السعودية وقرار إرهاب الجماعة .. د. محمد يوسف

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
السعودية وقرار إرهاب الجماعة .. د. محمد يوسف


بتاريخ : الاثنين 24 مارس 2014

صدم الملايين المنتمون لجماعة الإخوان المسلمين والمحبون للاسلام ويريدون تطبيقه حول العالم من القرار الجائر للسعودية بإعتبار جماعة الإخوان المسلمين سيدة الإسلام الوسطى فى العالم جماعة إرهابية .

وعلى الرغم من أنه لاتوجد جماعة إخوان مسلمين سعودية بمعنى التنظيم وهذا يعنى أن القرار السعودى فارغ من مضمونه متداعى فى تكوينه , فإن المراقبين والمحللين السياسين مجمعون على أن الخطوة السعودية جاءت كمحاولة يائسة بائسة لمنع إنهيار الإنقلاب العسكرى الدموى الإرهابى فى مصر.

بل إن إرهاصات هذا القرار بدأت بعد قرار سحب السفراء لدول السعودية والإمارات والبحرين من دولة قطر بزعم تأييدها للشرعية فى مصر والتأثير الكبير لقناة الجزيرة القطرية وقناة الجزيرة مباشر مصر على توعية الرأى العام المصرى والعربى لخطايا الإنقلاب العسكرى الدموى فى مصر.

والسؤال الذى يطرح نفسه ماهى مصلحة السعودية فى مساندة الإنقلاب الدموى فى مصربكل قوة مهما حدث بدليل الدفع بعشرات المليارات من الدولارات للفاسدين الإنقلابيين ناهيك عن الدعم السياسى والعسكرى والدولى وحتى المعنوى اللامحدود؟

ولماذا تساند السعودية الانقلاب العسكرى الدموى فى مصر وهو خطف أول رئيس مصرى مدنى منتخب فى تاريخ مصر والإنقلاب جاء بدستور علمانى وأطاح بأول دستور يطبق الشريعة الإسلامية فى مصر ويعبر عن هويتها العربية والإسلامية وهذا يتوافق مع الخط السعودى الذى يزعم بأنه البلد الوحيد فى العالم الذى يطبق الشريعة والحدود الإسلامية ويريد الوحدة الإسلامية ويثور لو أن بلدا أو هيئة أو منظمة انتقدت ذلك ؟

ولماذا تساند السعودية الإنقلاب العسكرى الدموى فى مصر والحكم قبل الإنقلاب كان برؤية اسلامية وسطية خالية من الغلو أو التكفير وهو مايتفق مع الخط السعودى فى هذا الشأن ؟

ولماذا تساند السعودية الإنقلاب العسكرى الدموى فى مصر وخلال الخمسينيات والستينيات من القرن الماضى بعد الإنقلاب العسكرى فى مصر خرج الآلاف من الإخوان من مصر إلى السعودية بحثا عن الأمان فآوتهم واحتضنتهم خدمة للمشروع الإسلامى وكان قائد الإنقلاب العسكرى جمال عبد الناصر يعلن العداء السافر لنظام الحكم الملكى فى السعودية وهدد الملك فيصل ونعته بأقبح العبارات ؟

ولماذا تساند السعودية الإنقلاب العسكرى الدموى فى مصر وقد سفك دماء عشرات الآلاف من المصريين بين شهيد وجريح واعتقل عشرات الآلاف الآخرين مما استدعى مئات العلماء السعوديين لإصدار الفتاوى والبيانات التى تجرم الإنقلاب وتدعو لعودة الشرعية وللقصاص من القتلة ؟

ولماذا تساند السعودية الإنقلاب العسكرى الدموى فى مصر وبها عشرات الآلاف من المصريين المنتمين لجماعة الإخوان وهم سبب أساسى فى نهضتها العلمية والعمرانية والإقتصادية ؟

ولماذا تساند السعودية الإنقلاب العسكرى الدموى فى مصر وتحظر جماعة الإخوان ناشرة الفكر الإسلامى الوسطى فى أرجاء العالم والسعودية حامية وراعية للأراضى المقدسة بمكة والمدينة قبلة المسلمين فى العالم ؟

وهل هذا يعنى منع ملايين المسلمين المنتمين للإخوان حول العالم من الحج والعمرة ؟

وهذا دليل على أن المصلحة السعودية تعنى تأييد الشرعية ورفض الإنقلاب العسكرى الدموى فى مصر من منظور شرعى وعقلى وواقعى .

ولكن ماسر مساندة النظام الحاكم بالسعودية للإنقلاب العسكرى فى مصر وحظر جماعة الإخوان ؟

أجمع المراقبون المحايدون على أن السبب الرئيسى وراء هذا التأييد هو تضرر النظام الحاكم فى السعودية من ثورات الربيع العربى وبخاصة فى تونس ومصر لأن الشعب العربى فى هذه الدول ثار بسبب قمع الحريات وبطش السلطة ولم تكن ثورته بسبب لقمة العيش أو الحالة الإقتصادية وهو ماينطبق على الأنظمة الخليجية التى تتمتع برغد العيش واقتصاد مزدهر دون الحريات وبمزيد من القمع وهذا يعنى أن عدوى الربيع العربى يمكن أن تصل لهذه الدول وتطيح بأنظمتها الوراثية .

ولعل الإنقلاب العسكرى الدموى بمصر وهى قلب الأمة العربية النابض والأحداث بها تؤثر على كل البلدان العربية فرصة سانحة للإنقلاب على كل الثورات العربية وتأمين الأنظمة الخليجية وبخاصة أن هذا يلقى دعما أمريكيا وغربيا وصهيونيا لخوف هذه الدول من استقلال القرار الوطنى ونهوض شعوب الربيع العربى مما يشكل خطرا داهما على الكيان الصهيونى والغرب بزعامة أمريكا .

القرار السعودى باعتبار جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية لاقيمة له ولايساوى الحبر الذى كتب به بل هو محاولة لإرهاب الجماعة لكى تتراجع عن مسار الحق والعدل والحرية والشرعية فى مصر ونشر الاسلام فى العالم .

لكن الجماعة الفتية التى وصف مؤسسها الامام الشهيد حسن البنا أفرادها بأنهم نور يسرى فى قلب هذه الأمة فيحييه بالقرآن وصوت عال مدو بدعوة الرسول صلى الله عليه وسلم ستبقى مابقى القرآن مدافعة عن الاسلام حتى لو وضعوا الشمس على يمينها والقمر على يسارها أو تهلك دونه كما قال النبى صلى الله عليه وسلم فى دفاعه عن الإسلام .

المصدر