حقوق الزوجين ..بقلم أحمد شاهين

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

بقلم:د.أحمد شاهين

أولاً- حقوق الزوجة على زوجها

الدكتور:أحمد عبدالهادي شاهين


العلاقة بين الزوجين تقوم على المودة والرحمة، التفاهم والتعاون والاحترام، فالحياة الزوجية شركة بين الزوجين، يديرها الزوج بالتشاور مع زوجته،


قال تعالى: (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن فى ذلك لأيات لقوم يتفكرون) وكل واحد من الزوجين له حق على الطرف الأخر.



وهذه بعض الحقوق العامة للزوجة على زوجها:


1-المهر

وهو حقها الشرعى بمجرد العقد عليها أو الدخول بها، وهو لون من تكريم الإسلام للمرأة. قال تعالى: (وآتو النساء صدقاتهن نحلة) فلايجوز لأحد من الأقارب أن يأخذ شيئاً من مهر المرأة إلا برضاها، قال تعالى: (فإن طبن لكم عن شيئ منه نفسا فكلوه هنيئاً مريئاً)


2-النفقة

أى إعطاؤها ما تحتاجه من الطعام والشراب والعلاج والكسوة والسكن على حسب إمكانات الزوج من العسر واليسر، قال تعالى: (وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف) وقال تعالى: (لينفق ذوسعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله) وفى الحديث: (ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف)

والانفاق على الزوجة والأولاد من أفضل النفقات ويثاب الرجل على ذلك، وفى الحديث: (دينار أنفقته فى سبيل الله، ودينار أنفقته فى رقبة، ودينار تصدقت به على مسكين، ودينار أنفقته على أهلك، أعظمها أجراً الذى أنفقته على أهلك)


3-السكن

أن يجعل لزوجته سكناً مناسباً، على قدر سعته وقدرته، قال تعالى: (اسكنوهن من حيث سكنتم من وجدكم)


4-حسن العشرة

يجب على الزوج أن يكون حسن الخلق مع زوجته حتى يكسب مودتها وحبها له، وحسن الخلق يكون بالكلمة الطيبة، وطلاقة الوجه، قال تعالى: (وعاشروهن بالمعروف) .

وفى الحديث: (استوصوا بالنساء خيراً) . وكان النبى صلى الله عليه وسلم أحسن الناس عشرة لأهله، وفى الحديث: (خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلى) وفى الحديث أيضا (أحب عباد الله إلى أحسنهم خلقاً) ومن حسن الخلق احترام رأيها، والعفو عن أخطائها، والاعتذار إليها إذا أخطأ فى حقها،وأن يكرمها فى أهلها، من خلال الثناء عليهم، وذكر محاسنهم، ومبادلتهم الزيارات، والتهنئة فى المناسبات.


5-أن يشاركها فى عمل البيت

إن وجد فراغاً، وكانت لديه القدرة، سؤلت السيدة عائشة (ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته؟ قالت: كان يكون في مهنة أهله، تعني خدمة أهله، فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة)


6-عدم الاضرار بالزوجة

من الناحية النفسية والبدنية، وفى الحديث: (لا ضرر ولا ضرار) وفى الحديث: (لا يفرك-أى لا يبغض-مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً رضى منها آخر) فالتغاضى عن بعض الأخطاء من شيم المروءة والصالحين.


7-العدل بين الزوجات عند التعدد

فالتعدد جائز فى الإسلام بشروط، منها المساواه فى المبيت والنفقة والكسوة، والله تعالى يقول: (فان خفتم أن لا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم)


8-مساعدتها فى المحافظة على دينها

بإقامة الفرائض، وترغيبها فى النوافل، وتعليمها الحلال والحرام، والأداب الإسلامية العامة، قال تعالى: (ياأيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا) وقال تعالى (وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها) رأى مالك بن دينار رجلاً يسئ صلاته فقال: ما أرحمنى بعياله، فقيل له يا أبا يحي يسئ هذا صلاته وترحم عياله؟ قال إنه كبيرهم ومنه يتعلمون.


9-أن يغار عليها فى دينها وعرضها

وليس المقصود بالغيرة سوء الظن، وفى الحديث: (من الغيرة ما يحب الله ومنها ما يبغض الله، فأما التي يحبها الله فالغيرة في الريبة، وأما الغيرة التي يبغضها الله فالغيرة في غير ريبة) ومن الغيرة أن يحافظ عليها من أعين الآخرين، وأن لا تخالط من الرجال من ليس من المحارم.


10-أن يمازحها ويلاطفها بين الحين والحين

كان صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك مع السيدة عائسة فكان يقول لها (يا عائش هذا جبريل يقرئك السلام. قلت: وعليه السلام ورحمة الله، قالت: وهو يرى ما لا نرى) وعن عائشة أنها كانت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر قالت فسابقته فسبقته على رجلي، فلما حملت اللحم، سابقته فسبقني، فقال هذه بتلك السبقة) .

