ابو عبيدة يصرح التهدئة لن تكبل أيدينا

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

أبو عبيدة : التهدئة لن تكبل أيدينا طالما أن المحتل الصهيوني أثناء التهدئة الماضية كان يعد نفسه لمثل هذه الحرب


أبو عبيدة وسط إخوانه من رجال القسام

أكد أبو عبيدة المتحدث باسم كتائب القسام الذراع العسكري لحركة حماس أنه لا يوجد أي تقدم يذكر في موضوع صفقة الأسرى، مشيرا إلى أنهم سيطلعون الشعب الفلسطيني عندما يكون تقدم حقيقي يمكن أن يمثل بداية لإنجاز الصفقة.

وقال أبو عبيدة في تصريح خاص لشبكة فلسطين الآن: " حفاظاً على معنويات الأسرى وذويهم وحتى لا نحدث إرباك أو بلبلة، لن نتحدث في هذا الموضوع إلاّ إذا كان هناك إنجاز حقيقي وواقعي، ونحن بالنسبة لهذه الصفقة على شروطنا كاملة.. منذ البداية ولم نتنازل فيها ولم نقدم أي تنازل وبإذن الله تعالى إن تمت الصفقة فستتم وفق شروطنا".

وفي ظل الأنباء التي تحدثت عن قرب إبرام تهدئة بين الكيان الصهيوني وفصائل المقاومة، قال أبو عبيدة: "التهدئة لن تكبل أيدينا طالما أن المحتل الصهيوني أثناء التهدئة الماضية كان يعد نفسه لمثل هذه الحرب، فالاحتلال لا يؤمن جانبه".


واليكم نص لحوار مع أبو عبيدة المتحدث بإسم كتائب القسام

    • هل أنتم راضين عن أداء المقاتلين خلال الحرب على غزة؟

أخي الكريم صحيح مقاتلينا بفضل الله تعالى كان أداء رائع، وأعتقد الخطة العسكرية التي وضعت للدفاع عن قطاع غزة تم التقيد بها بنسبة كبيرة جداً بالرغم من حجم العدوان الغير مسبوق على القطاع، وبالرغم من الهجمة الهمجية والشرسة من قبل الاحتلال واستخدام سياسة الأرض المحروقة لكن مجاهدينا كانوا على قدر المسئولية وعلى قدر ثقة أبناء شعبنا الفلسطيني وأمتنا بهم وثبتوا في الميدان وتمرسوا على خطوط النار الأولى وبفضل الله تعالى حققوا انجازات ملموسة على أرض الواقع وهاجموا العدو الصهيوني بعشرات الهجمات المؤلمة والتي فاجأت الاحتلال، فقد توقع الاحتلال أن تكون الضربات الأولى لها أثر كبير على المقاومة وتضعضعها، لكن العكس الذي حدث، الاحتلال تفاجأ بالرّدّات العسكرية من قبل مجاهدينا الأبطال.


بالنسبة للانجازات كانت بفضل الله انجازات كبيرة على مستوى الرد على الهجمات الجوية طبعاً لم يكن هناك توغل بري لمدة سبعة أيام في البداية كانت هجمات جوية شرسة جداً تطال كل شيء على الأرض، لكن بالرغم من ذلك كان هناك تكثيف من إطلاق الصواريخ، أكثر من 60 صاروخ في اليوم الأول ثم بعد ذلك صواريخ بالعشرات يومياً وفق ما خطط له، هذا على صعيد ضرب الصواريخ والتي طالت أهداف استراتيجية وأهداف لم تصل من قبل ولم تقصف في تاريخ الكيان الصهيوني كان هذا انجاز واضح وهذا فاجأ الاستخبارات العسكرية الصهيونية والتي لم تتوفر لها معلومات لبلوغ هذه الصواريخ إلى مثل هذا المدى من قبل كما أن كان هناك تطور واضح على سبيل ضرب أهداف عسكرية صهيونية مثل قواعد عسكرية وغير ذلك، ومدن استراتيجية في جنوب فلسطين المحتلة مثل اسدود وعسقلان وبئر السبع وغيرها ونتيفوت وغيرها، على صعيد الحرب البرية كان هناك استخدام لوسائل جديدة كتائب القسام أدخلتها في المعركة للمرة الأولى في تاريخ قطاع غزة، وكان هناك كمائن عديدة نفذها المجاهدون وإطلاق قذائف تجاه الآليات ومواجهات مباشرة وجهاً لوجه.


