صديق عبد العزيز

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
صديق عبد العزيز أحد مؤسسي الحركة الإسلامية في كردستان


مقدمة

صديق-بن-عبد-العزيز.1.jpg

يعيش الأكراد في أماكن متفرقة في العالم غير أن أكبر تجمعاتهم في شمال العراق وجنوب تركيا والشمال الغربي لإيران، حيث يدين أغلب الأكراد بالدين الإسلامي ويتبعون مذهب أهل السنة وأغلبهم على المذهب الشافعي، وكان للأكراد دور فعال ومؤثر خلال التاريخ الإسلامي الممتد لأكثر من أربعة عشر قرنا.

ولعب علماء الدين الإسلامي الذين يدعون (ملا) في كردستان، دوراً بارزاً وإ يجابياً في الحركة الوطنية التحريرية الكردية من حيث الولاء لها والانخراط فيها وقيادتها. والشيخ صديق عبد العزيز واحد من هؤلاء العلماء الذين تأثروا بفكر جماعة الإخوان المسلمين وسعوا لتأسيس فرع للإخوان في كردستان.

حياته

في بريس العليا بمدينة حلبجة الواقعة بشمال شرق العراق وعلى الحدود العراقية الإيرانية ولد صديق عبد العزيز محمد البريسي عام 1932م في بيت علم وفقه حيث كان والده الشيخ عبد العزيز البريسي من كبار العلماء والمدرسين.

وأخوه الشيخ عثمان عبد العزيز - مؤسس الحركة الإسلامية في كردستان - وأحد العلماء الذين تفرغوا للتدريس والإفتاء وإفادة الطالبين ، وتخرج على يديه كثيرون ممن نشروا العلم والفقه بين الناس ، وبرز منهم علماء أجلاء ، بحيث يمكن اعتبار الشيخ أبا روحيا ومرجعا لعلماء المنطقة دون استثناء ، لما كان يتمتع به من علم وفقه وتقوى وحسن خلق.

وأخوه الأخر الشيخ علي عبد العزيز الذي كان من العلماء والخطباء البارعين، وامتاز بين أقرانه بالشجاعة والإقدام والغيرة على الدين والمقدسات. في هذه البيئة نشأ الشيخ صديق الأخ الأصغر بين إخواته حيث شملوه برعايتهم وحسن تربيته حتى صار هو أيضا أحد علماء أهل السنة في كردستان وواحد من مؤسسي الحركة الإسلامية (الإخوان المسلمين) بالعراق.

عاش مع أسرته في مدينة السليمانية الواقعة على حدود كردستان وتشترك في الحدود مع إيران، حيث استقرت الأسرة وأخذت مكانتها العلمية فيها قبل أن تنفصل حلبجة عنها وتصير محافظة مستقلة. تعلم على يدي والده وإخوته حتى نال عام 1959 الإجازة العلمية على يد أخيه الشيخ عثمان بن عبد العزيز، وفي عام 1964 أصبح إمام جامع باشا في مدينة حلبجة.

أحد مؤسسي الحركة الإسلامية

لا يمكن النظر إلى تاريخ الحركة الكردية من دون النظر إلى الدور الذي قام به مشايخ الدين، مثل الشيخ محمود الحفيد في كردستان العراق في الحرب العالمية الأولى، حيث نفته بريطانيا إلى الهند، إثر إعلانه مملكة كردستان، والشيخ سعيد بيران الذي قاد ثورة إسلامية ببعد قومي ضد إلغاء مصطفى كمال أتاتورك الخلافة الإسلامية، عقب إعلانه الجمهورية التركية عام 1924م وعلى الرغم من هذا الدور لعلماء الدين، إلا أن الإسلام السياسي، بشقيه السني والشيعي، في كردستان، يعد حديث النشأة.

وتعود جذور الحركات الإسلامية في كردستان العراق إلى مطلع الخمسينيات من القرن الماضي، وظهرت امتداداً لحركة الإخوان المسلمين في مصر، متأثرة بأفكار حسن البنا، ولم تتجسد في تنظيم سياسي، إلا في نهاية السبعينيات مع الشيخ عثمان عبد العزيز (الأخ الأكبر للشيخ صديق) الذي أسس الحركة الإسلامية في كردستان عام 1978. وانتشرت حركات الإسلام السياسي في إقليم كردستان بشكل أساسي في الثمانينيات والتسعينيات.

تعرف صديق مع بقية إخوته على دعوة الإخوان المسلمين في وقت مبكر في مدينة حلبجة، حتى إذا تعرضت الحركة الإخوان للاضطهاد على يد البعث وصدام حسين توقف العمل. حتى عمد الشيخ عثمان عبد العزيز إلى تشكيل الحركة الإسلامية مرة أخرى في كردستان عام 1979م.

