات حول التفجيرات اليومية التي بدأت تحدث بشكل لافت للنظر في الآونة الأخيرة، وآخرها ما وردت أنباء بشأن مقتل ثلاثة أشخاص في محافظة الفيوم أثناء قيام مجهول بإلقاء قنبلة يدوية عليهم، ما تسبب في مقتلهم جميعًا بعد انفجار أنبوبة الغاز.

وأعرب "التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب" بالفيوم عن ألمه نتيجة ارتقاء3 مواطنين داعمين للحراك الثوري، بـ"عزبة حزين"، التابعة لقرية "أبوكساه" في مركز "ابشواي" ، بعد إلقاء مجهول قنبلة على منزلهم حال اجتماعهم بعد انتهاء فعاليات انتفاضة 3 يوليو، ما فجر أسطوانة الغاز الموجودة بالمنزل وتحطمه بحسب روايات شهود عيان، بشكل يوحي بوجود يد أمنية خبيثة في الأمر، تنتهج أساليب إجرامية جديدة، ستفتح المجال لتوسع الثأر الشعبي، وذلك بحد قول "التحالف".

كما أشار "التحالف" ، في البيان الذي أصدره تعليقًا على استشهاد المواطنين الثلاثة، إلى أن الرواية التي تتداولها الداخلية "كاذبة جملة وتفصيلًا، وأنّ الحادثة مكر دبر بليل، ولن يفلت مجرم بجرائمه مهما طال الوقت" ، في الوقت الذي أكدت فيه وزارة الداخلية أن القنبلة انفجرت أثناء قيام المتوفين الثلاثة بتصنيعها.

وعزى "التحالف" أسر شهداء الغدر الأمني، وأكد تمسكه باستكمال الثورة السلمية، مهما كانت التضحيات، وأن "الحساب قريب في الدنيا قبل الآخرة" .على جانب الأخر، أكد "التحالف الوطني لدعم الشرعية"، نبأ قطع "العضو الذكري" لضابط شرطة بقسم أول مدينة نصر، متهمًا باغتصاب فتيات أثناء احتجازهن.

وقال "التحالف" عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "إن عملية خصي الضابط وقطع عضوه الذكري تمت بطريقة طبية بدون إطلاق للنار، مضيفًا: "انتظروا الفيديو قريباً".

وكانت "حركة إعدام" قد أعلنت قطع العضو الذكري للنقيب "محمد كمال"، الذي قالت إنه "اغتصب فتيات داخل مراكز أمنية"، موضحةً أن "إخصاءه تنفيذ للوعود بالانتقام منه" ، ومتوعدةً بنشر فيديو "الإخصاء" في وقت قريب، فيما غرد الناشط "محمد الحوفي" على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر" قائلا: "النقيب محمد كمال معاون مباحث قسم أول مدينة نصر، مدينة التوفيق عمارة 108 الدور السابع شقة 10741.. وفيه فيديو الإخوة سيعرضوه في وقته"

هذا وقد أمر النائب العام المعين من قبل سلطات الانقلاب المستشار "هشام بركات" ، بفتح التحقيق في البلاغ المقدم من المحامي "أحمد سيف الإسلام حماد"، بصفته وكيلاً عن، "ندا أشرف"، الطالبة في الفرقة الأولى بكلية الدراسات الإنسانية جامعة الأزهر، والذي يتهم فيه ضابط شرطة بالتعدي جنسيًا واغتصاب الطالبة أثناء القبض عليها في إحدى المظاهرات، إذ كلف المستشار "مصطفى خاطر" المحامي العام الأول لنيابة شرق القاهرة بالتحقيق.

وأكد المحامي، "أحمد سيف الإسلام"، أن نيابة مدينة نصر ثان، أخطرته بموعد التحقيق في القضية غداً السبت، لسماع أقوال الضحية المغتصبة.

