أدب الحركة الإسلامية في مصر بين التجاهل والتحامل

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
أدب الحركة الإسلامية في مصر بين التجاهل والتحامل


بقلم: د. خالد فهمي

مقدمة

ليس جديدًا وصف نوع من الأدب بالإسلامي، فقد عرف النقد العربي منذ فترة موغلة في القدم، وصف طائفة من الشعراء بالإسلاميين صحيح أنه كان وصفًا طبقيًّا، وقع من النقاد والعلماء قديمًا لأغراض متعددة، لكن المهم هو أنه أطلق وفي بعض مسوغات هذا الإطلاق اعتبار فني نقدي.

وهذه المقالة تسعى إلى فحص الموقف المعاصر من أدب الحركة الإسلامية المعاصرة، الدائر بين التجاهل أو الإهمال أو الإغضاء، أو التنكر من جانب، والتحامل أو القسوة النقدية والتأريخية إن صح استعمال هذا التعبير من جانب آخر ومن المهم جدًا تقرير أن المفهوم من الحركة الإسلامية في هذه الورقة وفي غيرها يتوجه إلى الإخوان المسلمين تعيينًا

لاعتبارات خاصة هي:

أولاً: قدم حركة الإخوان المسلمين التي افتتحت حركتها على أرض الواقع ابتداءً من سنة 1928م.

ثانيا: تقدير الشعر في أدبيات هذه الحركة، فقد ظهر تقديرها للشعر وبدا قويًا وموجهًا، دعمه أن المؤسس الشهيد حسن البنا قد تعاطي في بعض المناسبات نظم الشعر.

ثالثًا: الموقف الفكري للإخوان المسلمين، بما هي جماعة ترعى مفهوم الشمول في حركتها بالفكرة الإسلامية، وهو الموقف الذي بالضرورة يأخذ في الاعتبار الفنون القولية، وفي مقدمتها الشعر، بما هو وسيلة دعوية على أقل تقدير.

رابعًا: انخرط عدد كبير من الشعراء بحكم التكوين الثقافي والتعليمي في جسم حركة الإخوان المسلمين بدءًا بالشهيد حسن البنا مرورًا بعدد وافر آخر ممن انضموا إلى هذه الجماعة من أمثال: حسن الباقوري وسيد قطب وغيرهما.

ومن هنا فإن هذه المسوغات الأربعة حملت المقالة على أن تسوي بين الحركة الإسلامية والإخوان المسلمين، وترى في التعبيرين شيئًا واحدًا على الأقل في هذا المقام النقدي.

وتطمح هذه المقالة إلى معالجة غايتها من خلال المطالب التالية:

  1. أدب الحركة الإسلامية: مقال في خطاب المراحل
  2. أدب الحركة الإسلامية: مقال في الأجناس والأغراض
  3. أدب الحركة الإسلامية: مقال في مصادر التأريخ.
  4. أدب الحركة الإسلامية: نحو فحص الآثار السلبية الناتجة عن التجاهل والتحامل.

والمقالة تقدر أن ثمة صعوبات جمة تحيط بدراسة أدب الحركة الإسلامية لاعتبارات كثيرة جدًا، لكن استمرار الصمت يؤذن بإبادة مرحلة تأريخية غاية في الأهمية من تاريخ صراع الفكرة الإسلامية في العصر الحديث من أجل الوجود ومن أجل أداء وظيفتها في الحياة.

وستعتمد هذه الورقة على عدد من المصادر الموسوعية التي عنيت برصد المبدعين من الأدباء والشعراء والقصاصين والروائيين وكتاب المسرحية، ذلك أنه وجد في التصنيف المعاصر كتابات مرجعية صنعت قوائم للأدباء المعاصرين تمهيدًا للإفادة منها في الدرس العلمي بتوجهاته المختلفة.

