الانتفاضة أحيت القضية الفلسطينية وأنقذتها من مصير الأندلس

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

الانتفاضة أحيت القضية الفلسطينية وأنقذتها من مصير الأندلس

الانتفاضة طريق النصر
    • تدخل الانتفاضة الفلسطينية هذه الأيام عامها الرابع؛ لتسجل صفحة جديدة في تاريخ المقاومة للإمبريالية الأمريكية الصهيونية، ولتؤكد لنا أن خيار المقاومة هو الخيار الوحيد الرادع للعدو الصهيوني، كما تكشف لنا كثيرًا من الحقائق التي تجلت بصمود الانتفاضة واستمرارها, والتى كان في مقدمتها كسر المعادلة العسكرية التي حرص العدو الصهيوني على إيجادها منذ نشأة كيانه؛ حيث حرص على التفوق العسكرى على الدول العربية مجتمعة؛ وهو الأمر الذي حيدته المقاومة الفلسطينية، فضلاً عن ذلك فقد كان للانتفاضة الفضل في إثبات أن الشعوب العربية الإسلامية لازالت حية ولديها القدرة على المواجهة، وتستطيع بأقل الإمكانيات أن تفعل شيئًا.
وفوق كل ذلك فقد أكدت الانتفاضة أن الشعوب العربية لم تطمس هويتها، ولم يتجه فكرها وإرادتها للتطبيع مع العدو الصهيوني والاعتراف به ضمن خريطة المنطقة, بل سقطت ثقافة السلام، وتأكد لطفل المدرسة الابتدائي الذي لا يتعدى عمره الخمس سنوات أن العدو الصهيوني هو العدو الأول للمسلمين والعرب.
فضلاً عن ذلك، فقد نجحت الانتفاضة في تكبيد العدو خسائر اقتصادية وصلت عام 2001 م نحو 6 مليار دولار، ووصلت عام 2002 م نحو13 مليار دولار, وارتفع مؤشر البطالة بسبب غلق المشاريع الاقتصادية وطرد عشرات الآلاف من العمال إلىالشارع؛ فوصل عدد العاطلين إلى 300 ألف عاطل.
وبعيدًا عن تكبيد الانتفاضة الخسائر للعدو, فالأهم من ذلك- كما يذكر الدكتور "عبد المنعم أبو الفتوح" الأمين العام المساعد لاتحاد الأطباء العرب- أن الانتفاضة قد أحيت القضية الفلسطينية من جديد, مشيرًا إلى أن قبل اندلاع الانتفاضة كانت القضية الفلسطينية قد سقطت من أجندة العرب والمسلمين إلى أن جاءت الانتفاضة لتحيي القضية من جديد على مستوى العالم العربي والإسلامي، وعلى مستوى الأنظمة؛ لتذكر الجميع أن هناك شعبًا محتلاًّ، ويمارس ضده المؤامرات التي من الممكن أن تقضي عليه، ومن ثم تنتهي القضية الفلسطينية على غرار نموذج الأندلس.


إحياء فريضة الجهاد

    • ويضيف "أبو الفتوح": "كما تسببت الانتفاضة في إحداث هجرة عكسية للصهاينة؛ حيث بدءوا في العودة إلى البلدان التي أتوا منها, وتسببت كذلك في إيقاف أي هجرة جديدة إلى الكيان الصهيوني, فضلاً عن ذلك فقد أسقطت الانتفاضة المشروع الصهيوني العنصري الذي كان يهدف إلى إنشاء وطن قومى لهم يمتد من النيل إلى الفرات، وذلك بعد أن علم يهود العالم أن هذا الأمر مجرد مشروع استيطاني استعماري.
وفوق كل ذلك فقد أحيت الانتفاضة فريضة الجهاد لدى العالم العربي والإسلامي، وعلم الجميع أن الإسلام لا يدفع المسلمين إلى العدوان على أحد؛ وإنما يدفعهم لإقامة قوة تناهض وترفض الاحتلال، وتدافع عن كرامتها؛ وهو الأمر الذي دفع العالم أجمع إلى أن ينظر إلى الأمة الإسلامية على أنها أمة مجاهدة، وقد ظهر ذلك بوضوح في العمليات الاستشهادية، حيث شاهدنا الشباب الصغير الذي يقدم روحه للدفاع عن دينه وأرضه.
وأوضح "أبو الفتوح" أن الانتفاضة وتبعاتها قد عمقت النضال بأشكاله المختلفة، فقد شاهدنا المسلمين وهم يجمعون التبرعات، ويشاركون إخوانهم معنويًّا بتنظيم المظاهرات، كما قاموا بدور جهادي واضح قاطعوا البضائع الصهيونية والأمريكية.


