وليد المير

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
وليد المير والعمل الخيري والإغاثي بالكويت


مقدمة

الأمة بحاجة إلى مصلحين يسعون في الخير ويحرسون الفضيلة ويكونون مصادر خير وعطاء ونور في مجتمعاتهم، والرجل المؤمن ينبع الخير من دواخله فيظهر على جوارحه، وينعكس على مجتمعه الذي يسعد بخيره وينعم بسماحته وبره وتدفقه وعطائه (وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ).

ولا يُلمس هذا الأثر ويُعرف قيمة هذا العمل إلا عندما ينطفئ الضوء، ويضمحل النور ويجف العطاء، عندها نعلم أن مصلحاً قد رحل ونجماً قد أفل وشيخاً جليلاً قد فارقنا وجاور ربه. وهكذا رحل وليد يوسف حمد المير الذي إذا ذُكر .. ذُكر معه الإحسان والعمل الخيري والاغاثي ليس في الكويت فحسب لكن في بقاع كثيرة على وجه الأرض ظلت تدعو له بعد وفاته بالخير.

البداية

ولد وليد يوسف حمد المير في 7 فبراير 1949م بمنطقة "قبلة" بمدينة الكويت العاصمة، حيث التحق بالتعليم في مدرسة عبدالله السالم الثانوية، قبل أن يتخرج في المعهد التطبيقي – والذي قضى فيه مدة عامين - كمساعد مهندس

وعمل في بداية حياته في بلدية الكويت، ثم انتقل للعمل في الهيئة العامة للإسكان، قبل أن يلتحق بجمعية الإصلاح الاجتماعي منذ نشأتها في بداية الستينيات كأحد مؤسسيها ويتفرغ للعمل فيها حتى وصل كمدير إداري ومالي، وكان له جهدا عظيما في هذا المجال.

بين أحضان جمعية الإصلاح

مع إطلالة عقد الثمانينات من القرن العشرين بزغت فكرة اضطلاع جمعية "الإصلاح الاجتماعي" بدور خيري وإغاثي في العالم الإسلامي؛ فانتدب مجلس إدارة الجمعية كلاًّ من السيد - عبد الله العتيقي والسيد - وليد المير للسفر إلى شرق آسيا؛ لاستطلاع وضع المسلمين هناك وتقدير احتياجاتهم، وكان من نتائج هذه الزيارة أن تأسَّست أول لجنة خيرية في الجمعية، وسُميت بلجنة "العالم الإسلامي"، وذلك في عام 1982م، لتبدأ من هذه اللحظة مدُّ أول جسور الخير من الكويت إلى شتَّى أصقاع الأرض.

ثم شكَّلت الجمعية لجنتها الخيرية الثانية لإغاثة المسلمين في "أفغانستان"، وهي لجنة "الدعوة الإسلامية"، في عام 1986م، لتضع هذه اللجنة نصب عينيها دعم القضية الأفغانية؛ التي هبَّ العالم الإسلامي وقتها لنصرتها، وكان أول قرارات مجلس إدارة اللجنة ضرورة أن ينطلق الدعم من عمل مؤسسي منضبط وعلمي، وعلى مستوى مهني مرتفع، فتمت هيكلة العمل في كافَّة الجوانب؛ المالية، والإعلامية، والإغاثية، والتربوية التعليمية، بالإضافة إلى الدعم اللوجستي.. من خلال منظومة إدارية متكاملة.

ثم ما لبثت أن تفجرت المشكلة اللبنانية، واشتد الأمر على أهلنا في "فلسطين"؛ فقرر مجلس الجمعية تأسيس لجنة خيرية جديدة؛ باسم "لجنة المناصرة الخيرية"، وتشكَّل مجلس إدارة اللجنة من عدد من رجالات الكويت؛ منهم: "أحمد الفلاح"، و"مبارك المطوع"، ثمَّ توسَّع نطاق اللجنة الجغرافي بعد ذلك ليشمل جميع بلاد الشام.