وفي هذا السياق تظهر الأعمال التالية وقد حملت أهمية خاصة:

أولاً: قاموس الأدب العربي الحديث، الذي حرره الدكتور حمدي السكوت، طبعة دار الشروق، القاهرة سنة 2007م.

ثانيًا: معجم البابطين لشعراء العربية المعاصرين، طبعة الكويت، سنة 1995م.

ثالثًا: موسوعة الشعر العربي الحديث والمعاصر، للدكتور يوسف نوفل طبعة مؤسسة المختار، القاهرة، سنة 2005م.

رابعًا: التاريخ الأدبي للإخوان المسلمين، للدكتور جابر قميحة، ضمن (في رحاب الإخوان والدعوة) ص445-768 طبعة مركز الإعلام العربي، بتقديم المستشار عبدالله العقيل، القاهرة سنة 1432هـ=2011م.

وقبل البدء في بيان مطالب هذه الورقة نرى من المهم التوقف أمام مظاهر التجاهل والتحامل التي تجلت في التعامل مع أدباء الإخوان المسلمين.

كان التجاهل هو الملمح الأبرز في التعامل مع أدب الحركة الإسلامية المعاصرة في مصر وقد تجلت مظاهر هذا التجاهل فيما يلي:

أولاً: عدم تمثيل أصواتهم في برامج التعليم في مقررات النصوص والقراءة.

ثانيًا: حرمانهم من الدراسة الأكاديمية في أقسام اللغة العربية وآدابها، ومعاهد الفنون المسرحية وغيرها، فضلاً عما دون ذلك من عدم المتابعة لأخبارهم الأدبية.

ثالثًا: حرمانهم من جوائز الدولة بدرجاتها المختلفة التشجيعية والتقديرية وما فوقها، فضلاً عن حرمانهم من النشر في السلاسل الإبداعية التي تصدرها المؤسسات الأدبية المختلفة.

رابعًا: حرمانهم من التمثيل في المؤسسات الثقافية المختلفة ولاسيما في لجان الشعر والقصة بالمجلس الأعلى للثقافة.

خامسًا: التعنت في قبول عضوياتهم العاملة في الاتحادات الأدبية.

سادسًا: تهميش وجودهم في الصالونات والتجمعات والأندية الأدبية المختلفة.

أما مظاهر التحامل فتتجلى في:

أولاً: اتهام أصواتهم بمخاصمة الأصول الفنية للأجناس الأدبية، والتورط في الخطابية، والمباشرة.

ثانيًا: السخرية المستمرة من نتاجهم بشكل عام من دون فحص نقدي،أو درس أكاديمي.

ثالثًا: التعالي النقدي مع إنتاجهم الإبداعي المتنوع والدخول إليه بعاطفة مناوئة تهدر قيمته الفنية، مع توافر أصوات إبداعية متميزة.

رابعًا: إظهار الحركة الإبداعية الإسلامية بمظهر الفقر، وحصر المتابعة النقدية في صوت واحد أو اثنين فقط وهو ما جعلهم لا يقفون إلا أمام جابر قميحة ووحيد الدهشان.

أدب الحركة الإسلامية: مقال في خطاب المراحل

يشيع في الأوساط الأدبية العلمية نوع تنكر لمناهج تأريخ الأدب وفق المراحل الزمنية، والدول السياسية، أو العصور السياسية، وعلى الرغم من الاعتراف بصحة هذا التنكر إجمالاً فإن ثمة ركونا إلى الاعتراف كذلك بأن له ميزات منها على ما تقرره الدكتورة إلهام المفتي في مقالتها (من إشكاليات المنهج في تأريخ الأدب العربي: الشعر العباسي نموذجًا، المجلة العربية للعلوم الإنسانية، جامعة الكويت ع81 شتاء 2003م ص100):

