دور المرأة في العمل الإسلامي

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
دور المرأة في العمل الإسلامي


﴿والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله، أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم﴾ [التوبة:72].


هدف البحث

1- تأكيد أهمية دور المرأة المسلمة.

2- دراسة السبل لتطوير العمل النسائي الإسلامي، بما يتناسب مع أهميته.


مقدمة

الأخوات ودورهن الفعال في الدعوة

منذ فجر الدعوة الإسلامية ومع ابتداء تنزل الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم كانت المرأة المسلمة شريكة الرجل المسلم وشقه الآخر في الإيمان بالرسالة، والدعوة إليها، وتحمل المشاق في سبيلها، والجهاد الدائب لنصرتها والدفاع عنها، وبرزت في السيرة أسماء مشرقة للكثير الكثير من النساء المؤمنات المجاهدات الصابرات اللائي كان لهن أثر كبير في مسيرة الدعوة وجهادها، نذكر منهن على سبيل المثال لا الحصر: أمهات المؤمنين، زوجات النبي صلى الله عليه وسلم ومنهن خاصة السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، وأم المؤمنين أم سلمه، وأم المؤمنين عائشة رضي الله عنهن أجمعين، وبعض الصحابيات الأخريات مثل أم شريك ونسيبة بنت كعب المازنية وصفية بنت عبد المطلب وأم سليم، وغيرهن كثير رضي الله عنهن جميعاً(1).

وعندما قام الإمام الشهيد حسن البنا بالدعوة إلى تجديد هذه الأمة أمر دينها لم يفته أن ينبه إلى أهمية المرأة المسلمة، والبيت المسلم، فكان يردد في رسائله للشباب والأمة:" نحن نريد الفرد المسلم، والبيت المسلم... والشعب المسلم، والحكومة المسلمة"(2).

"نريد البيت المسلم في تفكيره وعقيدته، وفي خلقه وعاطفته وفي عمله وتصرفه، ونحن لهذا نعتني بالمرأة عنايتنا بالرجل"(3)، (وقد أنشأ الإمام حسن البنا قسم "الأخوات المسلمات" ليقوم بدوره في نشر الفكرة بين المسلمات، وتربية جيل منهن يحمل عبء الدعوة مع الرجال من "الإخوان المسلمين" في التمكين لدين الله في الأرض)،(4).


قصور العمل الإسلامي في المجال النسوي

يقول الشيخ القرضاوي: "ولكن يجب أن نعترف بأنَّ العمل النسائي لم يبلغ المستوى الذي ينبغي أن يصل إليه، وإن انتشرت الدعوة في صف النساء، ولاسيما الطالبات في الجامعات، والثانويات، فلم تظهر إلى اليوم - برغم مرور ستين عاماً على الحركة - قيادات إسلامية قادرة - وحدها - على مواجهة التيارات العلمانية والماركسية بكفاية واقتدار"،(5).


أما الأخ الأستاذ عمر عبيد حسنة فبين أن: "من الإصابات الخطيرة التي لحقت بالتنظيمات والحركات الإسلامية - إن لم تكن أخطرها - أنَّ شخصية المرأة المسلمة بأبعادها التي رسمتها مرحلة السيرة والخلافة الراشدة - فترة القدوة، لم تتكامل ولم تأخذ موقعها في مؤسسات العمل الإسلامي"، "وبقيت تعيش ضمن إطار هوامش ضيقة ومعزولة عن المجرى العام للحركة الإسلامية"، "لقد اشتغلت تنظيمات العمل الإسلامي بالدفاع عن المرأة أكثر من اشتغالها بإخراج المرأة المسلمة بأبعادها المطلوبة إلى حيز الواقع، ولم تستطع أن تجعل الإسلام خياراً للمرأة وتقيم لذلك المؤسسات والروابط والاتحادات والمؤتمرات والمجالات الميدانية التي تبرز من خلالها المرأة المستقلة ذات الحقوق والواجبات"، "وبقيت معارك: الحجاب، وتعدد الزوجات، والطلاق، ونصيب الإرث، والشهادة، هي الخريطة المفروضة التي تستنفذ الطاقة وتحدد النشاط وتتحكم بالتفكير حيث لا نزال نبدي ونعيد في هذه الساحات ولم نستطع أن نغادرها إلى المواقع الفاعلة في بناء المرأة المسلمة البناء السليم"، "لذلك كانت المرأة ولا تزال من الثغور المفتوحة والأعضاء المعطلة في الجسم الإسلامي، يتسلل من خلالها دعاة التحلل والفساد في الأرض، باسم تحرير المرأة، وكان الأولى أن يحمل لواء حركات التحرير الإسلاميون ويكسروا القيود التي فرضتها التقاليد الجاهلية والوراثات الثقافية المغشوشة"(6) [لابد من الإشارة هنا إلى التجارب الحديثة لمشاركة المرأة المسلمة في بعض الحركات الإسلامية مثل السودان وتونس وفلسطين وغيره].


