سطور من حياة المجـاهدة زينب الغزالي ( الحلقة 12 )..

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
سطور من حياة المجـاهدة زينب الغزالي ( الحلقة 12 )..
هذا هو سر قوة تأثير الداعية الكبيرة.. إنه الإخلاص العميق لما تؤمن بهوهذا هو زوجها الرجل الصالح الذي ضحي من أجل نصرة الإسلام وعزته
بدر محمد بدر2.jpg


بقلم/ بدر محمد بدر

كانت الداعية المجاهدة قد تزوجت في عام 1951 من رجل الأعمال الحاج محمد سالم سالم , وكان من أعضاء الإخوان المسلمين غير أنه لم يكن معروفا بعد لأجهزة الأمن, وعندما بدأت اجتماعات زينب الغزالي وعدد من نشطاء الإخوان في منزلها بعد منتصف الليل؛ اتقاءً للجواسيس وعملاء أجهزة الأمن, وحتى يكتمل البناء التنظيمي من جديد بعيداً عن الأزمات, عند ذلك بدأ الحاج محمد سالم يتساءل عن ذلك العمل الذي يستدعي اللقاء في مثل تلك الأوقات المتأخرة من الليل.. لم يكن ينظر بمنظار آخر غير المنظار الدعوي, لكنه يعرف طبيعة زوجته في الإقدام والاستعداد الدائم للتضحية والتحمل والعناد أمام قوى البغي والتسلط.. كان يخشى عليها من الخطوات المقبلة, وهو يعلم طبيعة الضباط ( ضباط ثورة يوليو ) الذين يحكمون البلد بالحديد والنار في تلك الفترة ( 1957 وما بعدها )؛ ولذلك دار هذا الحوار بينه وبين زوجته المجاهدة زينب الغزالي, كان مثالاً للرقي والسمو الديني والأخلاقي والاجتماعي.

كان الحاج محمد سالم سالم يخشى على زوجته الداعية الكبيرة من غدر ضباط الثورة, وعدم التزامهم بأي خلق أو دين أو تقاليد إذا قرروا إيذاءها والتنكيل بها ( وهو ما حدث فعلا بعد ذلك ), وبالتالي سألها عن نشاط الإخوان المسلمين ونوعيته ليطمئن عليها, فذكرته بشروطها عندما قبلت الزواج به, فقال لها: ولكني أخاف عليك اليوم من تعرضك للجبابرة, فردت قائلة: " الناس في أغلبهم يعتقدون أني أدين بمبادئ الوفد السياسية, وهذا غير صحيح, الأمر الذي أؤمن به وأعتقده هو رسالة الإخوان المسلمين .. ما يربطني بمصطفى النحاس ( زعيم حزب الوفد في ذلك الوقت ) هو الصداقة الشخصية, لكني على بيعة مع ( الإمام ) حسن البنا على الموت في سبيل الله, غير أني لم أخطو خطوة واحدة بعد, توقفني داخل دائرة هذا الشرف الرباني,

ولكني أعتقد أنني سأخطو هذه الخطوة يوماً ما, بل وأحلم بها وأرجوها, ويومها إذا تعارضت مصلحتك الشخصية وعملك الاقتصادي مع عملي الإسلامي, ووجدت أن حياتي الزوجية ستكون عقبة في طريق الدعوة, فسنكون على مفرق طريق ".. وأردفت: " أنا لا أستطيع أن أطلب منك اليوم أن تشاركني هذا الجهاد, ولكن من حقي أن أشترط عليك ألا تمنعني من جهادي في سبيل الله, ويوم تضعني المسئولية في صفوف المجاهدين, فلا تسألني ماذا أفعل, ولتكن الثقة بيننا تامة, بين رجل يريد الزواج من امرأة وهبت نفسها للجهاد في سبيل الله وقيام الدولة الإسلامية وهي في سن الثامنة عشرة, وإذا تعارض صالح الزواج والدعوة إلى الله, فسينتهي الزواج وتبقى الدعوة في كل كياني ".

هذه هي حقيقة الداعية المجاهدة زينب الغزالي , وهذا هو سر قوتها وتأثيرها.. إنه الإخلاص العميق لما تؤمن به, وشدة العزم على القيام بالمسئولية أيا كانت التضحيات, واسترخاص كل شئ في سبيل العمل للإسلام, حتى وإن كان حياة أسرية مستقرة مرفهة, تحلم بها كل امرأة .. وهذا الموقف جعل زوجها يقول لها ـ وهو الموقف الذي لا يقل عظمة وشموخا عن موقفها ـ: سامحيني.. اعملي على بركة الله.. يا ليتني كنت في شبابي فأعمل معكم.


الحاجه زينب.jpg


تقول الداعية المجاهدة: ".. وكثر العمل والنشاط, وتدفق الشبان من الإخوان على بيتي ليلاً ونهاراً, وكان الزوج المؤمن يسمع طرقات الباب في جوف الليل, فيقوم من نومه ويفتح للطارقين, ويدخلهم إلى حجرة المكتب, ويذهب إلى حجرة السيدة التي تدير أعمال البيت فيوقظها, ويطلب منها أن تعد للزائرين بعض الطعام والشاي, ثم يأتي إلي فيوقظني في إشفاق وهو يقول: بعض أولادك في المكتب وعليهم علامات جهد أو سفر, فأرتدي ملابسي وأذهب إليهم ويأخذ هو طريقه إلى مكان نومه, وهو يقول لي: إذا صليتم الفجر جماعة فأيقظيني لأصلي معكم إن كان ذلك لا يضر, فأجيب: إن شاء الله, فإذا استمر اللقاء حتى صلاة الفجر أيقظته ليصلي معنا ثم ينصرف, وهو يحيي الموجودين تحية أبوية مملوءة بالشفقة والحب والحنان…".

هذا هو الرجل الصالح, المحب لدينه, المضحي من أجل إقامة دولة الإسلام , رغم أنه ـ كأي رجل أعمال ـ يخشى من المتاعب التي تؤثر على ماله وأعماله مع الحكومة وأجهزة الأمن, خصوصا في زمن حكومات العسكر ( وبالأخص إذا كانوا ثوريين !!), إلا أنه وقف إلى جانب الزوجة الوفية لدينها, المضحية في سبيل إقامة شريعة الإسلام , ويدور بينهما هذا الحوار الراقي, وهذا الاستعراض للرأي بكل الوضوح والجدية, وبكل الحب والأخوة في نفس الوقت.

هكذا كان الزوج الحاج محمد سالم سالم ـ رحمه الله ـ وهو ما قدرته جداً الداعية المجاهدة زينب الغزالي ووضعته نصب عينيها.

المصدر

للمزيد عن الحاجة زينب الغزالي

روابط داخلية

كتب متعلقة

مؤلفاتها

مقالات متعلقة

.

متعلقات أخرى

.

وصلات خارجية

مقالات متعلقة

.

تابع مقالات خارجية

.

تابع مقالات متعلقة

أخبار متعلقة

وصلات فيديو