    • في موضوع التهدئة، ماذا تنتظرون لمثل هذه التهدئة؟

أولاً نحن بالنسبة للتهدئة، التهدئة لن تكبل أيدينا طالما أن المحتل الصهيوني أثناء التهدئة الماضية كان يعد نفسه لمثل هذه الحرب، فالاحتلال لا يؤمن جانبه ونحن نقبل بالتهدئة من أجل التخفيف عن معاناة شعبنا الفلسطيني وقبلناها سابقاً والآن شروطنا للتهدئة واضحة ولا مجال للتنازل عن أي منها ولا مجال للمراوغة فيها وهذه هي الشروط حتى أصبح فيها مطالبات دولية وإقليمية وليس فقط من قبلنا وهي حقوقنا الطبيعية في رفع الحصار وفتح المعابر ووقف العدوان بشكل كامل عن قطاع غزة، إذا ما قبل الاحتلال بهذه الشروط فنحن نقبل بتهدئة محددة على أن يلتزم بها الاحتلال ونلتزم بها نحن والفصائل الفلسطينية، أما تهدئة يريد أن ينتزعها الاحتلال من خلال مراوغة ومن خلال إقحام ملفات أخرى مثل ملف شاليط وغير ذلك في التهدئة فهذا لن نقبل به، ولن نقبل سوى بتهدئة تمثل الحد الأدنى من طموحات شعبنا الفلسطيني في هذه المرحلة.


    • فيما يخص شاليط، جرى الحديث أن هناك تقدم في الصفقة، ما دقة هذه المعلومات؟

بالنسبة لموضوع صفقة التبادل حتى الآن لا يوجد فيه أي تقدم يذكر، وعندما يكون هناك أي معلومات أو تقدم حقيقي يمكن أن يمثل بداية لإنجاز الصفقة نحن سنطلع الشعب الفلسطيني وسنطلع الرأي العام على هذا التقدم بدقة لكن نحن حفاظاً على معنويات الأسرى وذويهم وحتى لا نحدث إرباك أو بلبلة نحن لن نتحدث في هذا الموضوع إلاّ إذا كان هناك إنجاز حقيقي وواقعي وقرب انتهاء هذه الصفقة، ونحن بالنسبة لهذه الصفقة على شروطنا كاملة منذ البداية ولم نتنازل فيها ولم نقدم أي تنازل وبإذن الله تعالى الصفقة إن تمت فستتم وفق شروطنا.


    • - في رأيكم ما السبب الرئيسي – بعد توفيق الله تعالى- في انتصاركم ونجاحكم؟

ج/ بعد فضل الله تعالى كان الانتصار والنجاح بسبب الثبات واتباع الخطط التي وضعت مسبقاً لمواجهة أي حرب من هذا النوع، وكذلك التماسك الفلسطيني على مستوى المجتمع والفصائل المقاومة، إضافة إلى التكتيك العسكري المميز والأساليب الناجعة التي اتبعناها في التصدي لهذا العدوان الغاشم.


    • - دون الدخول في التفاصيل بالتأكيد كان لديكم معلومات عن الهجوم الصهيوني، فكيف كان استعدادكم للمواجهة خصوصا مع تصريحكم عن خطط غير مسبوقة لمواجهة الهجوم وأنكم ستستخدمون ضدهم أسلحة جديدة لم تستخدموها من قبل ورأينا منها الصواريخ الجديدة بعيدة المدى التي نتمنى أن تحدثنا عنها؟ وهل كانت هناك أسلحة أخرى؟

ج/ طبعاً نحن كنا نستعد لأسوأ الاحتمالات والتي يمكن أن تطرأ، جرى العمل وفق ما خطط له في مواجهة العدوان الجوي حيث تم إطلاق المفاجأة الأولى بوصول صواريخنا من طراز "غراد" والقسام المطور إلى مدى أكثر من 40 كلم، وهذا الأمر كان ضربة قاسية ومفاجئة لدوائر الاستخبارات والقيادة العسكرية الصهيونية، واستمر هذا الوضع أسبوع كامل، ثم مع بداية الحرب البرية بدأ القتال الفعلي على الأرض وكانت عدة ضربات موجعة في الساعة الأولى للتوغل وتوالت الضربات والكمائن مع التوغل داخل القطاع رغم أن المناطق مفتوحة. وتم استقبال آليات العدو بأنواع جديدة من القذائف والصواريخ واستمرت المواجهة حتى آخر يوم بفضل الله.


    • - بالتأكيد لكل معركة أحداثها ومواقفها التي لا تنسى.. فما هو الموقف الذي لن تنساه في هذه المعركة؟

ج/ كان هناك مواقف كثيرة جداً لكن من هذه المواقف الرائعة والبطولية أن أحد المجاهدين كان يستعد للهجوم على مجموعة من الجنود الصهاينة، فتمت مهاجمته عن بعد بقذيفة قطعت يده اليسرى بالكامل وتعلقت يده، ولكنه أصر على تفجير العبوة في الجنود وبالفعل قام بذلك وبعد أن انتهى أخذ يزحف منسحباً من المكان وكانت يده المقطوعة لازالت لم تسقط وأعاقت زحفه فأصر على قطعها وواصل الزحف بمعنويات مرتفعة وعجيبة رغم شدة الألم.

