الأخوان المسلمون 88 عاما من العطاء

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الإخوان المسلمون 88عاما من العطاء


تقديم

في هذه الرسالة

  • وصايا على الدرب
  • دليل الأخ المسلم من رسالة التعاليم ( هام وجديد )
  • الوفاء للدعوة... خلق الأحرار

الإخوان المسلمون.. نور يتفجر من عمق الظلام .. ينير درب السائرين .. يزرع على جنبات الطريق مشاعل الهداية .. ويصرخ في الركب: أنا نور هذا الكون إن هو أظلما !

لكي تشرق الشمس من جديد على زوايا الخمول والنسيان والضعف والهوان جعلوا رسالتهم(أننا ندعو بدعوة الله، وهى أسمى الدعوات، وننادى بفكرة الإسلام، وهى أقوم الفكر، ونقدم للناس شريعة القرآن، وهى أعدل الشرائع).

وهذا العام تحل الذكرى الـ 88 لتأسيس الجماعة على يد 6 من الرعيل الأول، قد ينساهم سجل الناس، ولكن سجل من لا يغفل ولا ينام سبحانه وتعالى، سيذكرهم بإذنه تعالى وكرمه وفضله في ضوء معاني كلماتهم النورانية التي علم الله فيها صدق التوجه وعمق التجرد في 27 مارس - آذار عاما 1928، حيث زاروا الإمام المؤسس حسن البنا في منزله، حافظ عبد الحميد، أحمد الحصري، فؤاد إبراهيم، عبد الرحمن حسب الله، إسماعيل عز، وزكي المغربي، الذين تأثّروا من محاضراته، وقالوا له:

" لقد سمعنا ووعينا، وتأثّرنا ولا ندري ما الطريق العملية إلى عزة الإسلام وخير المسلمين.

لقد سئمنا هذه الحياة، حياة الذلة والقيود.

وها أنت ترى أنّ العرب والمسلمين في هذا البلد لا حظّ لهم من منزلة أو كرامة، وأنهم يعدّون مرتبة لأجراء التابعين لهؤلاء الأجانب... وكل الذي نريده الآن أن نقدّم لك ما نملك لتبرأ من التبعة بين يديّ الله.

وتكون أنت المسؤول بين يديه عنا. كما يجب أن نعمل جماعة تعاهد الله مخلصة على أن تحيا لدينه وتموت في سبيله، لا تبغي بذلك إلا وجهه وجديرة أن تنصر، وإن قلّ عددها وقلّت عُدَّتها".

واليوم تحل 88 عاما على تأسيس الجماعة وهي تجود بدماء أبنائها من أجل الوطن في بقاع كثيرة من عالمنا الإسلامي بعد رحلة عطاء شاقة ...

88 عاما على تأسيس جماعة الإخوان المسلمين التي قدمت فيها للعالم الإسلامي والحركة الإسلامية عطاء غير منتهٍ،

‏88 عاماإخوان‬ نشرت فيها جماعة الإخوان المسلمين الفضيلة في كل مجتمع نبتت فيه منذعشرينياتالقرنالماضي.

‏88عاما إخوان وما زالت جماعة الإخوان المسلمين تجود بالدماء من أجل عزة وكرامة الأوطان .

فما هي دعوة الإخوان

وصايا على الدرب

الإخوان المسلمون

دعوة إسلامية محمدية قرآنية

الإمام الشهيد حسن البنا

يقول الإمام حسن البنا :

(كذلك كانت وستظل دعوة "إسلامية محمدية قرآنية" لا تعرف لوناً غير الإسلام ولا تصطبغ بصبغة غير صبغة الله العزيز الحكيم، ولا تنتسب إلى قيادة غير قيادة رسول الله، ولا تعلم منهاجاً غير كتاب الله تعالى الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه)

مذكرات الدعوة والداعية – 162

من وصايا الإمام حسن البنا لإخوانه

أيها الإخوة الفضلاء:

إن الله ميزكم بالانتساب للدعوة، فاحرصوا على التميز بآدابها وشعائرها بين الناس، وأصلحوا سرائركم، وأحسنوا أعمالكم، واستقيموا على أمر الله، وأمروا بالمعروف، وانهوا عن المنكر، وتوجهوا بالنصيحة فى رفق ولين إلى الناس أجمعين،

واستعدوا للبذل والاحتمال، والجهاد بالنفس والمال، وأكثروا من تلاوة القرآن، وحافظوا على الصلوات فى الجماعات، واعملوا لوجه الله تعالى مخلصين له الدين حنفاء، وانتظروا بعد ذلك تأييد الله وتوفيقه ونصره . (وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) الحج 40 .

(إنها دعوة بريئة نزيهة، قد تسامت فى نزاهتها حتى جاوزت المطامع الشخصية ، واحتقرت المنافع المادية، وخلفت وراءها الأهواء والأغراض) .

وهي: (دعوة بيضاء نقية غير ملونة بلون، وهي مع الحق أينما كان، تحب الإجماع وتكره الشذوذ، وإن أعظم ما مُني به المسلمون الفرقة والخلاف، وأساس ما انتصروا به الحب والوحدة) .

مذكرات الدعوة والداعية 262

يقول الإمام الشهيد حسن البنا (رحمه الله) :

(كان من نتيجة هذا الفهم العام الشامل للإسلام عند الإخوان المسلمين أن شملت فكرتهم كل نواحي الإصلاح في الأمة، وتمثلت فيها كل عناصر غيرها من الفكر الإصلاحية، وأصبح كل مصلح غيور يجد فيها أمنيته، والتقت عندها آمال محبى الإصلاح الذين عرفوها وفهموا مراميها،

وتستطيع أن تقول ولا حرج عليك أن الإخوان المسلمين دعوة سلفية وطريقة سنية وحقيقة صوفية وهيئة سياسية وجماعة رياضية ورابطة علمية ثقافية وشركة اقتصادية وفكرة اجتماعية)

رسالة المؤتمر الخامس

لأنها: (بدأت دعوة الإخوان المسلمين، خالصة لوجه الله، مقتفية أثر الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم، سيد الزعماء وأهدى الأئمة، كذلك كانت وستظل دعوة إسلامية محمدية قرآنية، لاتعرف لونا غير الإسلام الحنيف، ولا تصطبغ بصبغة غير صبغة الله العزيز الحكيم، ولا تنتسب لقيادة غير قيادة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا تعرف منهجا إلا كتاب الله، الذى لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه).

من مقال للإمام البنا نشر فى مجلة النذير، 30 ربيع الأول 1357 هـ، الموافق 30 مايو 1938 م .

ومضت الجماعة على الرغم من كل من كاد لها لأنها:(لو أجمعت الدنيا بأسرها على مصادرة دعوة الإخوان المسلمين، فإنها أعجز من أن تصادرها فى قلوبهم، وإذا ضاقت الأرض بأهلها، فإن قلوب الإخوان لن تضيق بدعوتهم .) .

من مقال للأستاذ عمر التلمساني بعنوان (نحن على خير حال)، كتبه فى 1986 .

وقفة ربانية، ولمحة إيمانية

يقول صاحب الظلال (رحمه الله) :“الله – سبحانه – هو الذي يتكفل بهذا لدعوته..

فحيثما أراد لها حركة صحيحة، عرض طلائعها للمحنة الطويلة، وأبطأ عليهم النصر، وقللهم، وبطأ الناس عنهم، حتى يعلم منهم أن قد صبروا وثبتوا وتهيأوا وصلحوا لأن يكونوا هم القاعدة الصلبة الخالصة الواعية الأمينة..

ثم نقل خطاهم بعد ذلك بيده – سبحانه – (وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) .. ولابد من البلاء كذلك ليصلب عود أصحاب العقيدة ويقوى..

فالشدائد تستجيش مكنون القوى ومذخور الطاقة، وتفتح في القلب منافذ ومسارب ما كان ليعلمها المؤمن في نفسه إلا تحت مطارق الشدائد.

والقيم والموازين والتصورات ما كانت لتصح وتدق وتستقيم إلا في جو المحنة التي تزيل الغبش عن العيون، والران عن القلوب.

وأهم من هذا كله، أو القاعدة لهذا كله، الالتجاء إلى الله وحده حين تهتز الأسناد كلها، وتتوارى الأوهام وهي شتى، ويخلو القلب إلى الله وحده، لا يجد سنداً إلا سنده ..

وفي هذه اللحظة فقط تنجلي الغشاوات، وتتفتح البصيرة، وينجلي الأفق على مد البصر.. لا قوة إلا قوة الله لا حول إلا حوله.. لا ملجأ إلا إليه..

والنص القرآني هنا يصل بالنفس إلى هذه النقطة على الأفق: (قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا)”.

تذكرة من الإمام حسن الهضيبي

تذكرة من الإمام حسن الهضيبي المرشد العام الصابر الممتحن

ما أروع التذكرة إن كان المُذكِّر بها حارس الدعوة وأسدها الإمام المستشار "حسن الهضيبي" رحمه الله، والذي قال عنه الأستاذ "مصطفى أمين" : ( أُعجبت بصموده .. انهالت عليه الضربات فلم يركع .. حاصرته المصائب فلم ييأس .. تلقى الطعنات من الخلفوالأمام فلم يسقط على الأرض .. كان يحلم وكل من حوله يائسون ..).

ولا عجب أن كان دعاؤه في كل حين " اللهم يا صاحب الفضل، أهِّلْنِي لرضاك ".

فأنصتوا إليه - أيها الأحباب - إذ يقول :

أيها الإخوان ... إن الله قد جعلكم جنودا لقضية الحق والفضيلة والعزة في وطنكم وفي العالم الإسلامي كله، وإذا كان من واجب الجندي المخلص أن يكون مستعدا دائما للقيام بواجبه في خوض المعركة، فإن من واجبكم أن تكونوا مستعدين دائما لما يؤدي بكم إلى النصر في ميادين الإصلاح والتحرير .

ثم يبين الإمام - رحمه الله - عوامل النصر يستنبطها من غزوة بدر فيقول :

الإيمان:

فأول هذه العوامل الإيمان الذي لا يخالجه شك .. إن قلوب المؤمنين كانت عامرة بالإيمان، كلهم آمن بأن الموت حق وأن الحروب لا تقصر الآجال، وأن القعود في البيوت لا يطيلها : ( ُقل َلو ُكنتم في بيوتكم لبرز الذين كُتب عليهم القتل إلى مضاجعهم ) آل عمران:154،

( إن روح القدس نفث في روعي أنه لن تموت نفس حتى تستوفي أجلها ورزقها وعملها)،

والذين يمنون على أمتهم بأنهم ضحوا بأرواحهم، لم يقدموا في حقيقة الواقع شيئا .