ويعتبر الشيخ صديق عبدالعزيز أحد مؤسسي الصحوة الإسلامية في كوردستان العراق وكان من قيادات الفكر الإسلامي، ومن روادها الذي نشأ على يده العديد من الشباب الموهوبين في العمل الإسلامي. وقد كونوا عدة حلقات تنظيمية في معظم مدن وقرى كردستان حتى عام 1985م، وكانوا يصدرون مجلة باللغة الكردية باسم " الوحي" ويقومون بتوزيع مواضيع مكتوبة ومترجمة على تنظيماتهم.

وعندما التحق عدد من أعضاء جناح صديق عبد العزيز بجامعتي الموصل وبغداد، تعرفوا إلى جماعة أخرى للإخوان، وذلك عن طريق سيد أحمد عبد الوهاب، تلك الجماعة التي بدأت نشاطاتها في بداية الثمانينات تحت اسم (جماعة الراية).

ومن أبرز شخصيات هذه الجماعة:

د. عبد المجيد (أبوذر) ، د. عصام الرواي، محمد فاضل السامرائي ، محمد إبراهيم، وعلى أبو الحسن ، وبعد أن تعرفوا إلى بعضهم بعضا عام 1985 وقع كلا الطرفين على وثيقة عمل مشترك، وبذلك اندفع عمل الإخوان في كردستان بنظيره في العراق، وأصبح الشيخ عثمان عبد العزيز مشرفا رمزيا على كردستان، ولكن المشرف الفعلي كان صديق عبد العزيز.

تاسيس الحركة الإسلامية

الحركة الإسلامية في كردستان العراق هي حركة إسلامية سياسية كردية تأسست في عام 1987 على يد مجموعة من علماء الأكراد ابان حكم النظام العراقي برئاسة صدام حسين، وكان هدفهم مقاومة حزب البعث ونشر الفكر الإسلامي وتقوية الهوية الإسلامية للأكراد وأنتشرت الحركة وتوسعت بعد عام 1991 أي بعد الانتفاضة الكردية.

وتكافح الحركة من أجل تحقيق مصالح الشعب الكردي في كردستان العراق ويكون دستور الحكم القرآن والسنة النبوية.

هجرته ومحنته

صدر أمر باعتقال واغتيال العلامة صديق عبدالعزيز، سنة 1986 من قبل حكومة البعث، وحينما وقع إثنان من أعضاء الجماعة في يدي حكومة البعث عام 1987م هرب الشيخ صديق إلى إيران، حيث سعى لإعادة نشاط الإخوان بلاد الغربة (إيران) وتم ذلك في 9 نوفمبر 1988م بالإشتراك مع صلاح الدين محمد بهاء الدين ومجموعته، وقاموا بنشاطات تربوية وتنظيمية وطلابية معا، واستمروا على ذلك حتى انتفاضة مارس (آذار) 1991م وعودته مرة أخرى إلى كردستان.

في عام 1992 أسس حركة النهضة الإسلامية الكوردستانية مع عدد من أخوانه و عين أميناً العام للحركة، واستمرت إلى يوم 20 أغسطس 1999م، حيث توحدت في ذلك التاريخ مع الحركة الإسلامية، إذ أعلنا حزبا جديدا باسم (حركة الوحدة الإسلامية في كردستان [العراق]])، بقيادة الملا على عبد العزيز، وأصبح أخوه صديق عبد العزيز نائبا له، غير أنه سرعان ما انفصل الطرفان، وكون الشيخ صديق في عام 1995 جمعية السلام الخيرية، والتي ما زال لها دور كبير في معاونة الأسر الفقيرة واليتامي والمرضى وغيرهم حتى يومنا هذا.

وفاته

ظل الشيخ صديق عاملا مجاهدا لدينه ووحدة وطنه، حتى عام عام 2012 حينما تدهورت حالته الصحية أبتعد عن العمل الإسلامي العام، وظل كذلك حتى توفي يوم 9 ديسمبر 2019م بعد صراع مع المرض؛ وأقيمت مراسم العزاء في جامع أبو بكر الصديق في مدينة حلبجة.

المصادر

  1. نبذة مختصرة عن حياة الشيخ صديق عبدالعزيز محمد
  2. وفاة العلامة صديق عبدالعزيز، 9 ديسمبر 2019
  3. الحركة الإسلامية في كردستان، مركز المسبار للدراسات، 2011