تنفيذ قرارات مجلس الشورى الثاني

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث


تنظيم الشُعَب وتدعيم النشاط

Ikhwan-logo1.jpg

تنفيذ قرارات مجلس الشورى الثاني

• رحلات مكتب الإرشاد

• تحول الطلاب لشعبة تتبع المركز العام

• تعميم فرق (الأخوات المسلمات)

• الحكومة تستجيب لـ(الإخوان) ببناء مسجد البرلمان



بعد انتهاء انعقاد مجلس الشورى الثاني حرص (الإخوان) على إنفاذ القرارات التي أسفر عنها الاجتماع؛ حيث صِيغَت المبادئ العامة للجماعة، التي وضعها الإمام "البنا"، وقد أُعدَّت في صورتها النهائية وصدق عليها مكتب الإرشاد العام، وأرسل صورًا منها للدوائر المختلفة للجماعة، كما انتدب مكتب الإرشاد الأخ "محمود عبد اللطيف"- عضو المكتب- بزيارة دوائر الجماعة وتنفيذ تعليمات المكتب الخاصة بتنظيم الأعضاء وتقسيمهم وفقًا لقرار مجلس الشورى.


قام الأخ "محمود عبد اللطيف" في فبراير 1934 م= الموافق ذي القعدة 1352هـ بزيارة شُعَب (الإخوان) بالوجه البحري، وقد بدأت رحلته في غرة ذي القعدة بشعب القليوبية، وهي شبين، وتل بني تميم، ومنية شبين، وشبلنجة، ثم شعب الشرقية، وهي بني قريش، والزقازيق، وأبو الأخضر العلوية، وأبو حماد، ثم منطقة القنال، وهي أبو صوير، والإسماعيلية، والسويس، وبورسعيد، وبورفؤاد، ومنها إلى الدقهلية، حيث زار المنزلة، والجديدة، وميت خضير، والبصراط، والجمالية، وميت مرجا، والكفر الجديد، وبرمبال، وميت النخال، وانتقل إلى الغربية في طنطا، ومحلة دياي، ثم إلى البحيرة في شبراخيت بفروعها، والمحمودية، ودمنهور، وكفر الدوار، وقد عاد من رحلته مع نهاية شهر ذي القعدة.


أما الوجه القبلي فقد انتدب مكتب الإرشاد الأخ "محمد أفندي علي إمام"- عضو المكتب- لزيارة شعب الجمعية في الوجه القبلي للغرض السابق لنفسه، وقد بدأت رحلته في الرابع من ذي القعدة 1352هـ 19فبراير 1934م.


أما فيما يخص قرارات تنظيم شارات (الإخوان) فلم يمر شهران حتى انتهت اللجنة المختصَّة بوضع الصورة النهائية للشارات، ووافق عليها (الإخوان).. أما قرار إنشاء شركة مساهمة تعاونية للطباعة لـ(الإخوان المسلمون) فلم يمضِ على مجلس الشورى إلا أيام قليلة حتى أوفَت اللجنة المختصة الأعضاء بمشروع قانون الشركة وإيصالات التسليم التي تعهدت توصيلها للأفراد، ثم واصلت اللجنة عملها حتى تمَّ الاكتتاب، وكان آخر موعد حدِّد له هو 15 مارس، وفي هذه الأثناء تم نقل مقرِّ المركز العام ومكتب الإرشاد من حارة (نافع) إلى 6 حارة (المعمار) بشارع (سوق السلاح)، وذلك في مارس 1934 م، واتخذت المطبعة مقرَّها في المقرِّ الجديد بمكتب الإرشاد.


وفي يوليو 1934 م تمَّ افتتاح أول مطبعة لـ(الإخوان المسلمون)، وقامت تلك المطبعة بطباعة جريدة (الإخوان المسلمون) وبعض كتب التراث، ثم استقرَّت المطبعة بعد ذلك في 7 حارة (الرسَّام) من شارع (الغورية) في فبراير 1935 م.



