مسئول القسام بشمال غزة: قدمنا 42 شهيدًا
اذهب إلى التنقل
اذهب إلى البحث
مسئول القسام بشمال غزة: قدمنا 42 شهيدًا
الشهداء خط الدفاع الأول عن الأمة الإسلامية
نشاط جبَّار لكتائب عز الدين القسام
[21-10-2004]
مقدمة
أكد مسئول كتائب الشهيد عز الدين القسام في شمال القطاع وقائد معركة أيام الغضب على أن الحملة العسكرية الصهيونية قد فشلت فشلاً ذريعًا في تحقيق أهدافها؛ وذلك بفضل المقاومة المباركة، مشيرًا إلى أنَّ كتائب القسام عملت منذ اللحظات الأولى من الاجتياح على تجهيز صفوف كافة خلاياها بالعتاد العسكري المتاح للتصدي للهجمة الصهيونية، وأوقع المجاهدين الخسائر الفادحة في صفوف المحتلين الصهاينة ما أجبرهم على الانسحاب جارّين أذيال الخزي والعار.. واليكم تفاصيل الحوار:
نص الحوار

- بعد أن وفق الله المجاهدين من قصف مغتصبة "أسدروت" ووقوع عدد من القتلى والجرحى الصهاينة كُنَّا على يقين أن العدو سيصاب بحالةٍ من الجنون، وسيكون رده غير عادي، وبدأت تعزيزات الصهاينة على عدة محاور:
- أبو صفية، إيرز، مغتصبة إيلى سيناي، شرق مقبرة الشهداء، وكان عدد الآليات وأنواعها يُوحي لنا بعملية واسعة في شمال القطاع، وكانت عيون القسام الساهرة في المواقع المتقدمة تنقل لنا أخبار العدو أولاً بأول، عدد الآليات، أنواعها، أماكن تقدمها، وقد أعددنا خطتنا لدحر العدو ومنعهم من دخول مخيمنا وبدأنا بتنفيذ الخطة والانتشار في كل المواقع وتسليح المجاهدين بما يلزمهم لصد الاجتياح.
- ما التكتيكات التي اتبعتها كتائب القسام في تصديها للاجتياح، وخصوصًا قدرتها السريعة على توزيع المجموعات؟
- لقد وضعنا نُصب أعيننا هدفًا ألا وهو منع العدو من دخول مخيمنا؛ فزرعنا الشوارع والأزقة بالعبوات الأرضية والموجهة وانتشر عشرات الاستشهاديين على المواقع المتقدمة وفي المناطق المتوقع أن يدخلها العدو، وزودنا المجموعات بالوسائل القتالية الناجعة مع الآليات، والتي أثبتت فاعليتها مثل قذائف الياسين والأ ربي جي التي دمرت وأعطبت العديد من الآليات في معركة بيت لاهيا، والتي قادها الشهداء الأربعة، ويظهر ذلك من خلال تصوير الآليات المدمرة من هذه القذائف، أما حول سرعة توزيع المجموعات فهم دومًا جاهزون ومتأهبون لأي طارئ.
- كيف تنظرون إلى سبعة عشر يومًا من الاجتياح لم يستطع العدو فيها التقدم في معسكر جباليا، ولم يغادر فيها الجنود آلياتهم؟
- بفضل الله أولاً ثم رجال القسام الصناديد تقهقر العدو وتراجع دون أن يتمكن من الدخول لمتر واحد في مخيم جباليا في حين بقي في مناطق مكشوفة من بيت لاهيا وبيت حانون وجباليا البلد، وعندما فشل العدو في حملته بدأت طائراته تقصف البيوت على ساكنيها والمارة والمقاومين، في حين بقيت آليات العدو العسكرية في مناطق مكشوفة للطائرات المختلفة أباتشي، استطلاع، وبقي الجنود في آلياتهم يطلقون القذائف منها، ورغم ذلك فقد تمكن مجاهدونا بفضلٍ من الله من إعطاب وتفجير العديد منها بشكل يومي مما منعهم من التقدم طيلة الأيام السابقة ليتقهقروا ويندحروا مهزومين.
