مدير أكاديمية الشهيد صلاح شحادة يروي ذكرياته مع الشهيد الدكتور المقادمة
حوار خاص:
تصادف اليوم الذكرى السنوية الخامسة على استشهاد القائد المفكر الشهيد الدكتور إبراهيم المقادمة، في هذه الذكرى العطرة أجرى المكتب الإعلامي لكتائب القسام حوار خاص مع الأستاذ "أبو إبراهيم" مدير أكاديمية الشهيد صلاح شحادة العسكرية في كتائب الشهيد عز الدين القسام، وهو أحد الذين عاصرو القائد المفكر في السجون وأحد تلامذته الذين حملوا لواء كتائب الشهيد عز الدين القسام، عن قرب يتحدث "أبو إبراهيم" للمكتب الإعلامي عن حياة الدكتور المقادمة في الذكرى الخامسة لاستشهاده.
كان شخصية جهادية تأبى الذل والانكسار وكان في أحلك الظروف الأمنية ما بعد قدوم السلطة كان يعمل على تشكيل الجهاز العسكري بنفسه وهو الذي كان يقوم بمراسلة إخوانه هنا وهناك، فقام بتربيط خيوط الجهاز العسكري كله، هذا ما أكده "أبو إبراهيم" أحد تلامذة الشهيد المقادمة.
ويصادف يوم السبت 8/3/2008 م الذكرى السنوية الخامسة لاستشهاد القائد المفكر إبراهيم المقادمة أحد أبرز مفكري حركة المقاومة الإسلامية حماس ، والذي قضى نحبه في غارة إسرائيلية استهدفته بينما كان يستقل سيارته في شارع الجلاء بمدينة غزة بصحبة ثلاثة من مرافقيه.
- أبو إبراهيم بصفتك أنك كنت قريبا من الدكتور إبراهيم المقادمة حدثنا عن بعض المواقف التي عايشتها مع الدكتور إبراهيم ؟
- براهيم المقادمة هذا المجاهد الذي قاد مرحلة من المراحل في تاريخ الحركة الإسلامية لا يسعفنا في هذا الأمر السطور أو المجلدات ولا تسع هنا الكلمات صراحة في هذا الموضوع بل هو أكبر من أن يتحدث عنه إنسان أو حتى حركة تتحدث عنه هذا الرجل العظيم قاد أمة بل رسخ لمرحلة في مفهوم الصراع بين الحق والباطل لذلك كان الدكتور إبراهيم صراحة رجل المرحلة وكانت هناك لديه مواقف كثيرة وجمة في تاريخ الحركة الإسلامية أذكر من هذه المواقف بداية أن حدثنا هو بنفسه عن بداية انتماءه للحركة الإسلامية وعند بيعته للشيخ المجاهد أحمد ياسين أو قبل دخوله جماعة الإخوان المسلمين طبعاً كان الدكتور إبراهيم المقادمة رحمة الله عليه يستعد لدخول الإخوان المسلمين وبيعة الشيخ المجاهد أحمد ياسين على مواصلة طريق الدعوة والجهاد في سبيل الله تعالى.
- وقال له الشيخ إن ذاك يا إبراهيم إنك تنحو طريقاً صعباً مليء بالأشواك والمتاعب فهل أنت مستعد وأنت في كلية الطب! أو قد انتهيت من كلية الطب هل أنت على استعداد أن تبيع في السوق تترك مهنة الطب وتبيع في السوق بدلاً من هذه المكانة العظيمة والمرموقة ألا وهي الطب، فقال الدكتور إبراهيم المقادمة: نعم أنا مستعد.