انهيار التسوية

    • أما المهندس "أحمد بهاء الدين شعبان"- مقرر اللجنة المصرية لمقاطعة السلع والبضائع الأمريكية- فيرى أننا يمكن أن ننظر إلى مكاسب الانتفاضة من عدة مستويات؛ فعلى المستوى الداخلي انهارت المحاولات الرامية إلى تحقيق ما يسمى بالسلام بيننا وبين العدو الصهيوني, وتكشف وهم التسوية التي ترعاها الولايات المتحدة الأمريكية, وتكشفت نية المشروع الصهيوني الذي بدا أنه مشروع استعماري عدواني عنصري، لا يمكن الوصول معه إلى اتفاقيات.
إضافة إلى ما سبق، فقد تعرت صورة الولايات المتحدة التى روجت لها أجهزة الدعاية باعتبارها راعيًا نزيهًا للاتفاق بين العرب والصهاينة، بل واعتبارها صديقًا صدوقًا للطرف العربي؛ حيث ظهرت على حقيقتها كدولة داعمة للدول الاستعمارية وتعينها على ممارسة الإرهاب.
ويضيف "شعبان": والمكسب الثالث هو انكشاف حال النظم العربية باعتبارها نظم تابعة أو عاجزة وفاقدة للشرعية أمام شعوبها، خاصة بعد أن ثبت عجزها عن حماية الانتفاضة وحماية الشعب الفلسطيني من العدوان الصهيوني الغاشم المدعوم من الولايات المتحدة الأمريكية.
أما على المستوى العالمي فالانتفاضة قد أعلت من هامة النضال والمقاومة، وأصبحت تمثل ما كان يمثله نضال الشعب الفيتنامي للعالم من روح للمقاومة؛ حيث أصبحت الراية الفلسطينية راية لكل المناضلين، وأصبحت الكوفية الفلسطينية رمزًا من رموز المقاومة, واحتلت القضية الفلسطينية مكانًا موموقًا لاعتبارها معركة التحرير العالمية من آخر أشكال النظام العالمي الجديد "الاستعمار الصهيوني".
ويضيف "شعبان": وعلى صعيد آخر فقد أثبتت الانتفاضة قدرة الجماهير العربية على مواجهة قوى البطش الصهاينة والأمريكان رغم الفارق الهائل في موازيين القوى؛ حيث نجحت إرادة الشعوب- وفى مقدمتها الشعب الفلسطيني البطل- في تحييد التفوق العسكرى الصهيوني , وإقامة موازيين جديدة للرعب عبر العمليات الاستشهادية التي صعدت من حجم الخسائر الصهيونية إلى حد الخطر، وأثبتت للعالم كله أن الشعوب القادرة على دفع ثمن الحرية يستحيل هزيمتها.


أمل جديد

    • أما المهندس "عبد العزيز الحسيني"- أمين عام اللجنة الشعبية لمقاطعة السلع الأمريكية- فيرى أن الانتفاضة عبرت بنا الجسر من اليأس إلى الأمل؛ حيث كنا نعيش قبل الانتفاضة حالة من اليأس والإحباط، إلى أن جاءت الانتفاضة وأشعلت نار الحماس من جديد، وبثت فينا الأمل لمناهضة الإمبريالية الأمريكية الصهيونية, ويرى أن الانتفاضة جاءت لتطيح بكل المليارات التي صرفت لإنجاح التطبيع مع العدو الصهيوني، مشيرًا إلى أن من سعوا لذلك ظنوا أنهم بمحاولاتهم هذه قد غيروا عقول الأجيال العربية الحالية التي حرقت أحلامهم بحرق أول علم صهيوني مع بداية الانتفاضة؛ حيث خرج تلاميذ المدارس وطلبة الجامعات لمساندة الانتفاضة ، كما استنهضت الانتفاضة في الجماهير القيام بفعل بسيط؛ وهو استخدام عنصر مقاطعة البضائع الأمريكية والصهيونية، وهو سلوك لا يعرض الشعوب لمطاردة حكامهم، وهو فعل يشترك فيه الفرد مع الجماعة لتحقيق هدف واحد؛ وهو التغيير السلمي الذي يحمل في طياته الرفض السياسي للممارسات الصهيونية والأمريكية، وهو مسلك له مردود إيجابي على الشعوب العربية حيث جعلها تشعر لأول مرة منذ زمن أنها صاحبة قرار.


وحدة الجماهير

    • أما الكاتب الفلسطينى "عبد القادر ياسين" فيشير إلى أن المقاطعة نجحت في توحيد الشارع الفلسطينى بعد أن خلقت فكرة تجمع حولها هذا الشارع، بعد أن عاش الشارع الفلسطينى متفرقًا عقب اتفاق (أوسلو)، ويرى أن العمليات الاستشهادية الباسلة هى الوحيدة القادرة على ردع العدو الصهيوني، بل هي الوسيلة الوحيدة التي لا يجب مواجهة العدو إلا بها، خاصة إذا كانت قادرة على إلحاق الهزيمة به في وقت قريب.
كما يرى "ياسين" أن الانتفاضة نجحت في اغتيال فكرة إجراء تسوية مع العدو الصهيوني؛ حيث تكشف للجميع أن العدو يرمي إلى سحق العرب وفرض هيمنته من المحيط إلى الخليج.


المصدر: إخوان أون لاين