42 شهيد من كتائب القسام

- أكثر من 133 شهيدًا هي حصيلة العدوان على شمال القطاع قدمتم في كتائب القسام 42 شهيدًا منهم، فهل حقق العدو انتصارًا من خلال هذا العدد الكبير من الشهداء؟
- نحن لا نعتبر الشهداء خسارة؛ فالموت في سبيل الله أسمى أمانينا، كما أن عدونا يعد خامس قوة في العالم ويمتلك ترسانة كبيرة من الأسلحة أمام بدائية أسلحتنا التي نحرص على تطويرها رغم الحصار الخانق المفروض علينا، ولكني أؤكد لكم أنَّ خسارتنا كانت ستكون أعظم وأفدح لو تمكن العدو من احتلال مناطقنا، تصوروا لو لم تكن المقاومة تمنع دخول العدو ماذا كان سيحدث مئات الشهداء.. آلاف المعتقلين.. دمار وخراب أضعافًا مضاعفة مما هو عليه اليوم.
- في هذا الاجتياح اعتمد العدو على طائرات الاستطلاع التي تمكنت من اغتيال عدد كبير من المجاهدين.. كيف تعاملتم مع ذلك؟
- لقد طور العدو هذه الطائرة وأصبحت تحمل صاروخين هلي فير وتعمل الصناعات العسكرية الأمريكية والصهيونية على تطويرها حاليًا بشكل أكبر، وهي مزودة بكاميرات تمكنها من الرؤية الليلية والنهارية، وقد استخدم العدو هذه الطائرات في قطاع غزة عندما اغتال الشهيد القائد سعد العرابيد، ولقد رصدنا هذه الطائرة وشاهدناها تطلق صاروخ باتجاه سيارة الشهيد خالد مسعود، وبهذه الطائرة اغتال العدو الشيخ أحمد ياسين والدكتور عبد العزيز الرنتيسي وعائلة القائد أبو محمد الجعبري.
- ولقد بدأ العدو في اليوم الثاني من اجتياحه باستهداف المجاهدين والمقاومين من خلال رصدهم والتعرف عليهم سواء من خلال الزي العسكري أو الأسلحة التي يحملونها، وقد طالبنا الناس بتغطية الشوارع وخصوصًا في أطراف المخيم بالشوادر وإشعال إطارات السيارات حتى نشوش على هذه الطائرات، كما طالبنا مجاهدينا بعدم ارتداء الزي العسكري والتمويه في حمل السلاح والتفرق أثناء المسير وعدم ركوب السيارات، وقد قللت هذه الاحتياطيات بشكل واضح وملموس من هذه الظاهرة.
عمليات للقسام رغم العدوان
- برغم حجم العدوان إلا أن كتائب القسام استطاعت خلال الأيام الماضية من تنفيذ عدة عمليات استشهادية، إطلاق عشرات الصواريخ والقذائف على المغتصبات الصهيونية.. ما هو تعقيبكم على ذلك؟
- حجم الحملة وشراستها كان بحاجة إلى إرسال رسالة للعدو أننا نمتلك زمام المبادرة؛ ولذلك نفذنا مجموعة عمليات استشهادية أوقعت العديد من القتلى والجرحى في صفوف الصهاينة وباغت مجاهدونا العدو من خلف خطوطه، وقد أرسل الله لنا الضباب ليكون جنديًّا من جنود الله ﴿وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ﴾ (المدثر: من الآية 31)، فتوقف طيران العدو وكمن المجاهدون للجنود من خلف خطوطه الشمالية والشرقية، وباغتوه بعمليات نوعية جعلت الجنود يختبئون في آلياتهم مرعوبين يطلقون النار في كل اتجاه، ولقد كان هذا الضباب ساترًا لنا من عيون اليهود، ومن الكرامات التي منَّ الله بها علينا أن الضباب كان كثيفًا في المناطق التي يتواجد فيها العدو، وكان ذلك رسالة لنا مفادها أن جنود الله يقاتلون معنا في الميدان، أما صواريخ القسام فقد سقطت طيلة أيام الحملة على مغتصبات العدو، وخصوصًا مغتصبة أسدروت؛ بل كنا نطلق الصواريخ رغم أن السماء تكون ملبدة بشتى أنواع الطائرات، وكنا نطلقها على بعد أمتار من دبابات العدو وآلياته، الذين كان الخوف والفزع يقتلهم إذا ما سمعوا صوت صواريخنا وقذائفنا فيبدأون بإطلاق عشرات القذائف بشكل عشوائي من داخل دباباتهم وحصونهم.
