6 أكتوبر .. والعبور نحو النصر الثوري

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
6 أكتوبر .. والعبور نحو النصر الثوري

بتاريخ : السبت 05 اكتوبر 2013

حسن القباني منسق حركة صحفيون من أجل الإصلاح

يستعد الشعب المصري الثائر لجولة جديدة من جولات ثورة الشرعية والكرامة تزامنا مع ذكري انتصار السادس من اكتوبر ، وسط آمال عريضة للحسم الثوري في عيد النصر واسقاط الذين افسدوا علي الجيش عقيدته وحياته وورطوه في متاهات السياسة وشهوات السلطة ولعنات اراقة الدماء ودعوات الثكالى ، كما سقط الذين افسدوا الشرطة في عيدها في 25 يناير 2011 ، تلاحقهم اللعنات في انتظار احبال المشانق .

ويستلهم الشعب الثائر الصمود والوعي من وحي النصر المجيد ، للعبور علي الانقلاب ودحره وتحقيق نصر وطني في ظروف اعقد مما كانت في يناير 2011 ، وهو الأمر نفسه الذي استشعره قادة اكتوبر الحقيقيين قبيل المعركة حيث يقول الفريق محمد عبد الغني الجمسي:"الموقف العسكري الاستراتيجي في اكتوبر كان أصعب من الموقف في حرب يونيو وبرغم ذلك عبرت قواتنا الهزيمة وحققت النصر العسكري في ظروف سياسية أعقد مما كانت في يونيو".

وهنا يجب أن يعلم ابناء جيشنا المصري العزيز ، أنهم أحب الناس الي قلوبنا وأننا نخشي عليهم خشيتنا علي مستقبل وطننا ، وأن الفريق عبد الفتاح السيسي دفع بهم في اتون معركة لا ناقة لهم فيها ولا جمل من اجل ان يقفز علي سدة الحكم بانقلاب عسكري دموي ويطيح بقائده الاعلي رئيس الجمهورية الشرعي لاغيا كافة الاستحقاقات الانتخابية التي اشرف علي تأمينها ونزاهتها قوات الجيش لحسابات سياسية نكراء بفرح صهيوني مشبوه .

ولعل اعلان ثوار مصر حمل الورود لابناء الجيش في يوم 6 اكتوبر ، هو تعبير عن اصرار الشعب المصري الثائر علي التفريق في التعامل بين الجيش الذي يجب ان يبقي شامخا بعيدا عن العمل السياسي شأنه شأن كل جيوش العالم المتحضر ، وبين قادة انقلابيين حرضوا مجموعة بعينها ترتدي زيا مدنيا او عسكريا علي الانضمام لهم ، في مخططهم العبثي ، الذي اسفر عن توجيه بندقية الجيش في صدور المصريين ما ادي الي ارتقاء أكثر من 6 الاف شهيد ووجود 12 الف معتقلا بينهم ابناء للقوات المسلحة .

وهم في ذلك ، يستهجنون كل الاستهجان ، أن تراهن وزارة الداخلية علي استنزاف الجيش المصري العظيم في معركة غير معركته المقدسة ، وفي امتهان صورته في الشوراع والميادين بعد أن دفعوا بلطجيتهم للاحتماء بمدرعاته ، واتخذوه كستار لعمليات بلطجة شرطية ممنهجة كانت ثورة 25 يناير قضت عليها .

كما يستشعرون الغضب ، وهم يقرأون ما كتبه دان مرغلت، كبير معلقي "إسرائيل اليوم" وأحد أقرب المقربين لنتنياهو حيث قال: "سنبكي دماً لأجيال إن سمحنا بفشل الانقلاب " ، ويشاهدون الاحتفاء الكبير للعدو الصهيوني بقائد الانقلاب ، ووصفه بالبطل ، لتغييره العقيدة القتالية للجيش وانزاله لقتل ابناء وطنه في الميادين السلمية ، وهو امر جلل وخطير سبق وان حذرنا منه في مقالنا "الانقلاب الاسرائيلي ودور السيسي".

لقد كان فخامة الرئيس المختطف محمد مرسي حريصا منذ اللحظة الاولي من حكمه علي رعاية الجيش ، وخروجه من المشهد السياسي ، وعدم استخدامه فيه ، فكانت قرارات التقاعد الشهيرة لطنطاوي وعنان في 12 أغسطس 2012 وإلغاء الإعلان العسكري المكبل ، واعلان تنمية سيناء بخطة مالية قوية وبدء عملية " نسر"، وعملية تحرير الجنود المختطفين ، ودعم الامكانات المادية للجيش لاتمام دوره القانوني في ثكناته بعد مرحلة طويلة من التوريط.