وإنما يجب عليهم أن يشكروا الله أن وفقهم لهذه التضحية، فلنؤمن بالله وبحقنا، ولنؤد ما يفرضه علينا الحق تعالى غير خائفين من الموت ولا مما يخيف الناس عادة،

( لا يبلغ العبد حقيقة الإيمان حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه أبدا، وما أخطأه لم يكن ليصيبه أبدا، طويت الأقلام وجفت الصحف ).

- المضـي :

ومن عوامل النصر أنه يجب علينا حين نعتقد أمرا لا نلتفت إلى تثبيط المثبطين ولا تخذيل المخذلين، بل نمضي فيما اعتزمنا بعد تدبر وتفكر، نذود عن أفكارنا ما عسى أن يكون قد علق بها من دواعي القعود، وأن للمثبطين والمخذلين طرقا غاية في البراعة يلبسون فيها الحق بالباطل حتى يشتبه الأمر على الناس، فليحذر الإخوان أن يستمعوا إلى شيء من ذلك أو أن يسرعوا إلى تصديق الأخبار التي تذاع فإن أغلبها مما يرجف به المغرضون.

- التفويـض :

ومن دواعي النصر تفويض الأمر لله تعالى والرضى بما اختار والاعتقاد بأن الخير كله في ذلك، فالخير الذي نجم عن فوات أبي سفيان للرسول وكان قد خرج للقائه، ثم لقاء قريش وحربها والانتصار عليها وهي الفئة ذات الشوكة لم يكن هينا في تاريخ الإسلام، بل كان شيئا خطيرا، فقد انتصرت فئة قليلة على فئة كانت ثلاثة أضعافها ؛ فأدى ذلك إلى علو مكانة الإسلام وهيبته في نفوس العرب وإلقاء الرعب في نفوس المعاندين .. وهذا وذلك من عوامل قوة الدعوة وإضعاف خصومها.

العـدة :

إن الله تعالى قد أمرنا أن نتخذ العدة فقال : ( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم )الأنفال:60،

وهذه هي عاما الله الكونية في الأمم والشعوب، وإعداد القوة لا يقتصر على القوة المادية، ولعل قوة النفس بالإيمان وتحصينها بالتقوى والبعد عن المعاصي تقع في المرتبة الأولى من وسائل الإعداد، ولكن لا يجب أن نعتقد أن العدة وحدها كفيلة بالنصر،

وقد ذكر الله في آيات كثيرة من القرآن ( وَلَقد نصَركم الله ببدر وأنتم أذلة ) آل عمران :123، ( لَقد نصركم الله في مواطن كثيرة ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئاً وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين، ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين ) التوبة:26-25، ( فَلم تقتلوهم و لكن الله قتلهم وما رميت إذ رميت ولكن الله رَمى )الأنفال :17..

لذلك كان رسول الله _ عليه الصلاة والسلام _ يدعو الله في عريشه أن ينصر المسلمين ويبالغ في دعائه مع أن الله قد وعده بالنصر، ولعله فعل ذلك مخافة أن يختلج قلب مسلم بالظن بأن العدة كافية، أو أن يختلج قلب مسلم معصية فيحبط عمله،

فعلينا - أيها الإخوان - أن نزود أنفسنا بالقوة : قوة الإيمان وقوة التقوى وقوة الأخلاق والاستقامة، وأخيرا القوة المادية بجميع أنواعها.

وختم - رحمه الله - بوصية للإخوان، فقال :

فزكوا أنفسكم وطهروا قلوبكم وحاربوا أهواءكم وشهواتكم قبل أن تحاربوا أعداءكم، فإن من انهزم بينه وبين نفسه في ميدان الإصلاح أعجز من أن ينتصر على عدوه في معركة السلاح، و كونوا مثلا حيا بأقوالكم للأخلاق القرآنية حتى يعرفكم الناس بأخلاقكم قبل أن يعرفوكم بأقوالكم .

يا أخي ... اركب معنا

أخي .. يا مٓنْ أذكره عند الغروب وأفتقده بين الصفوف ولا يخفى عليه أن جراح دعوتنا تنبض بالدم في كل مكان: ( إن مٓنْ يعيش لنفسه قد يعيش مستريحاً، ولكنه يعيش صغيراً ويموت صغيراً، فأما الكبير الذي يحمل عبء الدعوة الكبير، فما له والنوم، وما له والراحة، وما له والفراش الدافئ والعيش الهادئ والمتاع المريح ؟! ) .

سيد قطب

هذي هي دعوتنا التي علمتنا كيف نتهجى حروف أبجدية العزة، وأن يغمض الشهيد منا عينيه وهو يوقن أن من ورائه رجالاً صادقين، لا ولن تسترخي قبضتهم على درر الحق التي معهم.

أصرخ فيك _ أخي _ صرخة العباس يوم حنين بأمر رسول الله _ صلى الله عليه و سلم _ : يا معشر الأنصار .. يا أصحاب السمرة، هلموا إليّ أيها الناس ..

فأجابوا : لبيك لبيك،

وجعل الرجل منهم يريد أن يثني بعيره فلا يقدر على ذلك ؛ فيأخذ درعه فيقذفها في عنقه ويأخذ سيفه وترسه ثم يقتحم عن بعيره فيخلي سبيله في الناس، ثم يؤم الصفوف، حتى إذا اجتمع إليه منهم مائة رجل استقبلوا الناس فاقتتلوا، "

( ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وأنزل جنوداً لم تروها ) ..

وعقّب جابر بن عبد الله قائلا : " واجتلد الناس، فوالله ما رجعت راجعة الناس من هزيمتهم حتى وجدوا الأسارى مكتفين ".

فعلى هؤلاء - والكلام لسيد قطب _ " قامت العقيدة لا بالزّبد الذي يذهب جفاء ولا بالهشيم الذي تذروه الرياح "،

ومن قبله قال خالد بن الوليد: " إن أمة يتزاحم أبناؤها من أجل الشهادة لا تعرف الهزيمة "...إنه الفقه النظيف الطاهر .

فيا أخي .. اركب معنا ولا تكن مع الغارقين ؛

وقل لي _ بالله عليك _ : إذا لم يُسمع صوتك الآن فمتى يُسمع؟! ..

وإذا لم تُطلقك الآن دعوتك سهماً إلى صدور الطغاة فلمن تُعدك إذن ؟!

وصدق الشاعر :

إني إذا نزل البلاء بصاحبي

دافعت عنه بناجذي وبمخلبي

وشددت ساعده الضعيف بساعدي

وسترت منكبه العريّ بمنكبي

وأين هو الآن ؟؟؟ ...

إنه ما بين شهيد ومعتقل ومطارد ومجاهد صابر في الميدان،

فقل لي يا أخي: أين أنت الآن ؟؟؟؟

أعز ما يملك الإخوان المسلمين

(إن أعز ما يملك الإخوان، هو ذلك الجندي المجهول، الذى يبذل أقصى ما فى جهده، وينفق أكثر ما فى جيبه، ويضحي بأغلى وقته.

فإذا حضر لم يُعرف، وإذا غاب لم يُفتقد، يتعمد البعد عن الشهرة والأضواء، قليل الكلام كثير العمل، يؤمن أن له رباً يذكره فى ملأ هو أفضل من الأرض ومن عليها، رب يحب من العمل ما كان خالصاً) .

دليل الأخ المسلم من رسالة التعاليم

الحمد لله والصلاة والسلام على إمام المتقين وقائد المجاهدين سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه ومن تبع هداهم إلى يوم الدين.... أما بعد:

فهذه رسالتي إلى الإخوان المجاهدين من الإخوان المسلمين الذين آمنوا بسمودعوتهم، وقدسية فكرتهم، وعزموا صادقين على أن يعيشوا بها، أو يموتوا في سبيلها، إلى هؤلاء الإخوان فقط أو جه هذه الكلمات، وهي ليست دروسًا تحفظ، ولكنها تعليمات تنفذ، فإلى العمل أيها الإخوان الصادقون: ( وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (التوبة:1.5) (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (الأنعام:153).

أما غير هؤلاء.. فلهم دروس ومحاضرات، وكتب ومقالات، ومظاهر وإداريات، ولكل وجهة هوموليها فاستبقوا الخيرات، وكلا وعد الله الحسنى.

أركان البيعة

أيها الإخوان الصادقون

أركان بيعتنا عشر فاحفظوها:

الفهم والإخلاص والعمل والجهاد والتضحية والطاعة والثبات والتجرد والأخوَّة والثبات

أولاً : ركن الفهم

"إنما أريد بالفهم: أن توقن بأن فكرتنا إسلامية صميمة، وأن تفهم الإسلام كما نفهمه، في حدود هذه الأصول العشرين الموجزة كل الإيجاز"

المظاهر

1- أن تتنوع جوانب الخير والعطاء عند الأخ بحيث تشمل نشاطه فى الجانب الخيري والبر، والجانب العبادى بأن يكون مجتهداً فى العبادات والأوراد، والجانب الإجتماعى بأن يحسن الصلات بأهله وأقاربه وجيرانه وزملائه، والجانب الإقتصادى بأن يكون له ادخاراً مهما قل، وعمل حر مهما صغر، والجانب السياسي بان يطالع الصحف والإذاعات ويعلم مجريات الأحداث من حوله ويعلم قضايا عصره، والجانب البدني بأن يكون له ورد رياضي محافظاً عليه، وأن يكون سليم البنية حريصاً على الكشف الدوري والتداوى من الأمراض، وأن يجتهد فى تعلم لعبة للدفاع عن النفس وأن يحسن السباحة والعدووركوب الدراجات والسيارات والموتوسيكلات.

2- مقبل على القرآن والعاما المطهرة ويرجع إليهما ويذعن لهما فى أمور حياته.

3- موحد لله حق التوحيد فلا يلجأ إلى تمائم ولا رقى غير شرعية ولا ودع ولا رملولا معرفة ولا كهانة ولا يلجأ إلى مدعى معرفة الغيب

4- يتعبد إلى الله تعالى بالعبادات دون وسوسة ولا مناقشة ويجتهد فى فهم المقاصد.