  1. اعتبار التاريخ في مظاهره السياسية والاجتماعية والاقتصادية هو الظرف الموضوعي الذي ينتج الأدب، ومن ثم كان هو الحافز إليه، والمحدد لمساره، والمرجعية المعتمدة لتفسيره، وما يطرأ عليه من تطور.
  2. اعتباره الأدب - لذلك - مرآة تعكس صورة العصر: وليس للأدب أن يقول ما لا يرخص له به التاريخ.
  3. النظر إلى النتاج الأدبي على أنه صورة صادقة لمبدعه، والسيرة الذاتية للمبدع تقوم من تفسير النتاج الفردي مقام التاريخ من تفسير النتاج الأدبي للعصر.
  4. إعلاء شأن المعالجات المضمونية على حساب الخصائص الأدبية للنص وهذا الذي نقلناه يكاد ينطبق على أدب الحركة الإسلامية في كثير من مراحلها الزمنية المعاصرة في مصر لاعتبارات واقعية محددة.

وفحص المصادر الأربعة التي اعتمدتها هذه المقالة تؤدى إلى تقسيم زمني يمكن أن يعلن في خمس مراحل على وجه التعيين هي كما يلي:

أولاً: مرحلة الإرهاص والتمهيد، وهي المرحلة الممتدة فيما قبل سنة 1928م التي يؤرخ لها بظهور جماعة الإخوان المسلمين على مسرح الحياة المصرية المعاصرة.

وربما كان كافيًّا في هذه المرحلة أن نتوقف عند ملمحين تاريخيين كانا بمثابة قناة التغذية للمراحل الزمنية التالية هما:

(أ) المرحلة التراثية.

ولعل أزهي فتراتها هي فترة العصر النبوي الذي شهد التحامًا قويًا بين الشعر والحركة للفكرة الإسلامية على محوري: الدعوة والجهاد.

إن السنة النبوية تحتفظ لنا بعدد لا بأس به من الاعتماد على الشعر في مساندة الفكرة الإسلامية دعويًّا وحركيًّا، نذكر منها (المعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوية، لفنسنك اليدن سنة 1969م) (7/68):

  • إنه (أي حسان بن ثابت رضي الله عنه) كان ينافح أو يهاجي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
  • اهج المشركين،اهجهم "أو هاجهم" فإن جبريل، روح القدس معك.
  • اهجوا بالشعر فإن المؤمن يجاهد بنفسه.
  • اهجوا قريشًا فإنه أشد عليها من رشق النبل.

كما أن معاجم العبارات النقدية والأدبية في التراث العربي احتفظت لنا بما يصرح باستثمار الشعر في خدمة الدعوة والحركة الإسلامية في هذا العصر الأزهر، فقد جاء في (كشاف العبارات النقدية والأدبية في التراث العربي، للدكتور محمود الربداوي، مركز الملك فيصل، الرياض سنة 1420هـ=سنة 1999م ص100،140):

  • عبارة 108 - اللهم أيده بروح القدس،يقول الكشاف: عبارة من كلام النبوة قالها الرسول يعزر فيها موقف حسان ونضاله بالشعر في مواجهة المشركين.
  • عبارة 180 - اهجهم وجبريل معك، يقول الكشاف: عبارة من كلام النبوة خاطب بها حسان بن ثابت.

وهذه النصوص كانت ذات حضور طاغ في تربية أجيال شعراء حركة الإخوان المسلمين حتى اليوم.

2. المرحلة الحديثة

وأقصد بها المجموع الشعري المنتمي للمعاني الإسلامية التي سبقت تأسيس حركة الإخوان المسلمين، وتحفل مدرسة الإحياء بأسماء عدد وافر من الشعراء الذين تبنوا قضايا إسلامية في قصائدهم

وفيما يلي أمثلة لأسماء بعض منهم:

  1. أحمد شوقي 1868-1932م
  2. حافظ إبراهيم 1872-1932م
  3. حسن توفيق العدل 1868-1904م
  4. الشيخ حسن العطار 1776-1834.
  5. حفني ناصف 1815-1919.
  6. رفاعة رافع الطهطاوي 1801-1873م
  7. سيد بن على المرصفي 1851م-1931م
  8. عائشة الباعونية.
  9. عائشة التيمورية.
  10. عبد الرحمن قراعة 1863-1939م
  11. عبد العزيز جاويش 1876-1929م
  12. عبد الله الشبرواي 1680-1758م
  13. عبد الله النديم 1845-1896م
  14. محب الدين الخطيب.
  15. محمود خطاب السبكي.
  16. محمود سامي البارودي 1838-1904م
  17. مصطفي صادق الرافعي 1880-1937.

