بيان من الإخوان المسلمين بشأن حالة الاحتقان الشعبى والاستبداد الأمنى فى مصر

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
بيان من الإخوان المسلمين بشأن
حالة الاحتقان الشعبى والاستبداد الأمنى فى مصر



إن الإخوان المسلمين وهم يتابعون ما يجرى على الساحة الدولية والإقليمية والداخلية وعلى إثر أحداث تونس،ورغبة فى الحفاظ على أمن الوطن واستقراره وعلى أرواح المواطنين وممتلكات الشعب ومكانة مصر،قد أصدروا بيانا واضحا بمتطلبات وطلبات الإصلاح الحقيقى السياسى والاجتماعى والاقتصادى وكيفية تحقيق احترام حقوق الشعب ومحاربة الفساد ومحاسبة المفسدين .

وهذه هى المطالب الوطنية التى تكفل تحقيق الحريات والاستقرار والأمن لمنع الفوضى التى يحذر منها الجميع.

وفوجئنا برد فعل متعجل يخلو من الحكمة والكياسة وينبئ عن الإصرار على بقاء النظام فى ذات الموقع الذى يدعم الاستبداد والفساد وإرهاب الدولة،وذلك باستدعاء مسئولى الإخوان المسلمين بالمحافظات وتهديدهم بالبطش والاعتقال والمواجهة العنيفة وربما الدامية فى حالة النزول إلى الشارع لإعلان هذه المطالب الشعبية.

وإزاء هذا فإننا نعلن رفضنا للتهديدات، والإرهاب،ونؤكد على أن ملف الجماعة ملف سياسى ولا ينبغى أن يكون بيد الأمن،فإن كان هناك من يريد أن يتحاور مع الأمة ونحن من نسيجها وموجودون ومنتشرون ومتجذرون فيها لبحث وسائل الإصلاح ومنهج التغيير لكى نخرج جميعا من الأزمة والمأزق الذى يعيش فيه الناس والوطن،فنحن على أتم استعداد لذلك، بل ندعو لحوار وطنى شامل لكل القوى والاتجاهات والأحزاب والحركات السياسية والممثلين لكل فئات الشعب .

ولا يتصور عاقل أن أسلوب التهديد والوعيد يمكن أن يخيفنا، لأننا نعمل لله من أجل تحقيق مصلحة الأمة، ومن يعمل لله لا يخيفه شئ، لأنه يخاف الله وحده ( فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ)

ونؤكد أن الواجب على المسئولين الآن التعامل مع الاحتقان الشعبى النابع من الفساد والاستبداد بالحكمة المطلوبة وهى الاستجابة لمطالب الأمة والبدء فى تطبيقها فورا،بدلا من إحالة كل الملفات الهامة فى المجتمع إلى الجهات الأمنية التى لا تتعامل إلا بمنهج التهديد والوعيد والاعتقال والتعذيب والسجن بل والقتل، الأمر الذى لا يعالج قضية ولا يحقق عدلا ولا استقرارا،بل ويثير كل طوائف الشعب ويكرس كراهية الأمن والنظام فى نفوس الجميع .

هذا هو موقفنا ونداؤنا إلى الأمة بأسرها ويد بيد وساعد بساعد نبنى المستقبل العادل الآمن لهذا الوطن ولو كره المفسدون،ولن نكون أبدا إلا وسط الشعب، نشاركه همومه وآماله ونعمل من أجل تحقيق حريته وكرامته،ونسعى معه فى كل الأنشطة التى تقرب ساعة الحرية،وإن غدا لناظره قريب .

( وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ)

أ.د. محمد بديع
المرشد العام للإخوان المسلمين

القاهرة فى : 19 من صفر 1432هـ

23 من يناير 2011م