أهمية العمل النسائي الإسلامي

"إنما النساء شقائق الرجال"،(7).

لا يختلف اثنان من العاملين للإسلام على أهمية العناية بالمرأة المسلمة ووجود عمل خاص يعتني بها بصورة عامة، إلا أن الاختلاف قد يحصل حول المدى الذي يجب أن يصل إليه العمل الإسلامي النسوي، ودور المرأة في الحركة والمجتمع بصورة عامة، وسنحاول أن نبين فيما يلي أهمية دور المرأة من خلال التركيز على خمسة نقاط رئيسة:


1ـ الدعوة الإسلامية تكليف عام للنساء والرجال 

"أنَّ المرأة من حيث كونها إنساناً مساوية للرجل، وهي مخاطبة مثله بتكاليف الشريعة، فهي مسئولة مسؤولية كاملة، لا يحمل عنها في الدنيا والآخرة تبعات أعمالها غيرها"(8)، "فالمعروف أنَّ خطاب التكليف الإسلامي بأبعاده المتعددة إنما جاء عاماً للرجل والمرأة على سواء، عقيدة وعبادة ومعاملة، وأمراً ونهياً، وموالاة وحقوقاً وواجبات، وجعل الله ميزان الكرامة والفوز: التقوى والعمل الصالح وليس الذكورة والأنوثة"(9).


"فلما تراجعت التربية الإسلامية وضعف العلم الإسلامي، وتحكمت التقاليد الاجتماعية، وحلت محل التعاليم السماوية، تراجعت مكانة المرأة في المجتمع الإسلامي حتى وصلت الأمور إلى درجة التطرف والغلو، وإلى الخروج - عن الدين نفسه - أحياناً، فحرمت المرأة المسلمة من التعليم، ومن الثقافة ومن العبادة في المسجد ومن الولاء والبراء والقيام بمسؤولية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتحمل الشهادة وأدائها..."، "تارة باسم ضرورة التفرغ لوظيفتها التربوية، وأخرى باسم الحرص على شرفها وعفتها، وثالثة باسم فساد العصر وشيوع الفتن، وكأن وظيفتها التربوية يمكن أن تؤدى وهي جاهلة بالحياة والعصر والمجتمع الذي يطلب إليها تربية أولادها للتعامل معه"(10).


إذن" فليست مشكلة المرأة شيئاً نبحثه منفرداً عن مشكلة الرجل فهما يشكلان في حقيقتهما مشكلة واحدة هي مشكلة الفرد في المجتمع"، "فالمرأة والرجل يكونان الفرد في المجتمع، فهي شق الفرد كما أن الرجل شقه الآخر، ولا غرو فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول: "إنما النساء شقائق الرجال"(11).

وحركتنا التي تعمل للإسلام وتدعو الناس للالتزام به لابد أن توجه دعوتها وعنايتها للرجل والمرأة على حد سواء.


2ـ المرأة نصف المجتمع، وهي التي تربي نصفه الآخر

"للمرأة المسلمة في معركة التحرير (وبناء المجتمع المسلم) دور لا يقل عن دور الرجل فهي مصنع الرجال، ودورها في توجيه الأجيال دور كبير"(12)، "فالمرأة في البيت المجاهد والأسرة المجاهدة لها الدور الأهم في رعاية البيت وتنشأة الأطفال على المفاهيم والقيم الأخلاقية المستمدة من الإسلام"(13).


إنه لابد أن ندرك حق الإدراك "أهمية دور المرأة في حركة التغيير والتنوير الاجتماعيين، سواء بالمنظور الديموغرافي الذي يكشف عن أن أكثر من نصف المجتمع من النساء، أو بالمنظور التربوي من حيث أنَّ المجتمع يتربى على يدها، حيث تشكل الأم العامل الرئيس في تكون شخصية الطفل في السنوات الست الأولى"(14).

"إن كل محاولة لإحداث تحول اجتماعي مصيرها الخيبة ما لم تسبق بثورة على مستوى التربية العائلية، ولأن شخصية الفرد تتكون خطوطها الأساسية في البيت حيث يقضي الطفل أيامه الأولى ملتصقاً شديد الالتصاق بأمه، فإن كل تحول حقيقي في صلب المجتمع ينبغي أن يمر بالأسرة، وبالتالي بالعنصر الرئيسي فيها: المرأة"(15).


وما أصدقها من صيحة وجهتها إحدى أخواتنا الداعيات وهي تتحدث عن دور المرأة في التربية في مجتمعنا العربي فتقول: "نحن لا نشعر بمسؤوليتنا التاريخية ولا نتقي الله في أولادنا... كلنا يريد مستقبلاً أفضل، ويخطط وقد يظن أن هذا يحدث بثورات مسلحة أو بأعمال كبيرة، لكن خمائر المستقبل بين يديك يا أختي المؤمنة، فهل تشعرين بخطورة الدور اليومي الذي تؤدينه.. أو تهملينه"(16).