ومن هذه المواقف اشتداد القصف على المجاهدين لمدة سبع ساعات كاملة في محيط لا يتجاوز نصف كيلو متر مربع وأصروا تحت القصف على الصلاة واقفين. وبالفعل أتموا صلاتهم وبعد هذه الصلاة الأخيرة في تلك الليلة استشهد اثنان من المجاهدين في معركة بطولية وجهاً لوجه مع الجنود الصهاينة.


    • - قال الكاتب الصحفي المصري محمد حسنين هيكل في مقابلة تليفزيونية بعد المعركة: "أن معركة غزة لم تنته والخطر القادم أكبر مما يتصوره العرب".. برأيك وأنت أحد المسئولين في الميدان.. ما هو الخطر الذي يتحدث عنه هيكل؟

ج/ هناك محاولة من قبل العدو الصهيوني تجنيد موقف سياسي يضر بالعرب جميعاً وليس بالمقاومة ويضر كذلك بسيادة مصر خصوصاً فيما يتعلق بموضوع ما يسمى وقف التهريب لذلك هذا الخطر تجاوز نطاق غزة وأتمنى أن يكون هذا الخطر عامل إيقاظ للنائمين والحالمين من حكام العرب.


    • - شاع الحديث في الشارع العربي أن معركة الفرقان سوف تغير الأحداث.. من وجهة نظرك كيف سيكون هذا التغيير؟

ج/ هناك تغير كبير كامن في الأمة العربية والإسلامية، وهذه الحرب شكلت صحوة كبيرة على مستوى الوعي والتضامن غير المسبوق مع خيار المقاومة و الجهاد ، وهذه الحرب جنّدت الملايين الجدد لصف المقاومة وخيارها وأعتقد أن ذلك سيشكل بداية لتغيير كبير ربما لن يكون فورياً لكنه سيحصل إن شاء الله ربما على صعيد بعض الأنظمة كذلك التي باتت على قناعة بأن دعم المقاومة هو الضامن لحفظ ما تبقى لهم من كرامة.


    • - الشارع العربي يقول أن عدد الشهداء في المعركة (خاصة المدنيين) وصل لرقم كبير؛ فبنظرك.. كيف يتم تقدير هذه النسب؟ وهل هناك أمة أو شعب نال حريته دون دماء؟

ج/ عدد الشهداء كبير والعدو كان يقصد ذلك وبشكل واضح وملفت، ففي الخمس دقائق الأولى للحرب ارتقى أكثر من 200 شهيد معظمهم من المدنيين، وهذا ما كان يعول عليه العدو في إحداث انكسار حاد ونكسة للمقاومة في غزة ولذلك ركز العدو عليها وقال عنها صدمة وصعقة وضربة قاصمة، ومع استمرار الحرب كان العدو يقصد في كل مرحلة إيقاع خسائر اكبر في صفوف المدنيين لدفعنا للتنازل والتراجع لكن ما حدث هو العكس والمعركة فرضت علينا فرضاً ولم نسع إليها وبالتالي الذي يتحمل كامل نتائجها العدو الصهيوني وليس نحن بالتأكيد.


    • - كيف تصف علاقتكم بأهلكم المواطنين في غزة خلال الحرب؟ وإلى ما وصلت تلكم العلاقة بعد الانتصار؟

ج/ العلاقة كانت علاقة تكامل وانسجام تام، فنحن وهم سواء العدوان على الجميع والكل مستهدف وهذا ما جعلهم أكثر التصاقاً بنا وكان هناك شعور لدى الجميع أن المعركة معركتهم وأنهم لا خيار أمامهم سوى الصمود والصبر و المقاومة ، ونحن بعد الحرب أكثر قرباً من أبناء شعبنا نضمد جراحهم ونشاركهم الصبر على المصاب ونسعى لعمل كل ما من شأنه أن يخفف عنهم.


    • - كيف تقيّم موقف أهلنا في الضفة من الأزمة؟ وهل كنتم تتوقعون منهم ما لم يحدث؟ وكيف تقيم موقف أهلنا في الـ48؟ وهل كنتم تتوقعون منهم ما لم يحدث؟

ج/ موقف أهلنا في الضفة والداخل كان مشرفاً على مستوى التضامن والنصرة لكن نحن ندرك ظروفهم ففي الداخل احتلال وفي الضفة احتلالين، وندعو المقاومة في الضفة إلى المزيد المزيد.