5- لا يطعن ولا يجرح العلماء من مات منهم أو كان حياً، ولا يتعصب لعالم أو مذهب بل مقصده الشرع فى آية أو حديث، فمن جاء بهما أطاعه، ومن أعرض عنهما أعرض هوعنه.

6- يجتهد فى تفهم الأدلة الشرعية لكل حكم يدرسه أو ينفذه ويدعوإليه.

7- له اجتهاد فى إزالة جهله الشرعي قدر استطاعته، ويجتهد فى استكمال نقصه العلمي.

8- واسع الأفق لا يقف على الفروع فيجعلها نقاط اختلاف مع الآخرين، ولا يجعلها سبب خصومة ولا بغضاء، فهوينبذ التعصب المذموم ويناقش الأمور فى ظل الحب فى الله وغرض الوصول إلى الحقيقة.

9- لا يخوض فى مسائل لا ينبنى عليها عمل، ولا يخوض فى آيات لم إلى تفسيرها العلم، ولا يفاضل بين الصحابة أو الأنبياء، ولا يطرح الاختلاف بينهم بل هويسد كل مالا ينبنى عليه عمل ويجتهد فى تنأو ل ما يدفع إلى العمل.

10- ملتزماً بعاما الرسول صلى الله عليه وسلم نابذاً لكل بدعة فى دين الله لا أصل لها، ويدعومن يأتون البدع بالتي هي أحسن.

11- يحب الصالحين ويحترمهم ويثنى عليهم بطيب أعمالهم ويقتدى بهم ولا يعتقد أن لهم شأناً ينفع أو يضر.

12- حريص على زيارة القبور للعبرة ملتزماً بآداب الزيارة الشرعية فلا ينادى أصحابها ولا يستعين بهم ولا يطلب قضاء الحاجات منهم ولا ينذر لهم ولا يتمسح بقبورهم أو يساهم فى تشييدها أو إنارتها ولا يحلف بغير الله ويدعومن يأتي هذه المنكرات بالتي هي أحسن.

13- حريص على تزكية نفسه وقلبه وحريص على العبادات القلبية والعبادات الخارجية سواء بسواء.

14- يستفيد من كل نصح ونصيحة ولا يرفض نصحاً فالحكمة ضالته.

15- لا يحكم على الناس ولا يقاضيهم ولا يكفرهم.

16- لا يتسرع بالفتوى دون علم بل هوممن لا يتجرءون على الفتوى.

17- يعايش القرآن تدبراً وفهماً ويعايش العاما وتاريخ السلف اضطلاعاً وتدبراً واقتداءاً.

18- يعذر المخالف له ويتعأو ن مع المتفق معه.

19- أن تتضح لديه الرؤية للعمل وأسلوب الجماعة فى التغيير ويفهم خريطة العمل

ثانياً : ركن الإخلاص

" وأريد بالإخلاص: أن يقصد الأخ المسلم بقوله وعمله وجهاده كله وجه الله، وابتغاء مرضاته وحسن مثوبته من غير نظر إلى مغنم أو مظهر أو جاه أو لقب أو تقدم أو تأخر، وبذلك يكون جندي فكرة وعقيدة، لا جندي غرض ومنفعة، (قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) (الأنعام:162)، وبذلك يفهم الأخ المسلم معنى هتافه الدائم (الله غايتنا والله أكبر ولله الحمد).

المظاهر:

ا - الخجل من العمل والشعور بالتقصير فى جنب الله.

2- لا يحب أن يعرف.

3- لا يحب ثناء الناس ولا يخاف ذمهم.

4- لا يتحدث عن عمله.

5- يحرص عل إخفاء الطاعات.

6- لا يبالى بموقعه.

7- يرضى ولا يغضب لنفسه.

8- لا تقيده العقبلت والعوائق.

9- يرفح بنجاح وظهور غيره.

10- يعاون إخوانه فى إنجاح مهامهم.

11- يتقن ويتفانى فى آداء ما يكلف به.

12- الصدق فى القول والعمل.

13- شاكراً فى السراء صابراً فى الضراء.

14- يفى بوعده وعهده ويؤدى الأمانات.

15- يصل الرحم ويبر بالوالدين ( وإن قطعوه ) ويحسن العلاقة بالغير.

16- ينفق مما رزقه الله.

17- يقابل السيئة بالحعاما، ويعفوعمن ظلمه.

18- وقاف عند الشبهات متحرياً الحلال فى كل أموره.

19- يقبل عثرة المتعثر ويقضى حاجات المحتاج ويكون فى عون الضعيف والأرملة واليتيم والمسكين.

20- يذكر للناس حسناتهم ويشكر لهم حسن عملهم وخلقهم فيعرف للناس أقدارهم

21- يستر سيئة المسئ ولا يفضحه بين خلق الله.

22- يواسى ويؤازر من نزلت به نازلة.

23- يؤثر عند التنازع.

24- لا يغتاب ولا يلمز ولا ينابذ بالألقاب ولا ينم

25- متضرع لله بالسحر أو ان يكون له خلوة بربه ومناجاة.

26- يحرص على قيام الليل وصيام التطوع.

27- له ورد تفكر فى الأمور والأشياء والمخلوقات ويرى فى كل امر قدرة الله وعظمته، فتراه كثير التسبيح والتكبير والتحميد والتهليل لربه عظم شأنه.

28- رقيق القلب وصفيه، صلب فى الدين، صفى فى اليقين، رقيق على الإخوان

29- يحاسب نفسه ولا يرضى عنها، بل دوماً يرى عيوبها ويفتش عنها ويذمها

30- يحرص على توريث الدعوة مجردة عن شخصه.

31- يحترم اهل التخصص والسابقين فى الدعوة، فيبجل إخوانه الكبار.

32- يعلن دعوته ويجهر بالدعوة إلى الله ويستمسك بمنهجه.

33- ينطبق سلوكه مع ما يدعوإليه ويأخذ نفسه بالعزائم.

34- لا ينتفع من موقعه الدعوى أياً كان.

35- يأتنس بالجماعة ويرتمى فى أحضان إخوانه.

36- لا يغضب لنفسه، ولكن إذا انتهكت حرمات الله.

37- يعطى عمله الدنيوى حقه ويتقى الله فى مال من يعمل لصالحه.

38- لا يحرص على الهدايا والعطايا من العمل أو ممن له مصلحة من موقعه بالعمل.

39- أن يستقيم بعد التوبة لأنها تعنى الصدق مع ما عاهد الله عليه.

40- أن يكون الله ورسوله ودعوته والجهاد فى سبيلهم أحب إليه من الإبن والأب والأم والأخ والزوجة والعشيرة والمال والتجارة والمساكن وما فى الدنيا جميعاً.

41- سلامة الصدر.

42- الولاء للدعوة والنصرة وز التأييد لها.

43- لا يستعلى ولا يترفع عن الناس والإخوان، بل سمته التواضع.

44- لا يتبع الهوى، ولا يتطلع لصدارة ولا يطلب الريادة.

45- بعيد عن المراء المذموم، واللدد فى الخصومة والجدل العقيم.

46- لا يجامل على حساب الدعوة، ولا يميز فريق على فريق مجاملة أو محسوبية أو انتفاع.

47- لا يضيق صدره عند النقد.

48- دقيق الأداء ضابط الكلام ضابط للنقل لا يختلق ولا يدلس ولا يتجمل فى الحديث، ولا يوحى بالحديث ليخرج الأمر إلى ما سواه.

49- لا يباهى ولا يجتهد فى إبراز الصفات التى يعلوبها قدره وتشرف منزلته.

50- لا يبرر أن قصر فى الأداء بل يعترف بتقصيره وخطئه.

51- لا يتشبث برأيه ولا يطلب من الغير النزول عن رأيهم.

52- أن يؤثر العمل الصامت.

53- لا يحمله طول الطريق واستبطاء الثمرة وتأخير النجاح ومتاعب العمل على الكسل والتراخى والتفلت لأنه لا يعمل للنجاح بل يعمل لرضى الله وامتثال امره.

ثالثاً : ركن العمل

" وأريد بالعمل: ثمرة العلم والإخلاص: (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ"

المظاهر:

1- أن يجتهد فى إصلاح نفسه حتى يكون ( قوى الجسم - متين الخلق - مثقف الفكر - قادر على الكسب - سليم العقيدة - صحيح العبادة - مجاهداً لنفسه - حريصاً على وقته - منظماً فى شئونه - نافعاً لغيره ).

2- أن يحمل أهله على احترام فكرته.

3- أن يحافظ على آداب الإسلام فى كل مظاهر الحياة المنزلية.

4- أن يحسن اختيار زوجته ثم يوقفها على حقها وواجباتها.

5- أن يحسن تربية أو لاده وينشئهم على مبادئ الإسلام.

6- ان ينشر دعوة الخير فى المجتمع.

7- أن يحارب الرذائل والمنكرات فى المجتمع.

8- أن يشجع الفضائل والأمر بالمعروف والمبادرة إلى فعل الخيرات.

9- أن ينشر الفكرة الإسلامية فى دوائر اتصاله ليكسب الرأى العام.

10- ان يكون له مجهوداً دعوياً مع جيرانه وزملائه وأقاربه.

11- ان يساهم فى تحرير الوطن بتخليصه من كل سلطان غير إسلامى.

12- أن يساهم فى الإصلاح السياسى الحكومى لتكون الحكومة مسلمة.

13- ألا تتصف أعماله بالفردية والشللية، بل تسيطر عيه روح الجماعة والجماعية على جميع أعماله.

14- أن يدعوإلى شمولية الإسلام وعالميته.

15- ألا تسيطر روح اليأس عليه، بل يؤدى أعمله بروح الأمل والشجاعة والقوة.

مظاهر تحقق المظهر الأول ( إصلاح النفس )

1- قوى الجسم يتحقق بتحقيق الآتى :

16- أن يبادر إلى الكشف الصحى العام، ويبتعد عن أسباب الضعف ويهتم بأسباب القوة.

17- أن يتعد عن الإسراف فى قهوة البن والشاى ويمتنع عن التدخين.

18- أن يعنى بالنظافة فى كل شئ فى المسكن والملبس والمطعم ومحل العمل

19- أن يحسن الطهارة ويظل على وضوء فى غالب الأحيان.

20- أن يتجنب كل مسكر ومفتر.

21- أن يحارب أماكن اللهوويبتعد عن مظاهر الترف والرخاء جميعاً.