ونحن، هل نشعر بخطورة الدور الذي تؤديه نساؤنا في بيوتنا فنهيء لهن ما يكفل القيام به كما ينبغي، وكما يحب الله ويرضى؟


"إن تأكيدنا على أنَّ مهمات المرأة الأساسية هي الأمومة لا يعني منعها من التعليم أو الحد من طموحها بل إن ذلك سبب آخر يدفعنا إلى تمكينها من القيام بمهمتها الكبرى في ظروف أفضل"(17).


"إن تعثر العملية التربوية وفسادها في إطار المرأة أبلغ أثراً وأخطر شأناً منه في نطاق الرجل وإنّ المرأة التي ادّعينا حمايتها أتينا من قبلها، وعدنا من حمايتها والدفاع عنها فلم نجدها"، "وما لم تستطع العملية التربوية إعادة الاعتبار للمرأة وتبصيرها بدورها كما شرعه الله وإعطائها ما أعطاه الإسلام لها في الحياة الاجتماعية، وإدراك موقعها في العملية التربوية، فسوف يستمر الخلل ويستمر العجز ويكرس التخلف باسم التدين، وتفرغ المرأة من أخص خصائصها في الوظيفة التربوية التي ندّعي أنها خلقت لها"(18).


3- النساء طاقة عظيمة للبناء أو معول خطير للهدم

عدا عن التزامها الفردي، أو تأثيرها في بيئتها وأطفالها، فالمرأة تؤثر في المجتمع بشكل كبير جداً، فالنساء طاقة هائلة للإصلاح والتعمير والبناء، إذا صلحن وقمن بواجبهن تجاه دينهن ومجتمعهن نظراً لما حباهن الله تعالى من عاطفة وصبر وتحمل قد يعجز عنه الرجال. والنساء قد يصبحن معول هدم خطير لعقائد الأمة وبنيان المجتمع إن فسدن وأغراهن الشيطان فملكت الدنيا أنفسهن، لما يملكن أيضاً من قدرة على الإغواء والإفساد لبنات جنسهن أو للرجال في مجتمعهن.


يقول الأستاذ راشد الغنوشي: "ومن الضروري تأكيده في هذا السياق أن النساء يملكن طاقات هائلة للدفع، فإما أن يدفعن المجتمع (الزوج، الأخ، الأب، والأبناء) إلى معالي الأمور وعزائمها، وإما أن يدفعنه إلى المخدرات والسفاسف"(19).

لقد كان للمرأة المسلمة دور رائع في بناء الصرح الإسلامي الأول حيث "شاركت المرأة في كل المجالات وكانت تعتبر هذه المشاركة من صميم واجبها، ففي ميدان الإيمان كانت خديجة رضي الله عنها أول من دخل في الإسلام، و في ميدان الجهاد كانت سمية أول من استشهد في سبيل الله، وفي الهجرة إلى الحبشة هاجرت المرأة وصبرت، وفي بيعة العقبة بايعت المرأة وشاركت وفي هجرة النبي صلى الله عليه وسلم شاركت المرأة في شخص أسماء التي قامت بدور هام في هذا الحدث التاريخي مع كونها متزوجة وحامل وهاجرت بعدها إلى المدينة مع المهاجرات حتى وضعت في مشارف المدينة (قباء) وهاجرت أم سلمه بعد أن تفنن أهلها في حبسها والتضييق عليها والتفريق بينها وبين زوجها وولدها.

وهذه نسيبة تدافع عن النبي صلى الله عليه وسلم في أحد بينما انهزم كثير من الرجال وأم سليم في حنين ثابتة قرب النبي صلى الله عليه وسلم وقد فر الرجال"(20).


"لقد انتفعت الأمة بهذا الحد النافع من سلاح المرأة في قرونها الخيرة ثم لم تلبث الحال أن تدهورت شيئاً فشيئاً بالحد المهلك من سلاح المرأة"(21)، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال: "ما تركت بعدي في الناس فتنة أضر على الرجال من النساء"(22).


لقد أدرك أعداء الإسلام الدور الخطير الذي تلعبه المرأة في هدم المجتمع الإسلامي وقيمه فبذلوا جهدهم في إفساد المرأة المسلمة، وفتنها عن دينها بالأفلام الماجنة والمجلات الخليعة، والأغاني الهابطة وجنّدوا الكتاب والمؤلفين وحشداً من الفنانين والفنانات وسائر أنواع المؤثرات ليبعدوا المرأة المسلمة عن دينها والتزام تعاليم ربها، ليسهل من بعد ذلك إفساد المجتمع كله بعد إفسادها.