ثانياً - حقوق الزوج على زوجته

1-وجوب الطاعة فى غير معصية

حيث إن الرجل قوام على المرأة، فى التوجيه والرعاية والنصح، قال تعالى: (الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم) وكما أن المجتمع لا يصلح إلا بقائد، فكذلك الأسرة تحتاج إلى قائد، وهو الزوج، ولا يوجد قائد بلا طاعة، وعندما سئل النبى -صلى الله عليه وسلم- عن خير النساء؟ فقال: الذي تسره إذا نظر، وتطيعه إذا أمر، ولا تخالفه فيما يكره في نفسها وماله " وفى الحيث: "لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد، لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها "


2- تلبية نداء الفطرة عند الرجل

فمن أهداف الزواج عند الرجل قضاء الوطر، ونيل اللذة وتحصيل الولد. قال تعالى: (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها) و قال تعالى: (والله جعل لكم من أنفسكم أزواجاً وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة) وفى الحديث قال -صلى الله عليه وسلم-: " إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت، فبات غضبان عليها، لعنتها الملائكة حتى تصبح "


3- معاشرة الزوجة لزوجها بالمعروف

أى بحسن الصحبة والعشرة، قال تعالى: (ولهن مثل الذى عليهن بالمعروف) ومن الوصايا العشر المشهورة التي قالتها الأعرابية لأبنتها المتزوجة حديثا: (فكوني له أمة يكن لكي عبدا، واصحبيه بالقناعة، وعاشريه بحسن السمع والطاعة، ولا تعصي له أمرا، ولا تفشي له سرا، وكوني أشد الناس له إعظاما. واعلمي أنك لا تصلين إلى ما تحبين حتى تؤثري رضاه على رضاك، وهواه على هواك “ فالرضا بالقناعة، وحسن السمع له بالطاعة، والتفقد لمواقع عينه وأنفه، فلا تقع عينه منك على قبيح، ولا يشم أنفه منك إلا أطيب الريح، والاجترار لماله و حشمه وعياله. فلا تعصي له أمرا، ولا تفشي له سرا، فإنك إن خالفت أمره أوغرت صدره، وإن أفشيت سره لم تأمني غدره. إياك والفرح بين يديه إذا كان محزونا، والحزن بين يديه إذا كان فرحا.


4-حفظ الزوج فى عرضه

أى تحفظه فى غيبته، فتصون شرفه وعرضه، قال -صلى الله عليه وسلم- في خطبة الوداع: (أيها الناس، فإن لكم على نسائكم حقاً، ولهنّ عليكم حقاً، لكم عليهن أن لا يُوطئّن فرشكم أحداً تكرهونه، وعليهن أن لا يأتين بفاحشة مبيّنة) ومن صور الحفاظ على العرض تحذير النبى -صلى الله عليه وسلم- من دخول الأجانب على النساء فقال:إياكم والدخول على النساء، فقال رجل من الأنصار، يا رسول الله أفرأيت الحمو؟ قال: الحمو الموت " كما حذر النبى -صلى الله عليه وسلم- المرأة أن تخلع ثيابها فى غير بيت الزجية، فعن عائشة قالت سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ما من امرأة تضع ثيابها في غير بيت زوجها إلاّ هتكت الستر بينها وبين ربها " وأن لا تخرج من البيت إلا بإذنه، فليس من حقها أن تخرج لزيارة أهلها، أو إعادة أبيها المريض إلا بإذن الزوج. وأن لا تدخل أحداً بيته إلا بإذنه، ولا تصوم النافلة وزوجها حاضر إلا بإذنه، وفى الحديث قال -صلى الله عليه وسلم-: (لا يحل للمرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بأذنه، ولا تأذن في بيته إلا بأذنه)


5- حفظ الزوج فى ماله

فالزوجة مؤتمنة على مال زوجها، فلاتأخذ منه إلا بإذنه، ولاتتصدق منه إلا بإذنه، وفى الحديث قال -صلى الله عليه وسلم-: " ألا كلكم راع. وكلكم مسئول عن رعيته. فالأمير الذي على الناس راع، وهو مسئول عن رعيته. والرجل راع على أهل بيته، وهو مسئول عنهم. والمرأة راعية على بيت بعلها وولده، وهي مسئولة عنهم. والعبد راع على مال سيده، وهو مسئول عنه. ألا فكلكم راع. وكلكم مسئول عن رعيته " وفى الحديث قال -صلى الله عليه وسلم: (وما أنفقت من نفقة عن غير أمره فإنه يؤدي إليه شطره) وإذا كان الزوج بخيلا أو شحيحا فيجوز أن تأخذ من ماله دون إذنه لكن بالمعروف، أى حسب الحاجه أو الضرورة، وفى الحديث قالت هند أم معاوية لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إن أبا سفيان رجل شحيح، فهل علي جناح أن آخذ ماله سرا؟. قال: (خذي أنت وبنوك ما يكفيك بالمعروف " .


