العبادة ضرورة لازمة

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
العبادة ضرورة لازمة


بقلم : الحاج فؤاد الهجرسي

للعبادة أهميتها في : تكوين المسلم ليكون في ذاته عبدا ربانيا يسلم الوجه لله في كل حال ، وفي تهيئته وإعداده ليصلح لدخول الجنة، وليصلح للتمتع بنعيمها .

والعبادة تؤدي طاعة لله ، وهي مهمته مادام هو موجود في كون ربه ، قال تعالي ( وما خلقت الجن والانس إلا ليعبدون * ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين ) 56ـ 58 الذاريات .

فالعبادة أساس مهمة العبد ، والله عنها غني وهو رازقنا تفضلا منه جل جلاله . لم يخلق الله الانسان للدنيا بل هي خلقت له وما الدنيا إلا محطة يتزود منها بما يفيده في الآخرة والعاقل من يختار الزاد الأفضل ، يعين علي ذلك توفيق ربه وقد قال يوضح له أن الله هو غاية الغايات ( قل إن كان آبائكم وأبنائكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتي يأتي الله بأمره ) 24 التوبة

الفطرة تهفو إلي إقامة العبادة لله وفق منهج الله ونحن ندرك وجوده جل جلاله بذات الفطرة ،

قال تعالي : ( وإذا مس الناس ضر دعوا ربهم منيبين إليه ) 33 الروم

قال تعالي : ( وإذا غشيهم موج كالظلل دعوا الله مخلصين له الدين ) 32 لقمان

وقال تعالي : ( وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا اياه) 67 الاسراء

وقد سئل جعفر الصادق عن الله فقال للسائل : ألم تركب البحر ؟ قال بلي .

فقال : فهل حدث مرة أن هاجت بكم الريح عاصفة ؟ قال : نعم .

فقال : وانقطع الأمل من الملاحين ووسائل النجاة ؟ قال نعم فقال : فهل خطر ببالك وانقدح في ذهنك أن هناك من يستطيع إن شاء ؟ قال نعم فقال : فذاك هو الله.

وبعد أن استقر هذا في الخاطر ، أن الذي أوجدني هو الله ، وقد ميزني بالعقل وسخر لي الكون أدرك أن مهمتي في الحياة هي عبادته بما شرع , وشكره علي ما وهب .. كما أدرك أن المصير إليه حثم في يوم له شهرته : ( يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتي الله بقلب سليم ) 88 الشعراء

ومناك ( فمن يعمل مثقال ذرة خير يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره) 7، 8 الزلزلة

فالإنسان الذي كرمه الله بالعقل وحسن صورته ، لم يخلق للدنيا بل خلق لدار الخلود ، وما هذه الدار إلا محطة للتزود بما يفيد ، وتهيئة واستعداد للقاء كبير فيه يجزي بما قدم : ( ولكل درجات بما عملوا وليوفيهم أعمالهم وهم لا يظلمون ) .

والعاقل من يتزود بزاد التقوي ، متبعا أوامر الله منتهيا عن نواهيه ، والدنيا فرة بين يديه يعدل نفسه ويصلحها حتي يليق بالخلود المنعم في الآخرة ( مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفي ولهم فيها من كل الثمرات ومغفرة من ربهم ) 15 محمد

الخلاصة : إقامة العبادة أصل ذلك وأساسه ، وهي ضرورة لازمة للعبد لصلاح دنياه ونجاة آخرته .

المصدر