لقد نشأت في بلادنا ولا تزال تنشأ أجيال من النساء تشبعن بأفكار الغرب ولم يعرفن عن الإسلام إلا الشبهات، وقد حظيت مجموعات كبيرة منهن بالدعم الخاص والتشجيع غير المعهود للتلقي والدراسة في جامعات الغرب ومعاهده ليعدن بعد ذلك رائدات للتحرر النسائي - بمعناه الغربي- وليستلمن المناصب القيادية في كثير من مؤسسات المجتمع وليهدمن من عقائده، وأخلاقه أضعاف الهدم الذي أحدثه من قبلهن، فهل تترك المرأة المسلمة الصادقة واجبها وتتخلى عن مكانها لتلك المرأة المتغربة تهدم وتفسد أم تبادر للإصلاح والبناء مهما كانت المعوقات.

"لم يعد من الممكن أن يقال للناس، أغلقوا الجامعات، أغلقوا المستشفيات، أغلقوا المؤسسات النسائية، أو غير النسائية، هذا غير ممكن، وهو أيضاً غير مطلوب، فلابد للناس - كل الناس - من العلاج ومن الدراسة ومن التجارة ومن.. ومن...، إنها مؤسسات ارتبطت بحياة الناس وارتبطت بها حياتهم"، "ولم يبق إلا أن تنبري النسوة الفاضلات في كل بلاد الإسلام لتولي هذه الأعمال وإدارتها وإصلاحها، أو على أسوأ الأحوال، المشاركة فيها ومزاحمة الاتجاهات غير المهتدية"، "وهنا تبرز مسؤولية القادرات من أخواتنا وبناتنا في وجوب وجود قيادات نسائية معروفة على كل المستويات، فلابد أن يوجد في المدرسة قيادات وفي نظام التعليم قيادات وعلى مستوى الدولة قيادات، بل وعلى مستوى الإقليم قيادات"، "لأننا في مجتمع لا ننفرد نحن بصياغته وصناعته بل هو مجتمع فيه صناع كثيرون ذوو عقول شتى ومذاهب مختلفة وآراء متباينة، فإذا وقفت الملتزمة عند حد معين فغيرها لا يتوقف، ومعنى ذلك أننا حين ننصح المتدينات بترك الدراسة مثلاً أو ترك مجالات العمل والتأثير، فإننا سمحنا لكل الفئات - التي لا تسمع لنا أصلاً - سمحنا لها بأن تنمو وتتوغل وتتغلغل في المجتمع، ووضعنا سداً منيعاً أمام العنصر الذي يمكن أن يساهم بشكل جيد في ضبط المسيرة أو يساهم في تحجيم الشر والفساد، ولا أعتقد أنّ ثمة خدمة يمكن أن نقدمها للعلمانيين أو لأصحاب النوايا السيئة وصرعى الشهوات أعظم من هذه الخدمة"(23).


4ـ للنساء أدوار خاصة هن أفضل فيها من الرجال

عدا عما سبق من المجالات الكثيرة التي تتطلب مشاركة النساء، أو تتقبل مشاركة النساء، بما عندهن من طاقة وفعالية، فإنّ هناك مجالات كثيرة خاصة يفضل أن تقوم النساء بأعبائها وبالتالي يجب إعدادهن للقيام بهذه الأعباء وتأهيلهن وتدريبهن لذلك. وسواءً في مجال الحركة خاصة أو في المجتمع عامة تكثر هذه المجالات كلما وجدت الطاقات الكفيلة بسد الفراغ.


"إن وجود العنصر النسائي الإسلامي في المؤسسات التي تكثر بها النساء كالمؤسسات الصحية والتعليمية والاجتماعية، ومراكز التجمع النسائي، بغاية تبليغ الدعوة الإسلامية، وإظهار النموذج الإسلامي النسائي يفوق في أهميته حتى الضرورات الاقتصادية بالنسبة للحركة الإسلامية، فعلى الأخوة والأخوات أن يتفهموا هذه الضرورة ويقدموا من أجلها التضحيات المطلوبة، مما يجعل المصالح من وجود الأخت في هذه المؤسسات تفوق المخاطر والمحاذير"(24).


"إن من الخطأ الكبير أن تترك أماكن التجمعات النسائية، فتخلوا الجامعات بكلياتها ومعاهدها وندواتها وأعمالها من الملتزمة التي ترفع راية الدين وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر"(25).


"فالتربية والدعوة بالسلوك أحياناً أفضل من ألف محاضرة وألف خطبة، سلوك امرأة بين زميلاتها في حسن خلقها وآدابها ومظهرها وخبرها وطيب حديثها والتزامها بشريعة ربها وصلاحها أعتقد أنه أفضل من الكلمات والمحاضرات"(26).


إن المجالات الخاصة المشار إليها هنا لا تعني حصر النساء تماماً للعمل فيها، ولكنها ميادين يمكن للمرأة أن تقوم فيها بشكل أفضل أحياناً من الرجال وبما يتناسب أكثر مع الروح الإسلامية، بل إنه ليتعين أحياناً أن تقوم به النساء إلا لاضطرار قاهر.

