معتوق الأعظمي
حياته
هو الشيخ معتوق بن محمود بن عبدالرحيم الاعظمي العبيدي ولد عام 1911م الموافق 1330هـ . في محلة النصة بالأعظمية بالعراق وتوفي أبوه وهو طفل صغير عمره ثلاث سنوات في بلاد القوقاز التابعة لروسيا حينذاك أثناء نشوب الحرب العالمية الأولى العظمى (1914-1918) بين الدولة العثمانية و روسيا.
نشأ معتوق يتيما عانى شظف العيش ودخل كتاب محلته عند الملا علي الحسن فتعلم الكتابة والقران الكريم ومبادئ الدين ثم دخل المدرسة الابتدائية ولم يكمل دراسته فيها لانشغاله بأمور العيش والأسرة. وأثناء ذلك كان معتوق ملازما لعلماء عصره امثال الشيخ محمد أمين العلو الأعظمي حيث درس عنده أصول التجويد والقراءات ودرس الشريعة على الشيخ صالح الفلكي وأخذ الفقه ودرسه عند الشيخ فخري الموصلي ودرس عند الشيخ نعمان العمر الأعظمي وكان معتوق ملازما له والصلاة خلفه.
كما اتصل معتوق بالشيخين محمد القزلجي والشيخ العلامة عبدالقادر الخطيب وقرأ عليهما علوم التفسير والحديث واللغة والفقه . وكان معتوق من الطلبة المتفوقين. تولى منصب الامامة وخطب الجمعة والعيدين في محفل الامام ابي حنيفة واستدعي لإلقاء محاضرات في كلية الامام الأعظم وعين إماما في مسجد فتاح باشا في الكاظمية عام 1962 ونقل الى جامع الامام الأعظم حتى وفاته.
جهاده
وكان الشيخ معنوق مشدودا الى الاعظمية ودفين تربتها الامام الاعظم (النعمان بن ثابت) سمى ابنته البكر حنيفة وكان يكنى بها . وكان الشيخ معتوق سباقا لكل خير فادى واجب الدفاع عن بلده عندما يستدعى الامر ذلك فتعرض البلد للاحتلال البريطاني في اوائل الاربعينات فكان هو ذلك الرجل الذي ادى واجب المساهمة بكل مايملك في صد هذا الاحتلال .
وكان الشيخ رجلا صالحا مستورا يغلب عليه الحياء والتواضع جميل الصوت حسن التلاوة عليها الاصالة البغدادية وكان رجلا اجتماعيا شارك الناس في افراهم واحزانهم لذا صار محبوب الجميع وكان على صلة بالعشائر وقد ساهم بانشاء مساجد عديدة في القرى والارياق في الوسط العشائري الذين احوج مايكونون الى المساجد ونعميرها بالمصلين.
معرفته بالإخوان
نشط الدكتور حسين كمال الدين مبعوث الإمام حسن البنا للعراق في نشر دعوة الإخوان المسلمين والتي انتشرت بين عدد كبير من الطلبة وكان منهم الشيخ معتوق والتي تكونت منه أول أسرة إخوانية بالعراق مع إحسان شيراز، عدنان رانية (عديل الرئيس عبدالسلام عارف واعتقل ايام صدام ويقال أنه استشهد)، وعبد الوهاب الحاج حسن (مؤسس شعبة أربيل)، وتحسين عبد القادر تولى بعد ذلك رئاسة هندسة الأشغال العسكرية بوزارة الدفاع، وتوفيق الوتاري، وأسامة محمد علي، ونافع حمودات، وملا معتوق الاعظمي وآخرين.
