عبد الله المطوع والعمل الخدمي والجهادي

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
عبد الله المطوع والعمل الخدمي والجهادي


مقدمة

تتدافع الأيام وتتزاحم الليالي وتظل ذكر الصالحين تتعمق في نفوس الجميع، لما لمسوه من الفهم السديد، والإيمان القويم، والعمل الدؤوب لنصرة هذا الدين، وظلوا كذلك حتى لقوا الله وهم على ذلك.

في مثل هذه الأيام وخاصة الأحد 10 شعبان 1427 هـ الموافق 3 سبتمبر 2006م، ودع المجاهد الشيخ عبد الله المطوع – مؤسس جمعية الإصلاح الاجتماعي – والتي أصبحت لها في نفوس الجميع مكانة لأثرها الواقعي والفعال على ارض الواقع داخل الكويت وخارجها.

رحل المطوع وقد ودعه ورثاه العلماء والأمراء والمحبين والفقراء والدعاة والتلاميذ والشعراء، لما تركه في نفوسهم من تأثير تربوي ومواقف عملية وحية للإسلام الوسطي.

البداية

ولد الشيخ عبدالله بن علي بن عبدالوهاب المطوع القناعي عام 1345ه الموافق 1926م بالكويت ، ونشأ في أجواء عائلية ملتزمة، وكان التدين هو الطابع الذي يغلب على أسرته، وحرص والده على تربيته على الأخلاق الحميدة والقيم الإسلامية العظيمة، كما كان يغرس فيه معنى الالتزام وحب الطاعة وكان يصطحبه إلى المسجد وخاصة صلاة الفجر.

تلقى تعليمه وعمل جاهد على التقرب من العلماء وأصحاب الهمم العالية من العاملين للإسلام، وكان شقيقه الأكبر عبد العزيز معاونا له على ذلك.

الصحبة الصالحة

عند بلوغه سن الرابعة عشر عاماً اشتغل في العمل التجاري وتنمية الموارد، وظل يتمرس في هذا المجال حيث أهله لمزيد من معرفة الرجال، وبالصلات القوية مع الجميع في داخل الكويت وخارجها، خاصة المنتمين للحركات الإسلامية، وفي مقدمتها "حركة الإخوان المسلمين"

والتي التقى مع مؤسسها الشيخ حسن البنا في رحلة الحج عام 1946م - 1367هـ وكان في صحبة شقيقة عبد العزيز، حيث أعجبا بمنهجه في العمل للإسلام وفهمه الواقعي لطبيعة الصراع، وقد أهداهما كتابين كانت لها تأثير كبير على الرجلين، ومن ثم عادا وفي نيتهما السير على خطاه.

انطلاق

لم يكن من طبيعة المجاهد عبد الله المطوع - ولا شقيقة - الركون للراحة أو الدعة لكنه حمل على عاتقه نقل الفكر العملي لٌسلام إلى الواقع، وبالفعل أسهم في تأسيس جمعية الإرشاد الإسلامي في عام 1950م كأول عمل إسلامي مؤسسي بالكويت، وجمعية الإصلاح الاجتماعي في مطلع الستينيات، وقد سارت الإصلاح على نفس أهداف ومبادئ جمعية الإرشاد، وظل رئيساً لمجلسي إدارة جمعية الإصلاح ومجلة المجتمع حتى وفاته.

كان للمطوع دور في الدفاع عن القضية الكويتية في المحافل الإقليمية والدولية حتى أنه أصدر صحيفة "المرابطون" في بريطانيا للدفاع عن الكويت، والتنديد بالاحتلال، ومطالبة الدول العربية بالتعاون لطرد الغازي العراقي.

كما شارك في العديد من الوفود الشعبية التي زارت دولاً كثيرة برفقة يوسف الحجي والنائب أحمد السعدون ووزير الإعلام يوسف السميط وأحمد سعد الجاسر وآخرين لشرح القضية الكويتية، وظل كذلك حتى نالت الكويت حريتها.

جهاده

ظل المطوع مجاهدا،منافحا،عن قضايا الوطن،فكما وقف بجانب قضية بلاده الكويت ونافح عنها بكل طاقته في جميع الأوساط والمحافل، عمل أيضا من أجل القضية الفلسطينية، ودعمها.

فيذكر الأستاذ إبراهيم غوشة في مذكراته:

أن الأخ المطوع كان له الدور الكبير في إقامة معسكر الشيوخ بمنطقة الأغوار في الأردن لمناجزة اليهود، وكان يقدم لهم الدعم المادي والمعنوي، بل كان يشجع الفلسطينيين المتواجدين في الكويت بالعودة لفلسطين للجهاد ضد اليهود. وليس ذلك فحسب بل وقف مع قضية الشعب الأفغاني، حيث دعم المجاهدين وقام بزيارتهم.