ومن مجموع أعمال هاتين المرحلتين تكون الزاد الفني والموضوعي للجيل المؤسس من أبناء الإخوان المسلمين، والأجيال التي تلته.

ثانيا: مرحلة التكوين والتأسيس، وهي المرحلة التي تمتد من سنة 1928م إلى 1965م (وإن كان بالإمكان أن تنقسم قسمين تنتهي أولاهما باستشهاد الإمام حسن البنا 1949م، وتنتهي أخراهما سنة 1965م):

ويرصد الدكتور جابر قميحة عددًا من شعراء الإخوان يمكن باعتبار تعاطيهم الشعر في هذه المرحلة من رموزها، يبلغ بهم نحوًا من مئة شاعر. وسنذكر اعتمادًا على موسوعة الشعر العربي الحديث والمعاصر عددًا منهم، ممن توفي قبل 1966م مضمومًا إليهم من نظم شعرًا في هذه المدة الزمنية اعتمادًا على جابر قميحة.

  1. إبراهيم عبد الفتاح (له شعر 1934م)
  2. إبراهيم أفندي مأمون (له شعر 1938م)
  3. أبو الوفا رمزي نظيم (له شعر 1938م)
  4. السيد عثمان المراغي (له شعر سنة 1939م)
  5. عبد الكريم بهلول (له شعر 1938م)
  6. أحمد حسن الباقوري (له شعر 1939م)
  7. أحمد محرم توفي سنة 1945م
  8. بركة محمد (له شعرسنة 1940م)
  9. محمد فتحي هراس (له شعر 1940م)
  10. جلال أحمد عنبر
  11. حلمي الحوت (له شعر 1944م)
  12. حمودة غرابة
  13. صابر على رمضان (له شعر 1944م)
  14. حسن الزيني
  15. محمود محمد عبد الكريم العربي (له شعر 1945م)
  16. السيد محمد أحمد الفقي (له شعر 1945م)
  17. سعد أحمد دعبيس (له شعر 1945م)
  18. إبراهيم حسن بلال (له شعر 1945م)
  19. عطية محمد الصياد (له شعر 1945م)
  20. محمد طلبة سعداوي (له شعر 1948م)

ومن الممكن أن نضم إلى هذه القائمة (ما بين قوسين مشكوك في انتمائه إلى الإخوان):

  1. سيد قطب توفي 1966م
  2. هاشم الرفاعي توفى 1959م
  3. عبد الرحمن البنا توفي سنة 1955م
  4. عبد الرحمن البرقوقي توفى 1944م
  5. عبد الرحمن الساعاتي
  6. الشيخ عبد الرحمن قراعة توفى 1939م
  7. عبد العزيز مصلوح
  8. عبد الغفار عبد العزيز الدلاش ولد 1929م
  9. عبد المتعال الصعيدي
  10. عبد المنعم فارس
  11. على أحمد باكثير توفى 1969م
  12. عمر مصطفي نصير
  13. (على الجارم توفي سنة 1949م)
  14. محب الدين الخطيب
  15. محمد فريد عبد الخالق
  16. محمد السندس
  17. (محمود محمد شاكر)
  18. محمد المنصور
  19. محي الدين عطية
  20. نجيب الكيلاني
  21. يحيى الرخاوي
  22. يوسف القرضاوي

ويظهر تفاوت في معلومات وفيات عدد من شعراء هذه المرحلة بسبب من التجاهل لتاريخ هؤلاء المبدعين، وهو ما أثر في اختلاف المعايير التي حكمت ضمهم إلى هذه المرحلة،وإن ظهر معياران هما:

(أ) ظهور نتاج شعري وأدبي مؤرخ في هذه المدة.