ثالثا - الحقوق المشتركة بين الزوجين

الحياه الزوجية شركة بين طرفين، وكل منهما له حقوق، وعليه واجبات، وقد تحدثنا عنهما من قبل، وكذلك أيضاً هناك حقوق مشتركة بين الطرفين منها:


1- التعاون على جلب المودة والسرور

أن يحرص كل من الطرفين على إدخال السرور على الآخر، فالمرأة تنادى زوجها بأحب الأسماء إليه، وتكون فى استقباله عند عودته من العمل، وتهئ له وسائل الراحة داخل بيته، وتحسن الاستماع إليه، وتكثر من والمدح الحقيقى له بما يقدمه لها من مساعدات، وكذلك الزوج يبحث عن كل ما يدخل السرور على زوجته ويفعله.

وليس من المروءة والأدب أن يكثر الرجل من انتقاص زوجته، أو يقلل من قيمتها فى حياته، أو يحتقرها بذكر عيوبها، فهذا كله يطرد المودة والسعادة من البيت.


2- غض الطرف عن الهفوات

الزوجان بشر، وليسا ملائكة، وليسا من عالم الشياطين، وكل إنسان له عيوبه، ونقاط ضعفه ولا يوجد أحد من البشر كاملاً من أجل ذلك لابد أن يغض الطرفان عن الأخطاء غير المقصودة، وأن ينس كل منهما الهفوات، ولا يتصيد أحدهما الخطأ للآخر، أو يحمل كلامه على سوء النية، أو الظن السيئ،وعند الخلاف يبقى العتاب والحوار الهادئ بين الطرفين.

إذا اعتذر الجانى محا العذر ذنبه

وكل امرء لا يقبل العذر مذنب


3- أن يتزين كل من الطرفين للآخر

جبلت النفس على حب الجمال، والرجل يحب أن يرى زوجته فى أحسن هيئة وفى أجمل صورة، حتى تشبع رغبته النفسية، وتعينه على غض بصره خارج البيت.

والمرأة لديها من الوسائل الكثير ما تجعل نفسها جميلة فى عين زوجها، وجمال الروح لا يقل أهمية عن جمال الجسد.

وكذلك الحال بالنسبة للرجل يتزين لزوجته، والله تعالى يقول: (ولهن مثل الذى عليهن بالمعروف) .


4- حفظ أسرار الحياة الزوجية

الزوجان صفحة مكشوفة أمام الآخر، وكل إنسان فى بيته يظهر على طبيعته، وكلاهما يعرف عن الآخر كل شئ، فيجب عند الخلاف أن يحفظ كل واحد منهما سر الآخر، والله تعالى يقول: (ولا تنسوا الفضل بينكم) وهنا ينبغى التنبيه إلى مجالس النساء، فغالباً لا تخلوا من الأحاديث عن أسرار الحياة الزوجية، وفى ذلك جاء الحديث: (إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة، الرجل يفضي إلى امرأته، وتفضى إليه، ثم ينشر سرها ) وينبغى أيضا عند الخلاف أن تبقى المشكلة داخل البيت، فهى حينئذ قابلة للعلاج والحل، فإذا ما خرجت المشكلة إلى الجيران والأقارب، أصبحت معقدة وأصبحت الحلول صعبة.


5- التعاون فى السراء والضراء

الحياة الزوجية مليئة بالتقلبات، ففى وقت الرخاء يعين كل من الطرفين الآخر على طاعة الله، فيحث الرجل زوجته على أداء الصلاة فى وقتها،ويشجعها على صلاة النافلة، وفى الحديث: (رحم الله رجلا قام من الليل فصلى وأيقظ امرأته فإن أبت نضح في وجهها الماء رحم الله امرأة قامت من الليل فصلت وأيقظت زوجها فإن أبى نضحت في وجهه الماء ) ووقت الشدة يقف كل منهما خلف الآخر، يقوى من عزمه، ويعطيه جرعة من الصبر والثبات، ويخفف عنه المصاب، فالناس لا يعرفون إلا وقت الشدة، وهذا ما فعلته السيدة خديجة-رضى الله عنها- مع زوجها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حينما نزل عليه الوحى وعاد خائفا مضطربا فقالت خديجة: (كلا والله ما يخزيك الله أبدا، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق) وذهبت به إلى ابن عمها ورقة بن نوفل ليسمع ويجد عند تفسيراً لما وقع له.

هذه أمور هامة فى أساسيات الحياة الزوجية السعيدة من واظب عليها منحه الله المودة والرحمه والسعادة فى الدنيا والأخرة.

نسأل الله أن يجعلنا مفاتيح للخير مغاليق للشر.