22- عدم الإسراف فى الطعام وعدم الأكل قبل الجوع، أو بين الوجبات مع عدم الشبع وملء المعدة. 23- الإلتزام بأداب الطعام والشراب.

24- الإفطار قبل الخروج والعشاء مبكراً.

25- صيام النافلة.

26- استعمال السواك واتباع سنن الفطرة العشرة.

27- تنظيم شهوة الفرج ( والأعزب يكثر من الصيام ).

28- عدم السهر بعد العشاء إلا لضرورة.

29- الاستيقاظ مبكراً.

30- المحافظة على الورد الرياضى، وتعلم لعبة دفاع عن النفس.

31- تعلم السباحة وركوب العجل والموتوسيكلات وقيادة السيارات.

32- عدم استخدام السيارة يوم فى الأسبوع لأصحاب السيارات.

33- الاشتراك فى الأندية الرياضية وممارسة الرياضة فيها.

2- أن يكون متين الخلق بتحقيق التالى :

34- ان يكون صادق الكلمة فلا يكذب أبداً.

35- أن يكون وفياً بالعهد والكلمة والوعد فلا يخلف مهما كانت الظروف.

36- أن يكون عظيم الإحتمال، شجاعاً وصريحاً فى الحق وكاتماً للسر معترفاً بالخطأ ومنصفاً من نفسه ويملكها عند الغضب.

37- أن يكون وقوراً يؤثر الجد دائماً، ولا يمنعه الوقار من المزاح الصادق والضحك فى تبسم.

38- أن يكون شديد الحياء، رقيق الشعور، عظيم التأثر بالحسن والقبيح.

39- أن يكون متواضعاً فى غير ذلة ولا خضوع ولا تملق.

40- أن يكون عادلاً صحيح الحكم فى جميع الأحوال ولا ينسيه الغضب الحسنات ولا يغض عين الرضا عن السيئات ولا تحمله الخصومة على نسيان الجميل، ويقول الحق ولوعلى نفسه أو أقرب الناس إليه.

41- أن يكون رحيم القلب كريماً سمحاً، يرحم الصغير ويوقر الكبير ويفسح فى المجلس ولا يتجسس ولا يغتاب ولا يصخب ويستأذن فى الدخول والإنصراف

42- أن يحرص على أداء مهنته من حيث الإجادة والإتقان وعدم الغش وضبط الموعد.

43- أن يحسن التقاضى لحقه ويؤدى حقوق الناس كاملة غير منقوصة بدون طلب ولا مماطلة.

44- أن يجاهد نفسه ليسلس قيادها، يغض طرفه ويضبط عاطفته ويقأو م نوازع الغرزة فى نفسه ويسموبها دائماً إلى الحلال الطيب ويحول بينها وبين الحرام أياً كان.

45- أن يبتعد عن أقران السوء وأصدقاء الفساد وأماكن المعصية والإثم.

46- لا يكثر الضحك فأن القلب الموصول بالله ساكن وقور.

47- يؤثر المحبة والود على التحاكم والتقاضى فلا يلجأ إلى القضاء إلا مضطراً.

48- يعتز بشعائر الإسلام ولغته ويعمل على بث العلوم والمعارف النافعة فى طبقات الأمة.

49- يتجنب الفكاهات الكاذبة فى يمزح إلا صادقاً.

50- لا يستخدم التورية مع زملائه أو أستاذه.

51- بعيد عن الفضولية ولا يدعى معرفة كل شئ.

52- يؤثر الصمت والتفكر عن الإسترسال فى الحديث.

3- أن يكون مثقف الفكر بتحقيق التالى :

53- أن يجيد القراءة والكتابة.

54- أن يكثر من المطالعة على رسائل الإخوان وجرائدهم ومجلاتهم ونحوها

55- أن يكون لنفسه مكتبة خاصة مهما كانت صغيرة.

56- أن يتبحر فى علمه ومهنته إن كان من أهل الإختصاص.

57- أن يلم بالشئون الإسلامية العامة إلماماً يمكنه من تصورها والحكم على كل ما يتفق مع مقتضيات الفكرة.

58- أن يجيد فهم ودراسة المنهج الدراسي الخاص به ويحرص على الإلمام به.

59- حريص على الندوات والمحاضرات الثقافية والعلمية.

60- أن يتفوق دراسياً أن كان دارساً.

61- أن يجتهد فى التحليل السياسي وتفهم الأحداث وإدراك مراميها وأبعادها

62- أن يضطلع يومياً على الجرائد أو سماع النشرات الإذاعية أو التلفزيونية

63- أن يلم بأخبار الأقليات الإسلامية وأخبار المسلمين فى الخارج وأخبار حركة الإخوان والتنظيم العالمي الخارجي.

64- أن يكون له ورد قراءة حرة ولونصف ساعة يومياً على الأقل.

65- أن يتفهم ويتعرف على برامج الهيئات والأحزاب والتجمعات بالساحة

4- أن يكون قادراً على الكسب بتحقيق التالى :

66- أن يزأو ل عملاً اقتصادياً مهما كان غنياً، وأن يقدم على العمل الحر مهما كان ضئيلاً، وأن يزج نفسه فيه مهما كانت مواهبه العلمية.

67- أن لا يحرص على الوظيفة الحكومية وان يعتبرها أضيق أبواب الرزق وألا يرفضها إذا أتيحت له وألا يتخلى عنها إلا إذا تعارضت تعارضاً تاماً مع واجبات الدعوة.

68- أن يحرص كل الحرص على أداء مهنته من حيث الإجادة والإتقان وعدم الغش وضبط الموعد.

69- أن يشجع المصنوعات والمنشآت الاقتصادية الإسلامية، وأن يحرص على المال ألا يقع فى يد غير إسلامية مهما كانت الأحوال، ولا يلبس ولا يأكل إلا من صنع وطنه الإسلامي.

70- أن يؤدى زكاة ماله ويخصص جزء من دخله لأعمال البر والخير ويشجع كل مشروع اقتصادي إسلامى نافع

71- أن لا يتعامل بالربا فى أى شأن من شئون الحياة.

72- أن لا يتورط فى الكماليات فوق طاقته.

73- أن لا يستدين إلا لضرورة ويحرص على أداء دينه.

74- أن يتعلم حرفه مهما كانت شهادته ودرجته العلمية.

75- أن يتقن الإسعافات الأولية.

5- أن يكون سليم العقيدة بتحقيق التالى :

76- أن يعتقد ويلتزم بالأصول العشرين للفهم.

77- أن لا يخاف ولا يرجوولا يدعوإلا الله، ولا يحلف بغير الله ولا ينذر لغير الله.

78- أن يوقن بان الرزق والأجل والنفع والضر بيد الله وحده.

79- أن يكون له ورد تفكر فى المخلوقات وفى قدرة العلى الكبير مهما قل.

80- أن يتذكر دوماً الموت ويستحضر الإقبال على الله فى أى ساعة.

81- ان يراقب الله ويتصرف وكأن الله يراه.

82- أن يحرص على اتباع الجنائز وحضور الوفيات وزيارة المقابر.

83- أن يلتزم بأذكار الأحوال ليستحضر معية الله فى كل لحظة.

84- أن لا يقضى أمراً إلا بعد استخارة.

85- أن يتعود على صلاة الحاجة فى الأمور جميعها.

86- أن يدعوبأسماء الله الحسنى وصفاته العلا ويستحضر معناها.

88- أن يكون وقافاً فى تلأو ته ليتدبر مشاهد الجنة والنار.

88- أن يعرض نفسه دوماً على صفات المؤمنين فى القرآن.

89- الحرص على ورد الرابطة والدعاء وأذكار الصباح والمساء.

90- أن يكتب وصيته ويحفظها تحت وسادته كل ليلة.

91- أن يتعظ من زيارة المرضى والمستشفيات ويحرص عليها أخذاً للعبرة

92- أن يستشعر معنى التوكل على الله أثناء الخروج من المنزل صباحاً.

6- أن يكون صحيح العبادة بتحقيق التالى :

93- أن يكون له ورد يومى لا يقل عن جزء ويجتهد ألا يختم القرآن فى أكثر من شهر ولا فى أقل من ثلاثة أيام.

94- أن يحسن تلأو ة القرآن والإستماع إليه والتدبر فى معانيه ويكثر من قراءة الأحاديث والسيرة ويحفظ الأربعين النووية.

95- أن يتقرب لله بنوافل العبادة من صلاة الليل وصيام ثلاثة أيام من كل شهر.

96- أن يحسن الطهارة ويظل على وضوء فى غالب الأحوال.

97- ان يحسن الصلاة بأركانها وسننها ويواظب على أدائها فى أو قاتها ويحرص على صلاة الجماعة فى المسجد ما أمكن ذلك.

98- أن يصوم رمضان ويحج البيت أن استطاع إليه سبيلا ويدخر للحج والعمرة.

99- أن يستصحب دائماً نية الجهاد وحب الشهادة ويستعد لذلك ما وسعه الاستعداد.

100- أن يجدد التوبة ويستغفر دائماً وأن يتحرز من صغائر الآثام فضلاً عن كبائرها وأن يجعل لنفسه ساعة قبل النوم يحاسب فيها نفسه.

101- أن يقوم إلى الصلاة متى سمع النداء مهما كانت الظروف.

102- أن يحرص على أداء السنن فى الوضوء والطهارة والصلاة والصيام والصدقة وغير ذلك

103- أن يكون منتظماً فى صلاة الفجر بالمسجد ويحرص على الانتظار حتى الشروق فى ذكر الله وصلاة ركعتى الضحى والدعاء بعدهما ولومرة أسبوعياً.

104- أن يؤدى صلاة الضحى والوتر.

105- أن يلتزم بصدقة السر بانقطاع جزء من دخله شهرياً.

7- أن يكون مجاهداً لنفسه بتحقيق التالى :

106- أن يكون شجاعاً عظيم الإحتمال صريحاً فى الحق كاتماً للسر معترفاً بخطئه منصفاً من النفس مالكاً لها عند الغضب.

107- أن يكتسب مقومات القوة النفسية ( ان يكون لديه إرادة قوية لا يتطرق إليها ضعف - أن يكون لديه وفاء ثابتلا يعدوا عليه تلون ولا غدر - أن يكون لديه تضحية عزيزة لا يحول دونها طمع ولا بخل - أن يكون لديه معرفة بالمبدأ وإيمان به وتقدير له يعصم من الخطأ فيه والإنحراف عنه والمسأو مة عليه والخديعة بغيره ).