إن رفع الثوار صور أبطال اكتوبر الفريق سعد الدين الشاذلي والمشير محمد عبد الغني الجمسي والمشير محمد عبد الحليم ابو غزالة ، والعميد أركان حرب الشهيد إبراهيم الرفاعي ، في المسيرات ودعوات الفعاليات ، ذا دلالة واحدة واضحة ، أنهم يسعون لمجد وطني يعود فيه الجيش للشعب ، حافظا لقسمه وثكناته ورصيده مؤديا لدوره ، دون خلط بين تاريخ المؤسسة العسكرية المجيد وبين قلة من ابنائها ارتكبت الخطئية الوطنية ووجب محاسبتها وعزلها فورا .

وعندما نقرأ تاريخ هؤلاء الابطال نعرف أهمية النزول يوم 6 اكتوبر لانقاذ الجيش والوطن والشعب من خطر قائد الانقلاب "خريج سنة 77 " الذي يقف تاريخه عند الفشل والدم وتغيير العقيدة القتالية للجيش ونعرف لماذا اوصي الرئيس في اخر خطابه قبل الاختطاف بالجيش؟!.

في المقدمة يأتي الفريق المرحوم سعد الدين الشاذلي ، صاحب البطولات العظيمة منذ دخوله المؤسسة العسكرية ، ومهندس حرب اكتوبر والرأس المدبرلها من خلال خطة المآذن العالية ، ومع ذلك ناكفه السادات وهال المخلوع عليه التراب حيا ، حتي تبقي أحادية النصر لصاحب "الضربة العاشرة"، ولم يكرمه الا الرئيس المدني المنتخب الدكتور محمد مرسي ، تكريما يليق بمكانته ، ومن المقابلات العجيبة ان يكون يوم تشييع جنازته هو نفس يوم تشييع جنازة نظام مبارك واسقاط المخلوع في 11 فبراير 2011.

المشير الجمسي ، تم تصنيفه ضمن أبرع 50 قائدا عسكريا في التاريخ كما ذكرت أشهر الموسوعات العسكرية العالمية وأحد مهندسي خطة اكتوبر ، وله موقفه العسكري الناصع الذي ادي الي اقالته او استقالته بعد خلاف مع السادات بسبب عدم موافقته علي نزول الجيش المصري للقاهرة لقمع الاحتجاجات التي جرت بسبب ارتفاع الأسعار.

المشير أبو غزالة ، ومن لا يعرفه ، داخل المؤسسة العسكرية وفي الشوراع المصرية ، فهو احد ابطال حرب اكتوبر ، واقاله المخلوع منصبه كوزير الدفاع سنة 1989 ، بعد ان تزيدات شعبيته داخل الجيش وخارجه بسبب اصراره علي تصنيع مصري للسلاح بعيدا عن الهيمنة الأمريكية كما تقول معظم التقارير.

القائد الشهيد إبراهيم الرفاعي ، كان قائد المجموعة 39 قتال صاعقة التابع للمخابرات الحربية في حرب اكتوبرالمجيدة واستشهد فيها وهو صائم بعد أن ضرب المثل في الفدائية والشجاعة في القتال ضد العدو الصهيوني وليس المصريين السلميين المناهضيين لانقلاب عسكري دموي غاشم .

علي قادة الانقلاب ، اعلان التسليم والاستسلام ،وتقديم انفسهم للعدالة في انتظار المصير المحتوم ، فالوقت يمر بسرعة والثورة تتصاعد ولن تتوقف حتي تحسم مطالبها علي الارض في لحظة خاطفة كما جاء الانقلاب في لحظة غدر وانتقام ، وفي الظل مفاجأت وأحرار شأن كل الثورات .

إن ارواح الشهداء تظلل دعوات النصر في 6 اكتوبر ، وان سلمية المصريين الاحرار ستلاحق الانقلابيين القتلة في يوم العبور ، لتكون شرارة ثورة تمكن المصريون من العبور بالوطن من حال الي حال ، لنستعيد جميعا ثورة 25 يناير المجيدة بمكتسباتها "عيش .. حرية .. شرعية .. عدالة اجتماعية .. كرامة انسانية".

ثوروا تسعدوا واصبروا تنتصروا

المصدر