(ب) معرفة وفيات من توفي منهم في هذه المدة.

ثالثا: مرحلة الانكماش،وتمتد من سنة 1966م-1975م

وهي المدة التي شهدت واحدة من أقسى المحن التي تعرض لها الإخوان المسلمين؛ حيث غيب مجموع كبير من الإخوان المسلمين في السجون والمعتقلات.

رابعًا: مرحلة العودة والانطلاق،وتمتد من 1976-1999م

وقد توقفنا عند هذه السنة ؛ لأنه باتساع مشاركة الإخوان المسلمين في الانتخابات البرلمانية المصرية، وظهور مصادر نشر خاصة بهم، وإن تكن محدودة،وتنامي الاعتماد على الأصوات الشعرية والأدبية الإخوانية في دعم المشاركة السياسية - عادت كثيرًا من الأصوات التي غيبت في المرحلة السابقة إلى الظهور والكتابة،وقد انضم إليها عدد كبير من جيل الشباب،ممن سيمثلون عصب المرحلة التالية:

ومن أمثلة الأصوات الشعرية التي عاودت الظهور والانطلاق:

في بين قوسين مشكوك في انتمائه للإخوان المسلمين:

  1. (أحمد هيكل)
  2. إسماعيل صادق العدوى
  3. جابر قميحة
  4. حسان حتحوت.
  5. (حسن أبوالغيط)
  6. حسن دوح
  7. حسين مجيب المصري
  8. حمدي والى
  9. سعد مصلوح
  10. (سعيد شوارب)
  11. (عائشة عبد الرحمن)
  12. عبد الحسيب الخناني
  13. عبد الرازق السنهوري
  14. عبد العزيز مصلوح
  15. عبد الغفار عفيفي الدلاش
  16. عبد اللطيف عامر
  17. عبد المتعال الصعيدي
  18. (عبد المنعم عواد يوسف)
  19. عبده أحمد زايد
  20. (عبد الوهاب المسيري)
  21. عصام الغزالي
  22. على أحمد باكثير توفي سنة 1969م
  23. (محمد رجب البيومي)
  24. (محمد عبد الغني حسن)
  25. محمد فريد عبد الخالق.
  26. (محمد كمال الدين إمام)
  27. (محمد يونس)
  28. محي الدين عطية محمد
  29. وحيد حامد الدهشان
  30. يحيى الرخاوي

خامسا: مرحلة التنامي وبدايات الازدهار وتمتد من سنة 2000م إلى الآن

وقد ظهرت في هذه المرحلة مجموعة من أسماء المرحلة السابقة، وتصدروا روادا للجيل الجديد من أدباء الإخوان، فجاء في مقدمة هذه المرحلة:

  1. جابر قميحة
  2. وعلية الجعار
  3. وحيد حامد الدهشان

ونلمح في هذا الجيل مجموعة مهمة من الأسماء من مثل:

  1. يوسف أبو القاسم الشريف
  2. ياسر أنور
  3. عبد القادر أمين
  4. عبد الناصر الجوهري
  5. خالد جودة
  6. ناصر صلاح
  7. عبد الله الشوربجي
  8. خالد الطبلاوي
  9. عصام الشرقاوي
  10. أحمد حجازي
  11. أحمد حسن محمد
  12. هيثم زهدي
  13. عصام عبد الحميد
  14. حمدي والي
  15. صابر عبد الدايم
  16. (عبد الرحمن يوسف القرضاوي)
  17. محبوبة هارون
  18. خالد إبراهيم
  19. منير عبد الغني حمودة
  20. عبد الله عبد الباقي
  21. أحمد محمد والي
  22. أمين عبده
  23. أحمد عبد الجواد
  24. عبد الرزاق حسين
  25. محمد صيام
  26. منتصر ثروت
  27. محمد جودة
  28. وبسيم عبد العظيم
  29. وعبد الله رمضان