108- أن يحرص على التبكير فى المسجد قبل الأذان والذهاب بنية الاعتكاف

109- أن يزهد فى الدنيا وما عند الناس.

110- أن لا يتورط فى الكماليات من مأكل ومشرب وملبس ومسكن وغيره

111- أن يصبر على المكاره والأذى.

8- أن يكون حريصاً على وقته بتحقيق التالى :

112- أن يوجز فى أداء مهامه ويعأو ن غيره على الانتفاع بوقته.

113- أن يضع لنفسه جدول زمنى لتنفيذ الواجبات والمهام ليحدث التوازن.

114- أن ينضبط فى المواعيد.

115- أن يرتب أعماله حسب الأولويات.

116- أن يستغل الوقت الواحد فى أكثر من نية.

117- أن يستغل الوقت الواحد فى أكثر من عمل مثل تلأو ة القرآن فى السفر.

118- أن يدعوإلى الله أثناء العمل.

119- أن ينظم أو قاته بناءاً على أو قات الصلوات.

120- أن يدعوالله أن يبارك له فى وقته.

121- أن يخصص وقتاً لأهله يومياً.

122- أن يكون متيقناً بأن الأجل قريب وأنه محاسب على وقته.

9- أن يكون منظماً فى شئونه بتحقيق التالى :

123- أن يعنى بالنظافة فى كل شئ : فى الملبس والمسكن والمطعم والبدن ومحل العمل.

124- أن يدخر للطوارئ مهما قل دخله ولا يتورط فى الكماليات.

125- تنظيم الوقت بين العمل الدعوى والعمل الدنيوي.

126- ترتيب وتنظيم مكان عمله وأدوات شغله ومكان نومه.

127- تقسيم اليوم والأسبوع والشهر على مهامه ووجباته.

128- عدم الاستغراق فى عمل يطغى على بقية الأعمال.

129- الإعداد للقاءات قبل الذهاب إليها.

130- اعداد البديل لغيابه.

131- لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد.

132- يبدأ بأيسر الأعمال عليه وأحبها إليه إذا تراكمت الأعمال عليه.

10- أن يكون نافعاً لغيره بتحقيق التالى :

133- أن يكون عظيم النشاط مدرباً على الخدمات العامة ويشعر بالسعادة بأن قدم خدمة لغيره من الناس ( يعود مريضاً - يساعد محتاجاً - يحمل ضعيفاً - يواسى منكوباً - ويبادر إلى الخيرات ).

134- أن يصل الرحم ويكسب المعدوم ويحمل الكل ويعين على نوائب الحق

135- أن يحرص على ان ينفس عن المسلمين كربهم وييسر على المعسر ويعفوعن من ظلمه.

136- أن يمشى فى حاجة إخوانه. 137- أن يشارك فى الأعمال الخدمية من محوامية أو تقوية طلاب أو عمل المستوصفات والمستشفيات والقوفل الطبية والمدارس والحضانات الإسلامية ورحلات الحج والعمرة.

138- أن يشارك فى عمل مشروعات اقتصادية لخدمة الناس ومشروعات البر والإحسان مثل : كفالة اليتيم وجمع الزكاة والصدقات وتوزيعها على من يستحقونها، ولحوم الأضاحى وتوزيعها على مستحقيها.

139- قضاء مصالح الناس من خلال العمل الحكومى ومن خلال الحب

رابعاً : ركن الجهاد

" وأريد بالجهاد: الفريضة الماضية إلى يوم القيامة والمقصود بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من مات ولم يغز ولم ينوالغزومات ميتة جاهلية)،

وأول مراتبه إنكار القلب، وأعلاها القتال في سبيل الله،

وبين ذلك جهاد اللسان والقلم واليد وكلمة الحق عند السلطان الجائر، ولا تحيا دعوة إلا بالجهاد، وبقدر سموالدعوة وسعة أفقها، تكون عظمة الجهاد في سبيلها، وضخامة الثمن الذي يطلب لتأييدها، وجزالة الثواب للعاملين: (وَجَاهِدُوا فِي اللهِ حَقَّ جِهَادِهِ) (الحج:78).

وبذلك تعرف معنى هتافك الدائم: (الجهاد سبيلنا)."

المظاهر:

1- ان تكون فيه الحمية الإسلامية والغيرة على الإيمان وحب الدين والنصح الصادق إخوانه.

2- ان يستحضر نية الغزووطلب الشهادة وينام على هذه النية.

3- أن يحزن لما وصل إليه المسلمون من ضعف وما وقعوا فيه من مهانة.

4- أن يفيض حناناً إلى عز الإسلام ومجده.

5- أن يضحى ببعض وقته وبعض ماله وبعض مطالب نفسه لخير الإسلام

6- أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر وينصح لله ورسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم.

7- أن يتنكر لمن تنكر لدينه، وأن يقاطع من عادى الله ورسوله فلا يكون بينه وبينه صلة ولا معاملة ولا مؤاكلة ولا مشاربة.

8- أن يتقدم للمهام الشاقة التى قد ينتج عنها الأذى بروح المجاهد الوثابة.

9- أن يعمل على إقامة ميزان العدل وإصلاح شئون الخلق وإنصاف المظلوم والضرب على يد الظالم مهما كان مركزه وسلطانه.

10- أن يحب المجاهدين من كل قلبه وينصح لهم بمحض رأيه.

11- أن يخصص جزءاً من دخله لصندوق لجهاد.

12- أن يقرأ عن تاريخ المجاهدين وشهداء الصحابة.

13- أن يسأل اله منازل الشهداء.

14- أن تعلوهمته وتقوى عزيمته.

15- أن يكون ملماً بفقه الجهاد وأن يعايش الآيات والأحاديث التى تتحدث عن الجهاد ويجتهد فى حفظها.

16- أن يحرص على المعسكرات الجهادية.

17- أن يمارس لعبة دفاع عن النفس.

18- أن يمارس التدريبات الرياضية اليومية والأسبوعية والشهرية.

19- أن يحرص على صيام الأيام الحارة، والشاتية الباردة.

20- أن يتقدم للحراسة والسهر على إخوانه بنية حماية ثغور الإسلام.

21- أن يتحلى بكلمات الإمام :

( أستطيع أن أتصور المجاهد شخصاً قد أعد عدته وأخذ أهبته وملك عليه الفكر فيماهوفيه نواحى نفسه وجوانب قلبه فهودائم التفكير عظيم الإهتمام، على قدم الإستعداد أبداً، ان دعى أجاب، وإن نودى لبى، غدوه ورواحه، حديثه وكلامه، جده ولعبه، لا يتعدى الميدان الذى أعد نفسه له ولا يتناول سوى المهمة التى وقف عليها حياته وإرادته، يجاهد فى سبيلها، تقرأ فى قسمات وجهه أو ترى فى بريق عيتيه وتسمع من فلتات لسانه ما يدلك على ما يضطرم به قلبه من جوىً لاصق وألم دفين وما تفيض به نفسه من عزمة صادقة وهمة عالية وغاية بعيدة،

أما المجاهد الذى ينام ملء جفنيه، ويأكل ملء ماضغيه، ويضحك ملء شدقيه، ويقضى وقته لاهياً لاعباًعابثاً، فهيهات أن يكون من الفائزين أو يكتب فى عداد المجاهدين .

خامساً : ركن التضحية

وأريد بالتضحية: "بذل النفس والمال والوقت والحياة وكل شيء في سبيل الغاية، وليس في الدنيا جهاد لا تضحية معه، ولا تضيع في سبيل فكرتنا تضحية، وإنما هوالأجر الجزيل والثواب الجميل ومن قعد عن التضحية معنا فهوآثم: (إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ) الآية، (قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ..) الآية، (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلا نَصَبٌ) الآية ,(فَإِنْ تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللَّهُ أَجْراً حسنًا)، وبذلك تعرف معنى هتافك الدائم: (والموت في سبيل الله أسمى أمانينا).

المظاهر:

1- أن يبذل من نفسه وماله ووقته وحياته وكل شئ فى سبيل الغاية.

2- أن يواظب على دفع الإشتراك وبذل ما يطلبه إخوانه من مال.

3- أن لا يتأخر عن تكليف مهما شق الجهد فى سبيل أدائه.

4- أن يقدم الدعوة على كل شئ.

5- أن يخصص جزءاً من دخله سوى الإشتراك يقدمه للدعوة.

6- أن يضحى بوقته للدعوة، لا بفضل الأوقات.

7- أن يضحى بعمله الدنيوى إن تعارض كلياً مع الدعوة.

8- أن يؤثر إخوانه على نفسه، ويضحى من أجلهم.

9- أن يتحمل الأذى والتعذيب فى سبيل الدعوة ولا يركن إلى نوم عميق أو راحة مستكينة تلهيه عن العمل لله.

10- أن يتكافل مع إخوانه مادياً أو بدنياً دون تكليف.

سادساً: ركن الطاعة

" وأريد بالطاعة: امتثال الأمر وإنفاذه توًا في العسر واليسر والمنشط والمكره،

وذلك أن مراحل هذه الدعوة ثلاث:

التعريف: بنشر الفكرة العامة بين الناس، ونظام الدعوة في هذه المرحلة نظام الجمعيات الإدارية، ومهمتها العمل للخير العام ووسيلتها الوعظ والإرشاد تارة وإقامة المنشآت النافعة تارة أخرى، إلى غير ذلك من الوسائل العملية، وكل شعب الإخوان القائمة الآن تمثل هذه المرحلة من حياة الدعوة، وينظمها القانون الأساسي، وتشرحها وسائل الإخوان وجريدتهم، والدعوة في هذه المرحلة عامة.

ويتصل بالجماعة فيها كل من أراد من الناس متى رغب المساهمة في أعمالها ووعد بالمحافظة على مبادئها، وليست الطاعة التامة لازمة في هذه المرحلة بقدر ما يلزم فيها احترام النظم والمبادئ العامة للجماعة.

التكوين: باستخلاص العناصر الصالحة لحمل أعباء الجهاد وضم بعضها إلى بعض، ونظام الدعوة - في هذه المرحلة - صوفي بحت من الناحية الروحية، وعسكري بحت من الناحية العملية، وشعار هاتين الناحيتين (أمر وطاعة) من غير تردد ولا مراجعة ولا شك ولا حرج، وتمثل الكتائب الإخوانية هذه المرحلة من حياة الدعوة، وتنظمها رسالة المنهج سابقًا، وهذه الرسالة الآن. والدعوة فيها خاصة لا يتصل بها إلا من استعد استعدادًا تامًا حقيقيًا لتحمل أعباء جهاد طويل المدى كثير التبعات، وأو ل بوادر هذا الاستعداد كمال الطاعة.

