البهي الخولي

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
البهي الخولي .. المربي والداعية
  • بقلم: السيد شعيب

مقدمة

جعل الله تعالى التزكية والتربية من مهام الأنبياء والمرسلين، فقال تعالى في شأن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ (2)) (الجمعة)، فقد بيَّن الله تعالى أنه أرسل رسوله ليكون مربيًا ومعلمًا للأمة، فضلاً عن مهمة التبليغ والوعظ والإرشاد.

ولقد سار الربانيون من الدعاة والعلماء والمصلحين الذين يئول إليهم ميراث النبوة العظيمة والربانية الغالية على هذا الدرب، فأخذوا على عاتقهم مهمة إرشاد الناس، وتزكية نفوسهم، وتطهير أرواحهم. ولقد زخرت دعوة الإخوان المسلمين بالعديد من الدعاة والمربين الذين سلكوا هذا الدرب الجليل، وتركوا بصمات واضحة على الجيل المسلم المعاصر.

من هؤلاء الأستاذ البهي الخولي، ذلك الداعية والمربي الذي ذاع صيته، ولمع نجمه في مجال الدعوة والتربية، بل وأصبحت بعض كتبه ومؤلفاته من المقررات الثقافية في دعوة الإخوان المسلمين، من ذلك "تذكرة الدعاة" و"أصول الوعظ" و"مفتاح السنة".

مولده ونشأته

ولد الشيخ البهي نجا إبراهيم الخولي عام 1317هـ 1901م بقرية القرشية مركز السنطة محافظة الغربية، نشأ في أسرة متدينة، وكان والده من ذوي النعمة واليسار.

تدرج الأستاذ البهي في مراحل التعليم من كتاب القرية؛ حيث حفظ القرآن الكريم، وتعلم مبادئ القراءة والحساب إلى أن بلغ دور الصبا، فدفع به والده إلى المعهد الأحمدي بطنطا، ومنه التحق بدار العلوم في القاهرة، وفيها تفتحت مداركه ونضجت مواهبه وتحدد هدفه.

درس الأستاذ البهي على نخبة من علماء الدين أمثال: محمد عبد المطلب، وعبد الوهاب النجار، وطنطاوي جوهري، والشيخ أحمد إبراهيم، وقد كان الشيخ البهي شغوفًا بكتب العلامة ابن قيم الجوزية متجهًا اتجاهه في تزكية النفس وتهذيب الأخلاق وفهم الدين.

عين بعد تخرجه من دار العلوم مدرسًا في المعاهد الأزهرية بطنطا، ثم انتقل إلى أسيوط، ثم إلى القاهرة، ثم عاد إلى طنطا.

مع الإخوان

عرف الأستاذ البهي الإخوان من خلال مصادقته للإمام البنا في المرحلة التعليمية الجامعية؛ حيث تزامل مع فضيلة المرشد العام الإمام الشهيد حسن البنا في الدراسة بكلية دار العلوم، وتحولت هذه الزمالة إلى صداقة وإخوة، أتت ثمارها الطيبة في ظهور الدعوة الإسلامية وانتشارها.

أخذ الأستاذ البهي مكانه في صفوف الإخوان منذ وقت مبكر للجماعة، وأصبح أحد أعضاء مكتب الإرشاد العام وعضو الهيئة التأسيسية للجماعة.

كما كان أحد كتاب الدعوة والتربية في الجماعة، وقد أسندت إليه الكتابة في مجلات الإخوان وصحفهم، وقام أيضًا بإلقاء الخطب والمحاضرات في الكتائب والمعسكرات في مختلف شعب الجماعة.

ولقد بلغ حب الأستاذ البهي للإمام البنا وتأثره بفكره وعبقريته حد التصريح بذلك في كتابه "تذكرة الدعاة"، يقول الأستاذ البهي في مقدمة توجيهاته: إني أقر أن هذا الكتاب ليس كتابًا يعرض للخطبة فيستوعب قواعدها العلمية، ويستقصي أصولها الفنية، ويبني على تلك القواعد ما يريده العلم، ويفرع من تلك الأصول ما يوحي به الفن، ويجد فيه الراغبون ما يشبع رغبتهم، ويمتع عقولهم وقلوبهم، ولكنها أحاديث لم أرجع فيها إلى كتاب مما دوِّن في الخطابة وأصول الوعظ، إنما هي نظرات في كتاب الله عزَّ وجلَّ وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وتجارب خاصة عرضت لي في ميدان دعوتنا العظيمة، ولفتات قبست فيها من عبقرية أستاذنا المرشد رحمه الله، عبقريته الروحية والعقلية، فاقرأها يا أخي على هذا إن أردت قراءتها.

