أخزاك الله كما أخزيتنا

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث


"أخزاك الله كما أخزيتنا"

بقلم / د. ممدوح المنير ....كاتب و مدون مصري

أ ممدوح المنير

لا أعرف صراحة كيف أعبر لك عما يجيش فى صدرى من مشاعر الغضب و السخط عليك ، اشهدك أنى أتقرب إلى الله ببغضك !! ، نعم ببغضك ، كنت دائما أنعتك بالخائن و العميل ظناً منّى أن هذا يكفيك ، لكنك دائما ما تخيّب ظنى فيك .

سرعان ما أجد نفسى قد أخطأت فى نعتك حقاً ! ، و أجدك أسوأ مما كنت اعتقد ، بحيث تصبح الكلمات عاجزة عن وصفك ، و فى نفس الوقت يعف لسانى عن نعتك بصفات تقف الآن على طرف لسانى ، لم أجرؤ يوماً فى حياتى على نطقها احتراماً لنفسى و لقارئى الفاضل ، رغم أن هناك خاطراً يلح علىّ بشدة الآن لإطلاقها ، لكنى سأكتفى بالدعاء عليك ، سأعتبر ذلك ورداً من أورادى و حقٌ من حقوقى فى الدنيا ، قبل أن أمسك بتلابيبك فى الآخرة و أشكوك إلى الواحد الديان الذى لا يظلم عنده أحد .

أهان عليك الدم الطاهر المراق إلى هذا الحد ، أم أنك لم تراه أصلا !! ، ألم تحرك فيك صرخات الأطفال و دموع الثكالى شيئا ؟! ، هل أسكرتك نشوة السلطة الموهومة إلى هذا الحد ؟! .

لقد رأينا و سمعنا من قبل عن الخونة الذين حين يكتشف أمرهم و تسقط أقنعتهم ، سرعان ما يكسوهم العار و ربما أقدم بعضهم على الإنتحار ! ، لكنك أنت كلما سقط لك قناع و انكشفت لك خديعة ، تجرءت أكثر فأكثر.

كيف واتتك الشجاعة أن تؤجل مناقشة تقرير "غولدستون" في مجلس حقوق الإنسان الذين يدين الإحتلال و يكشف حجم جرائمه الحقيرة تجاه أهل غزة الصابرون ؟؟

يا الله غولدستون الغير فلسطينى والغير عربى و الغير مسلم يتضامن مع أهل غزة و ينصفهم فى تقريره – مع التحفظ على بعض الفقرات – و يصف ما فعله الصهاينة فى غزة بأنها جرائم حرب و أنت تدافع عنهم و تطلب التأجيل حفاظا على مسيرة السلام !! .

عن أى سلام تتحدث أيها التعس ، ما الذى جنيناه من وراء سلامك هذا سوى ضياع الحقوق؟؟

لقد ضيعت علينا فرصة ثمينة ضيعك الله  !

لقد تواترت الأنباء أن الولايات المتحدة ( ضغطت ) على أبومازن حتى يطلب تأجيل مناقشة التقرير ، لا أعرف لماذا اعتقد جازما أن مسألة ( الضغط الأمريكى ) هذه تمثيلية هى الأخرى ، بل ربما طلب هو بنفسه تأجيل مناقشة التقرير ، حتى لا تتأزم الأمور بالنسبة له و يجد نفسه فى موقف يفرض عليه أن يدين إسرائيل !! و هذا متّكأ صعب عليه أن يرتقيه .

كثيرا ما تحدثنى نفسى بخاطر قد لا يصدقه البعض منكم و لكن هذا آخر ما جادت به قريحتى !! ، فى تفسير هذا السلوك العبسى – نسبة إلى عباس - المستعصى ، هذا الخاطر يقول إن عباس ليس بالعميل و لا الخائن !! ، هل تصدقوا هذا الكلام ؟! ، قد يقول قائل منكم بعد كل هذه النعوت التى وصفته بها تقول ليس بالعميل و لا الخائن ؟! ما هذا الكلام الغريب ؟!

و هنا أقول لكم باختصار إن عباس جندى مخلص لإسرائيل ، بل إنه قد يكون واحدا منهم و نحن لا نعلم !! ، فالرجل مخلص لوطنه إسرائيل ، يأخذ قادتها بالأحضان و القبلات و يعبس فى وجه قادة حماس ( أعداءه ) و يولّيهم ظهره ، يفرح بالحرب على غزة و يطالب الصهاينة بالإستمرار فى الحرب حتى آخر قطرة دم فلسطينية !! .

يتنازل عن حق العودة ، يعذب بوحشية الفلسطينيين فى سلخانات رام الله و عندما يجد مستوطن قد ( ضل الطريق ! ) يعيده إلى بيته سالما آمنا !! ، يؤلف كتاب ضخم من مئات الصفحات عن القضية الفلسطينية و لكنه لا يذكر مرة واحدة فى كتابه كلمة إحتلال أو أن إسرائيل دولة إحتلال !! .

لم يطلق يوما فى حياته رصاصة واحدة على إسرائيلى !! ، لا يحقق فى اغتيال عرفات و لا يطالب أحد بالتحقيق ! ، ينسق مع الأجهزة الأمنية الإسرائيلية و يسلم لهم خرائط بمواقع قادة حماس و المقاومة و يساعد فى تصفيتهم ، يعتقل كل من يطلق صاروخ أو رصاصة على إسرائيلى ، و يدين أى عملية للمقاومة ، تتجسس أجهزته الأمنية على عدة دول عربية و إسلامية ( الوثائق التى نشرتها حماس عقب سيطرتها على غزة ) و ليس على المقاومة فحسب .

يستولى على أموال المساعدات الدولية للفلسطينيين ، لا يفعل شيئا حيال تهويد القدس أو المسجد الأقصى السليب ، لا يحرك ساكنا أمام بيع أراضى اللاجئين بل ربما يأخذ نصيبه من الكعكة !! ، نعم أيها السادة .

قد يختلف معى البعض فى هذا الطرح ، لكننى أعتقد أنكم ستكتشفون يوما ما أن الرجل ليس جندى مخلص لإسرائيل فحسب بل ربما يكون أحد قادتهم كذلك !! .

المصدر : نافذة مصر