من هذه الميادين الخاصة على سبيل المثال لا الحصر، التربية والتعليم، والدعوة والإرشاد، والشؤون الصحية خاصة المتعلقة بالمرأة، والشؤون الاجتماعية، ورعاية الأحداث والخدمات الاجتماعية، والبحوث والدراسات الاجتماعية، ورياض الأطفال، ودور المعاقين، ومجالات الإعلام والصحافة والمعلومات وغيرها.


5ـ وجود تنظيمات نسائية خاصة في المجتمع

تنشط في المجتمعات الحديثة التجمعات والتنظيمات الخاصة بالنساء وتؤدي هذه التنظيمات بصورة عامة دوراً مخرباً لكيان المجتمع الإسلامي ما لم يهيأ لها قيادات إسلامية ترعاها وتوجه جهودها نحو البناء و الإصلاح، أو ما لم تواجه بتنظيمات إسلامية خاصة تكون قادرة على مواجهتها وإحباط كيدها.


إنّ خطر هذه التنظيمات يأتي بالدرجة الأولى من كونها وعاء لتجميع وإفراز قيادات نسائية مؤثرة في المجتمع وغالباً ما تكون معادية في توجهها للاتجاه الإسلامي، كما أنّ هذه التنظيمات تصبح بؤراً لتجميع الفعاليات النسائية وتوجيهها بشتى الاتجاهات المنحرفة.


ومن الضروري إزاء ذلك تكوين قيادات نسائية إسلامية تكون قادرة على النفاذ إلى هذه التجمعات النسائية والمزاحمة على قيادتها وتوجيهها الوجهة الإسلامية المطلوبة أو تكوين تجمعات إسلامية مكافئة حين يتعذر الاستفادة من التجمعات القائمة.


"ويجب على العمل الإسلامي أن يتيح الفرصة للأخوات للتعبير عن مواهبهن وإعانتهن على ذلك وتشجيعهن وأن يشعرن بأهمية ذلك في مجتمع يدّعي أنه حرر المرأة، لا مناص من تقديم زعامات نسائية يجسدن مثالية الإسلام ويفضحن المخازي (الجاهلية) وسواء برزت هذه الوجوه النسائية عبر منظمة نسائية جديدة أو بالعمل على احتواء المنظمة النسائية الموجودة، وسواءً كان ذلك العمل علنياً إن أمكن أو سرياً"(27).


إن العمل الإسلامي النسوي إنما ينجح ويثبت وجوده في الساحة يوم يفرز زعامات نسائية إسلامية في ميادين الدعوة والفكر والعلم والأدب والتربية"(28).


أهداف ومهمات العمل النسائي الإسلامي

نساء-الحركة.png

التخطيط السليم أساس النجاح لأي عمل بشري، واستمداد العون من الله تعالى والتقوى أساس الفلاح في الدنيا والآخرة، والصبر والعمل الدؤوب هو الطريق الوحيد لتحقيق الغايات، فإذا أردنا عملاً نسائياً ناجحاً فلابد أن يبتدئ العمل بالتخطيط له، التخطيط بعيد المدى أولاً لوضع الخطوط الرئيسية للعمل، ثم التخطيط المرحلي حسب ظروف الواقع. ومن خلال العمل تتفتح آفاق وتستدرك نواقص وتعدل الخطط، ونصل إلى النجاح بإذن الله.

من خلال الفقرة السابقة حول أهمية العمل النسائي الإسلامي، يمكن تحديد الأهداف العامة للعمل النسائي المطلوب كالتالي:

1ـ الارتقاء بالتزام المرأة المسلمة:

والارتقاء المطلوب يتناول الشخصية من كافة جوانبها الروحية والفكرية والعلمية والحركية.

2ـ رفع كفاءة المرأة المسلمة لأداء دورها في تربية الأجيال:

والتأهيل المطلوب أيضاً يتناول كل ما يلزم المرأة المسلمة لتربية النشء التربية الإسلامية السليمة، وسواء كان ذلك من حيث إعداد الأم شخصياً لأداء دورها أو بتوفير اللوازم المادية والاجتماعية لذلك.


3ـ مشاركة المرأة المسلمة في أعباء الدعوة للإسلام والعمل له:

فالحركة الإسلامية وهي تتطلع لتغيير المجتمع باتجاه الإسلام، لابد أن تفتح المجالات المتعددة لمشاركة الأخت المسلمة، داعية ومربية، وقائدة، ومنظمة لجماهير النساء، ومصلحة اجتماعية ومشاركة نشطة في كافة مجالات البناء. وهذا كله يتطلب برامج خاصة لإعداد الأخت المسلمة للقيام بمهماتها هذه ومساعدتها في أدائها. وإنَّ من متممات هذه المهمة مشاركة المرأة المسلمة في مجابهة المخططات المعادية للتوجه الإسلامي وعوامل الإفساد والهدم لبناء المجتمع الإسلامي، خاصة ما يتعلق منها بالمرأة.