مشواره الدعوي

عاش الأستاذ البهي حياته داعية ومربيًّا ومجاهدًا في سبيل الله تعالى، تارة بالوعظ والإرشاد، وتارة بالتأليف والتربية في الكتائب والمعسكرات.

سجن في ديسمبر سنة 1948م في معتقل الطور مصر، وكان مسئولاً عن الإخوان المسلمين في السجن، ولكنه استدعي إلى القاهرة؛ حيث وجه إليه اتهام في قضية تتعلق بالنظام الخاص.

خرج من السجن وانتخب عضوًا في مكتب الإرشاد الذي أعيد تشكيله في 1951م أيام الأستاذ حسن الهضيبي، وهو المكتب الذي قابل محنة الإخوان مع جمال عبد الناصر، وأدخل معظم أعضائه السجون والمعتقلات، وحكم على بعضهم بالإعدام، وبعضهم بالسجن المؤبد، وبعضهم بسنوات طويلة!.

بعد قيام الثورة عمل مديرًا عامًّا للمساجد بوزارة الأوقاف، ومديرًا لتحرير مجلة منبر الإسلام، ثم عين مراقبًا عامًّا للشئون الدينية في وزارة الأوقاف، ثم اختير عضوًا بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية.

عمل مستشارًا بالمجلس الأعلى لجمعية الشبان المسلمين، كما انتدب للتدريس في الأزهر كلية أصول الدين، وفي دار العلوم، وكلية العلوم الاجتماعية.. وغيرها.

يقول الدكتور القرضاوي عن أثر دروس الأستاذ البهي في جيله: إن الدروس الروحية التي كان يلقيها الأستاذ البهي الخولي على الشباب تربطهم بالدار الآخرة، وتزين لهم العمل الصالح لمرضاة الله، وتهوِّن في أعينهم زخارف الدنيا ومتاعها، وتأخذهم بالجد والسعي الدءوب للنهوض بالأمة الإسلامية من كبوتها وإيقاظها من سباتها، وإحياء الروح الجهادية في نفوس أبنائها.

لم يكتف الأستاذ البهي بالعمل العام في الدعوة، بل كما كان رئيسًا للمكتب الإداري للإخوان في مديرية محافظة الغربية، قبل أن يُنقل إلى القاهرة، بل ضمَّ إلى ذلك العمل في النظام الخاص فكان هو المسئول عن هذا النظام في الغربية.

وفي عهد المرشد الثاني الأستاذ حسن الهضيبي، كان موضع ثقته من الناحية العلمية، وكلفه كتابة كتاب عن المرأة يببين حقوقها وواجباتها في ضوء الشريعة الإسلامية، ونهض بذلك على أتم وجه.

وظلت العلاقات بينه وبين الأستاذ حسن الهضيبي طيبة، حتى قامت ثورة يوليو، وكان التعاون بينها وبين الإخوان ملحوظًا، ثم حدث الخلاف، ودخل الباقوري الوزارة مع الثورة، على خلاف رأي الإخوان، فطلبوا إليه أن يستقيل من الجماعة، فاستقال، ليتحمل هو مسئولية اختياره، واختار فريقًا من الإخوان للعمل معه، كان منهم الأستاذ البهي الخولي، والشيخ الغزالي، والشيخ سيد سابق رحمهم الله جميعًا.

وحين اشتد الخلاف، واحتدم النزاع اختلف أعضاء الهيئة التأسيسية فيما بينهم، فكان منهم فريق على رأسهم الأستاذ البهي، يرون ضرورة الصلح مع عبد الناصر، وتفادي جر الجماعة إلى معركة غير متكافئة مع الثورة، تجر فيها للمهلكة بغير مبرر، وهؤلاء يحسنون الظن بعبد الناصر، ويرون أنهم إذا عقدوا عهدًا معه نفذه.

وفريق آخر يمثل قيادة الإخوان، ويمثل الأكثرية منهم أيضًا: لا يثقون بعبد الناصر، ولا بتعهداته، وأنه لا يضمر خيرًا للجماعة، بل يتربص بها، ويريد أن يتخلص منها؛ ولهذا يريد ضرب بعضها ببعض فيكون بأسهم بينهم شديدًا.

ويبدو أن الأحداث بعد ذلك صدقت ما قاله هؤلاء، وأن رؤية الأستاذ الهضيبي كانت أصدق، ولقد وقف الرجل- برغم كبر سنه- راسخ القدم، رافع الرأس، كأنه الطود الأشم.

وعلى أية حال انقضت هذه الفترة من عمر الدعوة بحلوها ومرها، وخرج منها الإخوان أصلب عودًا، وأثبت جنانًا، وأقوى شكيمة وصبرًا، وبقي للأستاذ البهي جهاده وبلاؤه الذي لا يجحده أحد.