وبعد أن تحرَّرت الكويت بفضل الله سنة 1991م، وعادت لأهلها نعمة الأمن المفقود؛ لم يلبث أن تفجَّر الصراع العرقي الذي قاده الصرب ضد المسلمين في "البوسنة والهرسك"؛ فكان أهل الكويت أكثر الناس إحساسًا بآلام أهلنا في تلك البقعة الجريحة، وتمَّ حينذاك تفعيل لجنة "العالم الإسلامي"، لتبدأ صفحة جديدة في سجل الخير الكويتي، بتقديم يد الإغاثة للإنسانية الجريحة في "البوسنة والهرسك".

وكان لوليد المير دور خيري خاص حيث قام ببناء مسجد بالإضافة لحقر بئر في الهند ويتكون المسجد من: قاعة الصلاة - صحن المسجد - المواضئ - دورات المياه - بئر ماء "التأثيث: فرش - مكبرات صوت - إنارة - مراوح - مصاحف" حيث تكلف ما يقرب من 5,000.00 دينار كويتي.

وسط الشباب

تميز بوخالد بدماثة خلقه ونشاطه الدؤوب حتى أنه نشط وسط الشباب الذي عمل على تربيتهم فترك فيها أثر وبصمات طيبة، حيث اهتم بالمجال الكشفي الذي يغرس في الشباب معاني الرجولة الحقيقية.

حتى يصف وبدة الحجي ذلك بقوله:

والله إني أقدر جهودك مع الشباب، فبالإضافة إلى ممارسته العمل الخيري فهو مربّ له تاريخ في الحركة الكشفية، وأيضاً تأسيس لجان الناشئة والعمل الخيري والتطوعي!.

عضو مجلس إدارتها

تقوم الإدارة في جمعية الإصلاح الاجتماعي بالكويت على مبدأ ديمقراطي أصيل حيث يتم انتخاب أعضاء مجلس الإدارة كل فترة.

وذكر البعض أن وليد المير اختير عضوا بمجلس إدارتها منذ عام 1979م، وحينما عقدت انتخابات مجلس إدارة جمعية الإصلاح الاجتماعي عام 2005م اختير وليد المير عضوا بمجلس الإدارة كما اختير أمينا لصندوق الجمعية، حيث ظل عضوا بمجلس الإدارة لعدة سنوات حتى أنه شارك في وفد جمعية الإصلاح في العزاء الذي أقيم يوم 17 يونيو 2012م في سفارة المملكة العربية السعودية لوفاة ولي العهد السعودي سمو الأمير نايف بن عبد العزيز رحمه الله.

عُرف عنه التواضع ودماثة الخلق، وكان شخصية محبوبة، بشوش الوجه، ولا يغضب إلا لما يُغضب الله تعالى، كما اتسم بالإخلاص وحب التقوى والإيمان وأداء واجباته العبادية من صلاة في المسجد وصيام وقيام واعتكاف وعمرة في رمضان والنشاط في كل عمل خيري وتربوي

وكان يعمل ذلك في صمت وهدوء حتى كان لها أثرها في الشباب وبمن تعامل معه، وقد زكاه الدكتور ناصر الصانع بقوله: له فضل بعد الله على قطاع واسع من الإخوة والشباب (وأنا منهم) منذ الستينيات، حيث اهتم بشباب الدعوة والعمل الكشفي والتربية.

قالوا عنه

إن العبد ليفرح حينما تأتيه الحسنات تلو الحسنات، وهو في قبره، من قريب أو صديق، أو من ثواب علم خلفه، أو صدقة أقامها. ولقد بشر المصطفى صلى الله عليه وسلم بأن هناك صنفا من الناس تجري عليهم أجورهم بعد موتهم، فهؤلاء ماتوا ولكن لم تمت حسناتهم من بعدهم فهنيئا لهم على ما قدموا.

