إبراهيم اليازوري
مقدمة
"مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا" هكذا وصف الله سبحانه عباده المؤمنين بأنهم ما فرطوا في عهدهم مع الله سبحانه بل ظلوا عليه حتى قضوا نحبهم في سبيل دينهم، ومن عاش منهم عاشا مرمنا محافظا على عهده ودينه حتى يلقى الله. وكان إبراهيم اليازوري واحد من الذيم لم يخشوا الموت بل حملوا أرواحهم فوق أكفهم ليقدموا رخيصة في سبيل دينهم ووطنهم.
حياته
في قرية بيت دراس التي تقع إلى الشمال الشرقي من مدينة غزة بفلسطين ولد إبراهيم فارس أحمد اليازوري عام 1941م، وحينما كان عمره 7 سنوات تعرضت قريته بيت دراس لمذبحة من قبل العصابات الصهيونية في 21 مايو عام 1948م حيث قتل عدد كبير وهجرت جميع سكانها.
درس الصف الأول الابتدائي في قريته، ولم يكمله نتيجة أحداث الحرب التي اندلعت عام 1948م. وخلال رحلة الهجرة، انتقل اليازوري من قريته إلى أسدود ومكث فيها برفقة عائلته عدة أيام، وبعد انسحاب الجيش المصري انتقل إلى مدينة المجدل هربًا من بطش العصابات الصهيونية، ثم انتهى به وبذويه الحال في مخيم خانيونس، حيث استقروا بخيمة في المعسكر الغربي.
درس بمدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين المرحلتين الابتدائية والإعدادية بمخيم خانيونس، ثم أكمل دراسته الثانوية قبل أن ينتقل إلى جامعة القاهرة ليدرس في كلية الصيدلة عام 1960م، لتبدأ رحلته مع الدعوة. وبعد أن أنهى دراسة الصيدلة في القاهرة عام 1965م، عاد إلى غزة ليعمل في مستشفى الشفاء بغزة، غير أنه ترك العمل عام 1975م بالمستشفى وافتتح صيدلية خاصة به.
في صفوف الإخوان والمحنة
التحق في صفوف جماعة الإخوان المسلمين وهو في المرحلة الإعدادية وكان يتردد على شعبة الإخوان الأولى في شارع السيقلي بخانيونس، وكان شيخه في تلك الفترة الأستاذ المربي محمد دبور "أبو أسامة" ثم بعد ذلك الأستاذ عبد البديع صابر. وفي أثناء دراسته الصيدلة في جامعة القاهرة التقى بالمربي د. عبد الرحمن بارود "أبو حذيفة"، وهناك انتظم معه في أسرة إخوانية من الطلاب الجامعيين الفلسطينيين، وكان د. بارود شيخه في تلك الفترة.
اعتقلته السلطات المصرية في ديسمبر عام 1965م بتهمة الانتماء إلى جماعة الإخوان المسلمين، إذ استُدعي مع بعض الإخوة (إسماعيل الخالدي ، وزهير الزهري وغيرهم) لمكتب مدير المباحث العامة بالسرايا بغزة، وهناك أبلغهم مدير المباحث بأنهم مطلوبون للسفر للقاهرة لبعض التساؤلات والاستجوابات؛ وحين وصلوا مصر جرى اعتقالهم وتحويلهم لسجن أبو زعبل.
وفي صيف 1966 اعتقلت مجموعة من الطلبة الفلسطينيين وفي تلك الفترة تم استدعاء د. إبراهيم اليازوري لسجن القلعة للتحقيق معه في ظروف صعبة وقاسية حول علاقة تنظيم الإخوان بمنظمة التحرير. وتمت إعادة د. اليازوري إلى سجن أبو زعبل، وبعد فترة نقلوا المجموعة كاملة إلى سجن ليمان طرة، ومكثوا فترة من الزمن، ثم نقلوا إلى السجن الحربي تمهيدا للإفراج عنهم دون محاكمة، وأفرج عنه في 7 ديسمبر عام 1966.
جهوده في العمل الخيري
كان اليازروي عضوًا في اللجنة التنفيذية للهلال الأحمر في قطاع غزة، ومن 1981 - 1985 كان عضوًا في نقابة الأطباء في قطاع غزة. كما عمل محاضرًا في الجامعة الإسلامية بغزة.
وفي ظل محدودية العمل السري لجماعة الإخوان المسلمين في قطاع غزة، قرر قادة الجماعة في غزة توسيع نطاق عملهم والعمل ضمن عمل مؤسساتي خدماتي يخدم أكبر شرائح المجتمع؛ فتشكلت نواة بناء المجمع الإسلامي، وكان الشيخ إبراهيم اليازوري أحد مؤسسي المجمع الإسلامي، وعمل نائبا للشيخ أحمد ياسين في رئاسته للهيئة الإدارية للمجمع الإسلامي.