- محافظة شمال قطاع غزة عاصمة صواريخ القسام.. هل سنشهد مزيدًا منها خلال الأيام القادمة، وما هو تقييمكم لجدواها؟.
- صواريخ القسام هي وسيلة من وسائل المقاومة وهي سلاح رادع للعدو صنعناه بأيدنا عندما عجزت أمتنا أن تقدم لنا ما نحمي به شعبنا، وهي وسيلة لرد العدوان ودحره عنا، وطالما استمر العدو في جرائمه فإن صواريخ القسام ستستمر في دك مغتصباته، أما حول جدواها فقد أقرَّ العدو بجدواها ولو لم تكن لها جدوى ما أوجدت هذا الجدل والخوف عند العدو منها، ويكفي أن نقول إن سكان مغتصبة أسدروت قد تبدلوا خمس مرات بسببها وأن عددًا كبيرًا منهم قد غادرها، في حين أن العدد الباقي يفكر بالرحيل.
- لاحظنا أن كتائب القسام هي من كان يتصدى للعدوان ويتقدم الصفوف أين دور بقية فصائل المقاومة من هذه المعركة؟
- لا شك أن كل متابع كان يرى أن كتائب القسام تقود المعركة وتتقدم الصفوف، ونسجل الشكر لكل فصائل المقاومة التي تصدت معنا للاجتياح، كتائب شهداء الأقصى، ألوية الناصر صلاح الدين، كتائب المقاومة الوطنية، سرايا القدس، كتائب أبو على مصطفى، وكل المقاومين الشرفاء والأحرار، وهنا نسجل موقفًا للتاريخ للموقف الغير مشرف الذي وقفته الأجهزة الأمنية؛ حيث فرت من المعركة وتركت المجاهدين وحدهم في ساحات القتال؛ حتى إن بعض هذه الأجهزة تركت مقارها ومواقعها عرضة للهدم والتجريف، وقد وجدنا بعد انسحاب العدو من هذه المواقع تقارير لم تترك شاردة ولا واردة حول المجاهدين- وخصوصًا كتائب القسام- إلا وقد كتبها مندوبو هذه الأجهزة لتصل للعدو لكي يقصف ويغتال ويلاحق المجاهدين، فحسبنا الله ونعم الوكيل.
- كيف كان تعاون الناس معكم أثناء تصديكم للعدوان؟
- هنا لا بد لنا من الوقوف وقفة احترام وتقدير لهذه البيوت الفقيرة والمتواضعة التي وقفت بجانبنا نحيي رجالهم ونساءهم وشيوخهم وعجائزهم، فاللسان أعجز أن يفي هؤلاء شكرًا فقد فتحوا لنا بيوتهم وقدموا الطعام والشراب للمجاهدين، وأخرجوا لنا بعض متاعهم وفرشوه في الأزقة ليستريح عليها المجاهدون، فلهم منا كل حب واحترام وتقدير، كما نقدم عظيم شكرنا للجنود المجهولين ضباط الإسعاف والأطباء والممرضين والعاملين في المجال الصحي الذين لم يقل دورهم عن دور المجاهدين في هذه المعركة، وكذلك العاملين في الإذاعات المحلية، والذين كان لهم الدور الأكبر في فضح جرائم الاحتلال ونشر انتصارات المقاومة على مدار الساعة، ونخص بالذكر إذاعة صوت الأقصى. فلهم جميعا منا كل الحب والاحترام، ونسأل الله أن يجعل ذلك في موازين حسناتهم يوم القيامة.
- كلمة توجهها للمجاهدين الذين تصدوا للاجتياح الصهيوني، وأجبروا المحتل على الفرار؟
- أقول لهم لقد رفعتم رؤوس أمتكم عاليًا بجهادكم وصدكم لهذا العدوان وسيسجل التاريخ جهادكم بمداد من نور، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبل شهداءكم، وأن يشفي جرحاكم، وأن يكتب جهادكم في موازين أعمالكم يوم القيامة، ونذكركم بأن المعركة مستمرة ولن تتوقف حتى زوال هذا الاحتلال، عن كل أرضنا المباركة.
- نقلا عن موقع القسام نت
المصدر
- حوار: مسئول القسام بشمال غزة: قدمنا 42 شهيدًا موقع اخوان اون لاين