- عند ذلك قبل الشيخ هذه البيعة من الدكتور إبراهيم المقادمة رحمة الله عليه، هذا طبعاً يؤشر إلى أن الدكتور إبراهيم المقادمة قد فهم طبيعة الانتماء لهذا الدين منذ البداية كما كان الصحب الكرام رضي الله عنهم عندما كانوا يبايعون رسول الله صلى الله عليه وسلم يبايعونه على أن يقوموا بمهمة هذا الدين وأن يخدموا هذا الدين حتى ولو عملت بهم السيوف كما كان في بيعة العقبة الثانية عندما بايع الرسول صلى الله عليه وسلم صحابته الكرام أو حتى في بيعة الرضوان عندما بايعهم على الموت هكذا كان إبراهيم المقادمة رحمة الله عليه كان رجل مرحلة، كان أمة في رجل بدأ فمنذ لحقه بركب الحركة كان مستعد للتضحية في سبيل الله سبحانه وتعالى .
- أبو إبراهيم الدكتور ابراهيم أعتقل بعد قدوم السلطة في سجونها ولاقى شتى ألوان المعاناة، حدثنا عن معاناته التي لاقاها في تلك السجون؟
- طبعاً عند الحديث عن اعتقال الدكتور في سجون السلطة نحن نتحدث عن رجل صمد صمود الجبال، الدكتور إبراهيم المقادمة مكث في الزنازين سجون تل الهوى تحديداً تسعة أشهر حيث كان وزن الدكتور إبراهيم عندما دخل السجن تقريباً 100 كيلو وبعد التسعة أشهر خرج من الزنازين ووزنه 54 كيلو بالضبط يعني تقريباً النصف بالضبط.
- كما مكث في التحقيق لوحده حوالي الأربعة أشهر وكل مرة كانوا يساومون الدكتور إبراهيم المقادمة رحمه الله تعالى على أن يتنازل عن المبدأ حتى يرحم نفسه كما يقولوا ويرحموا الذين كانوا معه لكن الدكتور إبراهيم المقادمة كانوا عندما يقولون له اكتب كانوا يضعون له على المكتب أوراقاً فارغة يقولون له أكتب ما رؤيتك للمرحلة ما رؤيتك لموقف الحركة الإسلامية هل أنت ضد أو مع اتفاقية أوسلو فكان الدكتور إبراهيم المقادمة يكتب لهم ما يغيظهم.
- وتابع "كان يحدثنا الدكتور إبراهيم المقادمة أنه بعد كل كتابة يزداد عليه التعذيب يعني كانت مساومة كانت شدة في التعامل وكان الدكتور إبراهيم المقادمة رحمة الله عليه يمثل عنوانا في الصمود والصبر في وجه التحديات صحيح كانت زنازين وكان التعذيب وكانت السياط ولكن الدكتور إبراهيم المقادمة رحمة الله عليه كان أسطورة ..
- كان أسطورة في الصمود والصبر والتحدي ما كان يخرج من جولة تحقيق إلا ويخرج منها أشد يعني مما أذكر أن أحد المجاهدين نزل إلى الدكتور إبراهيم المقادمة من التحقيق في الزنازين وهو قد تورم جسمه من شدة التعذيب فقال لهم يا إخواني هذه طبيعة الإسلام طبيعة دعوتنا أن فيها شدة وابتلاء أن نصبر وأن نحتسب فما هي إلا أيام قلائل ومدة يسيرة بإذن الله وكل شيء يزول .
- أبو إبراهيم كما ما أبرز الصفات التي سيطرت على شخصية الدكتور إبراهيم ؟
- شخصية الدكتور إبراهيم هي شخصية جهادية بالفعل ولم يكن الدكتور شخصية عسكرية فقط كما يظن البعض الدكتور إبراهيم كان بالفعل رجل موسوعة، فعندما كنا بالسجن كان بداية دخوله إلينا كان عبارة عن نهضة علمية وفكرية وتربوية لذلك أنا أريد أن أتحدث في نطاق السؤال بالفعل كان الدكتور إبراهيم المقادمة شخصية عسكرية كان شخصية جهادية تأبى الذل والانكسار الدكتور إبراهيم المقادمة كان في أحلك الظروف الأمنية ما بعد قدوم السلطة كان يعمل على تشكيل الجهاز العسكري بنفسه وهو الذي كان يقوم بمراسلة إخوانه هنا وهناك فقام بتربيط خيوط الجهاز العسكري كله.