4ـ تأمين الكفاءات الإسلامية للمجالات الخاصة بعمل المرأة:

خاصة في مجال التعليم والإرشاد الاجتماعي والشؤون الصحية وغيرها.

5ـ تشكيل تجمعات ومنظمات نسائية إسلامية:

أو العمل من خلال التجمعات القائمة، كما سبق بيانه وذلك:

  • لتدريب القيادات النسائية الإسلامية على العمل والتنظيم، وكافة المهارات القيادية المطلوبة.
  • لتوجيه الطاقات النسائية في المجتمع وجهة إسلامية صحيحة.


مشكلات وعقبات أمام العمل النسائي الإسلامي

كما تكثر العقبات أمام العمل الإسلامي بصورة عامة، تكثر العقبات أكثر أمام العمل النسائي الإسلامي، وسنذكر هنا بعض هذه العقبات الخاصة بالعمل النسائي وبعض الحلول المقترحة، ولعل مدارسات الأخوات العاملات هي التي تبين أكثر ما يعترضهن من مشكلات، وما هي أفضل الحلول لمعالجتها. ومن المؤسف أنَّ العمل الفكري المنشور حول هذه القضايا ضئيل جداً مما يتطلب الكثير من الجهود لسدّ النقص الحاصل وتعميم الخبرات على الأخوات العاملات:


1ـ المعوّق الفكري: النظرة السلبية القاصرة لدور المرأة المسلمة

في البناء الاجتماعي تتعدد أسباب الخلل وتتنوع معوقات التقدم والنمو، ولكن التحليل المنطقي يظهر دوماً أنَّ الخلل الفكري هو الأساس في أي قصور اجتماعي، وهكذا نجد أن كل المعوقات التي تقف أمام نهضة حقيقية للمرأة المسلمة، وقبل ذلك أمام قيام أي عمل نسائي إسلامي فعال، إنما ترجع أساساً إلى النظرة السلبية القاصرة لدور المرأة المسلمة في التغيير ومكانتها المفترضة في البناء الاجتماعي.


ومن الطبيعي انطلاقاً من هذه النظرة القاصرة أن تجد المكتبة الإسلامية مليئة بالكتب والنشرات التي تتحدث عن المرأة ولكن معظمها للأسف لا يتناول قضية المرأة إلا كقضية جزئية أو مجموعة من المشكلات الجزئية التي تحوم حول جسد المرأة وطبيعتها الأنثوية الخاصة فحسب من أمثال قضايا الزي الشرعي، والحجاب، والتبرج، والزينة، والحيض، والنفاس، وما يتعلق بذلك من أحكام... إلخ.


أما قضية المرأة ككائن إنساني عبد لله تعالى، مكلف بالعبودية له وحده والتحرر مما سواه مستخلف مع الرجل في عمارة الأرض.. أما دور المرأة ككائن اجتماعي له الدور الأهم في بناء المجتمع وتنميته وتقدمه، أما هذا فلا تكاد تجد له أثراً إلا ما ندر.


لقد كان من النتائج المباشرة لهذا الخلل الفكري، ولهذا القصور في النظر إلى دور المرأة أن تضاءل الاهتمام العملي بتكوين مؤسسات العمل النسائي الإسلامي، وبرز هذا القصور العملي في نواحي كثيرة لعل من أهمها:


1- الاكتفاء من التزام الأخت المسلمة (زوجة كانت أم بنتاً أم أختاً) بالحد الأدنى غالباً من أداء الفروض والنوافل في العبادات والتزام الحجاب الإسلامي وفق الزي الشائع، دون العمل على تكوين شخصية إسلامية، متكاملة تبرز قيادات نسائية قادرة على العمل والعطاء في الميدان الدعوي، والبناء الاجتماعي وقيادات المؤسسات الضرورية للعمل النسائي الإسلامي.


2- أصبحت النساء المسلمات (زوجات كنّ أم أخوات أم بنات..) ورغم التزامهن المظهري عبئاً على الأغلب على الأخ الداعية ومثبطاً له بدل أن يكن عامل دفع ومساندة لعدم إدراكهن الكافي لطبيعة مهمته وعدم تأهيلهن لذلك.


3- لقد امتد الخطر إلى أبناء وبنات الأخوة أنفسهم إذ لم يربوا التربية الإسلامية المطلوبة من قبل الأمهات اللاتي وإن كن ملتزمات بالفروض والحجاب إلا أنهن لم يهيأن أبداً للقيام بدور المربية الإسلامية المؤهلة والمعدة لذلك.

4- اقتصرت المجالات المفتوحة أمام الأخوات الراغبات في العمل الدعوي على نماذج قليلة محددة من أنواع النشاط كالدروس الفقهية أو تحفيظ القرآن الكريم أو إعطاء الدروس التوجيهية، مما حرم العمل من طاقات كثيرة مبدعة لم تجد في هذه المجالات ما يناسب طموحها أو إمكانياتها فابتعدت عن مجال العمل الدعوي، وهكذا انحسرت أعداد المستجيبات لهذه الدروس نفسها كما لم تبرز نماذج دعوية شابة في معظم الحالات.


