العدوان على غزة ورسائل عدة

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

العدوان على غزة ورسائل عدة

الحرب على غزة

لا تزال العملية الإرهابية الإجرامية، التي يشنُّها العدو الصهيوني الجبان، مستخدمًا طائراتِه بدلاً من أن يكون شجاعًا، ويُسَيِّر جيشه ودباباتِه على الأرض, هذه العملية التي أسقطت - حتى اللحظة التي تُكْتَب فيها هذه الكلمات - أكثر من ثلاثمائة شهيد، وألف جريح، منهم الأطفالُ والنساء، والشيوخُ والشباب، وقادةُ الأجهزة الأمنية، وأبناء القادة، وأقرباؤهم؛ حيث اسْتُشهد اللواء توفيق جبر مدير الشرطة بغزة، وكذلك نجل القيادي السابق بحركة حماس، الشهيد إسماعيل أبوشنب، وكذلك ابن شقيقة الشيخ إسماعيل هنية، كل هؤلاء القتلى والجرحى سقطوا في أقل من أربع وعشرين ساعة.

ومع كل هذه الآثار المدمرة للعدوان الغاشم، فقد خرج علينا اليومَ محلِّلون سياسيون صهاينة - حسب شبكة إسلام أون لاين – ليقولوا: إنهم يخشون الهزيمة في قطاع غزة، وأَكَّدوا أن إسرائيل اعتمدت على المبدأ الأمريكي: "الصدمة ثم الرهبة"، والذي يعني: استخدام قوة تَدْمِيرية كبيرة جدًّا؛ على أمل أن تترك أثرًا صاعقًا ومفزعًا لدى العدو، ولكنهم أكدوا أن رد فعل الطرف الآخر في الصراع، وهو المستهدف الرئيس من هذه الحملة، وهو حركة حماس - كان ردًّا قويًّا، ينمُّ عن إصرار وتحدٍّ واضحينِ, وقالوا: إن تحديد جيش الاحتلال وقفَ إطلاق الصواريخ هدفًا للحملة - سيؤدي إلى فشلها.

كما قالت صحيفة الجارديان البريطانية:

إن هذه العملية ستؤدي إلى مزيد من الالْتِفاف الشعبي حول حركة حماس، وستكون نتائجها على عكس أهدافها.

ونحن كذلك نؤكد: أن هذه العملية لن تؤدي إلى استسلام الشعب الفلسطيني المرابط في القطاع، ولن تضعف قواه المقاومة؛ بل ستزيدها قوة، وسيعلم هؤلاء أنهم قد قامروا عندما اتخذوا قرارًا ببدء هذه العملية.

ومن هنا أُوَجِّه عدة رسائل مقتضبة:

الرسالة الأولى إلى الكيان الصهيوني:

فأقول له: اضربْ غزةَ، واضرب حماس بالصواريخ والدبابات، وبالأسلحة المحرمة دوليًّا، ولكنك لن تصل إلى ما تريد، ولن تحقق أهدافك؛ فهذا من المحال, في السابق قتلتَ ياسين، والرنتيسي، والشقاقي، وعياش، وأبو شنب، والمقادمة، وشحادة، وغيرهم من القادة العظام، والمؤسسين الكبار، فهل قضيتَ على المقاومة؟!

كلا, افعلوا ما تريدون؛ فهذا الشعب الأعزل يعرف أنكم تخافونه؛ لذا تضربون من السماء، ولو كان عندكم شيء من شجاعة، لدخلتم بجنودكم إلى القطاع.


الرسالة الثانية إلى السلطة الفلسطينية ورئيسها

تَعْرِف - والكل يعرف -: أنكم شركاء في هذه المجزرة؛ بل لا نكون مُفْترين عليكم إذا قلنا: إنكم كنتم تسابقون الخطى، وتنتظرون تلك اللحظة بفارغ الصبر، وأنكم هددتم قبل ذلك بأنكم ستعودون إلى غزة، ولو بقوة السلاح, ولكنكم لن تعودوا؛ لأن مناظر الجثث التي كانت ملقاة على الأرض، ومناظر الأشلاء المتناثرة هنا وهناك - لن تفارق ذاكرة الشعب الفلسطيني في غزة، وسوف يذكرها دائمًا, لن ينسى الشعب لكم هذه المواقف المخزية.