- أبو إبراهيم عقب تعرض الجهاز العسكري لحماس في 96 إلى ضربة قوية من الأجهزة "الأمنية الفلسطينية" كيف نجح الدكتور إبراهيم أن ينهض به عقب الضربة؟
- هو صراحة نجح الدكتور إبراهيم ونحن في قلب المحنة كأبناء في الجهاز العسكري ونحن في السجون نجح في تعبئتنا روحيا وإيمانياً على أن هذه مرحلة من مراحل الجهاد وكان يقول لما دائماً أننا نحن في معسكر صيفي مغلق يعني تربوي ولذلك كنا في بعض الأحيان الدكتور إبراهيم ينظم لنا لقاءات في اليوم الواحد تعددت هذه اللقاءات عن عشرة لقاءات تربوية وفكرية وروحية ولذلك استطاع الدكتور أن ينهض بشباب الجناح العسكري داخل السجن وعندما خرج من السجن في بداية عام "2000 م" يعني في بداية هذه الانتفاضة كان هؤلاء الشباب أيضاً على تواصل مع الدكتور إبراهيم الذين طبعاً كانوا في داخل السجن رباهم وقام بهم وهيأ لهم أمورهم نفسياً وروحياً وفكرياً
- وبذلك حتى أنا مما أذكر أن الدكتور إبراهيم المقادمة كان بنفسه يشرف على عمليات يقوم بها هؤلاء الشباب وكان يشرف على تجنيد لهؤلاء الشباب مما أذكر أن الشهيد نضال ناصر رحمة الله عليه وهو الذي بدأ صراحة في ضرب الهاون وصناعة الهاون كان طبعاً أول لقاء له مع الدكتور إبراهيم المقادمة كان يقوم على تجنيده في صفوف إخوانه في كتائب القسام لذلك الدكتور إبراهيم صراحة ما كان يتقلص دوره فقط دور إشراف من بعيد بل كان ينزل في الميدان أيضاً ويتابع بنفسه بل كان أيضاً، أذكره وهو في بيته كان الأخوة الذين يأتون لزيارته يسأله هل أنت متدرب على السلاح فإذا كان غير متدرب على السلاح ينزله ويأمر الشباب بتدريبه على السلاح ويقول له على جميع أبناء الحركة أن يكونوا على قدرة على التعامل مع السلاح وعلى جاهزيتها.
- أبو إبراهيم الدعوة الإسلامية وهموم الدعوة طبعاً كانت هي شغله الشاغل "رحمه الله" ، علمنا أنك كنت أحد تلامذته لاسيما وقد حول منزله إلى أكاديمية دعوية هل لك أن تحدثنا عن هذا الأكاديمية ؟؟
- نعم صراحة الدكتور إبراهيم كان في الجامعة وهو أثناء عمله وهو طبيب أسنان في عيادة الجامعة كنا نلتقي معه وكان يعقد دورات تربوية وفقهية داخل الجامعة في الفترة التي يجلس فيها في عمله متفرغا وفي البيت كان يكون له لقاءات متعددة مع الأخوة أبناء الحركة الإسلامية كانوا يأتون إليه يعني أنا أذكر أنه في كل يوم أحد بعد صلاة العشاء كان هناك لقاء على مائدة فتح الباري في شرح صحيح البخاري وكان الدكتور صراحة يعطي إخوانه الكثير الكثير ولا يبخل عليهم أبداً كانوا يقرؤون ساعات طوال وكان يفرغ نفسه لهذا الأمر.
- مما أذكر أنه جاءته زيارة عائلية لأخيه وزوجته وما استطاع أن يقابلهم بل مكث مع الشباب يعلمهم واعتذر عن الزيارة مع أنه العائلة أتت إليه من مكان بعيد فالدكتور إبراهيم المقادمة صراحة كان يشكل في بيته أكاديمية دعوية وفكرية وعسكرية أيضاً ويثقف الشباب ويوعيهم وينطلقوا بعد ذلك راشدين إلى مساجدهم وكان ليس فقط في جانب العطاء في البيت وإنما كان يشرف بنفسه على أنه هؤلاء الشباب يقومون بإعطاء دروس في المساجد دروس تربوية وفكرية وإيمانية ودعوية وتثقيفية للمسجد .