وذكر الشيخ القاسمي:

"إن من حقوق الاخوة والصحبة أن تدعو له في حياته ومماته، بكل ما يحبه لنفسه ولأهله وكل متعلق به، كما تدعو لنفسك".

ولقد قال في حق وليد المير كثير من العلماء والدعاة والمصلحين، فيقول عنه يوسف عبدالرحمن:

هو واحد من الرجال الكويتيين الأفذاذ! وكان داعية إلى الله عز وجل في همة المؤمنين وزهد العابدين! كما كان أمينا للصندوق.. وهو القوي الأمين المستأمن على المال الحافظ له! وكان محبا للمساجد والصيام والقيام، وانموذجا فريدا للناس العاملين في مجال العطاء الإنساني! فقد اسس اكثر من لجنة واشرف على العشرات من المشاريع الخيرية!

قال د.عبدالله سليمان العتيقي:

كان لي نعم العضيد، رافقته منذ أواخر الستينيات، وان كان لي من شهادة في حقه امام الله فإنني اشهد له بالإخلاص وحب التقوى والايمان واداء واجباته العبادية من صلاة في المسجد وصيام وقيام واعتكاف وعمرة في رمضان والنشاط في كل عمل خيري وتربوي.
كما أشهد له بالوفاء والثبات على الدعوة الى الله حتى آخر رمق في حياته، فقد جاهد في سبيل الله داعيا اليه، مستمرا فيه منذ شبابه الى وفاته ـ رحمه الله ـ دون تردد او تشكك او توقف، حيث كان من مؤسسي مركز الشباب في جمعية الاصلاح الاجتماعي ولجنة العالم الاسلامي، واشرف على بناء مبنيين من مباني جمعية الاصلاح، وقد كان عضوا فاعلا لمجلس ادارتها وامينا لصندوقها لفترات طويلة.
ويتمثل صبره عندما زرته مع اخي محمد الرحماني في المستشفى ووجدناه محتسبا شاكرا حامدا لله على الابتلاء، وهو في شبه غيبوبة!

ويثني عليه نصار الخالدي بقوله:

عرفته منذ السبعينيات اخا داعية، مثابرا، مجتهدا، وقائدا ومربيا فاضلا، وحاضرا في كل مجالات العمل الدعوي.

اما الاستاذ أنور الحمد فيقول:

افنى حياته في هذه الدعوة، الدعوة المباركة، وقدم الكثير من جهده للجمعية وترك اثرا كبيرا ورحل، وأسأل الله العلي القدير ان يسكنه الفردوس الاعلى من الجنة.

ويقول المهندس الاستاذ مبارك الدويلة عن ابي خالد، رحمه الله:

هو معلمنا واستاذنا وليد المير، ابو خالد، وله فضل علينا منذ عرفناه في الستينيات، وهو كما عرفته عن قرب صادق معطاء رغم المرض العضال الذي لم يثنه عن ترك اي فرصة للمشاركة حيث كان يشارك الجميع بدعائه وتشجيعه.

كما قال أيضا د.ناصر الصانع:

رحم الله عضو مجلس جمعية الإصلاح الإجتماعي اخي واستاذي وحبيبي الاخ وليد المير الذي عمل طوال عمره متطوعا يعمل بصمت وهمة واخلاص وعطاء غير محدود في مختلف القطاعات الخيرية، وميزته "الحبابة" هادئ ومتواضع مع الجميع، الصغير والكبير، وعاش، رحمه الله، مع المرض صابرا محتسبا، رحمك الله ابا خالد.

اما الاستاذ الاعلامي عصام الفليج فيقول عنه:

عرفته في جمعية الاصلاح ينجز الاعمال بدقة وتواضع وهمة عالية وابتسامة مشرقة لا تفارق محيّاه، فرحم الله الأخ الحبيب وليد المير، عضو مجلس إدارة جمعية الإصلاح الإجتماعي سنوات طوالاً، عمل خلالها متطوعاً بصمت وإخلاص وعطاء غير محدود في مختلف القطاعات الإدارية، كان هادئاً متواضعاً حبيباً، تخجل من خلقه الجم مع الصغير والكبير، عاش مع المرض محتسبًا وصابراً، أسأل الله له الجنة.

