تفجير الكنائس والحقيقة الغائبة!

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
تفجير الكنائس والحقيقة الغائبة!


عز الدين الكومي.jpg

د. عز الدين الكومي

(الثلاثاء, 11 أبريل 2017)

بعد حادث تفجير كنيستين فى طنطا والإسكندرية، والذي أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، وبصورة مكررة لكل حوادث الكنائس السابقة، ما يلقى بظلال كثيفة من الشك حول من يقف خلف هذه التفجيرات، والقصدِ منها، فبعد أن يئس النظام الانقلابي من الزج بالبلاد فى أتون الحرب الأهلية، قرر أن يقوم بتصفية الطرفين على طريقته الخاصة، حيث يقوم بقتل وتصفية شباب المسلمين خارج إطار القانون، ويقوم بتفجير الكنائس التي تحصد العشرات بين الحين والآخر!!

والملفت للنظر أن هذه التفجيرات جاءت بعد عودة قائد الانقلاب من أمريكا، وقبل زيارة بابا الفاتيكان لمصر، والذي كان من المرجح أن يطرح قضية مقتل الشاب الإيطالي جوليو ريجيني، وبالتالي سوف يلتزم الصمت بعد هذه التفجيرات، قائد الانقلاب والذي يسعى لاستغلال فزاعة الإرهاب ليحظى بالدعم الغربي والأمريكي، لأن الغرب المنافق والذي يستفيد من كارت الحرب الأهلية للتلويح بورقة الاضطهاد الديني ضد الأقلية المسيحية وهو ما يروج له أقباط المهجر في كل مناسبة، فالغرب يحاول استثمار هذه الورقة لتثبيت أنظمة الحكم الفاسدة والعميلة للتغطية على جرائمها ضد شعوبها، وإذا ما فشل كارت الحرب الأهلية، فيكون التلويح بكارت محاربة الإرهاب، واستغلاله كذريعة للتدخل لضرب المسلمين، وتدمير بلادهم كما هو الحال فى سوريا والعراق واليمن وليبيا والصومال وغيرها، بزعم الحرب على الإرهاب، وبالاتفاق مع هذه الأنظمة العميلة!!

ولكن ما يثير الشك والريبة أن بعض الأهالي شهود العيان، قالوا : أنه تم رفع الحواجز الحديدية صباح اليوم الأحد بحجة الازدحام، كما أن مخبر أمن الدولة أحمد موسى تحدث أمس عن الإرهاب، وعن الإرهاب فى طنطا تحديدا، وعن التفجير الذي وقع قبل أسبوع ؟!!

وكالعادة تضاربت روايات داخلية الانقلاب حول التفجيرات، ففي بداية الأمر أعلنوا أنه تم سماع عدة انفجارات، وبعد ذلك أعلنوا أنها عبوة ناسفة وانفجار واحد فقط، لكن شهادة الأهالي أكدت أنه انتحاري، وأن الأمن طلع قدامهم براس شاب محدش يعرفه!!

ونحن فى انتظار قائد الانقلاب ليخرج كعادته، ليعلن عن هوية القاتل، ويدعو المجتمع الدولي للتكاتف مع مصر، لمحاربة الإرهاب والكباب، بسبب القصور الأمني في الإمكانيات، على الرغم من النفي المستمر للقصور الأمني فى كل مرة!!

ونصارى مصر الذين أيدوا الانقلاب العسكري على الرئيس المنتخب، وعلى التجربة الديمقراطية، بزعم أن الجيش سيوفر لهم الحماية، حيث أيد تواضروس النظام الانقلابي منذ ساعاته الأولى، وظهر مع الطيب شيخ العسكر، عن يمين وشمال قائد الانقلاب، وهو يتلو بيان الانقلاب، ولم يكتف بذلك بل وجه ثلاثية الشكر المشهورة، والتي قال فيها شكرا شكرا شكرا، لكل من فتح أبواب الأمل أمامنا جميعا، جيش مصر العظيم، شرطة مصر الرائعة، شعب مصر الأصيل!!

وخلال الاستفتاء على دستور العسكر قام بحشد النصارى وتوجيههم لقول نعم، قائلا : أن نعم تجلب النعم، كما قال قساوسة الكنيسة، زعموا بأن قائد الانقلاب، نبي مثل موسى وهارون، وقالوا أنه المسيح حينما زارهم فى الكاتدرائية!!

كما أن نشطاء الغبرة والسبوبة الذين ملأوا الدنيا صراخا وعويلا إبان حكم الرئيس "مرسي" مستفيدين من جو الحرية والديمقراطية، وقالوا قولتهم المشهورة: طول ما الدم المصري رخيص يسقط يسقط أي رئيس!!

والسؤال هنا: يا ترى هل نزيف الدم المصري توقف أم مازال يسيل والكل يدفع ثمن الخيانة، حتى تخرس ألسنتكم ؟ وقد رأيتم أن نار العسكر أفضل عشرات المرات من جنات الإخوان حسب زعمكم ؟

ومع كل هذه الجرائم بحق الشعب، وهذا الفشل الأمني لم يتم محاسبة أي من مسؤول من القيادات الأمنية، بل العكس تقدم له المكافآت والمزايا والثناء والتكريم على ما يقومون به من جرائم بحق الشعب!!

وكالعادة تنظيم داعش بدوره تبنى الاعتداء على كنيستي مار جرجس ومار مرقس بطنطا والإسكندرية، والذي أسفر عن سقوط عشرات الضحايا لكن أحد جنرالات عسكر كامب ديفيد المتقاعدين، وأعضاء برلمان عبد العال أدان حادث كنيسة مار جرس الإرهابي بطنطا، وطالب بسرعة القبض على المتهمين فى هذا الحادث الإرهابي، وسرعة محاكمتهم على أن يتم محاكمة الإرهابيين أمام المحاكم العسكرية!!

طيب إذا كان انتحاريا، وفجّر نفسه كيف سنحاكمه يا سيادة الجنرال؟؟

وعلى ما يبدو أن النظام الانقلابي يستنسخ التجربة الناصرية كاملة؛ حيث تبدو بصمة المخابرات واضحة فى هذه الحوادث المتكررة، فقد ذكر خالد محيى الدين فى مذكراته: أن جمال عبد الناصر طلب من أعضاء مجلس الثورة تكوين تنظيم سري للتخلص من الإخوان والشيوعيين وطبقة الباشوات الرجعية .. وإن عبد الناصر كان ضد الديمقراطية على طول الخط وأنه هو الذي دبر الانفجارات الستة التي حدثت في الجامعة وفي جروبي و في مخزن الصحافة بمحطة سكة حديد القاهرة و أنه اعترف للبغدادي وكمال حسين وحسن إبراهيم أنه دبر هذه التفجيرات لإثارة مخاوف الناس من الديمقراطية وللإيحاء بأن الأمن سيهتز وأن الفوضى ستسود إذا مضوا في طريق الديمقراطية .. وأكثر من ذلك هو الذي نظم إضراب العمال الشهير في مارس 1954، وأنه هو الذي أنفق عليه وموله، وأن جمال عبد الناصر قال له بالحرف: هذا الإضراب كلفني أربعة آلاف جنيه ( وهي تساوي بسعر اليوم أربعمائة ألف جنيه).

لكن النظام الانقلابي على ما يبدو يسعى من خلال هذه الحوادث لجر البلاد إلى الاحتراب الأهلي، أو إشعال الفتنة الطائفية، ولا حول ولا قوة إلا بالله!!

المصدر