القمة العربية وتطوير العلاقات مع "إسرائيل"

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
القمة العربية وتطوير العلاقات مع "إسرائيل"


بقلم / د. عصام شاور

القمة العربية.jpg

رغم الخيبة التي أصابت الفلسطينيين عقب انتهاء قمة " سرت" العربية، إلا انه لا بد من إبداء بعض الملاحظات حولها، حيث إنها جاءت مكملة لمؤشر الانحدار في المواقف العربية المأزومة، وربما يكون الحديث حول مصير المبادرة العربية للسلام في القمة هو أكثر ما يلفت الانتباه، حيث أصبحت تلك المبادرة محور الصراع العربي الصهيوني، فإن كانت فلسطين هي محور الصراع في الماضي، فإن المبادرة العربية والطاولة التي وضعت عليها هي الميدان وساحة النزال.

هدد العرب بأن المبادرة لن تبقى إلى الأبد على الطاولة، وكبير موظفي جامعة الدول العربية هدد بسحبها "نكاية" بنتنياهو، ولكن ما الذي حصل؟ لقد أوفى العرب بوعدهم ولم تعد المبادرة على طاولة المفاوضات، وقد تم سحبها فعلا من القمة ولم تناقش ولن تناقش حيث أصبحت استراتيجية لا بديل عنها، ولا تفاوض حولها، وهم فقط ينتظرون من " إسرائيل" توقيعها ولكن بدون ضغوط ، بل وبمزيد من الدلال والتفريط في الحقوق الفلسطينية.

نص البند الأول لإعلان قمة " سرت" على : " نؤكد تمسكنا بالتضامن العربي ممارسة ونهجاً والسعي لإنهاء أية خلافات عربية وتكريس لغة الحوار بين الدول العربية نهجاً لإزالة أسباب الفرقة والخلاف، ولمواجهة التدخلات الأجنبية فى شؤونها الداخلية، ولتحقيق التنمية والتطور لشعوبها بما يكفل صون الأمن القومي العربي، وتمكينها من الدفاع عن نفسها، والمحافظة على سيادتها، وتطوير علاقاتها مع دول الجوار الإقليمي بما يحقق المصالح العربية المشتركة "، وهنا نسأل: ما الذي يقصده العرب بتطوير العلاقات العربية مع دول الجوار الإقليمي؟ وأي دول يقصدون؟.

معلوم أن دول الجوار ل" الوطن العربي" هي إيران وتركيا وبعض دول أفريقيا وهناك كيان غاصب يدعى " إسرائيل"، أما بالنسبة لإيران فبعض الدول العربية منهمكة في التسهيلات الممكن تقديمها للولايات المتحدة الأمريكية و" إسرائيل" إذا ما تقرر ضربها عسكرياً، أما تركيا فهناك " فيتو" عربي على تطوير العلاقة معها خشية استحواذها على دور سياسي أكبر من دور العرب مجتمعين، وقد لمسنا ذلك حين حاولت تركيا التدخل لصالح غزة أبان العدوان الإسرائيلي عليها، وكذلك منعها من التدخل في صفقة شاليط، أما دول أفريقيا فلا أعتقد أنهم ضمن الحسابات العربية وخاصة أن الحديث يدور حول صون "الأمن القومي العربي".

باختصار فإن العرب قرروا التمسك بروح " المبادرة العربية" وهو السلام مع " إسرائيل"، وتطوير العلاقات معها كدولة مجاورة _حسب تعبيرهم_ ،وبذلك يخففون من رعبهم غير المبرر منها ويضمنون استقراراً أطول لحكمهم المتوارث، ولا أعتقد أنه يضيرهم لو قدموا مزيداً من التنازلات على حساب الشعب الفلسطيني وحقوقه غير القابلة للتصرف.


المصدر : المركز الفلسطيني للإعلام