ربما اختلف القارئ مع ما تطرحه هذه المقالة من تقسيمها المراحل الخمسة السابقة،لكن ثمة اتفاقا على مجموعة من العلامات التي تتبدى من خلف هذا التقسيم نجملها فيما يلي:

  1. أن التداخل فيما بينها يبدو أمرًا طبيعيًّا، لاعتبارات متنوعة معروفة في أدبيات التأريخ الأدبي وفق العصور السياسية
  2. أن الظروف الضاغطة،والمضيقة التي عانت منها الحركة الإسلامية كانت سببًا مباشرًا في كثير من هذا الغيم الذي يحيط بهذه المراحل، وبمن تضمه من أسماء الأدباء والشعراء.

أدب الحركة الإسلامية: مقال في الأجناس والأغراض

من جهة ثانية فإن أدب الإخوان المسلمين توزع على مساحات ممتدة من خريطة الإبداع المتوالي، ضمت الأجناس الأدبية التالية:

أولاً: الشعر

وقد غلب على المراحل الأربعة الأولى – بلا شك – تقدير ظاهر للقصيدة التقليدية،لأسباب ظاهرة بحكم التكوين الثقافي، وبحكم تأثير مرحلة الإرهاص، وبحكم النماذج الذهنية المهيمنة.

ثم بدأ يظهر إبداع شعري يتبنى القصيدة الحرة، أو شعر التفعيلة بدا نادرًا مع جيل الانطلاق والعودة، ثم أخذ في التنامي مع جيل بدايات الازدهار، وتميزت القصائد التفعيلة لشعراء مرموقين في الحركة من أمثال: جابر قميحة، ياسر أنور، وهيثم زهدي وغيرهم.

ثانيا: الزجل

وقد فشا الإبداع وفق هذا الجنس الأدبي لاعتبارات كثيرة جدًا يأتي في مقدمتها:

  1. عبور حاجز العربية الفصحى.
  2. استجابة لمطالب الجماهيرية، بما أن الجماعة مشغولة بالدعوى. والسياسي، والزجل وسيلة عبقرية للتواصل مع الجماهير بمطالب فنية وجمالية.

ثالثا: القصة والرواية

وقد عرفت الجماعة أصواتًا أدبية مميزة في هذا المجال يتقدمها بلا شك نجيب الكيلاني، ويأتي بعده بمسافات أسماء مهمة أيضا من مثل عصام عبد الحميد، وعبد الله عبد الباقي.

رابعا: المسرحية

عرف تاريخ الإخوان المسلمين المسرحية لاعتبارات تربوية وتعليمية وفنية وقد ظهرت المسرحية بما هي فن أدبي معاصر في فترة مبكرة من تاريخ الإخوان، إذ كتب عبد الرحمن البنا عددًا كبيرًا من المسرحيات من مثل: أبطال المنصورية - وصلاح الدين الأيوبي - وغزوة بدر - الهجرة وكتب آخرون المسرح من مثل: أحمد موسى عفيفي - ويوسف المحجوب - وعلى سرور - وإبراهيم عبد الفتاح.

وظهر في الجيل الحالي أسماء مبشرة في مجال إبداع المسرحية من مثل: جابر قميحة وخالد إبراهيم وزكي خلفة وغيرهم.

خامسا: الخاطرة

ويبدو على السطح إرهاصات تشي بظهور جنس أدبي جديد يحتاج إلى صبر في المتابعة النقدية، يسمى في أدبيات الجماعة باسم الخاطرة، وهو جنس أدبي نثري يعد تطويرًا للمنجز النثري الذي ظهر في العصر الحديث وتميز فيه جبران خليل جبران.