قالوا عنه

الأستاذ البهي الخولي خطيباً ويرى وعلى يمين الصورة المستشار عبد الله العقيل

عُرف الأستاذ البهي بقوة الإيمان، وعمق اليقين، وصفاء الذهن، ودقة الفهم، وإشراق النفس، كما أخبر عنه الإمام حسن البنا وغيره من العلماء.

وترك الأستاذ البهي انطباعًا طيبًا عند العلامة الكبير السيد أبو الحسن الندوي الذي قال عند مقابلته:

"القلب يمتلئ قوةً وحرارةً بتأثير الأستاذ البهي وروحه القوية وقلبه الفياض بالحب والإيمان حتى شعرت بنشاط جديد".

ويقول عنه الشيخ القرضاوي:

"هو رجل ذواقة للمعاني الربانية، عميق الحاسة الروحية، وقد كان يرأس الإخوان في الغربية وكانت محاضراته ودروسه التي يظهر فيها الجانب الرباني، وكان للأستاذ البهي لقاءات خاصة مع مجموعة من الشباب اصطفاهم يصلون الفجر معًا كل أسبوع ويذكرون الله عز وجل، ويعيشون في جوٍّ روحي محلق".

ويقول عنه المستشار عبد الله العقيل:

"كان حديثه في غاية العمق، يغوص على المعاني غوصًا، ويستخرج اللآلئ المكنونة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ويعرضها بأسلوب شيق وروح شفافة، وقلب حي مليء بمحبة الله ورسوله، غيور على الإسلام وأهله، حريص على إنقاذ الأمة من الضياع الذي تعيش فيه نتيجة تسلط الأعداء الذين صرفوا الناس عن الإسلام وحاربوا كل مظاهره ومشاعره".

والأستاذ البهي الخولي ذو طبيعة صافية تغلب عليه النزعة الصوفية الملتزمة البعيدة عن خرافات التصوف وأدعيائه؛ لأنه منضبط بضوابط الكتاب والسنة، متبع لمنهج السلف الصالح من أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.

من أهم مؤلفاته

ترك الأستاذ البهي العديد من المؤلفات الدعوية والفكرية والشرعية والاجتماعية والترجمات التاريخية، من أبرزها:

وهو كتاب يحوي نظرات في كتاب الله وفي موضوعات الثقافة الإسلامية، جرى فيها الأستاذ البهي على نهجه المعروف في كل كتاباته، وبالاهتمام بالجوانب الروحية لأي موضوع يتعرض للكتابة فيه.
ففي نظراته في كتاب الله لم يقف كثيرًا عند شرح معاني الكلمات أو عرض آراء وتفاسير السابقين، بل اهتم ببيان القيم والمبادئ والأسرار الروحية التي تتضمنها النصوص الشريفة، والتي هي عماد الزاد الذي يلزم روح الإنسان ليحقق إنسانيته، واستحقاقه شرف الخلافة في الأرض.
لقد جاء هذا الكتاب ليكون سندًا للمجاهدين من أهل الحقيقة الذين يقفون في وجه الغزو المادي إيمانًا واحتسابًا.

من أهم موضوعات هذا الكتاب:

نظرات في كتاب الله: وهي عبارة عن شرح لبعض آيات من القرآن الكريم مثل سورة الفاتحة وبعض آيات من سورة البقرة.
موضوعات في الثقافة الإسلامية، ويتضمن العديد من النظرات والتحليلات على موضوعات ثقافية مختلفة ومتنوعة مثل كيف نقرأ القرآن، معنى التدبر، الزواج ضرورة فطرية، في غزوة بدر، حقيقة الدين، خواطر في رمضان، من خصائص الإيمان، الإسلام والتسامح الديني، الهجرة بين التفسيرين المادي والروحي، في نظام وأسلوب الدعوة.
بلغ كتاب تذكرة الدعاة من الذيوع والشهرة في الأوساط الإسلامية ما جعله محل تقدير الأئمة والدعاة والعلماء، بل لقد هش به الإمام البنا رحمه الله وقال في شأنه: طالعت هذه التوجيهات، بل المحاضرات في أساليب الدعوة وتكوين الدعاة، فأعجبت بها وهششت لها، وشممت فيها بوارق الإخلاص والتوفيق إن شاء الله، ودعوت الله تبارك وتعالى أن يجعلها نافعة لعباده، موجهة لقلوب الناطقين بكلمته، والهاتفين بدعوته، وليس ذلك غريبًا على كاتبها وملقيها الأخ الداعية المجاهد الأستاذ البهي الخولي، فهو بحمد الله صافي الذهن، دقيق الفهم، مشرق النفس، قوي الإيمان، عميق اليقين، أحسن الله مثوبته، وأجزل مكافأته، وبوأنا وإياه منازل من أحب من عباده فرضي عنهم ورضوا عنه.
ويقول الشيخ القرضاوي عن هذا الكتاب: "هو الكتاب الوحيد- بعد رسائل الإمام الشهيد- الذي تفرد في تلك الفترة بأن يكتب عليه: من رسائل الإخوان المسلمين، أي إن قيادة الحركة تبنته ضمن مناهجها المعتمدة.
وقد كتب المرحوم محمد الغزالي مقالاً تعريفيًّا بكتاب "تذكرة الدعاة" فقال رحمه الله: في هذا الكتاب إيمان عميق صادق، وتصوف ناضج مهذب، وثقافة شرعية واسعة، وتحليل منسق للآيات والآثار، قد يدق، وقد يتضح، غير أنه لا يخلو قط من صيغة الإخلاص والحب والحرص الشديد على نفع القارئ وتسديد خطاه إلى الغاية السامية المرسومة له.. ولقد وددت مخلصًا لو أن إخواننا الوعاظ والأئمة والدعاة إلى الله طالعوا هذا الكتاب، فهو ذخيرة كريمة يجدر اقتناؤها، وينبغي ألا تخلو مكتبات الإخوان منها.

الأستاذ البهي وقضايا المرأة

اهتم الأستاذ البهي بالمرأة المسلمة وقضاياها، وكتب في ذلك كتابيه الرائدين "المرأة بين البيت والمجتمع" في عام 1951م، وكتاب "الإسلام والمرأة المعاصرة" عام 1968م.

ولقد عالج الأستاذ البهي موضوعات ومسائل خاصة بالمرأة، غاية في الحساسية مثل عمل المرأة، وحجاب المرأة، وحقوق المرأة، وعلاقة المرأة بالرجل، وميراث المرأة، وتعليم المرأة، والمرأة الشرقية والمرأة الغربية.

ويعد الأستاذ البهي واحدًا من المنتمين للاتجاه المحافظ، والذي يعد الأستاذ العقاد والإمام المودودي والإمام البنا أحد رواده، والذي يرى أن وظيفة المرأة الأساسية هي رعاية شئون البيت والأسرة، وعدم اللجوء للعمل أو غير ذلك إلا للضرورة القصوى؛ حفاظًا عليها، ورعاية لرسالتها في الرعاية والتربية.

ولا شك أن بزوغ هذا الاتجاه كان بزوغًا طبيعيًّا في ذلك الحين؛ حيث كانت الدعوة إلى تحرير المرأة على أشدها، وكتابات قاسم أمين وطه حسين ومحمود عزمي تلقى رواجًا.

ومن الكتب الأخرى التي كتبها الأستاذ البهي: آدم عليه السلام، الثروة في ظل الإسلام، الإسلام لا شيوعية ولا رأسمالية، العمل والعمال.. الاشتراكية في العالم الإسلامي، المرأة بين البيت والمجتمع، الحج والعمرة، رفيق الحاج، الإمام الممتحن أحمد بن حنبل، من أسرار الفتح.. فتح مكة، منهج الإسلام في الزواج والطلاق، يوم الفرقان.

وفاته

توفي الأستاذ البهي الخولي بعد حياة حافلة بالدعوة والتربية في 27/ 12/ 1977م الموافق 16 محرم 1398هـ عن ست وسبعين عامًا، فرحمه الله رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته، وجعل آثاره في ميزان حسناته.

أهم المراجع

  1. تذكرة الدعاة ،الطبعة الأولى 1999م، دار البشير للثقافة والعلوم طنطا.
  2. إسلاميات ، دار التوزيع والنشر الإسلامية الطبعة الأولى 2005م.
  3. الإسلام والمرأة المعاصرة، دار القلم الكويت الطبعة الخامسة 1994م.
  4. من أعلام الحركة الإسلامية، المستشار عبد الله العقيل، دار البشير.
  5. مذكرات ابن القرية والكتاب ،للدكتور يوسف القرضاوي، وموقع القرضاوي.
  6. الإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ، محمود عبد الحليم.
  7. ويكيبيديا الإخوان المسلمين.

المصدر: موقع إخوان أون لاين

ألبوم صوره

الداعية المجاهد البهي الخولي
 

البهي الخولي

الداعية-المجاهد-البهي-الخولي

البهي الخولي

المستشار-العقيل-والاستاذ-البهي-الخولي


إقرأ أيضا

وصلات داخلية

.

.

روابط خارجية