رحلات مكتب الإرشاد

في هذه الفترة واستمرارًا لمحاولة نشر الدعوة في كل مكان والتعريف بها وعقد اللقاءات العامة.. كثرت زيارات فضيلة المرشد وأعضاء مكتب الإرشاد إلى العديد من الشُّعَب والمناطق الجديدة؛ لنشر الدعوة بها، ومن أمثلة تلك الزيارات:


1- إلى شعبة (أبو حماد)

حيث قام فضيلة الإمام "البنا" بزيارة شعبة (الإخوان) الناشئة بـ(أبو حماد) في أبريل 1934 م، وقد رافقه في هذه الرحلة الشيخ "محمد فرغلي وفا"- إمام مسجد (الإخوان) بالإسماعيلية- وعدد من (إخوان) منطقة القنال، وقد استقبل الأهالي الوفدَ بحفاوةٍ بالغةٍ، وبعد صلاة العشاء احتفلت دار (الإخوان) بالأهالي الكرام والضيوف، ثم بوفود ضواحي (أبو حماد)، الذين حضروا الحفل، وتحدثَ وفدُ (الإخوان) واختُتم الحفل بكلمة لفضيلة الإمام "البنا" عن مبادئ (الإخوان) وغاياتها، فتسابق الأهالي إلى الالتحاق بالجمعية، وكانت لهذه الزيارة أفضل الأثر في نشر الدعوة بمنطقة (أبو حماد).



2- زيارة السويس

وفي سبتمبر عام 1934م زار وفدٌ من مكتب الإرشاد العام- على رأسه الإمام "البنا"- مدينة السويس؛ لمتابعة نشاط الدعوة بها، وتشجيع (الإخوان) هناك على البذل والعمل من أجل بلوغ الدعوة كل مكان، وقد رافق الإمام "البنا"- بالإضافة إلى عدد من أعضاء مكتب الإرشاد- عددٌ من فرع جمعية (الإخوان) الحديث النشأة بـ(باب البحر)، وقد استقبل (إخوان) السويس الوفدَ أيَّما استقبال، وأقاموا احتفالاً في دار جمعية (الأمر بالمعروف)، وكان المكان غاصًّا بـ(الإخوان) من أهالي السويس.


وتحدث في الحفل الشيخ "مصطفى الطير" وكيل مكتب الإرشاد، ثم تلاه فضيلة المرشد العام فخلب الألباب بسحر بيانه، وعذوبة لفظه، وفصيح عبارته، وجذب القلوب بحسن إلقائه المعهود، فكانت له كلمة آية في الإبداع، خرج منها الجمعُ وقد فهِم كلٌّ واجبَه في الحياة، وعرف كل ما يريده الإسلام من كل مسلم، وبعد الحفل دعا أئمةُ المساجد بالسويس وفدَ (الإخوان) لإلقاء عظات بمساجدهم بعد صلاة الجمعة؛ مما كان له أفضل الأثر في نفوس الناس جميعًا، إلا أن الأفضل من ذلك دعوتهم للإمام "البنا" لإلقاء خطبة الجمعة بمسجد (سيدي الغريب) والشيخ "الطير" بمسجد (الأربعين)، ثم عاد الوفد إلى القاهرة في مساء الجمعة، بعد أن تركوا بصمةً مضيئةً في مدينة السويس.


3- زيارة (المرج)

كما هي العادة في غالبية زيارات الإمام "البنا"- التي يفتح فيها شُعَبًا جديدة لـ(الإخوان)- دعا المسلمُ الغيورُ الحاج "محمد عبد الحفيظ"- من أعيان (المرج)- فضيلةَ الإمام "البنا" ووكيلَ مكتب الإرشاد ولفيفًا من إخوان القاهرة في ديسمبر 1934 م إلى زيارة مدينة (المرج)، التابعة لمديرية (القليوبية)؛ لتكوين شعبةٍ جديدةٍ لجمعية (الإخوان) بها، وقد لبَّى (الإخوان) هذه الدعوة ونزلوا على الشيخ "محمد حافظ" عمدة (المرج)، ثم توجهوا إلى المسجد الجامع، وقد تحدث عدد من شيوخ (الإخوان) في الوعظ والترحيب، ثم تحدث فضيلة المرشد، وكعادته ملك القلوب، وهزَّ العواطف، وزرع الحب في القلوب بالجمعية بين (الإخوان) والإقبال عليها، ورجع الوفد في نفس الليلة، وبات فضيلة المرشد وخطبهم خطبةً الجمعة في اليوم التالي، فانضمَّ للجمعية أكثر من خمسين من أهل النَّخوة والشهامة، وأجمعوا على أن يكون العمدة نائبًا للجمعية، ثمَّ شكَّلوا مجلس إدارة لها، وقد تبرَّع الحاضرون بأربعة جنيهات على ذمَّة الأعمال الخيرية التي تقوم بها الجمعية.