سادسا: فن الأوبريت (أو الرواية الغنائية) جاء منها عدد لعبد الباسط عبد الرحمن.

سابعا: الأنشودة

وقد تنامى عناية أدباء الإخوان بالأناشيد لاعتبارات متعددة فظهر عندهم:

(أ) أناشيد الجهاد

(ب) أناشيد الأطفال.

والحق يقتضي أن نقرر أن أدب الحركة الإسلامية عرف عددًا من الأغراض تركزت في الغالب حول الأغراض التالية:

(أ) الغرض الديني الإسلامي بمعناه الاصطلاحي، ولاسيما ما يتعلق بالمنظومة الأخلاقية، باتجاهاتها المختلفة الذي يشتبك مع مطالب التحرر والوحدة العربية والجهاد.

(ب) الغرض التربوي الذي يرعى مطالب الأخوة والترابط إلخ.

(ج) الغرض الإنساني العام، بما يتناغم مع قيم الحب والجمال إلخ.

أدب الحركة الإسلامية: مصادر التأريخ

لا شك أن ما تعرض له أدب الإخوان من تجاهل وتعتيم وإقصاء كان له أثره في قلة الأوعية المحتفية به، وهو ما انعكس على صعوبة جمع هذا الأدب تمهيدًا للتأريخ له، ودراسته، وفحصه موضوعيًّا ونقديًّا.

ومع ذلك فقد عرفت مجموعة من الصحف والمجلات كانت تهتم بنشر أدب الإخوان يمكن أن تمثل نقطة مهمة في هذه السبيل

من أهمها:

  1. صحيفة الإخوان المسلمون.
  2. صحيفة الأفكار.
  3. صحيفة التعارف.
  4. صحيفة الخلود.
  5. صحيفة الدعوة.
  6. صحيفة الرسالة.
  7. صحيفة الشهاب،
  8. صحيفة النذير.

وهي جميعًا صحف مصرية تمثل مصادر مهمة للتأريخ لأدب الإخوان المسلمين، ولاسيما في المراحل الأولى.

ويأتي بعدها في الأهمية والدرجة مجموعة أخرى من الصحف والمجلات المصرية من مثل:

  1. مجلة الاعتصام
  2. مجلة البيان (التي أسسها الرافعي)
  3. مجلة اللواء الإسلامي
  4. مجلة الأزهر

ثم ظهرت مجموعة قليلة من الصحف الإخوانية مثلت طفرة مهمة في تاريخ العناية بأدب الإخوان في الفترة الممتدة من سنة 2000م إلى اليوم وهي:

  1. صحيفة آفاق عربية، في ظل إدارة الأستاذ بدر محمد بدر.
  2. صحيفة الأسرة العربية
  3. سلسلة آفاق أدبية التي أسسها الشاعران: وحيد حامد الدهشان وناصر صلاح.

وثمة مصادر لا تقل أهمية عما سبق ينبغي العناية بها على طريق جمع أدب الإخوان نجملها فيما يلي:

أولاً: المقابلات الشخصية مع رموز الأدباء الإخوان، وتسجيلها.

ثانيًا: فحص السير الذاتية لفكر الإخوان وأدبائهم.

ثالثًا: معاجم الأدباء المعاصرين، مما ذكرت أمثلة لها في مفتتح هذه المقالة.

رابعًا: المجاميع الشعرية والأدبية التي صدرت قديمًا في داخل الشعب والكتائب الإخوانية.

خامسًا: أدبيات التاريخ الموسعة للإخوان المسلمين.

أدب الحركة الإسلامية: نحو فحص الآثار السلبية الناتجة عن التجاهل والتحامل

لا شك أن ثمة عوامل كثيرة تضافرت لتصيغ حالة مكثفة من التجاهل والتحامل مع الأصوات الإبداعية للإخوان المسلمين نذكر منها إجمالاً:

أولاً: هيمنة التيار العلماني المتغرب على أوعية النشر الأدبي.

