“وإن كنت ناسي”.. السلاح المصري “صاحي” في قلب انقلاب قطر 96

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
"وإن كنت ناسي" .. السلاح المصري "صاحي" في قلب انقلاب قطر 96


“وإن كنت ناسي”.. السلاح المصري “صاحي”.jpg

أحمدي البنهاوي

(الأثنين 5 مارس 2018)

مقدمة

تمامًا كما رتبت القوى الدولية والإقليمية الانقلاب في مصر عن طريق قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي، أوضح الفيلم الوثائقي الاستقصائي "ما خفي أعظم" الذي عرضته مساء أمس قناة الجزيرة القطرية، أن الدول الضالعة لجأت في النهاية إلى الخيار المحلي عبر قائد الشرطة حمد بن جاسم بن حمد، الذي جنَّد ضباطًا كبارًا، منهم جابر حمد جلّاب المري.

وكان الأكثر تنبيها لأسماع المشاهدين، كيف أن المخابرات المصرية وفَّرت مكانًا يُجنِّد فيه قائد الشرطة عملاءه من الخونة لبلادهم، حيث تحدث المري عن تفاصيل ضلوعه في المحاولة، بدءًا من لقائه قائد الشرطة في الغردقة بمصر، ثم الشيخ خليفة بن حمد في روما، وصولا إلى لقاء عقد في وزارة الدفاع السعودية.

وأضاف المري أن عمليات التنسيق تمخَّضت عن غرفتين للتحضير للانقلاب، واحدة في مدينة الخبر السعودية، والثانية في العاصمة البحرينية المنامة، كما يكشف أن النظام المصري قدم أسلحة لدعم الانقلاب دخلت عن طريق المنامة مرورا بجسر الملك فهد إلى الخبر، في نوفمبر 1995، ثم دخلت الأراضي القطرية.

وقدم فيلم "قطر 96" جملة من الوثائق السرية، ومنها تعليمات الاستخبارات السعودية فرع الطائف لتسهيل دخول 107 عناصر من مليشيات قبلية عبر المنفذ الحدودي مع قطر، كما كشفت وجود ضابطين مصريين يعملان في الجيش القطري برتبة لواء، كانا مساهمين بترتيب ساعة الصفر.

حسني مبارك

وقالت "مريم آل ثاني"، واحدة من الأسرة الحاكمة في قطر:

إن العملية تكلفت 900 مليون دولار، وكان المتفق عليه بعد الغزو القيام بإعدام بعض القطريين وتأسيس دولة أمنية. ووعد "بن زايد" حسني مبارك بتجنيس 50 ألف مصري، وإنشاء قواعد للجيش المصري، على أن تسيطر الإمارات على الموانئ، والسعودية على الغاز، والبحرين على السوق التجارية.

وكان من المتفق عليه بعد تنفيذ الانقلاب، أن يُرسل مبارك طائرة "لوكهيد سي" تقوم بعملية إنزال، وتؤمِّن بؤرة الانقلاب، ويقوم الجيش السعودي مع ميلشيات يمنية باكتساح الحدود وإزالة أي مقاومة، وتأمين المناطق الحيوية، ويبقى الجيش الإماراتي في السفن كقوات دعم، وتُستخدم البحرين كمركز عمليات بحكم موقعها القريب جدا.

وكشفت "آل ثاني" عن أن سبب فشل الانقلاب هو حدوث اختراق قطري داخل إحدى الخلايا، مما سهل وصول معلومات العملية كاملة، وبدء التحرك المعاكس للقبض على الانقلابيين وتأمين الدولة، وهذا جعل 37 شخصا يهربون، منهم سعودي ومصريان، وقامت القيادة بالقبض على باقي الأشخاص بشكل سري واستجوابهم قبل الموعد.

فهد المالكي

وفي الجزء الأول من الفيلم الذي بثته الجزيرة، مساء الأحد، ضمن برنامج "ما خفي أعظم"، يكشف فهد المالكي- الضابط السابق في المخابرات القطرية وأحد أهم المتهمين في القضية- معلومات عن اللجنة القيادية العليا لإدارة الانقلاب، التي تشكلت سرًّا في عدة دول خليجية بالإضافة إلى مصر.

ويشير المالكي- الذي أفرج عنه العام الماضي بعدما أمضى عشرين سنة في السجون القطرية بعد تخفيف حكم إعدامه بعفو أميري- إلى أن فكرة الانقلاب جاءت حين تمكن حاكم الإمارات آنذاك الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، من إقناع الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني باستعادة السلطة في قطر عن طريق انقلاب عسكري.

دخول الأسلحة

ويسلط الفيلم الضوء على العسكري السعودي "وبران اليامي"، الذي كان له دور بارز في إدخال أربع شاحنات محملة بالأسلحة، وقد أظهرت التحقيقات في القضية أن "اليامي" كان مجندًا لدى مسئول المخابرات في منفذ سلوى الحدودي (معبر أبو سمرة) بين السعودية وقطر، وأنه بعد نجاحه في إدخال الأسلحة إلى قطر كوفئ بخمسين ألف ريال.

وكانت مشاركة العميد بخيت مرزوق العبد الله منعطفًا مهمًا في المحاولة الانقلابية، فهو أحد قيادات القوات المسلحة القطرية، إضافة إلى المالكي الضابط في المخابرات الذي تلقى- كما يوضح- مكالمة من محمد بن زايد، يشجعه ويطمئنه بأن المقاتلات الإماراتية ستسيطر على الأجواء القطرية.

تعليقات خليجية

وتعليقا على ما جاء في الجزء الأول، قال ناصر الدويلة، عضو مجلس الأمة الكويتي السابق للجزيرة: إن التفاصيل التي كشف عنها الفيلم مؤسفة، وإنها "أصابته بالصدمة لوقوع هذه الأفعال بين دول شقيقة".

وأضاف الدويلة أن هذا التحقيق أظهر أيضا أن الأزمة الحالية بين الدول الخليجية ليست أزمة طارئة، وإنما أزمة قديمة تتعلق بنظرة دول الحصار لقطر، وتحملها للرأي الآخر، ولمنهج قطر الذي اعتمد على الشفافية والإعلام وبناء الدولة الحديثة.

وقال الكاتب الصحفي القطري جابر الحرمي:

إن الأشخاص أنفسهم الذين أشرفوا على محاولة الانقلاب عام 1996، هم من يتولون القيادة الآن في دول الحصار. وأضاف للجزيرة أن دول الحصار تتذرع في هجومها على قطر بدعم الدوحة لحركة حماس وجماعة الإخوان المسلمين والإرهاب وبوجود قناة الجزيرة، في حين أنه في عام 1996 لم تكن هناك لا الجزيرة ولا حماس ولا الإخوان، بحسب تعبيره.

وذكر الحرمي أن ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد- الذي وصفه بأنه قاد محاولة الانقلاب- لم يتآمر على قطر وحدها، بل تآمر أيضا على سلطنة عمان.

المصدر