وبعد انتشار الدعوة بين صفوف طلبة كلية الهندسة وخارجها بدؤا بعقد اجتماعات اسبوعية في داري ، الملا معتوق ، وعدنان رانيه ، في محلة السفينة في الاعظمية ، وكان يترأس تلك الاجتماعات حسين كمال الدين ، ملقيا عليهم محاضرات في شرح مبادئ الاسلام وفي مختلف شؤون الحياة، ثم انتقلت تلك الاجتماعات الى حدائق وقاعات جمعية الشبان المسلمين ، بعد ان كثُر اتباع الدعوة
وجاء تأسيس جمعية الآداب الاسلامية في بغداد ، بعد نداء وجهه الشيخ أمجد الزهاوي الى الشعب العراقي بعد تكليفه من بعض علماء الدين الاسلامي لأجل التحلي بالآداب الاسلامية ، ومنع الفوضى وانتشار الرذائل ، اذ حث المسلمين على تسجيل اسمائهم في مركز الجمعية المؤقت في المدرسة السليمانية الملاصقة لجامع الدهان قرب دائرة البريد المركزية.
وقدمت الهيئة المؤسسة التي ضمت الشيخ أمجد الزهاوي ، وعبد الرحمن خضر ، ومحمد طه الفياض، وعبد العزيز البغدادي ، وفؤاد العمري ، وناجي معروف ، وابراهيم عطار باشي، وعبد الرحيم الكردي ، والدكتور صبري مراد، وكمال الدين الطائي ، وعبد الوهاب السامرائي ، والملا معتوق، والصواف وغيرهم طلباً الى وزارة الداخلية ، لتأسيس جمعية باسم (جمعية الآداب الاسلامية) مرفقا به نظامها الداخلي بتاريخ 23 رمضان 1365هـ الموافق 22 أغسطس - آب 1946 ، فوافقت الوزارة عليه ، وأذنت للجمعية بمزاولة نشاطها
نشاطات رياضية
في سنة 1919م أنشأ الأنجليز ساحة لكرة القدم في موضع النادي الأولمبي و بجانبه ساحات للتنس و الهوكي و البولو ، و أنشؤوا ساحة لسباق الخيل بين ساحة عنترة و راغبة خاتون دامت سنة واحدة و فشلت . و قد أحب الشباب لعبة كرة القدم و إنتشرت بينهم ، و تشكلت أول فرقة لكرة القدم في العشرينات ، و كان من لاعبي ذلك الفريق :
- الحاج معتوق الأعظمي
- الحاج يحيى الحاج نعمان الأعظمي
- عوّاد معروف
- عوسي الأعظمي .
- إسماعيل كنيزي
- الحاج أحمد بعقوبلي (حامي هدف)
- نعمة أحمد المختار .
ثم تعددت الفرق في كل محلة ، و كانت في الأعظمية ساحات عديدة لكرة القدم في الأحياء الشعبية ، و من أشهرها ساحة أديب و ساحة النزيزة و ساحة الوطني و ساحة صالح أفندي بالسفينة و أخيراً ساحة الچولي و كانت فيها ساحات نظامية منها إثنتان في كلية بغداد و إثنتان في النادي الأولمبي فضلاً عن ملعب الكشافة
وفاته
توفي في 18 شوال 1395هـ الموافق 23 نوفمبر - تشرين الثاني 1975م، وقد صلى على جنازته الشيخ العلامة نجم الدين الواعظ مفتي الديار العراقية ووري عليه الثرى في مقبرة الخيزران في الأعظمية ببغداد دار السلام ومخلفا ورائه أربعة أولاد ذكور و أربع بنات كبيرهم الملا يحيى (توفي نوفمبر 2020) امام مسجد عائشة الحيدري في الأعظمية منطقة رأس الحواش حاليا" .
وشيع صباح يوم الجمعة بموكب شعبي كبير مشى فيه العلماء والاعيان وشيوخ العشائر واهالي الاعظمية الذي كان يرعاهم ويرشدهم بعد ان اغلقت الاسواق في الاعظمية وانشغالهم بالتشيع وشهدت الصلاة عليه.
المصادر
- جاسم محمد عبد الله نجم اللهيبي: محمد محمود الصوَّاف (1915 - 1992) دراسة في سيرته ودوره الديني والسياسي، ماجستير، كلية الآداب ، جامعة الموصل، 2005م.
- علـماء العـراق_ صور ومواقـف: 13 فبراير 2015
- من تاريخ علماء بغداد: 27 فبراير 2009