الصلاة معراج المؤمن
بقلم : الأستاذ / فؤاد الهجرسي
1- الصلاة في أصلها بمعنى الدعاء ، قال تعالى : ( وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم )
وفى أصلها الشرعي : قيام وركوع وسجود وقراءة قال صلى الله علية وسلم : ( صلوا كما رأيتموني أصلى )
وهى من الله لرسوله رحمة له صلى الله علية وسلم .. ثم .. وحسن ثناء عليه : ( إن الله وملائكته يصلون على النبي ) وهى من الله بعبادة رحمة لهم وبهم قال تعالى : ( أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون )
2- إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر )ولما كانت الصلاة همزة الوصل بين العبد وربه ، يلقاه في كل يوم 5 مرات مخبتاً أوابا ، همه غسل الران الذي غشي قلبه ، لزمها أن تكون مصحوبة بثلاث : إخلاص وخشية وذكر الله عز وجل ، وهو ما نقل عن أبى العالية رحمة الله تعالى فقد قال : ( إن الصلاة فيها ثلاث خصال : الإخلاص وهذا يأمره بالمعروف ، والخشية وهى تنهاه عن المنكر ، وذكر الله – أي القرآن – وهو يأمره وينهاه ) وتكرار اللقاء في رحاب الله تعالى ، ونتابع الغسل وتنقية السرائر هكذا ، يخجل العبد المخبت الأواب أن يقصر عن الأمر بالمعروف للرقى بالمجتمع ، ويخجله أن يسكت عن المنكر .. بل يزيحه ويزيله لطهارة المجتمع ، ويخجله أن يقرأ قرآن ربة بين يدي ربه ، دون أن يعمل بمقتضاه ..
وهذا هو أثر الصلاة في النهى عن الفحشاء والمنكر .
3- الصلاة بناء اجتماعي نبيل :وفى كل يوم – ولمرات خمس – يجتمع المسلمون في المسجد في مواقيت الصلاة لأدائها في جماعة ، وهو الأصل إلا لذوى الأعذار ، يتقدمهم إمام يصطف من خلفه الجميع يتبعونه في كل ما يعمل ، ويستمعون إليه حين يجهر قارئاً للقرآن ، وخطته مرسومة ، فإن حاد عنها زيادة أو نقصاناً نصحوه وعدلوا مساره ، إن أصر على خطئه عزلوه
الصلاة على هذا هي التطبيق الأمثل لديمقراطية الدولة ، بل .. العالم كله ساعة يدين بالإسلام .
4- يقوم الرابط الأخوي بالصلاة : ويلتقي أهل الحي في مسجدهم أثناء الصلوات الخمس ، وإن غاب أحدهم لصلاة أو لصلاتين ... أو يوم أو يومين ، يحاولون .. الاطمئنان عليه أن يتعرفوا أخباره وأحواله ، فإن كان في حاجة أعانوه ، أو نزلت به نازلة استنقذوه ، حتى يقوم لحمة الأخوة في الله ، ورابطة الإخلاص والود لوجه الله ، ويشعر الجميع فى ظل هذا الحب ، وفى رحاب ذلك التآخي .. عظمة هذا الدين ، ودور هذه الشرائع في إقامة وحدة المجتمع وصيانة كيانه الأخوي الحبيب .
5- تؤتى الصلاة ثمارها ، حين تلبس روحها .للصلاة دورها الأساسي في وصل روح المصلى بالملأ الأعلى ، لأنه حين يريد الاتصال يتهيأ له بالوضوء والوقوف بين يدي الله ، ويخضع أمام ربه بالركوع يسبح العظيم سبحانه ، ويزاد له في القرب فيخر ساجداً يعظم العلى الأعلى .
قال صلى الله علية وسلم : ( الصلاة معراج المؤمن ) ..ويعز عليه تغير الحال فيظل ساجداً طويلاً طويلاً إلى أن تعود روحه شبعى والنفس أصفى والضمير أنقى وتأتى إنسانية الإنسان ، وترقى به وبأمثاله الحياة .
وبهذا الانغماس الأسمى في مجالات الطهر والنقاء ، يستكمل المصلى تهذيب نفسه وقيادتها على الدوام في مسارات الصلاح والتقوى ، نافعاً نفسه والناس من حوله ، وهو عين : وأقيموا الصلاة )
تلك هي الصلاة موقعها من الدين عمادة : ( الصلاة عماد الدين ) صدق رسول الله صلى اله علية وسلم
المصدر
- مقال:الحاج فؤاد الهجرسى يكتب : الصلاة معراج المؤمن موقع: إخوان الدقهلية