5- ومن البديهي مع القصور الفكري أن تبتعد الأخوات الملتزمات أنفسهن عن خوض الميادين الاجتماعية وأماكن التجمعات والتنظيمات النسائية وأن ينكفئن لاجتماعاتهن الخاصة الضيقة دون أثر اجتماعي فعال، كما هو مطلوب منهن.


2- ضعف وقلة القيادات النسائية الإسلامية

فعدد الأخوات الداعيات بين النساء قليل أساساً، ومعظم هؤلاء الداعيات غير مؤهلات التأهيل الكافي لقيادة العمل النسائي الإسلامي بصورة عامة، كما أنّ الظروف الخاصة لمعظمهن تحول دون مشاركتهن الواسعة في ميادين العمل.

والبعض يعتبر أنّ هذه المشكلة هي المشكلة الأولى في إيجاد عمل نسائي فعال، ولاشك أن وجود نواة قيادية كفء للعمل النسائي سوف تفتح المجال لنمو العمل في مجالات متعددة، وهذا يقتضي التركيز أولاً على إيجاد هذه المجموعة النواة كما يقتضي تعاون الأخوة الرجال ودفعهم لزوجاتهم أو أخواتهم أو بناتهم للتقدم والمشاركة في بناء العمل ومساعدتهم على تكاليفه.

كما أن ضعف وقلة القيادات النسائية الإسلامية يقتضي أيضاً الاستفادة من كل الشخصيات والتجمعات الإسلامية الموجودة حولنا لتدارك شيء من النقص الحاصل، وقد أشار بعض الأخوة الدعاة إلى بعض الحلول الأخرى لتدارك مشكلة قلة الداعيات ومنها:

1- الحرص على مشاركة جميع النساء في جهود الدعوة بحسب إمكانياتهن، خاصة الطالبات مع تعاهدهن بالنصح والتوجيه.

2- الاتجاه نحو الجهود العامة للدعوة كالدروس والمحاضرات في المساجد والمنتديات، إلى جانب الحلقات الخاصة والمحدودة.

3- الاستفادة من النشاطات الرجالية "فالنشاطات الرجالية كالدروس مثلاً، والمحاضرات والندوات.. معظم الكلام الذي يقال فيها يصلح للرجال والنساء أيضاً، و الشرع جاء للرجل والمرأة وخاطب الجنسين معاً، وما ثبت للرجل ثبت للمرأة إلا بدليل"(29).


3ـ مشكلة التوفيق بين أعباء الدعوة وأعباء المنزل

"وهذه بلا شك معضلة حقيقية، فالمرأة أمامها العمل، وأمامها الدعوة، وأمامها الأمور المنزلية، البيت، الزوج، الأولاد، إلى غير ذلك.. فكم من فتاة تشتعل في قلبها جذوة الحماس إلى الدعوة إلى الله تعالى، وتعيش في مخيلتها الكثير من الأحلام والأمنيات فإذا تزوجت وواجهت الحياة العملية تبخرت تلك الآمال وذابت تلك المشاعر"(30).

ومن الحلول المقترحة لمواجهة هذه المشكلة:

1- تقوى الله: ﴿ومن يتق الله يجعل له مخرجاً﴾، وأهم ما يقصد هنا أن تتقي الأخت ربها عز وجل في صرف أوقاتها لمصلحة دعوتها وعدم تضييع الأوقات فيما لا طائل وراءه، والاقتصاد في صرف الأوقات على الضروريات ما أمكن.

2- تنظيم الوقت وترتيب الأولويات، فسوء توزيع الوقت من أسباب الضياع، ولو أنَّ المرأة أفلحت في ضبط وقتها وتوزيعه بطريقة معتدلة لكسبت شيئاً كثيراً.

3- ألا تقتصر الأخت الداعية في دعوتها على المناسبات المخصصة للدعوة فحسب، بل تستفيد من كل مجالات نشاطها في أعمال الدعوة في قيامها بحق زوجها، وفي تربيتها لأبنائها، ثم في ميدان عملها إن كانت تعمل، وفيما حولها من الجيران والأقارب.. الخ"(31).

4ـ مشكلة التصادم مع الزوج أو عدم تعاونه: فبعض الأخوات قد يصطدمن مع أزواجهن عند رغبتهن القيام بأعمال دعوية، فقد لا يكون الزوج ملتزماً أو مقتنعاً بالمشاركة الدعوية، وقد يخاف من نتائجها، أو قد لا يتعاون مع زوجته - على الأقل - في أداء واجبها الدعوي.

ومع ضرورة الانتباه لهذه المشكلة أساساً قبل الزواج، إلا أنه لابد من معالجتها بعد ذلك بالصبر والحكمة، وعلى الأخوة خاصة أن يساعدوا زوجاتهم وبناتهم في أداء واجباتهن لا أن يكونوا عقبة أمامهن.