    • - ما تقييمكم للموقف الشعبي العربي؟

ج/ كان موقفاً رائعاً ويعبر عن وعي وإدراك وصدق في النصرة والانتماء، وندعوهم إلى المزيد فالمعركة طويلة ونتمنى أن لا تكون هذه الهبة ثورة طارئة بل أن تكون انطلاقة لبرامج عمل مكثفة حتى فك الحصار وإنهاء الاحتلال فلازال بمقدروهم أن يفعلوا الكثير.


    • - ماذا ترى في مواقف الحكومات والرؤساء غير العرب من الحرب كمواقف تركيا وفنزويلا وبوليفيا؟

ج/ نرى أن مواقفها متقدمة على مواقف كثير من حكام العرب والمسلمين للأسف الشديد، وهي أقرب إلى مواقف الشعوب وإن كانت رمزية ومعنوية فنحن نشكرهم على هذه المواقف الشجاعة، وهي تسجل لهم.


في السياسة

    • - حماس والتهدئة الدائمة أحيانا والمؤقتة أحيانا أخرى.. حديث طويل، ماذا تقول عنه؟

ج/ نحن مستعدون لاتفاق تهدئة يكون ثمرة للمقاومة حيث فشلت كل جهود السياسة في فك الحصار فنريد أن تكون التهدئة المؤقتة مقابل فتح المعابر بشكل كامل وفك الحصار نهائياً ووقف العدوان دون خروقات، خاصة وأن هذه المطالب ليست مطالب حزب أو تنظيم هذه مطالب شعب وحقه الطبيعي وليست منة من أحد، هذا موقفنا الثابت والذي نكرره في كل مرة، إذا تحققت هذه الشروط الإنسانية فنحن مستعدون لتهدئة تكون تخفيفاً عن شعبنا ودعماً لمشروعه التحرري.


ج/ هذا الكلام ضرب من الأحلام الخيالية التي لا وجود لها إلا في عقول بعض المشككين وفي أمنياتهم السقيمة، وهذا الحلم أنا أطمئنكم أنه لم ولن يتحقق بإذن الله، فحركة حماس – والفضل لله- أكثر حركة سياسية عرفها العصر الحديث تماسكاً وقوة وتراصّا بين القيادة والجند على جميع المستويات وفي كافة أجهزة الحركة السياسية والعسكرية والاجتماعية، ولولا هذه الصفة التي تتمتع بها الحركة لما نالت كل هذا التأييد والتقدير والاحترام الشعبي والرسمي على مستوى الداخل الفلسطيني والخارج العربي والإسلامي.

    • - في ظل الأزمة الاقتصادية العالمية كيف ترى تأثير الحالة الاقتصادية للداعم الأكبر للكيان الصهيوني -أمريكا- على الكيان الصهيوني ؟ وهل له من فوائد تعود عليكم؟

ج/ نسأل الله أن تكون هذه الأزمة مدمرة لأنظمة الظلم والإفساد، وأن تكون أموالهم لعنة عليهم، عملياً نحن نعتقد أن هذه الأزمة ستؤثر على الكيان الصهيوني ، و نقول بان الأولى بالإدارة الأمريكية أن تنفق الأموال في اعمار الأرض بوجه الخير بدلاً من توجيهها إلى عصابات التخريب والقتل والإرهاب الصهيوني.


كلمات

    • - ما الرسالة التي تود إيصالها لشباب الأمة على الخصوص؟

ج/ نقول لشباب الأمة تذكروا قول نبيكم صلى الله عليه وسلم: نصرت بالشباب، فعليكم بتكثيف الجهود وشد الهمم نحو نصرة فلسطين ومقاومتها وأعدوا أنفسكم لذلك، وليكن همكم فلسطين ، لأن أهلكم هنا يقعون تحت الاحتلال والتضييق والحصار والتآمر، واعلموا أن فلسطين تنتظر أفعالكم قبل أقوالكم، وباب الجهاد مفتوح أمامكم بكل الوسائل، فمن صدق لحق.


    • - ماذا تقول للسلطة الفلسطينية؟

ج/ أقول للسلطة في رام الله هاهي رهاناتكم تفشل من جديد، فوفروا جهدكم وعودوا إلى حضن شعبكم، وإن استمراركم في الركب الأمريكي والصهيوني سيصل بكم إلى نهايتكم وسيسجل التاريخ تقاعسكم ولن ترحمكم الأجيال القادمة.


    • - ماذا تقول للحكام العرب؟

ج/ أقول لهم عظم الله أجركم في موت حميتكم العربية، إلا القليل منكم، فليكن درس غزة فرصة لإحياء الضمائر وللخروج من الأوهام واعلموا أنكم ستقفون بين يدي الله ودماء أطفال ونساء غزة في رقابكم جميعاً إذا بقيتم على صمتكم الرهيب.


المصدر : فلسطين الأن