تأسيس حماس
في عام 1973، ساعد اليازوري ياسين في تأسيس جمعية المجاهدين الإسلاميين، كما كان للدكتور إبراهيم اليازوري – بعد ذلك - شرف مشاركة الشيخ أحمد ياسين في تأسيس حركة حماس في ديسمبر عام 1987م كواحد من سبعة كانوا أساس تأسيس حركة حماس.
حيث اجتمع سبعة من قيادة جماعة الإخوان المسلمين في قطاع غزة، وأقروا تأسيس حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وقد اعتبر الذين شاركوا في الاجتماع هم مؤسسو الحركة، وهم الشيخ أحمد ياسين والدكتور عبد العزيز الرنتيسي وصلاح شحادة وإبراهيم اليازوري وعبد الفتاح دخان ومحمد شمعة وعيسى النشار.
وفي عام 1988م اعتقلت قوات الاحتلال كل مؤسسي حماس باستثناء الشيخ أحمد ياسين، وحكم على اليازروي بالسجن لمدة 27 شهرًا، وفي يناير 1991، أطلق سراحه من السجن وعاد للعمل كسكرتير عام وقائد سياسي رفيع المستوى لحركة حماس.
فقد نجله مؤمن الذي كان برفقة الشيخ أحمد ياسين ليلة اغتياله أثناء خروجه من صلاة الفجر في 22 من مارس عام 2004م حيث قصفتهم طائرة أباتشي بالصاروخ.
وفاته
توفي اليازوري مساء يوم الخميس 11 فبراير 2021م عن عمر يناهز الـ80 عاما إثر إصابته بفيروس كورونا في المستشفى الأوروبي بمدينة خانيونس جنوب قطاع غزة.
قالوا عنه
نعت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وقادتها د.إبراهيم اليازوري الذي رحل اليوم في قطاع غزة عن عمر ناهز الثمانين عاما، إثر إصابته بفيروس كورونا.
هنية معزيا
وقال رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية ناعيا اليازوري:
- "نفتقد اليوم ركنا من أركان مسيرة الدعوة والجهاد، قامة عظيمة ربى أجيالا وأجيالا على حب الإسلام وفلسطين، عرف بصبره وثباته وإقدامه وإخلاصه وحبه لإخوانه وأبناء شعبه، وقدم ابنه (مؤمن) شهيدا على طريق الحرية والكرامة".
وأضاف هنية في بيان صحفي
- أن "اليازوري" أفنى حياته من أجل دعوة الإسلام والجهاد الطويل لتحرير فلسطين المباركة.
وقال:
- "نفتقد اليوم قامة عظيمة ربى أجيالًا وأجيالًا على حب الإسلام وفلسطين"، لافتا إلى أن اليازوري عُرف بصبره، وثباته، وإقدامه، وإخلاصه، وحبه لإخوانه وأبناء شعبه، وقدم ابنه (مؤمن) شهيدًا على طريق الحرية والكرامة.
أبو مرزوق ناعيا
وعبر حسابه على "تويتر" قال د. موسى أبو مرزوق:
- "ننعى لأمتنا وشعبنا وحركتنا وفاة د.ابراهيم اليازوري، أحد مؤسسي حركة حماس، الذي قدم لأمته وشعبه وقضيته الكثير، فقد كان مجاهدًا صابرًا ثابتًا ومخلصًا محباً لـفلسطين وأبنائها،رحمه الله رحمةً واسعة، وأسكنه فسيح جناته، وعوّض أهله وذويه وإخوانه خير العوض، وإنا لله وإنا إليه راجعون.".
محمود الزهار ناعيا
وأشار القيادي في حركة حماس محمود الزهار خلال تشييع اليازوري أنه كان أميناً صادقاً ومقاوماً للاحتلال، يعز على الجمعية الطبية وعلى المجمع الإسلامي أن يغيب عنه هذا الصوت الندي، يعز على المرضى الذين كان يساعدهم ويؤمن لهم احتياجاتهم.
المصادر
- من هو الراحل إبراهيم اليازوري.. أحد مؤسسي حماس: 11 فبراير 2021م
- قادة "حماس" ينعون "اليازوري" أحد مؤسسي الحركة: 11 فبراير 2021م
- وفاة الدكتور إبراهيم اليازوري أحد مؤسسي حركة حماس في قطاع غزة: 11 فبراير 2021
- فيديو جنازة ابراهيم اليازوري
- المركز الفلسطيني للإعلام: الراحل اليازوري.. "الصيدلي الصامت" وكنز حماس الثمين
- المحطات الأساسية لحركة حماس: 14 فبراير 2022م