التنفيذ: والدعوة في هذه المرحلة جهاد لا هوادة معه، وعمل متواصل في سبيل الوصول إلى الغاية، وامتحان وابتلاء لا يصبر عليهما إلا الصادقون، ولا يكفل النجاح في هذه المرحلة إلا كمال الطاعة كذلك وعلى هذا بايع الصف الأول من الإخوان المسلمين في يوم 5 ربيع الأو ل عاما 1359هـ.

وأنت بانضمامك إلى هذه الكتيبة، وتقبلك لهذه الرسالة، وتعهدك بهذه البيعة، تكون في الدور الثاني، وبالقرب من الدور الثالث، فقدّر التبعة التي التزمتها وأعدّ نفسك للوفاء بها."

المظاهر:

1- ان يسمع ويطيع فى العسر واليسر والمنشط والكره.

2- أن يسارع فى تلبية الأمر.

3- أن يتحرى الدقة فى تنفيذ الأمر ويكون حسب ما تمليه عليه القيادة، وليس حسب هواه.

4- أن يراجع ويشأو ر فى جميع أموره.

5- أن لا يترك العمل دون إذن قادته.

6- أن يوقن أن الإستئذان فيه فوات للأجر فلا يكون إلا لضرورة، ولابد أن يصاحبه الاستغفار.

7- أن يسمع ويطيع ولوتأمر عليه من هواصغر سناً وأقل كفاءة طالما اختارته القيادة.

8- أن يقيم بيته وعلاقاته بأهله وأقاربه وفق توجيهات الجماعة.

سابعاً : ركن الثبات

" وأريد بالثبات: أن يظل الأخ عاملاً مجاهدًا في سبيل غايته مهما بعدت المدة وتطاولت السنوات والأعوام، حتى يلقى الله على ذلك وقد فاز بإحدى الحسنيين، فإما الغاية وإما الشهادة في النهاية، (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً) (الأحزاب:23)،

والوقت عندنا جزء من العلاج، والطريق طويلة المدى بعيدة المراحل كثيرة العقبات، ولكنها وحدها التي تؤدي إلى المقصود مع عظيم الأجر وجميل المثوبة.

وذلك أن كل وسيلة من وسائلنا الست تحتاج إلى حسن الإعداد وتحين الفرص ودقة الإنفاذ، وكل ذلك مرهون بوقته (وَيَقُولُونَ مَتَى هُوقُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيباً) (الاسراء:51)."

المظاهر:

1- الصبر على طول الطريق، وأن يظل الأخ يعمل مهما بعدت المدة.

2- الصبر على الأذى والاستمرار فى العمل رغم الأذى.

3- الاستمرار فى طريق الطاعة رغم شهوات النفس ورغباتها.

4- أن يستقيم على مبادئ الجماعة ولا يحيد عنها ولا عن المبدأ مهما كانت المغريات.

5- ألا يستعجل ثمرة قبل نضجها ولا يستعجل النصر.

6- ألا يغبد الله على حرف، فيظل فى طريق الدعوة مادام الجورخاء لا ابتلاء فيه ولا إيذاء.

7- ألا تصرفه الدنيا والعمل الحياتى والسعى وراء التقدم الدنيوى عن دعوته.

ثامناً : ركن التجرد

" أريد بالتجرد: أن تتخلص لفكرتك مما سواها من المبادئ والأشخاص، لأنها أسمى الفكر وأجمعها وأعلاها: (صِبْغَةَ اللهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ صِبْغَةً) (البقرة:138)، (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَعاما فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَأو ةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللهِ وَحْدَهُ إِلا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لأَبِيهِ لأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللهِ مِنْ شَيْءٍ

رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ) (الممتحنة:4).

والناس عند الأخ الصادق واحد من ستة أصناف:

مسلم مجاهد، أو مسلم قاعد، أو مسلم آثم، أو ذمي معاهد، أو محايد، أو محارب، ولكل حكمه في ميزان الإسلام، وفى حدود هذه الأقسام توزن الأشخاص والهيئات، ويكون الولاء أو العداء"

المظاهر:

1- أن يكون حبه لله ورسوله، والجهاد فى سبيله أحب إلى قلبه من الآباء والأمهات والأبناء والإخوان والزوجة والعشيرة والتجارة والمسكن.

2- ألا تعوقه الأمور الحياتية عن القيام بمهام دعوته.

3- أن يكون على قدم الاستعداد أبداً لتضحية بكل شئ فى سبيل دينه.

4- ألا يطمع فى مغنم أو منفعة من موقعه الدعوى أو التزامه الشخصى.

5- ألا يركن إلى من يحادد الله ورسوله، بل يتبرأ منهم ويتولى الذين آمنوا.

6- ألا يرجوشكراً ولا تقدم ولا جاه ولا سلطان ولا إعجاب ولا صدارة مما يعمله من تكليفاته وواجباته وأعماله الدعوية جميعها.

7- ان ميزانه للأشخاص والهيئات بميزان الدعوة، ويحدد موقفه من الجميع بناءاً على ذلك، فتقوم علاقاتهبالناس جميعاً بناءاً على ما يمليه عليه دينه.

8- أن يقدم نفسه رخيصة فى سبيل الله.

9- أن ينفق فى سبيل الدعوة سراً.

تاسعاً : ركن الأخوة

" وأريد بالأخوة: أن ترتبط القلوب والأرواح برباط العقيدة، والعقيدة أوثق الروابط وأغلاها، والأخوة أخت الإيمان، والتفرق أخوالكفر، وأول القوة: قوة الوحدة، ولا وحدة بغير حب، وأقل الحب: سلامة الصدر، وأعلاه: مرتبة الإيثار، (وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوكَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأو لَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (الحشر:9).

والأخ الصادق يرى إخوانه أو لى بنفسه من نفسه، لأنه إن لم يكن بهم، فلن يكون بغيرهم، وهم إن لم يكونوا به كانوا بغيره، (وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية)، (والمؤمن للمؤمن كالبنيان، يشد بعضه بعضاً).

(وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أو لِيَاءُ بَعْضٍ) (التوبة:71)، وهكذا يجب أن نكون.

المظاهر:

1- أن يكون حب الأخ لله ورسوله أكثر مما سواهما.

2- أن يكون حبه لإخوانه لما فيهم من صفات يحبها الله ورسوله.

3- أن تكون علاقته بإخوانه محبةً في الله ولله.

4- أن يعأو ن إخوانه فى أمورهم الحياتية والأخروية.

5- أن ينصح إخوانه فى الله، ويقدم النصح لهم دون أن تتغير نفسه تجاههم.

6- أن يستر المسئ من إخوانه، وينصح له قبل التبليغ عنه.

7- أن يتألم لآلام إخوانه، ويفرح لفرحهم.

8- أن يتعهد إخوانه بالزيارة والهدية وصدق السؤال وقضاء الحاجات.

9- أن يتذلل لإخوانه ويرى عزه فى عزهم، فلا يفخر عليهم، ولا يتعالى عليهم

10- أن يكفل إخوانه فيما يحتاجون إليه من أموال أو جهد أو نصح أو قضاء حاجات.

11- أن يعين إخوانه على ذكر الله فى صحبتهم.

12- أن يحقق فيهم الآية :" واجعل لى وزيراً من أهلى هارون أخى اشدد به أزرى وأشركه فى أمرى كى نسبحك كثيراً ونذكرك كثيراً إنك كنت بنا بصيراً ".

13- أن يفشى السلام، ويبش لإخوانه، ويفسح لهم.

14- أن يعود من مرض من إخوانه، ويخلف بخير من غاب فى أهله لسفره أو موته

15- أن ينادى إخوانه بأحب الأسماء إليهم، ولا ينصحهم إلا سراً، ويعفوعن زلاتهم ويتغاضى عن هفواتهم معه.

16- أن يكون سليم الصدر، لا يحمل ضغينة لإخوانه، ويؤثرهم على نفسه.

17- أن يفرح بتقدم أمثاله من إخوانه دعويا.

18- أن يبر بقسم إخوانه.

19- أن يذكر إخوانه في ورد الرابطة، ويدعولهم بظهر الغيب.

20- أبادر بالذهاب لأخي وأرضيه من غير طلب من أحد إن حدث ما يعكر صفوعلاقتي به

21- لا أتحدث عن أحد من إخواني في غيبته بما يسوؤه بحجة مصلحة الدعوة

22- لم أفعل أبدا ما يسيء لأخي حياتيا أو دعويا

23- ليس بيني وبين أحد من إخواني خلافات مادية

24- ليس بيني وبين أحد من إخواني الآن شحناء أو منازعة أو خصومة دعوية

25- لا أبش في وجه أخي أو أبتسم له تكلفا وتصنعا بل محبة ومودة

26- إن أسأت إلى أخي أذهب وأعتذر إليه

27- إن أساء إلى أخي أذهب أنا وأعتذر إليه

28- إن أساء إلى أخي واعتذر قبلت عذره على الفور

29- يرى إخوانه أو لى بنفسه من نفسه

30-أن يحسن الظن بمن خالفه الرأي من إخوانه.

عاشراً : ركن الثقة

" وأريد بالثقة: اطمئنان الجندي إلى القائد في كفاءته وإخلاصه اطمئنانًا عميقًا ينتج الحب والتقدير والاحترام والطاعة، (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً) (النساء:65).

والقائد جزء من الدعوة، ولا دعوة بغير قيادة، وعلى قدر الثقة المتبادلة بين القائد والجنود تكون قوة نظام الجماعة، وإحكام خططها، ونجاحها في الوصول إلى غايتها، وتغلبها على ما يعترضها من عقبات (فَأو لَى لَهُمْ طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ) (محمد: 20-21).

وللقيادة في دعوة الإخوان حق الوالد بالرابطة القلبية، والأستاذ بالإفادة العلمية، والشيخ بالتربية الروحية، والقائد بحكم السياسة العامة للدعوة، ودعوتنا تجمع هذه المعاني جميعًا، والثقة بالقيادة هي كل شيء في نجاح الدعوات.