وقال مدير تحرير مجلة المجتمع سابقاً شعبان عبدالرحمن:

أشهد من خلال عملي مديراً لتحرير مجلة المجتمع أنه كان نعم الرجل خلقاً وحباً لدينه وحرصاً على العمل، وصبراً على المرض ورضاً وتسليماً بقضاء وقدره الله.

وقد نعت جمعية الإصلاح الإجتماعي عضوها السابق على لسان رئيس مجلس الإدارة د. خالد المذكور، الذي قال:

"رحم الله الأخ الفاضل وليد المير، عضو مجلس إدارة جمعية الإصلاح سابقاً، وأسكنه فسيح جناته، ورفع مكانته في عليين على ما قدم لدعوته ولوطنه وأمته من عطاء خير وتربية وقدوة رائدة لجيل يشهد له في ذلك كله"، ووصفه عضو مجلس الأمة الأسبق عيسى الشاهين بأنه "رائد من رواد الدعوة الإسلامية في الكويت".

وقال عادل العصفور، مسؤول مكتب الوفاء بجمعية الإصلاح الإجتماعي:

"تعرفت على المرحوم وليد المير (بوخالد) عام 1971م، ثم عملت معه في بلدية الكويت لفترة وجيزة، فكان المربي والداعية والأخ الحنون، وأراه – والله حسيبه - يتمثل قول النبي صلى الله عليه وسلم: قيل لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ: أيُّ الناسِ أفضلُ؟ قال: "كلُّ مخموم القلب صدوق اللسان"، قالوا: صدوقُ اللسانِ نعرفُه، فما مخمومُ القلبِ؟ قال: "هو التقيُّ النقيُّ لا إثمَ فيه ولا بغيَ ولا غِلَّ ولا حسدَ" (صحيح ابن ماجة).

وقال الأستاذ عادل العبيد:

"رحم الله الأخ وليد المير (بوخالد) بواسع رحمته، كان من أوائل الدعاة إلى الله عز وجل من الرعيل الأول، شب وشاب وهو يحمل همَّ الدعوة، نعم المربي، ونعم الداعي إلى الله، منذ نعومة أظفارنا وهو يجمعنا في حلقات التحفيظ والذكر، لا أزال أسمع صوته مشجعاً لنا بكلمة "أحسنت" في الحلقات"

وأضاف:

"كان متأدباً بآداب القرآن، متميزاً بحسن خلقه، سباقاً للخير، حريصاً على نفع الناس، اللهم ارزقه الفردوس الأعلى من الجنة، واجعل القرآن شفيعاً له، واجمعنا به في جناتك".

وفاته

وبعد صراع مع المرض منذ عام 2013م - والذي ضرب فيه أروع الأمثلة في الصبر - ورغم آثار المرض كان لا يُشعر أحداً أنه يتألم، فقد كان يرحب بكل إنسان ويبادله السلام، وكان لسانه رطباً بذكر الله، ومع نسيانه أموراً كثيرة بسبب السن والمرض، إلا أنه لم ينسَ الأذكار والمأثورات النبوية حتى رحل خالد المير يوم الثلاثاء 27 من ربيع الثاني 1441هـ الموافق 24 ديسمبر 2019م.

ألبوم صور.. وليد المير

وليد-المير.1.jpg
وليد-المير.2.jpg
وليد-المير.3.jpg
وليد-المير.4.jpg
وليد-المير.5.jpg

للمزيد عن الإخوان في الكويت

وصلات داخلية

كتب متعلقة

ملفات متعلقة

مقالات متعلقة

.

تابع مقالات متعلقة

.

.

من أعلام الإخوان في الكويت

وصلات خارجية

مواقع الإخوان في الكويت

وصلات فيديو