الرصاص المصبوب يغرق في بقعة الزيت اللاهب
الرصاص المصبوب يغرق في بقعة الزيت اللاهب
حملت الحربُ الأخيرةُ والتي شنتها قواتُ الاحتلال الصهيوني على قطاع غزة في جعبتها الكثير من المفاجآت الكبيرة والتي لم يتوقعها أحد ، فلأول مرة تُحلق أكثر من ستين طائرة حربية صهيونية في قطاع غزة في لحظة واحدة وتقصف مواقع الشرطة مرة واحدة في لحظة واحدة لتكون الضربة قاضية وأكثر فتكا.
ولكن الأكثر مفاجأة في الحرب أن حماس لم تسقط كما كان يتوقع الصهاينة أو حتى تهتز بل خرجت من الحرب أقوى مما كانت عليه قبل الحرب رغم التضحيات الكبيرة التي قدمها أبناء شعبنا في قطاع غزة ، فقدم أعدادا كبيرة من الشهداء وآلاف البيوت قد هدمت، وعشرات المساجد استهدفت.
الرصاص المصبوب
ولقد أعلن الصهاينة الحرب على غزة ومنذ اليوم الأول للحرب أطلق الصهاينة اسم العملية العسكرية اسم " الرصاص المصبوب" وذلك لكثرة المتفجرات التي ألقتها على قطاع غزة والتي تكفي لتدمير بلد بأكمله، ولكن غزة عصية على الانكسار وعصية على الخضوع لأراذل البشر الصهاينة إخوان القردة والخنازير والذي خضع لهم المنافقون والزعامات الرويبضة.
بقعة الزيت اللاهب
ولم يطل رد القسام، فرد سريعا وأطلق على عمليات إطلاق صواريخ القسام و الغراد على المدن الفلسطينية المحتلة والتي يسكنها المغتصبون الصهاينة اسم " بقعة الزيت اللاهب" وذلك لأن كتائب القسام وعلى وجه الخصوص في هذه الحرب قد وسعت من ضرباتها الصاروخية ضد الصهاينة ووسعت من دائرة الاستهداف للمدن الفلسطينية المحتلة.
الرد السريع
ومنذ اليوم الأول من الحرب والتي أطلقت عليها حماس " حرب الفرقان" وبعد استهداف المواقع رد القسام باستهداف المدن الفلسطينية المحتلة بعشرات الصواريخ والتي انطلقت من قطاع غزة لتزرع الرعب في قلوب الصهاينة وتجعلهم يفرون تحت الأرض خوفا من إصابة الصواريخ لهم.
وعلى الرغم من التحليق المكثف للطيران الحربي الصهيوني على مدار الساعة، بالإضافة إلى طائرات الاستطلاع والتي من مهامها كشف تحركات المجاهدين وخاصة وحدة المدفعية، إلا أن المجاهدين بفضل الله عز وجل أطلقوا الصواريخ في كل وقت وفي كل حين ومن مكان قريب من الدبابات التي كانت تتمركز على الحدود ، حتى أثخنوا في عدو ووازنوا الرعب، وانتقموا من قتلة الأطفال والأبرياء ومن مرتكبي المجازر حتى أجبروا المحتل على الرحيل من غزة مدحورا ولم يحقق أهدافه التي رسم لها وخطط لها الكثير، ودفع موازنات ضخمة من أجل تنفيذها وتحقيقها، إلا أن محاولات الصهاينة قد باءت بالفشل الذريع.
هذا وقد تمكنت كتائب القسام من إطلاق تسعمائة وثمانين صاروخاً وقذيفة، خلال الرد على الحرب، منها: 345 صاروخ قسام و 213 صاروخ جراد، و 422 قذيفة هاون، بفضل الله تعالى.
انتصار الحق على الباطل
واستطاع القساميون أبطال وحدة المدفعية أن يستمروا في إطلاق الصواريخ لآخر يوم في الحرب، بل وبعد الحرب أيضا، ليوصلوا رسالة إلى العدو الصهيوني مفادها أن جنود القسام ما زالوا في الميدان وأن قوتهم باقية بفضل الله وتوفيقه.
وفي نهاية الحرب انتصرت الإرادة على السيف، وانتصر الحق على الباطل، وانتصر الفرقان على الطغيان، وانتصرت بقعة الزيت اللاهب بفضل الله عز وجل على الرصاص المصبوب.
والفضل كله يعود لله عز وجل ومن ثم إلى جنود القسام الميامين أصحاب العقيدة الصلبة والإيمان القوي والذين صمدوا في وجه الجيش الصهيوني.
المصدر:كتائب الشهيد عز الدين القسام-المكتب الإعلامي