شيم الرجال

كان عبد الله المطوع من أبرز رجالات العمل الخيري، محبا له ومنفقا سخيا على جميع أوجه البر والخير، وكان يستقبل بمكتبه أصحاب الحاجات، ويسعى جاهدا إلى تلبية احتياجاتهم. من الشخصيات البارزة في الكويت ومن أهل الخير والصلاح، وقد عرف بالتجارة، وصاحب أيادي بيضاء كثيرة في مساعدة المحتاجين ونشر الخير بين الناس.

يقول المستشار عبد الله العقيل:

يشهد الله أنه كان سبّاقاً في كل ميدان من ميادين الخير لا يجاريه أحد من أقرانه وإخوانه، وكان صاحب دعوة ومربياً من الطراز الفريد المتميز الذي يسع الصغير والكبير، والأمير والفقير؛ بحيث يترك أطيب الأثر في النفوس لصدق نيته ونبل غايته، وحسن أسلوبه، وسعة صدره في استيعاب المخالفين من إخوانه أو خصومه على حد سواء، وكان يتميز بالصبر والمصابرة والعمل الدؤوب لتحقيق ما يؤمن به من أهداف الإسلام.

قالوا عنه

كتب محمد السلمان في الوطن:

من الصعوبة بمكان سد الفراغ الذي تركه الفقيد الكبير رائد العمل الخيري والدعوي عبدالله العلي المطوع الذي شيع إلى مثواه الأخير أمس بحضور حشد كبير من المعزين.

وجاء في افتتاحية الراي الكويتية في عددها الصادر 4 سبتمبر 2006م:

إذا تحدثت عن رموز الخير، ليس في الكويت فحسب بل عربيا وإسلاميا ودوليا، يتصدر "العم" عبد الله علي المطوع الصدارة. وإذا تحدثت عن رموز الحكمة تنتفي صفة المقارنة الشخصية ويصبح العم هو الصفة التي يقارن الآخرون بها فيقال: "كن مثل العم عبد الله" ... أي كن حكيما.
كان في قلب كل حدث يهم دينه ووطنه، يعمل بجهد وإخلاص للقضايا الحقيقية تاركا لغيره التصريح والظهور الإعلامي. كان اللاعب الرئيسي في استنباط الحلول والتخطيط لها، يلجأ إلى حكمته الكبار لتجاوز عثرات الطريق، ويحيط به الجميع لإدراكهم أن قامته تتجرد من الانتماء الخاص إلى الانتماء الإنساني.

وكتب طاهر إبراهيم – كاتب سوري – في صحيفة السياسة:

عندما يصاب المسلم بموت عزيز كريم الشمائل يحار من أي هذه الشمائل يبدأ ويندر أن يجتمع بعضها في عظيم قوم. وإذا كان أبو بدر - يرحمه الله - لم يتطلع إلى منصب سياسي - فقد كان اكبر من السياسة ورجالها- فقد دخل ميدان العمل العام من أوسع أبوابه.

وكتب أحمد عبدالرحمن الكوس في الوطن:

إن العم أبا بدر أمة في رجل واحد ورجل في أمة، وكنت منذ زمن بعيد اسمع عن أعماله الخيرية حيث سخر تجاربه وما يملك في الإنفاق في سبيل الله ودفع زكواته وصدقاته حتى ازدحم على باب مكتبه ورأيت ذلك من النساء والرجال الفقراء والمحتاجين وكان لا يرد أحدا.

هذا وقد نعاه الأستاذ محمد مهدي عاكف المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين حيث قال:

انه وإخوانه ينعون إلى الأمة الإسلامية علما من أعلام الدعوة الإسلامية، ورجلا من رجالات العمل الخيري ومن الرعيل الأول للحركة الإسلامية في الكويت الشيخ عبدالله علي المطوع "أبو بدر" الذي لقي ربه بعد تاريخ حافل بالعطاء والبذل والجهد في شتى المجالات.

رحم الله أبا بدر المجاهد الشيخ عبد الله المطوع،حيث ترك في نفوس الجميع أثر وبصمات، وخلف من الأعمال التي نحسبها تشهد له بالخير أمام الله سبحانه.

للمزيد عن الإخوان في الكويت

وصلات داخلية

كتب متعلقة

ملفات متعلقة

مقالات متعلقة

.

تابع مقالات متعلقة

.

.

من أعلام الإخوان في الكويت

وصلات خارجية

مواقع الإخوان في الكويت

وصلات فيديو