لا للعسكر والفلول والانقلابيين
منسق حركة صحفيون من أجل الاصلاح

تحتاج مصر الثورة الي وضع نقاط علي الحروف ، وسط ضجيج أصوات متطرفة، انقلبت علي الثورة وتحالفت مع العسكر الخائنين ، وتنكرت لشهداء 25 يناير ، لتحقيق مصالح شخصية ضيقة ، وتصفية حسابات سياسية نكراء ، مع التيار الاسلامي وفي القلب منه جماعة الإخوان المسلمين، رغم نداءات الحكماء والعقلاء الوطنيين بالتوحد الثوري في اللحظة الفارقة لاسترداد ثورة 25 يناير.
وللأسف ، عندما استفاق بعضهم من خديعة تحالف"العسكر- الفلول" ، ووجدوا أنفسهم أمام حكم عسكر انقلابي ينتقم من الثورة المجيدة ومن شاركها فيها ، وعودة فاشية سريعة لفلول مبارك في مفاصل الدولة العميقة ، وجدناهم يعيدون انتاج خطاب عدائي لا يصب في صالحهم " قومجية او يساريين او ليبراليين" علي الأقل ولا صالح الوطن والثورة ، بل يصب في صالح المغتصب الانقلابي الذي كسر انوفهم وأعينهم ، فلا هم اسقطوا العسكر ولا ابعدوا الفلول ولا حسموا خصومتهم غير الشريفة مع الإخوان كما يحلو لهم الهتاف في مربع "طلعت حرب" بعد أن حرموا من دخول "ميدان التحرير"!.
يحدث هذا رغم أن الإخوان وكل احرار مصر من مختلف الاتجاهات الوطنية الثورية الشريفة ، ومنها اتجاهات مضادة فكريا للاسلاميين ، يقودون مسيرة استرداد الثورة المجيدة والشرعية المسلوبة ، ويدفعون ضرائب باهظة من ارواحهم وحرياتهم لتكون المفارقة واضحة ، بين من يهتفون ضد العسكر والفلول في شارع ضيق ويشاركونهم الحكومات ومجالس الديكور المعينة ودعم الارهاب والقمع وجرائم الابادة البشرية في كل مكان ، وبين من يضحون بكل شيء لأجل ان يرضي الله ثم ينعم الوطن والمواطن بالحرية والديمقراطية والعيش الكريم ويهنأ الشهداء والمصابيين منذ 25 يناير حتي الان بالقصاص الناجز .
إن العبرة بالخواتيم ، والثورات بالنهايات ، والنكوص عن طريق الثورة قبل حسمه كاملا ، يخالف القسم الذي اقسم عليه الثوار في 25 يناير بالوفاء لمطالب الشهداء الابرار والاحياء الاحرار ، فما كان للثورة دام واتصل وماكان للسياسية وحساباتها الضيقة انقطع وانفصل وافسد ما حصل ، وما حدث من المجموعات التي انقلبت كان تغليبا للسياسة علي الثورة .
وهنا نجب ان نفرق بين ما هو ثوري وبين ما هو سياسي وان نفصل بينهما ، فالسياسة يجب ان تكون في خدمة الثورة لا أن تكون الثورة في خدمة السياسة ، فالثورة هي التي تنتجها وتخلق جيلا جديدا من الساسة ينفذون مطالبها ، وما وجدت السياسة في زمن الثورات الا لحراسة المطالب واقرارها لا قيادة الحراك .
إن السياسة اذا ناكفت الثورة فسدت وافسدتها ، والغاضبون من الإخوان لهم مقاعد المعارضة ومواجهتهم انتخابيا طالما كان الصندوق شفافا والجماهير هي الفصل والحكم والقضاء هو المشرف ، اما خلط مناكفات الساسة بالثورة فجريمة وخطأ كبير وثبت فشله وخطره .
إن مصر لا تستحق حكم العسكر ولا عودة الفلول ولا جرائم السطو المسلح للانقلابيين علي السلطات الثلاثة في مصر ، تنفيذية وتشريعية وقضائية ، وحرق الوطن وافشاله اقتصاديا واجتماعيا وامنيا وخارجيا ، وتسليمه فريسة سهلة للمخطط الصهيوامريكي.
إن اسقاط الانقلاب العسكري الدموي يحقق مطلبين ثوريين مهمين وهما : اسقاط حكم العسكر ووقف عودة الفلول ، اما عودة الشرعية الدستورية علي ارضية مطالب الشهداء فهي صمام الأمان لعدم عودة العسكر او الفلول أو اي حدوث أي انقلاب علي أي رئيس اي كان انتمائه مرة أخري فضلا عن تمكين الثورة والثوار جميعا ، فما للثورة للثورة وما للسياسة للسياسة وكلنا بذلك سننتصر .
ان حراك 28 يونيو 2013 ، قدم الكثير من التضحيات ، كي يسترد ثورة 25 يناير من قبضة تحالف العسكر والفلول، ، والثورة باتت ماضية في طريقها ، تحشد كل معادلات تحقيق النصر انتظارا لللحظة الفارقة التي يحددها الله عزوجل وماهي ببعيد فمن شاء الوفاء للشهداء فليقوي حراكها ومن ابي فليكف شره عن ثورة 25 يناير وليستعد لمقابلة الشهداء يوم الحساب .
المصدر
- مقال:لا للعسكر والفلول والانقلابيينموقع:نافذة مصر