صنعاء وشعابها

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
صنعاء وشعابها

بقلم : خيري منصور

مبادرة تؤدي الي ابعد من النداء الوطني

سواء نسب القول كل الطرق تؤدي الى مدينتنا لاهل سمرقنداو صنعاء او مكة،فان توقيع فتح وحماس على مبادرة الرئيس اليمني علي عبدالله صالح،يحقق ما هو ابعد من النداء الوطني الفلسطيني ،فقد بحت الاصوات وهي تطالب بحد ادنى من الالتئام الوطني،في الوقت الذي اندفع فيه حصار غزة الى اقسى واقصى ما يمكن تصوره،بل تجاوز كل التصورات بعد ان اضاف الاحتلال القتل والتدمير الى الحصار والتجويع،وقطع الارزاق.

لكن ما ان يمهر الفصيلان الفلسطينيان مبادرة ما بالتوقيع حتى يشوب اللحظة قلق ترسب من الفوبيا الفلسطينية،التي تستوطن الذاكرة،فقد صفق الفلسطينيون والعرب لاتفاقيات منها ما انتهى قبل ان يبدأ،ومنها ما تم تنكر الاطراف له قبل جفاف الحبر،

لكن اللحظة الفلسطينية الان اكثر من حرجة ومثل هذا الاتفاق حتى في حده الادنى يأتي متأخرا عن موعده بشهور وبمقياس آخر قد يكون متأخرا عن موعده باعوام او عقود.

فالاختلافات لا تبدأ منذ لحظة انفجارها،فهي تتفاقم في الباطن زمنا وتتغذى من التوتير والتربويات الكيدية قبل ان تصل الى لحظة الانفجار.

ولو عاد احد الطرفين يوم الخميس الماضي بخفي حنين الى فلسطين،لكان الوضع اسوأ باضعاف مما كان عليه قبل التوجه الى صنعاء،لكن اضافة يوم او يومين كانت حاسمة على ما يبدو لاذابة ما تبقى من جليد رغم الارتفاع المفاجئ في درجات الحرارة في هذا الربيع العربي الساخن،


نرجو عدم تكرار ماحدث بمكة

ما نرجوه،هو ان لا يتكرر ما حدث في مكة وفي اعقاب اتفاقها في صنعاء من ان الملدوغ يخاف من جرة الحبل،ولان الفلسطينيين يضعون ايديهم على قلوبهم كلما ارتطم كوز فيصل بجرة اخر،رغم ان الفخار الذي يكسر بعضه هو رهان صهيوني بامتياز،فقد وفر الصراع بين رام الله وغزة لتل ابيب وساستها وجنرالاتها فرصة اضافية لكسب الوقت،كما وفر لاعلامها فرصة ذهبية كي تقول للعالم:ان الفلسطينيين يأكلون بعضهم،وهم دون سن الرشد وبالتالي دون سن الدولة.

لقد خسر الفلسطينيون وحدهم بسبب تلك القطيعة بل تحولت القطيعة الى غنيمة بالنسبة لحكومة اولمرت.

وبعيدا عن المواعظ وفلسفتها التي لم تعد تقبل الصرف ميدانيا،فان الوحدة الوطنية في الوضع الخاص الذي يعيشه الفلسطينيون من تحريم الدم الفلسطيني واعتباره خطا احمر تم تجاوزه،وسقط فلسطينيون في حرب شبه اهلية لا يزالون عالقين لا على الحدود بل في المساحة الحرجة بين الشهداء والقتلى،

لقد جربت صنعاء من قبل مثل هذا النزاع لكنها شجعت النزاعات الاهلية من غيرها لهذا فان الوصول الى اتفاق بين حماس وفتح على اراضيها تكون له دلالة مزدوجة،فالطرق كلها تؤدي الى صنعاء.،،

المصدر