وكان مقدم البلاغ قد ذكر فيه نصيًا أن

"الواقعة تعود إلى يوم 28 ديسمبر 2013، حيث كانت الطالبة متواجدة داخل الجامعة لأداء الإمتحانات، وكان ذلك يتزامن مع إحدى المظاهرات، فتم القبض عليها لاعتراضها على تحرش أحد الضباط بإحدى زميلاتها، فتم تحرير محضر وقضية لها برقم 7399 لسنة 2013 جنح مدينة نصر ثاني، بصحبة 68 طالب وطالبة معتقلين أخرين، رغم أنها غير منتمية لجماعة الإخوان المسلمين، أو لأي تيار الإسلامي".

وأضاف المحامي، أن الضابط قام

"باقتياد الفتاة داخل إحدى مدرعتين كانتا متواجدتين بين كلية الدراسات الإنسانية والصيدلة في ذلك التاريخ، وأمام مصلى السيدات، وقام بتمزيق ملابسها واغتصابها بشكل وحشي، وأنه كان متواجد بذات المدرعة جندي يدعى "الجزار" وآخر كان يبكي أثناء ارتكاب الجريمة الشنعاء".

وأوضح مقدم البلاغ، محامي الضحية، أنه نصح ذويها بعدم التقدم ببلاغ وقتها لأن ظروف البلاد كانت تؤكد بضياع حقها، وأنهم لن يجنوا سوى الفضيحة، "أما وأن الدولة الأن تقوم بحرب على الجرائم الجنسية، وتزعم أنها ستعيد الحق لأصحابها في الدولة الجديدة، فسنتقدم بالبلاغ" ، حسب قول المحامي.

وبناء على ذلك تقدم بالبلاغ في الوقت الحالي، مطالباً بعرض الفتاة على الطب الشرعي، كما أرفق "سي دي" بالبلاغ يوضح صورة الضابط أثناء اقتياد الفتاة إلى المدرعة، إلا أنه لا يعرف اسمه، مطالباً في نهاية البلاغ بالتحقيق في الواقعة، وتقديم الجاني إلى محاكمة عاجلة.

الحادثة الأخيرة من الاغتصاب وملابساتها تفتح باب الأخذ بالثأر بين الجانبين، وتربص كل طرف بالآخر، وهو ما يحتمل معه أن يتنازل المتظاهرون عن سلميتهم خاصة مع تأكد اغتصاب الفتيات التي تستفز حماس الشباب وتزيد من كراهية العصا الأمنية التي عادت مرة أخرة بقسوة لتذكر بجرائم الماضي من تعذيب، خاصة مع وجود أكثر من 40 ألفًا في سجون الانقلاب.

يأتي هذا في الوقت الذي تزيد فيه المخاوف من أن تتعامل قوات الداخلية مع المتظاهرين كخصوم شخصيين تتنازل خلال السجال معهم عن القوانين والنظم التي تحكمهم في التعامل الأمني مع المتظاهرين أو أي فئة أخرى، كما ينغي أن يحدث؛ وهو ما يفتح الباب أمام المتهورين من صغار الضباط وأعداء جماعة الإخوان من الانتقام بالقتل في الشوارع أثناء فض تظاهراتهم، الأمر الذي قد يزيد العنف بين الجانبين، كما يقول مراقبون.

ويحذر نشطاء وسياسيون من خطورة الانزلاق وراء هذا المنعطف الخطير بين الجانبين، خاصة إذا وصل الأمر بعيدًا عن القانون وأن يسمح كل جانب التعامل مع الأخر بالثأر، وهو ما يهدد السلامة والأمن في المجتمع كله، ويفتح الباب أمام احتمالات نشوب حرب شوارع أو حرب أهلية بين الجانبين في الأيام القادمة، إذا لم ينتهي الانقلاب وتعود الشرعية.

في الوقت الذي أصرّ فيه آخرون تعليقًا على حوادث الانتقام من الضباط المغتصبين أو المعتدين على الفتيات المعتقلات أو خلال المظاهرات؛ أنّ تلك الحوادث تمثل ردود فعلٍ طبيعية على فعل إجراميٍ من قبل قوات الأمن التي كالت القتل والتعذيب منذ أيام الانقلاب الأولى وحتى الآن، أو كما قال "محمد الشريف"، الباحث في الشؤون الأمنية: "وعلى الباغي تدور الدوائر".

المصدر