كلمة عن معركة الفرقان
اذهب إلى التنقل
اذهب إلى البحث
- قالوا "الرصاص المصبوب" وقلنا "معركة الفرقان"... اثنان وعشرون يوماً من الحرب الهمجية التي لم يرَ شعبنا لها مثيلاً منذ بداية الاحتلال، استنفر خلالها العدو الغاصب كلّ آلة الدمار والقتل والإجرام، فالطائرات الغادرة تغطي سماء غزة وتصبُّ نيران الحقد الأعمى على شعبنا، والدبابات والمجنزرات تتقدم صوب أرض العزة التي طردت جحافل الغاصبين من قبل، والبوارج الحربية في عرض بحر غزة تصوب مدافعها نحو قلعة الشهداء التي قهرت جبروت الاحتلال والتي طالما تمنى قادة العدو أن يستيقظوا ليروها وقد غرقت في هذا البحر.
- لقد حشدوا لغزة كل ترسانتهم العسكرية التي تكفي لاحتلال دول وتقويض أنظمة وسحق جيوش بأكملها، لكنّهم تقدموا إليها خائفين لا يعلنون هدفاً ولا يحددون غاية لأنهم اعتادوا أن أهدافهم تتساقط أمام حصون غزة وغاياتهم تتحطم على صخرة صمود غزة، لقد أرادوها حرباً صادمة تربك الصفوف وتنشر الفوضى والخراب وتخلط الأوراق وتحسم الموقف في أيام بل ساعات.
- لكن في مقابل هذا الإجرام وجدوا في غزة شعباً لا كغيره من الشعوب التي استمرأت الذل وتشربت الهزيمة، وجدوا في غزة قيادة لا كقيادات الخنوع ومسوّقي الخذلان ومثبطي الهمم، وجدوا في غزة مقاتلين لا كالجيوش المتخمة بالشعارات التي نسمع جعجعتها ولا نرى لها أثراً، وجدوا في غزة رجال العقيدة ونساء العزيمة وأطفال الكرامة وشيوخ النخوة، فارتسمت على أرض غزة عبر اثنين وعشرين يوماً صورة رائعة وفريدة قرأ عنها العرب والمسلمون في تاريخ الأمجاد ولكنّها اليوم تتحقق على أرضنا بفضل الله تعالى، امتزجت صورة المعاناة مع البطولة والمأساة مع الشموخ، والألم مع العزة، والحزن مع الثبات، امتزجت صورة المجاهد المقدام الذي يحمل روحه على كفه مع صورة المواطن الصامد الذي يحتضن مقاومته ويسطر صفحات عظيمة من الوفاء والصبر والمرابطة على أرض فلسطين المقدّسة.
- لقد قدّمت غزة المحاصرة الصامدة وقيادتها المجاهدة ومجاهديها الفرسان وشعبها المعطاء نموذجاً مميزاً من الثبات على المبادئ واستقلال القرار والحفاظ على الثوابت، وسقطت على أسوارها مؤامرات الاستئصال والاستعباد، وانتصرت على أرضها آيات الفرقان واندحرت أرتال الحقد التلمودي المأفون، وتحقق وعد الله لعباده المؤمنين وجنوده المخلصين، فقد سبقت كلمته لعباده المؤمنين (إنهم لهم المنصورون*وإن جندنا لهم الغالبون).
المصدر:كتائب الشهيد عز الدين القسام-المكتب الإعلامي