- أبو إبراهيم ماذا كانت نظرة الدكتور إبراهيم المقادمة لمستقبل الجناح العسكري لحركة حماس ؟
- بصراحة كانت نظرة الدكتور إبراهيم المقادمة نظرة أمل لم تكن في يوم من الأيام نظرة تشاؤم كان الدكتور إبراهيم رحمة الله عليه يغرس في صفوف أبناء الكتائب أنكم أنتم من اختاركم الله سبحانه وتعالى اختاركم الله لأن تكونوا رأس الحربة للأمة الإسلامية جمعاء ولذلك يجب أن نكون على هذه الأمر وكان دائماً يردد هذا البيت من الشعر:
- قد رشحوك لأمر لو فطنت له فربأ لنفسك أن ترعى مع الغنم
- فالدكتور إبراهيم المقادمة كان ينظر نظرة كبيرة جداً لهذا الجهاز أن يتطور وأن يتضخم وأن يصبح مؤسسة عسكرية محترمة تضاهي المؤسسة العسكرية الأخرى ولكن تنصبغ بصبغة إسلامية فريدة من نوعها صبغة الجهاد والمقاومة في سبيل الله تعالى.
- كان نعم القائد الذي ينتظر الجنود حيث كان رحمه الله ينزل بنفسه مرابطاً أذكر مرة في منطقة الشمال والشباب كانوا مرابطين في إحدى الثغور وإذ بسيارة تأتي فينزل منها شخص يحمل سلاحه وجعبته وإذا به الدكتور إبراهيم المقادمة ويقول لرفيق دربه وكان معه ساعتها الدكتور عبد العزيز الرنتيسي يقول له نحن في خير كثير نحن صراحة وكأننا في حلم أن شباب الحركة الإسلامية الآن هم على الثغور يحملون السلاح بالأمس كنا مطاردين كنا في السجون كنا في المعتقلات نحن اليوم نقف على الثغور بسلاحنا نقاوم ونجاهد في سبيل الله تعالى، فكان وجودهم بين الشباب وهم مرابطون يمثل أمل كبير أن الحركة الإسلامية بشيوخها وأبنائها وشيوخها كلهم على قلب رجل واحد في الدفاع عن هذه الأمة وهذا الشعب .
- نحن نصادف الذكرى السنوية الخامسة على استشهاد الدكتور إبراهيم المقادمة ما الأثر الذي تركه رحيله في صفوف كتائب القسام ؟؟
- صراحة كان الأثر لاستشهاد الدكتور إبراهيم المقادمة له بعدان: البعد الأول أننا افتقدنا رجل عظيماً كان يشكل مرجعية لهؤلاء الشباب المجاهدين كان يشكل لنا حلاً لكل مشكلة نلجأ إليه ونرجع إليه وكان يعطينا ولا يبخل علينا صراحة، أما البعد الثاني صراحة أن استشهاده أعطى للشباب دفعة قوية جداً أن هذا الطريق هو بذل للدماء وخير دليل على ذلك أن الدكتور إبراهيم الذي كان بيننا يرشدنا ويعلمنا أن طريق الجهاد يعني طريق دماء وتضحية في سبيل الله تعالى وليست طريق راحة هاهو بنفسه يبذل روحه في سبيل الله تعالى ويتقدم إلى العلا شهيداً.
- لذلك كان استشهاد الدكتور إبراهيم المقادمة صراحة يشكل نقلة نوعية في الهمة العالية التي استطاع الشباب أن يحصلوا عليها بأثر استشهاد الدكتور إبراهيم المقادمة رحمة الله عليه لذلك هذان البعدان كانا مسيطرين على الشباب المجاهد في تلك الحادثة لاستشهاد الدكتور إبراهيم المقادمة رحمة الله عليه.
المصدر:كتائب الشهيد عز الدين القسام المكتب الإعلامي