ولهذا يجب أن يسأل الأخ الصادق نفسه هذه الأسئلة ليتعرف على مدى ثقته بقيادته:

1- هل تعرف إلى قائده من قبل ودرس ظروف حياته؟

2- هل اطمأن إلى كفايته وإخلاصه؟

3- هل هومستعد لاعتبار الأو امر التي تصدر إليه من القيادة في غير معصية طبعًا قاطعًة لا مجال فيها للجدل ولا للتردد ولا للانتقاص ولا للتحوير مع إبداء النصيحة والتنبيه إلى الصواب؟

4- هل هومستعد لأن يفترض في نفسه الخطأ وفي القيادة والصواب، إذا تعارض ما أمر به مع ما تعلم في المسائل الاجتهادية التي لم يرد فيها نص شرعي؟

5- هل هومستعد لوضع ظروفه الحيوية تحت تصرف الدعوة؟

وهل تملك القيادة في نظره حق الترجيح بين مصلحته الخاصة ومصلحة الدعوة العامة.

بالإجابة على هذه الأمثلة وأشباهها يستطيع الأخ الصادق أن يطمئن على مدى صلته بالقائد، وثقته به، والقلوب بيد الله يصرفها كيف يشاء (وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوأَنْفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (لأنفال:63)."

المظاهر:

1- أن تكون ثقته بما عند الله اكبر من ثقته بما فى يده.

2- أن تراه هادئ البال، ساكن النفس إذا ما ادلهمت الخطوب.

3- أن يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه.

4- أن يؤمن بنصر الله لعباده الصالحين.

5- أن يصبر على قضاء الله وقدره ولا يتعجل النتائج.

6- أن يكون قوى اليقين بثواب الله له فى خطواته وحركاته وكلماته فى طريق الدعوة.

7- قوى الإيمان بأنه على طريق الحق.

8- أن يكون قوى الإيمان بان هذا هوطريق التغيير الوحيد، وهذا المنهج منفرد لا نظير له

9- أن يوقن بصدق القيادة وحسن نيتها، فيحسن الظن بها، ويتوسم فيها الخير

10- أن يسمع ويطيع لقيادته التى تعرف عليها عن قرب واطمأن لكفاءتها وإخلاصها.

11- إذا خالف رأيه رأى القيادة يظن برأيه الخطأ، وما إن يرى انشراح صدر قيادته لأمر إلا ويوقن أنه الحق لثقته أن قيادته لا تعزم إلا على كل خير.

12- أن يطمئن إلى إخوان الطريق ويوقن بإخلاصهم فيحسن الظن فيهم.

13- أن لا يكذب حديث إخوانه، ولا يحقر أعمالهم، ولا يسفه آراءهم.

14- أن لا يعتز بنفسه ويعترف بفضل الله عليه وأنه مؤيده، فيثق فى نفسه ويطمئن إلى قراراته وخطواته ولا يهتز

15- لا أنظر أبدا لتقدم أو تأخر في موقعي أو درجتي ولا أتحدث فيه مع أحد

16- لا يتردد كثيراً، بل يستشير ويستخير ثم يتوكل على الله دون التفات للخلف

17- مستعد لاعتبار الأو امر التي تصدر إليه من القيادة لا مجال فيها للجدل ولا للتردد ولا للانتقاص ولا للتحوير

18- مستعد لوضع ظروفه الحيوية تحت تصرف الدعوة وتملك القيادة في نظره حق الترجيح بين مصلحته الخاصة ومصلحة الدعوة 19-يضع ظروفه الحياتية تحت تصرف قيادته ويستأذن في كل ما يعن له من أمور

الإمام البنا يكتب إلى الذين عرفونا

الذين عرفونا.. منهم من اكتفى بهذه المعرفة فلم يستكملها، ولم يتصل بنا ليتعأو ن معنا على ما نحن بصدده من دعوة الناس إلى الخير، فهؤلاء ندعوهم إلى أن يعملوا معنا.

ونذكرهم بأنهم مقصرون إن قعدوا عن الاستجابة، فإن الميدان فسيح يتطلب جهد كل ذى جهد، ويستدعى عملاً متواصلاً من الجميع، فلا حجة له فى القعود، ولا عذر لهم بين يدى الله والناس.

هذا قسم.. وقسم آخر عرفنا واتصل بنا وتعاون معنا، ولكنه أساء أكثر مما نفع، إذ لصق بالإخوان وعمل على غير سنتهم وطريقتهم، فكان دعاية سيئة لهم، وكان سبباً فى الصد عنهم لا فى تقريب الناس منهم، فإلى هؤلاء أتوجه بالرجاء أن يكونوا إخواناً بحق يلتزمون تعاليم الإخوان الصحيحة، أو أن ينصرفوا مشكورين وأمرهم إلى الله.

ورجاؤنا إلى جماهير الشعب الإسلامى أن يزنوا كل منتسب للإخوان بميزان الشريعة السمحة وآداب الإسلام، فمن استمسك بها ونزل للإخوان على حكمها فهومنا ونحن إخوته، ومن خالف شيئاً منها أو صدر عنه ما يتنافى معها، فنحن من عمله برءاء ولا صلة بيننا وبينه.

إن الإخوان المسلمين لا يقصرون فى فرائض الله، ولا ينتهكون حرماته، ولا يجرؤون على معصية، فإن قدر لأحدهم العصيان فهولا يتجاهر به، ولن يفخر به، ولن يسكت عن التوبة منه، والندم الشديد عليه، فمن كان مستهيناً بالصلاة أو مستخفاً بالفرائض أو جريئاً على المعاصى، أو مستهتراً بارتكاب الآثام، أو ظنيناً فى ريبة فليس منا، وعلى الذين عرفونا أن يجتنبوا ذلك كله.

والإخوان المسلمون مع هذا لا يفرطون فى التعبد، ولا يبالغون فى التزهد، ولا يظلمون دنياهم على حساب آخرتهم، لأن هذا ليس من عاما النبى صلى الله عليه وسلم، فهم يصومون ويفطرون، ويقومون ويتريضون، ويمزحون ويجدون، ويجاهدون وينبسطون مع أصدقائهم ومع أهليهم، ويعملون للآخرة ولا ينسون النصيب من الدنيا، فمن أفرط فى تعبده، أو تظاهر بتزهده، أو أهمل حقوق عمله، أو أساء إلى أهله، أو فرط فى جانب من جوانب حياته الدنيوية الصالحة يدعى بذلك أن يقوم بواجب الآخرة، فليس على طريقة الإخوان، ولا هومن العاملين بمبادئهم.

والإخوان المسلمون يعلمون أن الله كتب الإحسان على كل شئ، حتى من قتل فليحسن القتلة، ومن ذبح فليحسن الذبحة، وهم لهذا يعنون بإتقان كل عمل من أعمالهم حتى يبلغ حد الإجادة، فمن نقص وهو قادر على الكمال أو قصر دون الإجادة والسبق فليس من الإخوان المسلمين ( وإن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه ).

فعلى الذين عرفونا أن يحفظوا ذلك كله وأن يعملوا على غراره،

فعلى الطالب أن يكون أول إخوانه، وعلى الصانع أن يكون أمهر زملائه، وعلى التاجر أن يكون أصدق وأبرع أقرانه، وعلى الموظف أن يكون مثال أداء الواجب من جميع نواحيه، وعلى كل ذى عمل منا أن يتقنه،

وعلى الناس ألا يعتبروا المقصرين من الإخوان المسلمين مهما حملوا من شارات أو ألصقوا بأنفسهم من ألقاب إخوانية.

والإخوان المسلمون يعلمون أن الدين المعاملة، وأن مطل الغنى الظلم، فهم لهذا يبادرون بتسديد حقوق الله التى تكون بجانبهم، ويمثلون أشرف ناحية فى هذا المعنى، وأن من تجارهم من لا يزال إلى الآن بعد سنين طويلة يسدد أقساطه التجارية قبل موعدها بيوم على الأقل دائماً، حتى يحتفظ الأخ المسلم بشرفه وكرامته ومنزلته، فمن ماطل فليس منا، ومن طمع فيما فى أيدى الناس فليس منا، ومن أساء الأدب أو الاقتضاء فليس منا، لأن الدعوة غير هذه السبيل، فعلى الذين عرفونا أن يكونوا أمثال الأدب فى الوفاء والقضاء والإعطاء والاقتضاء.

والإخوان المسلمون بعد ذلك كله يعلمون أن الأخلاق أساس دعوتهم، وأن الله حين أراد أن يمتدح نبيه وهو قدوتنا صلى الله عليه وسلم، امتدحه بالخلق العظيم، وأنه تعالى رتب على صلاح النفس صلاح الناس وفلاحهم، فقال تبارك وتعالى : " ونفس وما سواها، فألهمها فجورها وتقواها، قد أفلح من زكاها، وقد خاب من دساها " ( الشمس 7 - 1. ).

فالأخ المسلم لهذا يأخذ نفسه دائماً بالتثقيف والمراقبة والمحاسبة حتى تنطبع على أفضل الأخلاق وأحسنها :

فهوصادق لا يكذب : ( إنما يفترى الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله ) ( النحل 1.5 )

وهو وفى لا يغدر، ولا يخلف.

وهو حليم لا يسرع بالغضب، ولا يفحش بالقول.

وهو حيى لا يجهر بالسوء، ولا يثبت للمنكر.

وهو شجاع يجهر بالحق، ولا يخشى فيه لومة لائم.

وهو عفيف، يضع كرامته فوق كل الغايات والأغراض الزائلة.

وهو منصف يقدر الحعاما، ويزن السيئة، ويأخذ من كل شئ أحسنه.

وهو حسن التصرف، وإنما يدبر الأمور على وجوهها ثم يسلك إليها أفضل طرقاتها.

وهو بعد ذلك يعفو ويصفح، ويدرأ بالحعاما السيئة، إلا أن تنتهك محارم الله، فلا يقوم لغضبه شئ.

أيها الإخوان الذين اتصلتم بنا :

كونوا مثال الخلق والفضيلة، فإن لم تكونوا كذلك فجاهدوا أنفسكم، فإن أفلحتم فاحمدوا الله، وإلا فأنتم عن تقويم غيركم أشد عجزاً، وفاقد الشئ لا يعطيه.

أيها الإخوان الذين اتصلتم بنا :

لا تيأسوا ولكن حاولوا واعملوا، فهى مرتبة الصابرين، والله تبارك وتعالى يقول :" والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا "( العنكبوت : 69 )

حسن البنا - النذير : 22 محرم 1358 هـ / 1939 م.