تحول الطلاب لشعبة تتبع المركز العام

في هذا العام ازداد نشاط الطلاب؛ نتيجة الاهتمام الخاص من الإمام "البنا" بهم، والذي حدَّد لهم يومًا خاصًا هو يوم الخميس؛ للالتقاء بهم وشرحِ الإسلام في صورة عملية، ودراسة تاريخ الدعوة الإسلامية وأساليب نشر هذه الدعوة منذ عهد النبي- صلى الله عليه وسلم- وما يتطلبه ذلك من الصبر على المحن الجسام والبطولة والتضحية.


وكان الطلاب يحرصون على حضور هذا اللقاء، وكان الأستاذ "محمد عبد الحميد"- بصفته نقيبًا للطلاب- يحثُّ الطلاب على حضور محاضرات الإمام "البنا"، وقد أثمرت هذه الأنشطة في أوساط الطلاب حتى انتشرت الدعوة في الجامعة المصرية، كما انضم إلى (الإخوان) في هذه الفترة عددٌ من الطلاب من خارج مصر، ممن يدرسون في الأزهر، مثل الأخوين "إسماعيل رونوفيتش"، الحاصل على ماجستير الفلسفة من جامعة (بولونيا)، وزميله "مصطفى يحيى إلكسندروفيتش" الحاصل على ماجستير الأدبيات من جامعة (بولونيا) إلى شعبة الطلبة لـ(الإخوان المسلمون).


ولم يكن الطلاب بمعزل عن أنشطة الجماعة المختلفة وتطورها، بل كانوا في المقدمة دائمًا، فقد شاركوا في مختلف أعمال الجماعة، فقد كان لهم ممثل في مجلس شورى (الإخوان) الثاني وهو "محمد عبد الحميد"، كما كان الطالب "محمد صالح مبارك"- بدار العلوم- ممثل الطلاب في مكتب الإرشاد، وكان لهم ركن ثابت في جريدة (الإخوان المسلمون) يعلنون فيه عن آرائهم، ويشاركون به في نشر الدعوة والوعي بين أوساط (الإخوان) وتطور الجماعة، كما كانوا يعقدون في نهاية كل عام احتفالاً كبيرًا يحضره الإمام "البنا" يحثُّهم فيه على التفوُّق في دراستهم ومواصلة الطريق.



تعميم فرق (الأخوات المسلمات)

وإذا كانت الجماعة قد اهتمت بالمرأة منذ قيامها، من خلال إنشاء مدرسة لتعليم البنات، وإنشاء بيت التائبات، ثم تكوين أول فرقة نسائية لـ(الأخوات المسلمات) في الإسماعيلية، فقد حرص مكتب الإرشاد على تعميم هذه الفرقة في باقي الشعب في القطر المصري.


وبعد مجلس الشورى الثاني كوَّن المكتب الفرقة الرئيسة لـ(الأخوات المسلمات) تتبع المركز العام مباشرةً، وتشرف على جميع فرق (الأخوات) في مصر، وقد اختار الإمام "البنا" لرئاسة هذه الفرقة السيدة "لبيبة هانم أحمد"، رئيسة تحرير جريدة النهضة النسائية والمثقَّفة المسلمة الفاهمة لواجبات دينها الواعية بقضايا أمتها في هذه الفترة، وقد شكرت للإمام ثقتَه بها، وتعاهدت لـ(الإخوان) بالعمل على نشر تعاليم الإسلام وبثِّ آدابه ومبادئه في نفس الفتاة المسلمة والأسرة المسلمة، وذلك من خلال محاولة إصلاح التدهور الخُلُقي والخلل الاجتماعي الذي أساسه الأسرة والفتاة.


الحكومة تستجيب لـ(الإخوان) ببناء مسجد البرلمان

في نهاية عام 1934 م نشرت الصحافة انصراف نية وزارة الأشغال عن بناء مسجد للبرلمان المصري، فوجَّهت جمعية (الإخوان المسلمون) خطابًا إلى رئيس الوزراء ووزير الأشغال تدعوهُما لبناء المسجد، مشيرةً إلى أن دار البرلمان هي مظهَرُ كرامةِ الأمةِ ورمزُ آمالها وأمانيها وصورة قوميتها، وإن المسجد في البرلمان أمرٌ لابدَّ منه فردَّت وزارة الأشغال تشكُر جمعية (الإخوان) على غِيرتِها الإسلامية، وأشارت إلى أنها قرَّرت بناء المسجد المذكور، وبدأت في ذلك وأعطته للمقاول المختص.