الرسالة الثالثة إلى العلماء

نقول لهم: ياعلماءنا الكرام الأفاضل، لا تشاركوا في هذه المجزرة بصَمْتكم, فبالله عليكم، تَحَرَّكوا, بالله عليكم، قولوا كلمة واحدة؛ تَلْقَوْنَ بها الله - عز وجلَّ - راضيًا عنكم, بالله عليكم، كونوا كالعزِّ بن عبدالسلام, كونوا كابن تيمية, كونوا رجالاً في مثل هذه المواقف, أعيدوا للإسلام عزَّته, لا تتركوا أهل غزة وحدهم في هذه المأزق الكبير, لا تتركوهم وحدهم ينامون في الظلام, إنهم ينامون جوعى، لا طعام عندهم، ولا ماء، ولا دواء, ألم تسمعوا صراخ الأطفال؟! ألم تسمعوا عويل النساء؟! ألم تروا الأشلاء متناثرة في الشوارع؟!


الرسالة الرابعة إلى الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وفي الضفة الغربية

إنك - أيها الشعب الكريم في غزة - منذ أن ابْتُليت بهذا الكيان الظالم، وأنت صابر مرابط، تقف دائمًا مع المقاومة، تحتضن أبناءها، وتمسح على جراحهم, فها أنت في اختبار صعب، ولكننا نظن فيك خيرًا، فلا تتخلى عن المقاومة، ولا عن قيادتها الحكيمة؛ فها هم يشاركونك الحزن قبل الفرح؛ فأبناؤهم وإخوانهم شهداء، وأنتم كذلك، يا أهلنا في الضفة الغربية، التي تعاني الأمَرَّينِ من جنود الاحتلال، ومن تلك التي تسمى السلطة الفلسطينية.

وإلى حركة حماس فأقول: لله درُّكم من رجال! لا تستسلموا، ولا تهادنوا، واعلموا أنكم إن فرَّطتم في ذرة تراب من فلسطين، فستحملون في رقابكم دماء هؤلاء الشهداء؛ فاصبروا، وصابروا، ورابطوا، وكونوا أنصار الله.


بيان من الجماعة الإسلامية في لبنان حول العدوان على غزة

إن المجازر التي يرتكبها العدو الصهيوني في قطاع غزّة، ويذهب ضحيتها الآلاف من الأطفال والنساء والشيوخ والشباب، والإعتداءات الإجرامية التي تستهدف المساجد والمستشفيات والمدارس والجامعات والمؤسسات الاجتماعية والثقافية والبنى التحتية، والتلويح بحرب مفتوحة بهدف تدمير قطاع غزّة، وترك أهله يموتون قصفاً أو جوعاً.. كلّ ذلك يستدعي منا اعتماد المواقف والإجراءات التالية:

دعوة جامعة الدول العربية إلى عقد مؤتمر قمة، اليوم قبل الغد، والتفاهم على خطوات سريعة تضع حداً لهذا العدوان الغاشم، بما يؤدي إلى فك الحصار نهائياً عن قطاع غزة.

مطالبة منظمة المؤتمر الإسلامي بعقد اجتماع طارئ لاتخاذ الإجراءات الميدانية الرادعة، والقيام بكل ما هو مطلوب إنتصاراً لقضية فلسطين والأهل في قطاع غزة.

اعتبار الإعتداءات الهمجية التي ينفذها العدو الصهيوني في قطاع غزة، جرائم ضد الإنسانية، ودعوة مجلس الأمن الدولي إلى تحمل مسؤولياته، واتخاذ القرارات الكفيلة بوقف القصف، وإجبار العدو على وقف عدوانه بمقتضى الفصل السابع الذي ينص على استخدام القوة ومعاقبة الطرف المعتدي.