الوفاء للدعوة... خلق الأحرار

كم من رجلٍ انتشلته الدعوة من أوحال المعصية وانتزعناه من بين أنياب الأحزاب الضالة والحركات الهدامة،

وكم من شابٍ تربى على موائد الدعوة وأعطته من وقتها ما لم تعطه لغيره،

هذه طبيعة دعوتنا: أن تتابع النشء في كل أحواله وتصرفاته ومشاكله، بل في كل ما يدور في خلده وصدره !!

وعلينا كدعاة أن نتحمل ونصبر لأن ذلك من ضريبة الخدمة التي ثمنها الجنة.

لكن في المقابل، وبعد أن تمضي شهور مع أحدهم تربيه وتشرف عليه وتحتضنه وترعاه يأتي عليه يوم ينقلب عليك وعلى دعوته التي احتضنته ورعته !!

ويصبح يخطط ويمكر على دعوته بدلاً من أن يخطط لنشرها ونموها!!

هذه الآفة الخطيرة إنما تدلل على خلل في نفس المتربي يحتاج إلى خلق عظيم نفتقده ألا وهو خلق " الوفاء للدعوة ".

وقد كان مما قاله الإمام الشافعي: " الحر من راعى وداد لحظة، وانتمى لمن أفاده لفظة ".

وقد كان للراشد – حفظه الله تعالى – كلامٌ جميلٌ وبليغُ في توضيح هذا الأثر السلفي فقال:

".. وهذه الدعوة علمتك دهراً معنى الوداد، وأفادتك كل الألفاظ لا مجرد لفظة، فإن كنت حراً: راعيت ودها، وأخلصت لها، وابتعدت عن فتن تتربص بها. وأن سلبك الإنتصار للنفس حريتك فشأنك وما اخترت ".

ولا ينتصب أحد لفتنة من بعد ستر، ولا يكسل كسلان فينقطع ويترك ويستبدل أصحاباً بأصحاب، إلا لنقص معنى الحرية فيه، وإلا لتقمصه بعض ثواب عبودية الدنيا.

وما ثبت داعية على الطريق، وازداد بذلاً وإيثاراً إلا لاكتمال معنى الحرية والوفاء فيه، ومراعاته الوداد، وما أرشد إليه الشافعي من الانتماء.

ثم إنه تأديب شامل يجبر الحر على دوام الانتماء إلى الدعاة الذين ربوه، وما هي لفظة عابرة.

ولا تقولن: فلان من أترابي، أو: هو متأخر عني، لم يربني، فربما أسدى لك نصيحة يوماً ما عصمتك، ورُب ناشئ لم يعرف الدعوة إلا هذا اليوم، ترى من حماسته ما يعديك، ويستفزك للخير، وكل ذلك تربية، يُطلب منك لمثلها الوداد.."

أخـــي..

وأنت يا أخي..

لا تستعجل، والحق بالركب وتشبث به، ولا تتصدر لفتنة أنت غنيٌ عنها، واعمل على مصاحبة الأخيار لتعلو ويبقى ذكر مع أهل الصلاح والإيمان حتى إذا وافتك المنية قلنا: " رحمه الله لقد كان صفياً " – أي التزم الصف-.

أخـــي..

إن كنت حرا - وقد عهدناك كذلك – فارع حب دعوتك، وارع ودادها، فإنها والله أغلى من مائة عروس وعروس، وبها الخلاص وبها ستطأ أقدامك الفردوس الأعلى.. أن أخلصت ودمت حراً.

أخــي الحبــيب: " هذه الدعوة منا، ونحن منها، عزها عزنا، ونصرها نصرنا، ونحن أسعد الناس بها ! ".

وختاما

88عاما إخوان

عقب سقوط الخلافة الإسلامية في عام 1924م انطلقت دعوة الإخوان المسلمين في مارس 1928م بجهد وجد الإمام الشهيد حسن البنا رحمه الله معلنا ميلاد فجر جديد بستة نفر واثقون من فضل الله، مؤمنون بسموا فكرتهم، عازمون على المضي قدما ليغيروا وينشروا ويمهدوا ويخوضوا معركة التغيير والبناء والتربية والجهاد في سبيل الله حتى يقضى الله أمرا كان مفعولا

وتجمع حولهم الأخيار والصالحون المصلحون والقادة والجنود رجالا ونساءا من كل حدب وصوب من كل المهن والوظائف ومن كل قُطر ومِصر ومن كل فج عميق حتى بلغت الأفاق في أكثر من ثمانين دولة

وتحمل الإخوان المسلمون ما لا يُطاق لتسموا مبادئ وقيم وأسس وأهداف عظام من إصلاح النفس وتكوين الفرد وتكوين البيت المسلم وإرشاد المجتمع وتحرير الوطن بتخليصه من كل سلطان أجنبي ـ غير إسلامي ـ سياسي أو اقتصادي أو روحي . وإصلاح الحكومة وإعادة الكيان الدولي للأمة الإسلامية, بتحرير أوطانها وإحياء مجدها وتقريب ثقافتها وجمع كلمتها, حتى يؤدي ذلك كله إلى إعادة الخلافة المفقودة والوحدة المنشودة وأستاذية العالم

فطبتم أيها الإخوان أحياء وأمواتا قديما وحديثا رجالا ونساء صغارا وكبارا قادة وجنودا ضحيتم وتضحون وستضحون دائما وأبدا فداء لهذا الدين العظيم ولهذا الوطن الكريم

فيا أيها الأحرار الثابتون الصابرون الآملون بنصر الله

إن قوة دعوتكم في ذاتها

وفي تأييد الله لها متى شاء

وفي قلوب المؤمنين بها

وفي حاجة العالم الحر إليها

وفي أيديكم أنتم لا غيركم قارورة الدواء من وحي السماء

ورددوا مع نبيكم صلى الله عليه وسلم (لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا)

وكما قال موسى عليه السلام (إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ)

وابشروا بنصر قريب وفتح مبين (وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونبِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاء وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُوَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ)

اللهم ارزقنا الصبر الثبات

ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين ولا أقل من ذلك ولا أكبر

القرآن سبيل النجاة

بقلم الإمام الشهيد حسن البنا

يا عباد الله، العلم علمان:

علم تسمعه فتعمل به فهو حجة لك، وعلم تسمعه وتدعه فهو حجة عليك،

وقد كان نبينا صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله من علم لا ينفع، فتفهموا ما نلقى عليكم، واجتهدوا في العمل بما علمتم لتكونوا من الفائزين.

يا عباد الله لو جاءكم خطاب من أمير، أو ألقى إليكم كتاب من كبير، فإنكم تحترمونه وتعملون به، وتعظمونه وتسرون له، وتسارعون إلى إنفاذ ما فيه إرضاءاً لصاحبه وتقرباً إليه، وقد بعث إليكم الملك الجبار، والواحد القهار، كتاباً كريماً أنزل به الروح الأمين على قلب سيد المرسلين ليكون لكم من المنذرين، ذلكم هو القرآن الذي (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد) (فصلت: 42) ... (كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير) (هود: 1) ...(قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين * يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم) (المائدة: 15 – 16).

فتعالوا يا عباد الله ننظر موقفنا أمام هذا الكتاب الكريم، ونحاكم أنفسنا قبل أن يحاكمنا الخبير العليم، هل أحللنا حلاله وحرمنا حرامه وأنفذنا أحكامه، أم هجرناه واتخذناه نسياً منسياً؟.

هاهو كتاب الله تبارك وتعالى ينادي في الناس ليلاً ونهاراً: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقى من الربا إن كنتم مؤمنين * فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله وإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون) ( البقرة: 278 – 279)، فهل تجنبنا الربا وابتعدنا عنه أم أدخلناه فى كل معاملاتنا، وجعلناه قوام بيعنا وشرائنا ورهننا وإيجارنا وقرضنا وسلفنا؟ .

وهاهو الكتاب الكريم ينادي أتباعه ليلاً ونهاراً: (الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله) (النساء: 34)، فهل قام رجالنا على نسائنا وأمروهن بما أمرهن الله به، أم تركوهن خليعات متبرجات، مائلات مميلات، كاسيات عاريات، يتسكعن في الشوارع والطرقات؟

وهاهو القرآن الكريم ينادي أتباعه ليلاً ونهاراً: (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمت عليكم إذ كنتم أعداءاً فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً) (آل عمران: 103)، فهل اتحدت كلمتنا وارتبطت قلوبنا وائتلفت أهواؤنا أم تفرقنا طرائق قدداً وطوائف بدداً أغراض متعاكسة وأهواء متشاكسة، وقلوب مختلفة، وريح ذاهبة ووحدة ضائعة؟.

هذه مثل ثلاثة وغيرها كثير نرى فيها أننا في طريق أخرى.

فكيف يكون جوابكم أيها الإخوان إذا خاصمكم الرسول صلى الله عليه وسلم يوم القيامة إلى ربه فقال: (يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجوراً) (الفرقان: 30)؟.

اعلموا أيها الإخوان أن ما نحن فيه من الذل والهوان والمصائب والخسران إنما وقعنا فيه لتركنا شريعة نبينا وانحرافنا عن كتاب ربنا، وقرءوا قول الله تعالى: (وضرب الله مثلاً قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغداً من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون) (النحل: 112) ذلك في الدنيا ولعذاب الآخرة أخزى، وعقوبة الله فيها أشد، ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلاً.

والدواء - عباد الله - ولا دواء سواه أن ترجعوا إلى قرآنكم وتتبعوا عاما نبيكم وتجعلوا ذلكم أمامكم في كل شئونكم، وتنزلوا على حكمها في كل أعمالكم، وقد رسم الله لكم طريق النجاة في كتابه، فقال تعالى: (فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراً * يرسل السماء عليكم مدراراً * ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهاراً) (نوح: 10 - 12) فتوبوا إلى ربكم واستغفروه تكونوا من الفائزين.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (القرآن شافع مشفع وما حل صدق، من جعله أمامه قاده إلى الجنة، ومن جعله خلفه ساقه إلى النار).

مجلة الإخوان المسلمين – العاما الأولى – العدد 32 ص 10 ، 11 –29 ذي القعدة 1352 هـ / 15 مارس 1934م

والله أكبر ولله الحمد