ثانيًا: هيمنة التيار العلماني المتغرب على الحركة الثقافية والنقدية والإعلامية بشكل عام.

ثالثًا: هيمنة التيار المتغرب على الأكاديميات المصرية،كان لها تأثيرها في توجيه النقد التطبيقي إلى الأصوات غير الإسلامية.

رابعا: استمرار الانتصار للنموذج الغربي الذي رسخه الاحتلال الغربي في مصر، وهو ما ولد إقصاء مقصودًا أو غير مقصود لكل المنتمين للفكرة الإسلامية ثقافيًّا وإبداعيًّا، بسبب الانهزام النفسي أمام التقاليد الفنية الغربية، وأمام القضايا الموضوعية غير الإسلامية.

خامسًا: تنامي أجواء التضييق الأمني وتوحشه مع تعاقب الأنظمة الحاكمة في مصر ولاسيما في الفترات التي تلت سنة 1954م.

وقد أثمرت هذه الحالة من التجاهل والتحامل معًا عددًا من النتائج شديدة السوء على أدب الحركة الإسلامية نذكر منها:

أولاً: عدم التعريف بأصوات الإخوان المسلمين الأدبية.

ثانيًا: ضياع تراث وافر لهؤلاء الأدباء والشعراء والقصاصين، والمسرحيين، بسبب من عدم إتاحة فرص النشر.

ثالثًا: إفقاد أدب حركة الإخوان المسلمين كثيرًا من محددات التطوير والتعميق، بسبب من عدم المتابعة النقدية، التي تتغاضى دراسة هذا المنجز الإبداعي، وفحصه نقديًّا، وتوجيهه وتقويمه.

رابعًا: حرمان الحركة الإبداعية المصرية والعربية من طاقات تعبيرية وفنية وموضوعية منتمية كان بإمكانها أن تخلق مذاهب فنية مصرية وعربية مائزة بوحي من مرجعيتها الإسلامية الممتدة العريقة، وهو ما أثر بشكل جوهري سلبي فيما يلي من المحددات الفنية والجمالية:

أ. غياب رموز شخصية ومكانية تراثية دينية وتاريخية بسبب من مزاحمة رموز أخرى غربية يونانية ورومانية.

ب. سيادة حالة من حالات التشويش أصابت المعجم الشعري بسبب من الانتصار للأفكار الغربية المتدثرة بمعجم غير منتم.

ج. تراجع الأنماط الموسيقية والإيقاعية بسبب من الانتصار للنماذج الغربية، والمتابع للحركة الأدبية التراثية يشهد ابتكارات مذهلة على المستويات الإيقاعية والموسيقية كانت إنتاجا عربيًّا بامتياز.

د. حرمان نظرية الأدب في مصر من تعميق برامج الأنشودة، والأوبريت الإسلامي وأناشيد الأطفال بما هي أجناس أدبية تميز بها أدباء الإخوان المسلمين.

هـ. حرمان تاريخ الدراما المصرية من نماذج راقية كان بإمكانها أن تسهم في تطور المجتمع المصري تطورًا إيجابيًّا.

و. حرمان تاريخ الغناء المصري المعاصر من نماذج كان بإمكانها أن تطور عددًا من فنونه وأنماطه.

خامسا: حرمان الحركة النقدية والأدبية من اتجاهات جديدة تخلق نماذج مصرية، أو تطور في بنية المدارس الوافدة.

وتشهد الساحة النقدية إسهامات جيدة عندما حدث اشتباك نقدي من بعض الأصوات الأدبية للإخوان من مثل: ما ابتكره الدكتور علي عشري زايد من مفهوم الأدب الرسالي الذي صكه في متابعاته النقدية لشعر جابر قميحة.

إن التجاهل والتحامل اللذين قوبل بهما أدب الإخوان المسلمين خلق منه بلبلاً مغدورًا به يجاهد في سبيل الإفلات من براثن الغدر الذي استمر عقودًا طويلة وما يزال.