تذكير الشعوب كافة، الإسلامية والعربية منها خاصة، بمسؤولياتها الإنسانية والدينية والأخلاقية.. حيال جرائم ومجازر العدو الصهيوني التي يرتكبها بطائراته ومدافعه ضد الأبرياء الآمنين، الذين سقط منهم الآلاف بين شهيد وجريح.

إدانة المواقف العربية المريبة التي تحاول إلقاء المسؤولية على الأهل في غزة المحاصرة، وعلى الحكومة الفلسطينية المنتخبة، أو حتى تلك التي تساوي بين المعتدي والمقاوم، بين المجرم والضحية.

دعوة الحكومة اللبنانية إلى مواكبة التطورات المأساوية في فلسطين، والإسهام في تخفيف معاناة الأهل في قطاع غزة، والضغط باتجاه توافق عربي، والقيام باجراءات تتناسب وحجم المأساة الناجمة عن الحرب الإجرامية التي يشنها العدو الصهيوني.

مناشدة القوى اللبنانية جميعها، توحيد صفوفها وبرامجها في هذه الظروف الإستثنائية، والعمل من أجل نصرة فلسطين وأهل قطاع غزة الصامدين.

التأكيد على وحدة الموقف الفلسطيني في الداخل والخارج، ودعوة الفصائل الفلسطينية إلى الاستمرار في عملية التنسيق الشاملة بهدف ضرب مشاريع العدو وإسقاطها، من أجل تحصين الساحة الداخلية ودعم المقاومة حتى تتمكن من القيام بالدور المنوط بها، والتصدي للعدوان الصهيوني الآثم.

القيام بأوسع حملة تضامن ودعم للأهل في قطاع غزة، عبر التبرع بالمال والأدوية والمعدات الطبية والدم والمواد الغذائية، ليجري نقلها إلى القطاع الصامد بالوسيلة المناسبة.

مناشدة الحكومات العربية، لا سيما المحيطة بفلسطين، أن تقلع عن صمتها المريب إزاء ما يجري في قطاع غزة، بما يشكّل غطاءً لجرائم العدو الصهيوني.


بعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، أدلى نائب أمين عام الجماعة الإسلامية في لبنان (إبراهيم المصري) بتصريح قال فيه:

ارتكب الكيان الصهيوني إحدى أبشع جرائمه بقصف جوّي وبرّي وبحري ضدّ الفلسطينيين الصامدين المرابطين في قطاع غزة. والمشكلة أن المحيط العربي المجاور لقطاع غزة لم يفاجأ بالاجتياح، لأن وزيرة الخارجية الإسرائيلية طرحت الموضوع في القاهرة وتحدثت عنه قبل يومين خلال زيارتها إلى مصر ولقاءاتها مع كبار المسؤولين المصريين.


واليوم، وبعد مئات الشهداء والجرحى الذين سقطوا على ثرى فلسطين الطاهر، نؤكد على ما يلي:

أولاً: أن تفتح مصر – الجارة اللصيقة بغزة – حدودها مع القطاع، حتى تستطيع إغاثة الجرحى وتقديم العون إلى المصابين والمواد الغذائية إلى المرابطين الصامدين.

ثانياً: أن تبادر الحكومات العربية التي تقيم علاقات مع الكيان الصهيوني إلى قطع علاقاتها معه، السياسية والتجارية.

ثالثاً: أن تبادر كل المنظمات والفصائل الفلسطينية إلى تشكيل جبهة واحدة لمواجهة العدوان على غزة وتداعياته، وأن تعتبر العدوان على غزة عدواناً على فلسطين، كل فلسطين.

رابعاً: أن توقف السلطة الفلسطينية كل علاقاتها ومفاوضاتها مع الكيان الصهيوني، حتى لا يجري اعتبارها شريكاً في العدوان، بسكوتها أو تواطئها معه.

خامساً: أن تمارس الجماهير العربية والإسلامية كل أشكال الضغط على الأنظمة العربية حتى تقدّم للصامدين المرابطين كل أشكال الدعم السياسي والإغاثي، قياماً بالواجب الشرعي والوطني.