" اسرائيل تتأهل بلا تصفيات "

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
" اسرائيل تتأهل بلا تصفيات "


الاربعاء 04 مارس 2015

كفر الشيخ اون لاين | خاص

المملكة العربية السعودية عند المسلمين جميعا تكنى بما لا تكني بها أية دولة أخري ، إنها " الأراضي المقدسة " ، المسجد الحرام ومهبط الوحي وقبر الرسول وآيات بينات مقام ابراهيم ، إنها الأرض التي لا يقبل مسلم في العالم أن تمس لا من منكر للدين صريح ولا من مدعى الإسلام على غير المنهج الصحيح ، تستنفر أنات أهلها المسلمين في كل فج عميق ، وتستقطع العجائر من أقواتهن أملا في أن تطأ أقدامهن عتباتها المقدسة .

والخطر المحدق الذي يحاصر جزيرة العرب الآن ولا شك يمثل تهديدا يوشك أن يتحقق لأرضها وأهلها باعتبارهم جزءا من الكل السني الذي يمثل الأغلبية الإسلامية ، ومن نافلة القول أن إيران تمثل معظم التهديد بينما تكمل اسرائيل الباقي ، واللعبة الصهيونية هذه المرة أصعب من أن يلتفت اليها العرب عموما وقد اختاروا الدخول في التصفيات المؤهلة للمعركة مع إيران ومضمونها أنهم يقتتلون ومن يتبقى منهم سيجد نفسه في مواجهة المارد الفارسي - أقول أن الخطة الصهيونية تقوم الآن على فكرة أساسها ازكاء حرب بين الشيعة والسنة تمثل الدور قبل النهائي للبطولة بينما تصل اسرائيل إلى الدور النهائي بدون تصفيات لتقابل الفائز المنهك في المعركة بين المذهبين أو قل ان شئت لتفترسه هو والمهزوم بأقل الخسائر ، وقد جربت أمريكا الفكرة في سوريا فلم تزل تحافظ على توازن القوي بين الطرفين المقتتلين فلا تقف المعركة إلا بعد فنائهما معا .

إن القبول بالتمدد الإيراني في العراق حتى سقط العراق كله في يد الشيعة والإنثناء في البحرين ثم القفز فوق الجزيرة إلى اليمن ومن قبل قبول التمدد الإيراني في افريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية وفوق كل ذلك افساح المجال لإيران لتنمية قدراتها الصناعية والبشرية هو في مجملة محاولة لخلق توازن في القوي بين الشيعة والسنة حيث تري القوي التي تدير هذا الأمر أن السنة متفوقون في العدد والعدة والتمركز والإنتشار وأن سيناريو الحرب الأولي في الخليج بين العراق وإيران صعب التكرار فقررت خلط العراق على إيران وعمل بعض الجيوب في جنوب الجزيرة حتى إذا ايقنت ان القوي متوازنة تماما بين السنة والشيعة فلن يعجزها القاء عود ثقاب على المشاعر المتقدة لتنشب حرب تأكل السنة والشيعة أو تبقيهما في أضعف حال فلا تحتاج إسرائيل يومئذ إلا " لفوطة " للتهوية على المتلاكمين بعد انتهاء كل جولة من الصراع بينهما .

ان فكرة داعش التي خرجت من وحي الخيال السينمائي الصهيوني إنما تهدف إلى احداث حالة من الشعور بالأمن المزيف لدي كثير من السنة حتى يتم تمكين إيران من التمركز في تلك النقاط التي حددتها الفكرة الصهيونية للصراع ، فكلما فزع السنة لتهديدات الشيعة ظهرت داعش بانتصار سينمائي يهدئ المشاعر ويرضي الخواطر أقرب ما يكون إلى قول نزار قباني " فقتلي على شاشة التلفزة .. وجرحي على شاشة التلفزة ... ونصر من الله يأتي إلينا على شاشة التلفزة " ، وستختفي داعش وكأنها " فص ملح وداب " عندما تأتي اللحظة التي تصبح القوي متوازنة تماما بين الشيعة والسنة وهى اللحظة التي تنطلق فيها حرب الميعاد بينهما توطئة سبيل استقرار اليهود في أرض لن يجدوا يومئذ من يجادل في كونها أرض الميعاد .

إن غزو الشيعة جزيرة العرب لهو بكل تأكيد أمنية لن يخجل من ابدائها قادة الفرس كلما وجدوا الفرصة كما أنهم لم يخجلوا من ابداء أمنية القاء خطبة الجمعة من فوق منبر الأزهر الشريف وأثناء الصراع المحتدم داخل المعسكر السني والذي يدير كل أبجدياته الأمريكيون والصهاينة -اضعافا وانهاكا بل وافناء واهلاكا عندما يلزم الأمر - جاءت تحركات القيادة السعودية الجديدة بما طمأن الأفئدة إلى أن ثمة وعي متنامي في ادارة الملفات العربية والصراعات الإقليمية تبدو آياته وتتجلي في الترحيب البالغ بالقائد التركي رجب طيب أردغان الذي يحمل اتجاها أيديولوجيا واضحا مضمونه التمسك بالهوية الإسلامية السنية في مواجهة المشروع الصهيوني الذي تبني المشروع الشيعي في الآونة الأخيرة ، كما لم يعد خافيا أن قائد الإنقلاب في مصر قد عاد إلى القاهرة بخفي حنين فلا اعترافا بلغ ولا " رزا " أدرك ولم تكد طائرته تهبط في على أرض مصر حتى خرجت دفعة من التسريبات تكشف خيوط تمويل وحركة الإنقلاب العسكري المصري بما يجلي مواضع الطعنة التي تلقاها الكيان السني بأكمله والذي ولا شك كان المستفيد الأول والأوحد منه هو العدو الصهيوني .

إن تأمين حدود الجزيرة وعصمة دماء أبنائها وحكامها من البطش الإيراني الذي لن يبقى ولن يذر يستلزم وعيا ورشدا يتخطي العقبات الصغيرة التي وضعها الصهاينة لشغل الأنظار عن الجبال المتدرجة من بعيد في اتجاه المسجد الحرام وقبر الرسول علىه الصلاة والسلام وإن أول خطوات الحماية المنشودة هى اطفاء نار الفتنة في مصر بالتأكيد على عودة الشرعية ووقف كل أشكال المساعدة للنظام الإنقلابي بل والبدئ في فعاليات محاسبة دولية وجنائية لمفرداته ورموزه عما اقترفته أيديهم مدعوما بأموال خليجية كان الأمهات الثكلي واليتامي والأرامل يظنون في يوم ما أنها رزق من الله ساقه الله إلى إخوة لهم وأنه لا محالة سينالهم منها معروف أو إحسان أو اصلاح بين الناس .

المصدر