كيف نستقبل رمضان

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
كيف نستقبل رمضان


بقلم:أ/علاء محمد عبدالنبى

أ/علاء محمد عبدالنبى

تمر الأيام والسنون ويأتي رمضان من كل عام, والمسلمون في حيرة من أمرهم ما بين مضطهد ومظلوم ومستعمر عسكريا أو فكريا, ولكنة النصر ا؟لآتى بأذن الله تعالى.


ومن أجمل ما كتبه إمامنا الشهيد حسن البنا علية رحمة الله بمناسبة قدوم شهر رمضان المعظم في جريدة الاخوان المسلمين, العدد32, رمضان 1353 هجرية - 13ديسمبر 1934 ميلادية بعنوان: (كيف نستقبل رمضان)


انه هلال رمضان، الله اكبر الله، ربى وربك الله، اللهم أهله علينا باليمن والإيمان والسلامة والإسلام، والتوفيق لما تحب وترضى، هلال خير ورشد، آمنت بالذي خلقه، الحمد لله الذي ذهب بشهر شعبان وجاء بشهر رمضان.


في مثل هذا الوقت من العام الفائت كنا نستقبل رمضان، وها هو قد عاد في هذا العام بغرته المشرقة، وطلعته البراقة المنيرة لنستقبله مره أخرى، فمرحبا بشهر الطاعة والتزكية والعبادة والطهر.


وترى هل شعر احدنا بأنها حلقة من سلسلة الحياة المحدودة الحلقات نقصت، ومرحله من مراحل الأجل المعدودة قطعت،وخطوة في طريق الحياة إلى النهاية الغائبة عن كل إنسان لتدرى كم كتبت بعدها لكل منا خطوات ؟


لقد تلاشت هذه الأوقات في محيط الماضي الواسع الفسيح، وذابت في طيات أمواجه، كما يذوب الجليد الذي صهرته الشمس وفنيت فناء لن تعود بعده أبدا وهكذا تتلاحق الأعوام وتتابع السنون.حبذا لو كان كل واحد منا يحاسب نفسه إذا أصبح وإذا أمسى عن هذه الساعات التي هي أجزاء حياته فيما أنفقها ؟ وما الذي اكتسبه فيها ؟ والى اى مصير أدته؟ " وما من يوم ينشق إلا وينادى: بابن ادم، أنا خلق جديد وعلى عملك شهيد فاغتنم منى فاني لااعود إلى يوم القيامة)، ما ارخص الوقت في نظرنا، وهو أغلى شيء !أليس الوقت هو الحياة ؟!


لقد قالو إن الوقت من ذهب، ولاارهم إلا قصروا، فان الذهب إن ضاع منك عوضته والوقت إن ضاع منك لم تعوضه ولو أنفقت ملء الأرض ذهب، ومن ذا الذي يقيس الحياة بالذهب ؟! إن الذي جعل الوقت من ذهب بخسه حقه، فالوقت في حياتنا هو كل شيء، وان كنا لم نعتبره شيئا، واعتقد إننا في اللحظة التي نقدر فيها أوقاتنا، ونعرف كيف ننفقها فيما يتفق مع قيمتها ويتناسب مع قدرها، نصبح أرقى الأمم واسعد الشعوب، فهل يقدر لنا نحن اللذين ضبط لنا الإسلام الأوقات ضبطا ليس أدق منه ولا أروع وجعل للذين يراعون الشمس والقمر منزلة في الجنة؟


تعالوا يا احبائى، نرى الذي استفدناه لأنفسنا أو لامتنا خلال عام كامل مضى بدقائقه وسعاته وأيامه ولياليه:


  • هل اهتدينا في رمضان الماضي إلى أسلوب صحيح من أساليب تربيه النفوس الأرواح وتزكية الأخلاق فحرصنا عليه ونهجنا نهجه حيى جاء رمضان هذا العام، فإذا نحن أزكى نفوسا من ذي قبل ؟
  • هل تمكن قطر شرقى اسلامى خلال هذا العام من فرصة سانحة كسر فيها القيود والأغلال، وخلص مما هو فيه

الويلات، واندفع في طريق الترقي والكمال ؟

  • هل وفقت حكومة اسلاميه أو زعامة شرقية إلى وضع ناموس اجتماعي يوقف تيار هذا الفساد الخلقي والاضطراب الاجتماعي والألم النفسي الذي يشمل كل مرافق الحياة، وكان له في النفوس أسوأ الأثر وأعظم الضرر؟
  • وهل اخذ المسلمون بأحكام القران الكريم، وطالما سمعوه ووعوه، وهم يعلمون انه أساس الإسلام ؟لا


إذن لم يجد علينا جديد نسر به ونفرح له، ولا زلنا في موقفنا حيث نحن كما كنا منذ عام، وإذا استمر الحال على ذلك لم يريدنا مر الأيام إلا تأخرا، وذلك ما يذيب لفائف القلب لوعة وأسى.ولئن كان التفريط في الماضي جريمة، فانه في المستقبل اشد جرنا واكبر إثما، فهيا يا أبناء الإسلام ننتهز فرصة رمضان الجديد لنتجدد.


تجددوا تجددوا يا شباب الإسلام، اخلعوا هذه الرثة الباليه الخلقية الماجنة الطاغية الكاسية الضعيفة الناعمة الغارقة في الامانى والشهوات واستبدلوا بها في رمضان الجديد نفوسا جريئة في الحق، شاعرة بالواجب, مقدرة للاماته، كلها فتوة وهمة وقوة ونزوع إلى المعالي، وعزوف عن الصغائر، وطموح إلى المجد، الذي خلده الله لكم في كتابه (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ )المنافقون 8


جددوا أنفسكم، وزكوا أرواحكم، واستعينوا بالصبر والصلاة والصيام والطاعة والقيام، وجددوا توبة نصوحا ترضى ربكم، فيرضى بها عنكم واحذروا أن يمر بكم رمضان فلا تصقل به النفوس، ولا تزكى به السرائر، ولا تطهر به الاروا ح وليس بجميل أن ينادى منادى الحق تبارك وتعالى وقد جاء رمضان يا باغي الخير هلم ويا باغي الشر اقصر، فلا يبادر المسلمون إلى الاجابه، ولا يسارعون إلى تلبيه الداعي البر الرحيم.وحانية، ولهذا اثر إن تخلوا بنفسك، وتستجوب أصداء حسك في خلوة من ليل أو نهار، فتسأل نفسك عن واجبها نحوربها ودينها وأسرتها وأمتها ووطنها وقربتها، والى اى حد قامت بشعب هذه الواجبات وفروعها، وثق بأنك ستفهم عن نفسك في هذه الخلوة الربانية أكثر مما تفهم عنى، ولو كتبت لك كل هذه الصفحات، وثق ياعزيزى إن العلم الصحيح إنما ينبع من الروح، ويفيض من القلب، ويتفجرمن جوانب النفوس الزكيه المشرقة، فكن عبدا ربانيا معلق القلب بالله، تراه يملا نفسك بهجة وسعادة.


والله ولى توفيقنا وتوفيقك إلى ما يحبه ويرضاه.