مروة قاوقجي

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
مروة بنت يوسف ضياء قاوقجي



المرأة التي دخلت قاعة البرلمان التركي، بهامتها المرفوعة، فخورة بحجابها الإسلامي الشرعي (1388/1968 ـ معاصرة)

إحدى النماذج الإسلاميّة الرائدة للمرأة التركيّة المؤمنة في عصر الصحوة، نائبة تركيّة، مفكّرة إسلاميّة.

ولدت في أنقرة، نشأت في أسرة متديّنة متعلّمة، وكان جدّها ضابطاً تركيا استشهد في سبيل الله دفاعاً عن الوطن، أما أبوها فعمل أستاذاً لمادة الفقه الإسلامي، بجامعة أنقرة، وأمّها السيدة زينب أستاذة الأدب التركي في جامعة أنقرة أيضاً قبل أن تفصل بسبب ارتدائها الحجاب.

تخرّجت من مدرسة (أنقرة كوليج) ثم التحقت بكليّة الطب عام 1988 ، واضطرّت إلى ترك الكليّة بسبب سفر أسرتها إلى أمريكا، حيث تولّى أبوها منصب المستشار في (منظمة الاتحاد الإسلامي لفلسطين) ثم إمامة وخطبة الجامع المركزي في ولاية دالاس، والتحقت بالجامعة خلال هذه الفترة، وتخرّجت مهندسة كومبيوتر.

التحقت بعد عودتها إلى إستانبول عام 1997 ب(حزب الرفاه) ثم (ب حزب الفضيلة) وحملت مشروعهما الإصلاحي، وكانت مفكّرة من طراز جديد، ففي كلمة ألقتها في ندوة عقدت بمدينة شيكاغو الأمريكيّة تحت عنوان: (المسلمون على عتبة القرن الحادي والعشرين) جاء فيها: تركيّا بلد محصور بين الشرق والغرب حائرة بين الإسلام ونقيضه في محاولة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي الذي وعى جيّداً استحالة انضمامها إليه بسبب النهضة الإسلاميّة التي تحقّقت فيها، غير أنّ تركيّا أو بالأحرى الحكومات التركيّة لا تريد قبول هذه الحقيقة، وعندما نلقي نظرة متفحّصة على أحوال المسلمين نراهم: إمّا في حالة حرب كما في كشمير والبوسنة وفلسطين والشيشان وألبانيا، أو في حالة صراع مع حكومة تزعم أنّها مسلمة كما في تركيا، لذا فعلى المسلمين في كافّة أرجاء العالم التوحّد على عتبة الألفيّة الجديدة تحت راية الوحدة الإسلاميّة مما يحقق لنا حريّة الحركة الموحّدة متى لزم الأمر.

كشفت وجهالعلمانيه الدميم الذي حكم تركيا بعد سقوط الخلافة الإسلاميّة، وفضحت شعارات الحريّة التي ادعت المؤسّسة التركيّة الحاكمة حمايتها، عندما ارتعدت من منظرها وهي تدخل قاعة البرلمان التركي، بهامتها المرفوعة، فخورة بحجابها الإسلامي الشرعي.

وطرح موضوع حجابها على مجلس الأمن القومي في اجتماع عاجل، وخرج المجتمعون بقرار مفاده: أن الحجاب يتعارض مع مبدأ العلمانيّة التركيّة.

وتدخّل في هذه القضيّة رئيس الجمهوريّة سليمان ديمريل وطلب منها عدم حضور الجلسة الافتتاحيّة للبرلمان التركي.

لكنّها أعلنت أنّها متمسّكة بحريّتها الشخصيّة وأنّ الناخبين اختاروها وهي بهذا الزي، وأنّها كانت تدرس في الولايات المتحدة وهي محجّبة، وأصرّت على ارتداء الحجاب.

وقال رئيس الوزراء بولنت أجاويد: إنّ البرلمان ليس المكان الذي يجرؤ فيه أحد على تحدي النظام والدولة.

وصاح نوّاب اليسار الديمقراطي: أخرجي.. أخرجي.

وعلّق الكاتب شعبان عبد الرحمن في مقالة له بعنوان: حجاب مروة بمجلّة (المجتمع) الغراّء فقال: لقد أحيا هؤلاء النداء القديم الذي سجّله القرآن على لسان منكري الفطرة السويّة: (أخرجوا آل لوط من قريتكم إنّهم أناس يتطهّرون).

واستغل العلمانيّون ثغرة في صراعها القانوني مع المؤسسة الحاكمة وهي أنّ النائبة كانت متزوّجة من مواطن أردني يدعى علي أحمد أبو شنب، يحمل الجنسيّة الأمريكيّة، وأنها أخذت الجنسيّة الأمريكيّة ولم تتخل عن جنسيّتها التركيّة، قبل أن تنفصل عنه.

وجرت في إيران تظاهرات حاشدة دعماً للنائبة المحجّبة، استدعت على أثرها وزارة الخارجيّة التركيّة سفير إيران لدى أنقرة لإبلاغه الانزعاج الذي تحسّ به تركيا من جراء التظاهرات، وتضامنت معها النساء اليمنيّات وأصدرن بياناً وصف ما يحدث للنائبة بأنّه انتهاك صارخ لمبادئ حقوق الإنسان، والمبادئ الدينيّة والديمقراطيّة والانسانيّة وتحدياً لإرادة عشرات الآلاف من الأتراك الذين انتخبوا (مروة) لعضويّة البرلمان، وأكّد الاتحاد الإسلامي لأخوات كردستان مساندته وتضامنه مع الموقف الشجاع لمروة، موضّحاً أنّ هذا الموقف ليس دفاعاً عن حق بعينه، بقدر ما هو موقف مساند للانسان وحقوقه، وللمبادئ الديمقراطيّة، وللانتخابات الحرّة، واحترام صوت الجماهير.

المراجع