5ـ أسباب ومعوقات أخرى: بشكل رئيسي هناك الأسباب العامة لضعف العمل الإسلامي حتى عند الرجال، وهناك أسباب خاصة أحياناً بكل أخت أو مجموعة من الأخوات على حده، وبصورة عامة فإن الممارسة العملية هي التي يمكن أن ترشدنا إلى الحلول المناسبة في وقتها : ﴿ومن يتق الله يجعل له مخرجاً﴾.


من تجارب العمل الإسلامي النسوي

تفتقر معظم الحركات الإسلامية إلى تجربة ذات ثراء في موضوع العمل النسائي، إلا أنّ بعض الحركات ذات تجارب غنية جداً، يجب الاستفادة منها، كما قدمت بعض الحركات أطروحات متميزة في مجال المشاركة، لابد من التوقف عندها ومناقشتها، وقد سجل الدكتور: الترابي، تجربة الحركة الإسلامية السودانية في مجال النساء في كتابه القيم: "عن الحركة الإسلامية في السودان" ونرفق مع البحث صورة عن الفصل المتعلق بالنساء من هذا الكتاب، أما في تونس، فقد قدم الأستاذ: راشد الغنوشي، آراء قيمة وجيدة حول الحركة النسائية ودورها في العمل الإسلامي في كتابه: "المرأة المسلمة في تونس"، وهو كتاب جدير بالقراءة المتأنية من كل المهتمين بهذا الموضوع.


أما في فلسطين المحتلة فلا شك أن للمرأة المسلمة دور كبير في العمل الذي تقوده حماس ضد الاحتلال الصهيوني، وقد أشار ميثاق حماس إشارات واضحة إلى دور المرأة المسلمة في معركة التحرير وبناء الأجيال المسلمة.


ومن التجارب المتميزة أيضاً في مجال العمل النسوي الإسلامي تجربة مشاركة الأخوات الطالبات في العمل النقابي الطلابي في جامعة الكويت جنباً إلى جنب مع الأخوة الطلاب، وقد كانت القائمة الإسلامية بما تضمه من أخوة وأخوات هي القائمة الفائزة في الانتخابات لسنوات عديدة ومتواصلة.

كذلك من التجارب الناجحة للعمل الإسلامي النسوي عمل الأخوات في أمريكا، وكندا، حيث تشارك الأخوات جنباً إلى جنب مع الأخوة في معظم المؤسسات الإسلامية إما بشكل مستقل بقسم خاص فيهن أو بمشاركتهن المباشرة مع الإخوة، ومن ذلك مشاركتهن في اتحاد الطلبة المسلمين في أمريكا وكندا، ورابطة الشباب العربي المسلم، والاتحاد الإسلامي في أمريكا الشمالية، حيث يقمن بجهود طيبة في جميع نشاطات هذه المؤسسات كما يشاركن في إدارة هذه المؤسسات وعلى أعلى المستويات.


بصورة عامة نقول إنّ دراسة الحركات الإسلامية وتجربتها في العمل النسائي تعتبر ضرورة لابد منها لتأصيل فكري منهجي حول العمل النسائي الإسلامي، وللاستفادة العملية من هذه التجارب المتقدمة.


نتائج وتوصيات

لقد أوضحنا من خلال البحث العديد من النقاط حول الواجبات والتوصيات الضرورية لتقدم العمل النسائي الإسلامي، وسنحاول هنا إجمال وتأكيد أهم هذه التوصيات:

1- ضرورة الاهتمام الكبير بالتأصيل الفكري المنهجي للعمل النسائي الإسلامي، وبخاصة ضمن المحاور التالي:

  • دراسات وأبحاث حول دور المرأة المسلمة ومهامها.
  • دراسات وأبحاث حول المنهج التربوي.
  • دراسات وأبحاث حول برامج العمل والخطط التنفيذية وآلياتها.

2- ضرورة العمل على إيجاد قيادات إسلامية نسائية كفء تتولى هي بنفسها قيادة العمل النسائي الإسلامي، وإدارة مؤسساته والعمل بفعالية ضمن المجتمعات الإسلامية.

3- ضرورة الانطلاق من الواقع الراهن رغم ضعفه والاستفادة من كل الطاقات والإمكانيات والفرص (وهي ليست قليلة) لرفع مستوى العاملات واستنبات القيادات الجديدة.

4- ضرورة دعم الرجال لخطوات أخواتهن في العمل النسائي وتشجيعهن على تطويره والمساعدة في ذلك بكل الوسائل الممكنة.

5- ضرورة الاستفادة من تجارب الحركات الإسلامية النسائية في الأقطار الأخرى وتبادل الخبرات معها.

ندعو الله أن يفتح بصائرنا لذكره وأن يهدينا سبلنا وأن يتقبل منا خالص أعمالنا، إنه سميع مجيب.